تصعيد ترامب يرتد عليه.. المكسيك تطرد الطائرات الأمريكية المحملة بالمهاجرين وكندا تهدد بالتعامل بالمثل بشأن الرسوم

انفوبلس..
على عكس كولومبيا التي رضخت قبل ساعات لضغوط ترامب بشأن إعادة المهاجرين، تمسكت المكسيك بموقفها الرافض لسياسة الرئيس الأمريكي الجديد حيث رفضت استقبال اللاجئين المرحَّلين من الولايات المتحدة، وعلى الجانب الآخر هددت كندا بأن رسوم ترامب عليها سترتد على الأمريكيين، فهل خسر ترامب مواجهته الأولى بعد توليه الرئاسة؟
الخميس الماضي، قال مسؤول أميركي وآخر مكسيكي لوكالة رويترز، إن المكسيك رفضت طلباً من إدارة ترامب بالسماح لطائرة عسكرية أميركية تُقلّ مهاجرين، تقرر ترحيلهم من البلاد، بالهبوط في أراضيها.
وتوجهت طائرتان عسكريتان أميركيتان تحمل كل منهما نحو 80 مهاجراً إلى غواتيمالا أمس الجمعة. لكن الحكومة لم تتمكن من المضي قُدماً في الرحلة الثالثة التي كانت مقررة إلى المكسيك بعد رفض استقبال تلك الطائرة.
وأكد مسؤول أميركي ومسؤول آخر مكسيكي القرار الذي كانت شبكة إن.بي.سي. نيوز أول من أوردته.
وقالت وزارة الخارجية المكسيكية في بيان لاحق، إن المكسيك تربطها "علاقة رائعة للغاية" مع الولايات المتحدة وتعاونت في قضايا مثل الهجرة. وأضافت الوزارة: "عندما يتعلق الأمر بعمليات الترحيل، فنحن نقبل دائماً وصول المكسيكيين إلى أراضينا بكل ترحاب".
ولم يذكر المسؤول المكسيكي أي سبب لرفض استقبال بلاده الطائرة، في حين لم تُشر وزارة الخارجية إلى الواقعة. وأعلنت إدارة ترامب، الأسبوع الماضي، أنها أعادت إطلاق البرنامج المعروف باسم "اِبقَ في المكسيك" الذي يُجبر طالبي اللجوء غير المكسيكيين على الانتظار في المكسيك لحين البت في قضاياهم في الولايات المتحدة.
وقالت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم، الأربعاء الماضي، إن مثل هذه الخطوة تتطلب موافقة الدولة التي تستقبل طالبي اللجوء وإن المكسيك لم تفعل ذلك. ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية أو وزارة الدفاع (البنتاغون) على طلبات للتعليق.
ورداً على تصرف المكسيك، قالت وزارة الداخلية الأميركية، الجمعة الماضية، إنها غيّرت رسمياً اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا.
وأوضحت الوزارة في بيان، إن هذا القرار جاء بناءً على توجيهات الرئيس دونالد ترامب، مشيرة إلى أن "هذا التغيير يؤكد التزام الأمة بالحفاظ على التراث الاستثنائي للولايات المتحدة وضمان احتفال الأجيال القادمة من الأميركيين بمقدراتها التاريخية".
ورغم أن ترامب يمكنه توجيه هيئة المسح الجيولوجي الأميركية لتغيير تسمية خليج المكسيك داخل الولايات المتحدة، فإنه من غير المرجح أن يُعترف بهذا التغيير دوليًا.
وأشارت المكسيك، التي تمتلك أيضًا ساحلًا طويلًا يحيط بالمسطح المائي، إلى أن اسم "خليج المكسيك" معترف به دوليًا ويُستخدم كمرجع ملاحي بحري منذ مئات السنين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اقترحت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم مازحة أن تُعاد تسمية أميركا الشمالية، بما في ذلك الولايات المتحدة، باسم "أميركا المكسيكية"، وهو اسم تاريخي ورد في خريطة قديمة للمنطقة.
وعلى حدود الولايات المتحدة الشمالية، افتعل ترامب أزمة جديدة، حيث قرر ترامب زيادة الرسوم الجمركية على كندا، لترد بحزم كبير على قرار ترامب.
وفي يوم الثلاثاء الماضي، أعلن رئيس وزراء كندا جاستين ترودو، أن بلاده قد تفرض رسوما جمركية مساوية على السلع الأمريكية، رداً على أي زيادة محتملة في الرسوم الجمركية التي قد تفرضها واشنطن على الواردات الكندية.
وقال ترودو للصحفيين: "أولاً، كل شيء قيد الدراسة. أنا أُؤيد مبدأ الدولار مقابل الدولار في مسألة فرض الرسوم الجمركية. هذا ما سننظر فيه بالتأكيد".
وشدد ترودو على أن كندا ستتخذ إجراءات مماثلة إذا قررت الولايات المتحدة فرض رسوم استيرادية بنسبة 25% على السلع الكندية. وأضاف: "إذا قرر ترامب فرض رسوم على وارداتنا، فقد نضطر إلى الرد برسوم مكافئة على الواردات الأمريكية".
يأتي هذا التصريح في إطار التوترات التجارية المتصاعدة بين البلدين، حيث تسعى كندا لحماية مصالحها الاقتصادية في مواجهة أي إجراءات أمريكية قد تؤثر على تجارتها.
وأكد ترامب خلال تنصيبه أن الرسوم الجمركية قادمة، مشيرا إلى أن الدول الأجنبية هي من ستدفع هذه الرسوم، رغم أن هذه الضرائب تُدفع عادة من قبل المستوردين المحليين ويتم تحميلها غالبا للمستهلكين.
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، إن بلادها "ستواصل العمل على منع فرض الرسوم الجمركية"، لكنها أكدت أنها تعمل أيضا على إعداد خطط للرد.
بدوره، قال وزير المالية الكندي دومينيك ليبلان، إن ترامب يمكن أن يكون غير متوقع. وأضاف: "لا ينبغي أن يفاجئنا أي من هذا. بلدنا مستعد تماما للرد على أيٍّ من هذه السيناريوهات."
كما قالت سفيرة كندا لدى واشنطن، كيرستين هيلمان، إن خطة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لفرض رسوم جمركية قد تدفع بلادها إلى "الرد بالمثل"، وأضافت: "مع فائق الاحترام للرئيس ترمب، قد تكون هناك طرق أخرى لتلبية تلك الاحتياجات، لكنها ستكون أكثر تكلفة وأقل موثوقية وستؤدي، كما أقول، إلى نوع من الرد المتبادل، في حين أن ما يجب علينا فعله حقاً هو العمل معاً". ورفضت هيلمان الإفصاح عما إذا كانت الرسوم الجمركية التي تفرضها كندا ستكون متساوية مقابل كل دولار، مضيفة: "آخر شيء نريد القيام به هو التصعيد".
وقبل يومين، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، إن المستهلكين الأميركيين سيدفعون المزيد إذا قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض تعريفة جمركية على المنتجات الكندية.
وقال ترودو، إنه إذا مضى ترامب قُدماً في خطته "سواء في 20 يناير، أو في أول فبراير، أو في 15 من الشهر ذاته كهدية عيد الحب، أو في أول أبريل أو في أي وقت"، فإن كندا سترد بفرض تعريفات انتقامية و"ستزيد أسعار كل شيء تقريباً بالنسبة للمستهلكين الأميركيين".
وأضاف ترودو في تصريحاته للصحفيين في أوتاوا: "نحن لا نعتقد أنه يريد ذلك".