بعد 73 يوماً على سيطرة الجولاني.. الكيان الصهيوني يُنشئ 7 قواعد عسكرية ومنطقة أمنية في سوريا
انفوبلس..
ضمن خطة لتعزيز وجوده العسكري بعد سيطرة جماعات الجولاني على سوريا، أنشأ الكيان الصهيوني منطقة أمنية و7 قواعد عسكرية في الأراضي التي احتلها بعد سقوط الأسد، ويأتي ذلك وسط توسع العمليات العسكرية الصهيونية في الجولان والمنطقة العازلة، في ظل صمت إدارة الجولاني وإدانات دولية متزايدة.
وكشفت صور أقمار صناعية، إنشاء الكيان الصهيوني 7 قواعد عسكرية في الأراضي السورية التي احتلتها بعد سيطرة جماعات الجولاني على البلاد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الماضي، وفق ما أوردته صحيفة هآرتس العبرية.
وقد نشرت الصحيفة تقريرا تناول صور أقمار صناعية -وفرتها شركة "بلانيت لابس بي بي سي" الأميركية- أظهرت مواصلة جيش الاحتلال بناء قواعد عسكرية في المناطق التي احتلتها داخل سوريا.
ووفقا للتقرير، أنشأ جيش الاحتلال ما لا يقل عن 7 قواعد عسكرية في المناطق التي يحتلها، وعلى قمة جبل الشيخ.
وأشار إلى أن الجيش بدأ العمل في ديسمبر/كانون الأول 2024 على البقاء في المناطق التي احتلها في سوريا لفترة طويلة.
ووسع الكيان الصهيوني رقعة احتلاله لمرتفعات هضبة الجولان باحتلال المنطقة السورية العازلة وجبل الشيخ، مستغلة الإطاحة بنظام بشار في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، كما وسعت هجماتها على بنى تحتية ومواقع عسكرية بسوريا.
وبدأ جيش الاحتلال تدمير البنية التحتية العسكرية والقدرات المتبقية من الجيش السوري، ووسّع نطاق احتلاله في مرتفعات الجولان التي تعد جزءا من الأراضي السورية.
وتقدم جيش الاحتلال داخل المنطقة العازلة المحيطة بمرتفعات الجولان، موسعًا نطاق احتلاله حتى وصل إلى مسافة 25 كيلومترا من العاصمة دمشق.
وحسب التقرير، فإن المواقع الجديدة أنشئت في جبل الشيخ، وحضر، وجُباثا الخشب، والحميدية، والقنيطرة، والقطنية، وتل قودنة، في إطار "إعادة تنظيم منطقة العزل بين سوريا والكيان، حيث تعمل القوات الصهيونية على تعزيز مواقعها العسكرية في المنطقة".
كما أشار إلى أن جيش الاحتلال بدأ في ديسمبر الماضي بتنظيم وجوده في المنطقة، "استعدادًا لإقامة طويلة الأمد" لم يُحدد موعد انتهائها حتى الآن.
وكجزء من هذه الخطة، تم إنشاء "مبانٍ سكنية للقوات ومقرات قيادة وعيادات طبية ومرافق للاستحمام والصرف الصحي، إلى جانب تعزيز البنية التحتية لتتلاءم مع الظروف المناخية في الجولان".
كما أوضح التقرير أن قسم اللوجستيات في قيادة المنطقة الشمالية، بالتعاون مع مديرية التكنولوجيا واللوجستيات في جيش الاحتلال، "عمل على تجهيز القواعد بمنشآت معزولة ضد البرد، وأنظمة تدفئة، ومولدات كهربائية، ومرافق لتسخين المياه، لضمان القدرة التشغيلية للقوات المنتشرة في المنطقة".
ووفق هآرتس، فإن هذا الانتشار يأتي في إطار "تعزيز الدفاعات الصهيونية على طول الحدود مع سوريا، خاصة في ظل التطورات التي تشهدها بعد إطاحة فصائل مسلحة بنظام بشار الأسد".
وكان وزير حرب الكيان الصهيوني، يسرائيل كاتس، قد صرح الشهر الماضي خلال زيارته لموقع تمركز القوات الصهيونية في جبل الشيخ، بأن القوات "ستبقى في المنطقة الأمنية لفترة غير محدودة".
وقال: "لن نسمح للقوة المعادية بترسيخ وجودها في جنوب سوريا".
التحركات الصهيونية يقابلها صمت مطبق من الإدارة السورية الجديدة برئاسة أبو محمد الجولاني، الذي اكتفى بالتأكيد على التزام إدارته باتفاق عام 1974 مع الكيان الصهيوني، داعيا لإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل التوغل الصهيوني في المنطقة العازلة.
في الوقت الذي أعلن الكيان انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974، وانتشار جيشها بالمنطقة العازلة منزوعة السلاح بهضبة الجولان التي تحتل معظم مساحتها منذ عام 1967، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.
يُذكر أن عام 1974 شهد توقيع اتفاقية فصل القوات بين الكيان الصهيوني وسوريا، والتي حددت حدود المنطقة العازلة والمنطقة منزوعة السلاح.
وقبل نحو أسبوع، قالت إذاعة جيش الاحتلال إن الكيان الصهيوني أقام بهدوء شديد منطقة أمنية داخل الأراضي السورية، وإنه لا يوجد في الوقت الراهن تاريخ نهائي لاستمرار الاحتفاظ بتلك المنطقة.
وأضافت القناة أن الوجود الصهيوني في سوريا لم يعد مؤقتا حيث يتم بناء 9 مواقع عسكرية بالمنطقة الأمنية، مضيفة أن 3 ألوية تعمل هناك مقارنة بكتيبة ونصف الكتيبة قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأكدت أن الجيش يخطط للبقاء بسوريا طيلة عام 2025.
وجاءت هذه التصريحات بعد أيام قليلة من شن الطائرات الحربية الصهيونية غارات استهدفت مواقع عسكرية في منطقة الكسوة بريف دمشق، مما أدى إلى انفجارات عنيفة واندلاع حرائق كبيرة في المنطقة.
وأتت هذه الغارات الجوية ضمن سلسلة من الضربات الصهيونية المتكررة على الأراضي السورية، والتي يزعم الكيان أنها تستهدف مواقع مرتبطة بجماعات مسلحة.
كما يأتي هذا الاستهداف في ظل تصاعد التوترات على الحدود السورية مع الأراضي المحتلة، حيث تواصل القوات الصهيونية توسيع نطاق توغلها في محافظة القنيطرة.
