جريمة جديدة في شيراز.. استشهاد 4 أشخاص بهجوم مسلح على مسجد شاه جراغ.. محاولة جديدة لتخريب الموسم العاشورائي
انفوبلس..
شهر محرم الحرام، الشهر الأكثر قداسة عند الشيعة والأكثر بُغضاً لدى أعدائهم في العالم أجمع، فمنذ قرون، وعند بزوغ هلاله، لا يخلو موسم عاشوراء من محاولات لتخريبه من قبل أعداء آل البيت (عليهم السلام)، وآخر تلك المحاولات كانت بقيام مسلحَين اثنين باقتحام مسجد "شاه جراغ" بمدينة شيراز الإيرانية وفتح النار على المصلين المتواجدين فيه ما أدى إلى استشهاد 4 أشخاص وإصابة آخرين.
ومسجد شاه جِراغ في مدينة شيراز جنوبي إيران، هو مسجد يضم ضريحا للأخوين أحمد ومحمد أبناء الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) وشقيقي الإمام علي الرضا (عليه السلام)، ويعتبر المسجد من أبرز أماكن العبادة في المدينة، وصار مركزا للطقوس الدينية منذ القرن الرابع عشر.
وفي وقت سابق من مساء أمس الأحد، أعلن التلفزيون الإيراني، عن تبني عصابات "داعش" الإرهابية لهجوم أسفر عن استشهاد شخص وجرح 8 آخرين". مشيرا إلى، أن "الإرهابي الذي تم اعتقاله يحمل جنسية أجنبية وكان بصدد تنفيذ عملية إرهابية داخل محيط المرقد".
لاحقاً أفادت وسائل إعلام محلية بارتفاع حصيلة الشهداء إلى 4 أشخاص، 2 من خدام المسجد و2 آخرين من الزوار.
من جهتها قالت وكالة "تسنيم" الإيرانية إنّ أحد المهاجمين تمّ توقيفه، في حين لاذ الآخر بالفرار.
وانتشرت صورة منسوبة للمهاجم المعتقل، عبر قنوات إيرانية على تلغرام"، وذكرت "تسنيم" أن ما لا يقل عن 7 أشخاص أُصيبوا، وأُغلقت المتاجر في المنطقة. وقال التلفزيون الرسمي إن قوات الأمن طوقت منطقة الضريح.
وفي موقع الهجوم، قال رئيس الجهاز القضائي بمحافظة فارس، كاظم موسوي، في تصريحات للتلفزيون الإيراني إن المهاجم "يخضع لاستجواب أولي"، مضيفاً أن "الأوضاع تحت السيطرة".
الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أكد على "ضرورة تحديد جميع المتورطين في الهجوم الإرهابي الذي استهدف مرقد "شاه جراغ" في شيراز جنوبي البلاد.
وقال رئيسي، خلال اتصال هاتفي بوزير الداخلية، أحمد وحيدي، ومحافظ فارس، محمد هادي إيمانية، إنه "يجب استخدام المرافق الطبية كافة لعلاج الجرحى والتعرف على مرتكبي هذه الجريمة ومحاكمتهم"، حسب وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وكلف الرئيس الإيراني وزير الداخلية بالتحقيق في الجوانب الأمنية لهذه القضية والإبلاغ عن النتيجة، مؤكدا على "ضرورة تحديد ومعاقبة جميع المتورطين في هذه الجريمة".
من جانبه، أعلن رئيس القضاء في محافظة فارس عن إيفاد فريق من محققَين اثنين إلى موقع الهجوم، مؤكدا أن السلطة القضائية أصدرت الأوامر اللازمة بشأن متابعة هذا الملف والقبض على الضالعين في تنفيذ الهجوم.
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، استُشهد نحو 20 شخصاً بهجوم مسلح تبنّته عصابات "داعش" الإرهابية على ضريح "شاه جراغ"، في مدينة شيراز جنوب غربي إيران.
وسبق أن أصدر القضاء الإيراني، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لائحة اتهام بحق 5 أشخاص في قضية الاعتداء الإرهابي في مدينة شيراز.
وفي يوليو/ تموز الماضي، قالت وكالة "ميزان"، التابعة للجهاز القضائي إنّ رجلين أُعدما علناً لضلوعهما في الهجوم على الضريح في شيراز.
وأوضح القضاء الإيراني أنّ محمد رامز رشيدي، ونعيم هاشم قتالي، أُعدما بعد أن أُدينا بتهم "الإفساد في الأرض، والتمرّد المسلّح، والعمل ضدّ الأمن القومي"، بالإضافة إلى "التآمر على أمن البلاد".
ولم يحدّد الموقع جنسية هذين الرجلين، علماً بأنّ السلطات أعلنت في أعقاب الهجوم أنّ أجانب من جنسيات عدّة، بينهم أفغان، متورّطون في الهجوم.
والشهر الماضي ذكرت "إرنا" أنّ المدانَين شُنقا فجر الثامن من يوليو، في شارع قريب من الضريح الواقع في شيراز، عاصمة محافظة فارس.
وبحسب وكالة "ميزان" فقد اعترف رشيدي بتعاونه مع عصابات "داعش" لتنفيذ إطلاق النار.
من جهته، قال كاظم موسوي رئيس المحكمة العليا في محافظة فارس حينها، إن 3 متّهمين آخرين في هذه القضية حُكم عليهم بالسجن لمدد 5 و15 و25 عاماً بعدما أُدينوا بالانتماء إلى عصابات "داعش".
وبحسب السلطات الإيرانية فإنّ المهاجم الرئيسي الذي قالت وسائل إعلام إيرانية إنّه رجل في الثلاثينيات من عمره، يدعى حامد بدخشان، توفي متأثراً بجروح أُصيب بها أثناء إلقاء القبض عليه.
وبعيد الهجوم، في نوفمبر/ تشرين الثاني، قالت طهران إنّ 26 إرهابياً من أفغانستان وأذربيجان وطاجيكستان أُوقفوا لصلاتهم بالهجوم.