تقرير نهائي يحسم أسباب سقوط طائرة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ورفاقه.. ماذا جاء فيه؟
انفوبلس/ تقرير
وضعت خلاله النقاط على الحروف ونسفت روايات المحللين وتكهنات الخبراء من جديد، نشرت إيران، اليوم الأحد 1 أيلول/ سبتمبر 2024، نتائج التقرير النهائي للتحقيق بسقوط مروحية الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي ومرافقيه واستشهادهم في شهر مايو/ أيار الماضي 2024، فماذا جاء في تلك النتائج؟
تحطمت طائرة الهيلكوبتر الرئاسية شمال غربي إيران، في 19 مايو/أيار الماضي، ما أسفر عن استشهاد الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، وأربعة مسؤولين حكوميين، من بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.
*تفاصيل التقرير النهائي
أصدرت لجنة التحقيق في أسباب سقوط مروحية الرئيس الايراني الراحل إبراهيم رئيسي اليوم الأحد، بيانا حددت فيه سبب سقوطها. وجاء في التقرير النهائي لهيئة الأركان العامة حول أسباب حادث مروحية الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي:
*جميع المستندات المتعلقة بصيانة وإصلاح طائرات الهليكوبتر منذ وقت الشراء والاستخدام حتى وقت وقوع الحادث، بما في ذلك الإصلاحات الرئيسية واستبدال الأجزاء الرئيسية والمهمة، تم التحقق فيها من تنفيذ جميع الإجراءات وفقا للمعايير المحددة.
*المستندات المتعلقة بإصلاحات المروحية في آخر 4 سنوات، خضعت أيضا لمراجعة الخبراء ولم تتم ملاحظة أي مشاكل في عملية الإجراءات المتخذة.
*تقرير بالوثائق والمراسلات الخاصة بالبعثة: منذ طلب المروحية من قبل مكتب الرئاسة، وتسليم المروحية، وتحديد كيفية تنفيذ المهمة وإرسال المروحية من طهران إلى تبريز، التمركز في مطار تبريز، التزود بالوقود، رعاية المروحيات، كيفية الانطلاق ومواصلة مهمة طيران المسؤولين إلى الأماكن المخصصة لها، تبين أنها التزمت بالتعليمات والإشعارات والأنظمة والقواعد والأنظمة والمعايير اللازمة.
*تم فحص خرائط الطيران من تبريز إلى جسر أغباند وسد "قيز قلعة سي" ومن هناك إلى مصفاة تبريز بعناية من قبل الخبراء، وتبين أن المروحية تحركت على المسار المتوقع ولم تنحرف عن هذا المسار.
*تم ترميم الكمبيوتر المحمول لطيار المروحية (نوع الآيباد) على يد مختصين وخبراء، والذي يوضح صحة معلومات مسار طيران المروحية منذ انطلاق الرحلة من تبريز إلى وجهة سد "قيز قلعة سي"، ومن تلك النقطة عند العودة حتى وقت وقوع الحادث كانت تسير وفقا للطريق المحدد مسبقا.
*تم اختبار الأجزاء والأنظمة المتبقية للطائرة الهليكوبتر (أي المحركات وأنظمة نقل الطاقة والتزود بالوقود والمعدات الإلكترونية والكهربائية أو الفريدة) من قبل خبراء ومتخصصين في منظمة صناعة الطيران التابعة لوزارة الدفاع، ولم يكن هناك أي العيوب المؤثرة في سقوط المروحية.
*تم فحص تقارير هيئة الإرصاد الجوية (أي حالة الطقس الحالية والتنبؤات والتحذيرات من الأحوال الجوية غير المستقرة) من اليوم السابق وكذلك يوم الحادث من قبل الخبراء وكانت مطابقة للظروف التي حدثت في يوم الحادث.
*تم التحقق من معلومات نظام التسجيل الصوتي للمقصورة (CVR) وتسجيل معلومات الرحلة في نظام FDR للمروحية المرافقة لطاقم الرحلة (MIL 171) بعد التنفيذ، وفي هذا النظام لم تكن هناك رسالة أو إعلان ولم يتم الإعلان عن حالة طارئة من طيار المروحية.
*بناءً على تقرير مراجعة اللجنة الفنية للطب الشرعي. وفي نتائج فحوصات السموم والباثولوجية على أجساد الشهداء الطاهرة لم يتم الإعلان عن أي حالات اشتباه.
*تم فحص أجزاء وأنظمة المروحية من قبل خبير، ولم تظهر أي علامات تخريب في الأجزاء والأنظمة.
*إمكانية استهداف المروحية من قبل الأنظمة الهجومية والدفاعية والحرب الإلكترونية وإنشاء مجال مغناطيسي وليزر تم فحصها من قبل خبير ومتخصص وأي تداخل من العناصر المذكورة في حدوث حادث هو مستبعد.
ومما جاء في ملخص هذا التقرير: "وبالنظر إلى الحالات الـ 11 وتحقيقات الخبراء والمتخصصين التفصيلية والاختبارات العديدة ونتائجها، فإن الرأي النهائي لهيئة الخبراء العليا للأركان العامة للقوات المسلحة هو: أن السبب الرئيسي لتحطم المروحية هو "الظروف المناخية والجوية المعقدة". ظروف المنطقة، في فصل الربيع"، تم رصد ظهور مفاجئ لـ "كتلة كثيفة من الضباب الكثيف والمتصاعد" باتجاه الارتفاع واصطدام المروحية بالجبل".
والإثنين 20 مايو/أيار 2024، أعلن التلفزيون الإيراني وفاة رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق لهما بحادث تحطم مروحية الأحد (19 أيار 2024)، في محافظة أذربيجان الشرقية أثناء عودتهم من مراسيم افتتاح سد على الحدود، بمشاركة رئيس أذربيجان إلهام علييف.
كما توفي في حادث السقوط كل من محافظ تبريز مالك رحمتي، وإمام صلاة الجمعة في تبريز محمد علي هاشم، إضافة إلى اثنين من كبار الضباط في الحرس الثوري الإيراني، وطاقم المروحية المكون من ثلاثة أفراد.
حيث شارك في عمليات البحث 73 فريق إنقاذ، وتم إرسال 23 فريقاً من طهران والمحافظات المجاورة، وتم الوصول إلى حطام الطائرة، بعد ما يقارب 15 ساعة من تعرضها لـ"حادث" شمال غربي البلاد، بحسب وسائل إعلام إيرانية.
وبحسب مراقبين تحدثوا لشبكة "انفوبلس"، فإن التقرير الثاني جاء مكمّلاً للنتائج التي وردت في التقرير الأول والثاني ومطابقاً لهما، حيث لا دلالة على وجود أي أعمال تخريبية أو إطلاقات نارية خلال سقوط المروحية، وبالتالي نسَفَ الروايات التي تحدثت عن وجود عملية اغتيال مدبَّرة طالت الرئيس الإيراني ورفاقه.
وكانت الروايات تضاربت بشأن أسباب سقوط المروحية بين من اعتبرها حادثا عرضيا غير متعمد وبين آخرين رأوا أنها عملية مخطط لها ووجهوا أصابع الاتهام لجهاز المخابرات الإسرائيلي (موساد) بالوقوف وراءها.
وقد وُوري جثمان الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي الثرى في العتبة الرضوية في مدينة مشهد مسقط رأسه شمال شرقي إيران. وشاركت في تشييع الجثمان حشود كبيرة، وعدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين، حيث رفعت الأعلام السود وصور للرئيس الراحل.
كما أدى الدكتور مسعود بزشكيان، الثلاثاء، 30 يوليو/تموز 2024، اليمين الدستورية رئيسًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية خلفا لرئيسي. وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن بزشكيان أدى اليمين الدستورية رئيسًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك بحضور كبير من الوفود العربية والأجنبية التي وصلت طهران للمشاركة في حفل التنصيب.
*إبراهيم رئيسي في سطور
الرئيس الإيراني الراحل حقوقي ورجل دين وُلد في 14 ديسمبر/كانون الأول عام 1960 بمدينة مشهد الإيرانية. وفي عام 1981، تولى منصب النائب العام لمدينة كرج بمحافظة البرز وتدرج في المناصب ليتولى منصب وكيل النائب العام للعاصمة طهران وهو في سن 25 عاماً.
وفي عام 1988 عُيّن من قِبَل الإمام الخميني عضواً في لجنة من 4 أشخاص للبت بأحكام الإعدام بحق المعارضين في السجون. وبعد وفاة الخميني تدرج رئيسي بسرعة في مناصب الدولة خلال فترة المرشد الإيراني علي خامنئي وتولى منصب المدعي العام لطهران بين عامي 1989 و1994. وفي عام 1994 عين رئيساً لهيئة الرقابة الحكومية وبقي 10 سنوات في هذا المنصب.
وتم تعيين رئيسي نائباً أول لرئيس السلطة القضائية في عام 2004. وفي 2014 عيّن رئيسي مدعياً عاماً لإيران، وتم تعيينه من قِبَل خامنئي عام 2016 رئيساً لمؤسسة "مرقد الإمام الرضا ومجمعه".
خسر رئيسي الانتخابات الرئاسية كمرشح لحزب المحافظين، أمام الرئيس الأسبق حسن روحاني في انتخابات 19 مايو/أيار عام 2017. وتم تعيينه في منصب رئاسة السلطة القضائية الشاغرة في مارس/آذار 2019، بعد إقالة رئيس السلطة القضائية صادق أمولي لاريجاني من قبل خامنئي وتعيينه رئيساً لمجلس تشخيص مصلحة النظام.
وفي الانتخابات التي أُجريت في إيران في 18 يونيو/حزيران 2021، فاز رئيسي بفارق كبير، حيث حصل على 62 بالمئة من الأصوات، وأصبح الرئيس الثامن للبلاد.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على رئيسي في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، لعضويته في اللجنة التي كانت تبت بأحكام الإعدام للمعارضين 1988 ولادعاءات أمريكية بدور رئيسي في قمع المتظاهرين عام 2009.