جردة بخسائر جيش الاحتلال منذ بدء حرب غزة.. نحو 900 قتيل وآلاف الجرحى والمعاقين
انفوبلس/ تقارير
مع دخولها اليوم الـ465، سلّطت انفوبلس الضوء على الخسائر التي مُني بها الاحتلال منذ بدء الحرب في غزة، إذ قادت الإحصائيات إلى تكبُّد القوات الإسرائيلية خسائر فادحة في الأرواح والمعدات نجم عنها مقتل نحو 900 ضابط وجندي وإصابة الآلاف بجروح أو إعاقات دائمة مع تكاليف باهظة تجاوزت الـ67 مليار دولار، فماذا جاء بالإحصائيات أيضا؟ وكيف أجبر الفلسطينيون أعداءهم على الاعتراف بهزيمتهم؟
خسائر فادحة
في آخر تطورات الحرب في غزة، أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر جديدة في صفوفه خلال العمليات العسكرية في القطاع ، وسط تصاعد الانتقادات الداخلية لاستمرار الحرب وعدم تحقيق أهدافها المعلنة.
وأفاد مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ13 الإسرائيلية أور هيلر بمقتل 3 جنود إسرائيليين في بيت حانون شمال قطاع غزة، إثر انفجار ألغام زرعتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في دبابة ميركافا.
وأشار هيلر إلى أن هذه الحادثة رفعت عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي في بيت حانون إلى 6 خلال أسبوع واحد.
وقتل جندي إسرائيلي أثناء القتال في غزة، الاسبوع الماضي، عقب مقتل جنديين آخرين، الإثنين، حسبما أعلن الجيش.
والجندي القتيل هو رقيب أول، بينما قتل الاثنين الماضي نقيب ورائد في الجيش الإسرائيلي.
وحسب إحصاءات إسرائيلية، يرتفع بذلك عدد القتلى بين الجنود منذ بدء الهجوم البري على قطاع غزة إلى 398 قتيلا.
وخلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أقر الاحتلال حتى اليوم بمقتل 835 ضابطا وعسكريا، إضافة إلى آلاف الجرحى والمعاقين جسديا ونفسيا جراء الحرب.
وفي تحليل للوضع، قال محلل الشؤون السياسية في القناة الـ12 أمنون أبراموفيتش إن الشهر الماضي وحده شهد مقتل 16 جنديا إسرائيليا، دون احتساب المصابين بجروح خطيرة.
ووصف أبراموفيتش العمليات العسكرية بأنها "مطاردة وراء أشباح"، مشيرا إلى صعوبة القضاء نهائيا على كل عناصر حماس.
فشل الحرب
وفي سياق متصل، وجّه رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت انتقادات حادة لإدارة الحرب، معتبرا أن عدم تحقيق أهداف الحرب في غزة بعد مرور سنة و3 شهور يعد "إخفاقا" و"مؤشرا على خلل في خطة الحرب".
وأكد أن الأهداف المعلنة للحرب، والمتمثلة في تحقيق النصر المطلق وإزالة التهديدات والقضاء على القدرات العسكرية لحماس واستعادة المخطوفين، لم تتحقق بعد.
وفي مشهد يعكس حالة الانقسام داخل المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، كشف مراسل الشؤون السياسية في قناة كان 11 ميخائيل شيمش عن مشادة كلامية حادة بين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ورئيس الأركان هرتسي هاليفي خلال اجتماع المجلس الوزاري الأمني والسياسي، حول توصيف عناصر حماس وحزب الله إذا ما كانوا "إرهابيين أو ناشطين".
وفي سياق الانتقادات المتصاعدة، قالت متحدثة من حركة "غيشة" في "مؤتمر رفض الحرب" إن الاستخدام الواسع للمواد المتفجرة والخارقة من قِبل إسرائيل أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا في غزة، بما في ذلك عائلات متعددة الأجيال، مشيرة إلى حجم الدمار غير المسبوق تاريخيا.
وفي شهادة لافتة، كشف شاحر زهيرو، قريب أسير إسرائيلي قُتل في غزة، عن تحول الجيش الإسرائيلي إلى ما وصفه بـ"جيش مليشيات"، مشيرا إلى انتشار الشعارات الدينية المتطرفة بين صفوف الجنود.
وانتقد زهيرو سياسة الجيش في التعامل مع المدنيين، متسائلا عن التناقض في المعايير بين ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وما يحدث في غزة.
تغيير أساليب القتال بعد خسائر فادحة
أما أمس الأحد، فقد كشفت صحيفة معاريف العبرية، أن الجيش الإسرائيلي بدأ يغير أساليب القتال في بيت حانون شمالي قطاع غزة بعد خسائر فادحة مُني بها السبت في معركة هناك.
ومساء السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 4 عسكريين، أحدهم ضابط احتياط يخدم في كتيبة (79) التابعة للواء المدرع “همحتس”، فيما ينتمي القتلى الآخرون إلى لواء النخبة “ناحال”، وإصابة 6 آخرين، بينهم اثنان بجروح خطيرة، جراء تفجير عبوة شديدة الانفجار في بيت حانون، وفق صحيفة “معاريف”.
وقالت الصحيفة: “هذه الحادثة دفعت فرقة غزة إلى إجراء تحقيق سريع وتغيير أسلوب عمل وحركة القوات في منطقة القتال”.
وأضافت: “تعتبر المناورة البرية في بيت حانون حيوية لاستعادة الأمن” إلى المستوطنات المحاذية لقطاع غزة في الشمال ومدينة سديروت.
وأوضحت أنه “منذ بدء المناورة قبل أكثر من أسبوعين، قُتل 11 مقاتلا إسرائيليا وجُرح نحو عشرين آخرين”.
وقالت إنه مع عودة الجيش الإسرائيلي إلى بيت حانون بعد نحو عام من الاجتياح البري السابق للمنطقة، وجد حركة حماس وهي تحاول إعادة تنظيم صفوفها هناك.
وأردفت الصحيفة أن مقاتلي حماس “انتظروا واستعدوا لوصول الجيش الإسرائيلي مرة أخرى إلى بيت حانون”.
وشملت استعدادات حماس وفق ادعاء الصحيفة “وضع مئات أو ربما آلاف الكاميرات في مناطق مختلفة لرصد تحركات قوات الجيش الإسرائيلي، وتفخيخ مئات المنازل وتفخيخ الممرات بالقنابل المزروعة على جانبي الطريق، وإعداد المخابئ لإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات وقنص القوات”.
وقررت “فرقة غزة” في أعقاب الحادث، “اتخاذ عدد من الخطوات، بما في ذلك إطلاق المزيد من النيران قبل كل تحرك للقوات البرية، وفتح المحاور باستخدام الطائرات المسيرة وليس الجرافات فقط”، وفق المصدر ذاته.
67 مليار دولار تكلفة الحرب على غزة
من جانبها، قالت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية إن تكلفة الحرب على قطاع غزة بلغت نحو 250 مليار شيكل (67.57 مليار دولار) حتى نهاية عام 2024.
واستندت الصحيفة إلى تقديرات بنك إسرائيل، وأوضحت أن المبلغ يشمل "التكاليف الأمنية المباشرة، والنفقات المدنية الكبيرة والخسائر في الإيرادات، وليس كل شيء".
ووصفت الصحيفة هذه التكلفة بالـ"ثقيلة" وبكونها تعكس الـ"فشل" في الحرب على القطاع، موضحة أن ذلك يتطلب "الحاجة إلى زيادة كبيرة في ميزانية وزارة الدفاع الإسرائيلية خلال العقد المقبل".
وقالت إن "تلك الميزانية (المستقبلية) تتمثل في شراء مزيد من الطائرات والمروحيات وناقلات الجنود المدرعة وكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، فضلا عن الاستثمار في البشر أو الجندي الإسرائيلي نفسه".
وأضافت الصحيفة أن "فشل الجيش الإسرائيلي في الحرب على غزة لم يقف عند هذا الرقم، فقد سبقه عدد من الخسائر البشرية والمصابين، إضافة إلى عائلات وأُسر المصابين الذين تضرروا معنويا وبعضهم عقليا أيضا".
ولفتت إلى أن "الحديث عن أرقام الحرب ونتائجها يأتي على خلفية الحديث عن لجنة فحص ميزانية الأمن والدفاع"، المعروفة إسرائيليا بـ"لجنة ناجل" على اسم رئيسها يعكوف ناجل.
خسائر على مستوى الأسرى أيضا
قبل يومين، قال مصدر قيادي في كتائب القسام، الجناح العسكرية لحركة "حماس"، إن معظم الأسرى الإسرائيليين في شمال قطاع غزة "باتوا في عداد المفقودين بسبب العدوان الصهيوني".
وأضاف المصدر بحسب قناة الجزيرة، إن "كتائب القسام حذرت مراراً وتكراراً من الوصول إلى هذه النتيجة في مناطق العدوان الإسرائيلي على غزة".
ووجه انتقادات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجيش الاحتلال، وقال: إنهم "يصرون على الهروب من هذا الملف بطريقتهم الخاصة".
وحمل القيادي في "القسام" الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة ومصير الأسرى بالقطاع.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أنه لا يزال هناك قرابة 99 أسيراً في قطاع غزة، منذ الـ7 من أكتوبر، لا يُعرف على وجه التحديد من منهم لا يزال على قيد الحياة.
وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أبلغ عائلة الزيادنة (من بدو النقب) بمقتل ابنهم الجندي حمزة الذي كان أسيراً في قطاع غزة، بعد يومين من العثور على جثة والده يوسف.
ويوم الأحد الماضي، نقلت "رويترز" عن مسؤول في حركة "حماس" أن الحركة وافقت على قائمة بأسماء 34 أسيراً، قدمتها "إسرائيل" لمبادلتهم في إطار اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار.