جيش العدل يهاجم في "راسك وتشابهار" الإيرانية.. لماذا تتحرك العصابات الوهابية ضد خصوم واشنطن وتل أبيب الآن؟
ليلة سيطر عليها صوت الرصاص
جيش العدل يهاجم في "راسك وتشابهار" الإيرانية.. لماذا تتحرك العصابات الوهابية ضد خصوم واشنطن وتل أبيب الآن أكثر من أي وقت آخر؟
انفوبلس/..
ليلة عزف فيها صوت الرصاص في إيران، إذ خاضت القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية مواجهات مع جماعات إرهابية متمثلة بـ"جيش العدل" جنوب شرق البلاد، فيما تتزامن زيادة حدة هذه النشاطات الإرهابية - الوهابية ضد خصوم الولايات المتحدة والكيان الصهيوني أكثر من أي وقت مضى.
*التفاصيل
كشفت وسائل إعلام إيرانية عن تفاصيل الهجمات التي شنها جيش العدل اليوم الخميس 4 نيسان/ أبريل 2024، على مواقع الحرس الثوري الإيراني والشرطة بمدينتي راسك وتشابهار جنوب شرق إيران.
ووفقًا للمعلومات المتوفرة، تم تنفيذ ثلاث هجمات في وقت واحد في مركز شرطة تشابهار وفيلق جيش تشابهار وفيلق جيش مدينة راسك.
وتشير التقارير الأولية إلى مقتل اثنين من جيش العدل على الأقل في الهجوم على فيلق راسك.
وشنت جماعة جيش العدل هجوماً على مقر قيادة الحرس الثوري في مدينة راسك في ساعات الصباح الأولى تم دحرها بفضل مقاومة المقاتلين.
وأكد علي رضا مرحماتي، نائب ضابط الأمن وإنفاذ القانون في محافظة سيستان وبلوشستان، وقوع هجوم إرهابي على المقر العسكري في راسك وتشابهار.
وذكر، أن القتال وإطلاق النار انتهت في راسك، ويقوم مقاتلو الحرس الثوري الإيراني بتطهير المنطقة ومطاردة عناصر جيش العدل.
*بداية الاشتباك
وفي بداية الاشتباكات، قامت قوات جيش العدل بإطلاق النار على المقر من مرتفعات مستشفى راسك، ورد الحرس الثوري بقوة.
بعد ذلك، حاول بعض المهاجمين دخول المقر عبر انفجار، ولكن تم إفشالهم بفضل الرد القوي من الحرس الثوري.
و تم قتل مهاجم على الأقل وإصابة آخرين. ووفقًا للتقارير، قُتل مهاجم آخر خلال الاشتباكات.
وفي مقابلة مع مراسل وكالة مهر، أكد علي رضا مرحماتي، أنه في الساعة العاشرة من مساء أمس، شهد المقر العسكري في مدينتي راسك وتشابهار هجوماً إرهابياً، حيث فشل المهاجمون في اقتحام مقر الحرس الثوري في راسك.
وأوضح مرحماتي، أن المهاجمين كانوا يخططون لاقتحام المقر، لكن تصدي الجيش لهم بالنار أدى إلى فشل محاولتهم، مشيراً إلى استمرار الصراع في المنطقة.
وأسفرت الاشتباكات عن استشهاد ثلاثة جنود في هذه الهجمات، بينما قُتل بعض المهاجمين.
*"العدل" تتبنى رسمياً
جماعة جيش العدل أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، مستهدفة 10 أشخاص بالقرب من مستشفى الإمام علي (ع) في تشابهار، لكن لم يتم تأكيد ذلك من قبل الجهات الأمنية حتى الآن.
ووفقًا للمعلومات المتوفرة، تم تنفيذ ثلاث عمليات إرهابية في وقت واحد في مركز شرطة تشابهار وفيلق جيش تشابهار وفيلق جيش مدينة راسك.
يعتبر جيش العدل واحدًا من المجموعات المسلحة التي تنشط في إقليم بلوشستان في جنوب شرق إيران، وتشن هجمات متكررة ضد السلطات الإيرانية بهدف تحقيق مطالبها وتحقيق الاستقلال أو الحكم الذاتي للمنطقة.
*حصيلة
بدوره، أعلن نائب وزير الداخلية الإيراني، الجنرال مجيد مير أحمدي، اليوم الخميس، مقتل وإصابة قرابة 30 عنصراً خلال المواجهات بين إرهابيين من تنظيم "جيش العدل" والقوات الإيرانية في جنوب شرق البلاد.
وقال الجنرال مير أحمدي خلال تصريحات للتلفزيون الإيراني تابعتها، إنه "مع انتهاء المواجهات مع مسلحي تنظيم جيش العدل الإرهابي صباح الخميس في مدينتي راسك وشابهار بمحافظة سيستان وبلوشستان، فقد قُتل 8 إرهابيين وإصابة 7 آخرين بجروح، فيما تمكنت من قوات الأمن من اعتقال 6 آخرين".
وأوضح مير أحمدي، أن "5 من قوات الحرس الثوري والباسيج والشرطة استُشهدوا خلال المواجهات التي استمرت حتى صباح اليوم مع المسلحين الإرهابيين في مدينتي راسك وشابهار"، مشيراً إلى "إصابة 10 من القوات الإيرانية على الأقل بجروح".
وعن استمرار المواجهات، بين نائب وزير الداخلية الإيراني، إن "سبب ذلك يعود إلى قيام عدد من مسلحي تنظيم جيش العدل باختطاف عدد من المواطنين كرهائن داخل شقق سكنية ما تطلب تدخل القوات الخاصة لضمان حياة الرهائن".
*باكستان على الخط
من جانبها، أعلنت وسائل إعلام باكستانية أن "طائرات إيرانية مسيرة دخلت أجواء باكستان مرتين لتعقب مسلحي تنظيم جيش العدل".
وتنشط جماعة "جيش العدل" المعارضة المصنفة في إيران على أنها "منظمة إرهابية"، على الحدود الإيرانية - الباكستانية في محافظة سيستان وبلوشستان، وتقوم بعمليات من حين لآخر. وزادت عمليات المجموعة خلال السنوات الأخيرة.
وتتكون المحافظة من 7 أقاليم بين سيستان شمالاً وبلوشستان جنوباً، وتعتبر عِرقية البلوش أكبر جماعة تعيش هناك، وهي تطالب بالانفصال وتأسيس الدولة البلوشية.
*جرائمها
وفي العاشر من الشهر الأول من 2024، قُتل ضابط إيراني في هجوم مسلح استهدف مقر الشرطة الإيرانية في قضاء راسك الواقع في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران.
وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية المحافظة حينها، بأنّ جماعة "جيش العدل" قد تبنّت مسؤولية الهجوم على مقر الشرطة في قرية بيدلد في قضاء راسك.
ونفذت المنظمة أيضاً منتصف الشهر الماضي هجوماً على مقر قيادة قوات الشرطة في مدينة راسك، أدى إلى مقتل 12 شرطياً وإصابة 7 آخرين.
ومن أبرز عمليات "جيش العدل" أيضاً، قتل 14 شخصاً من قوات حرس الحدود الإيرانية عام 2013، واختطاف 17 آخرين عامي 2013 و2019، ومهاجمة حافلة كانت تُقلُّ قوات للحرس الثوري، في مارس/ آذار 2019، ما أدى إلى مقتل 27 شخصاً وإصابة 13 آخرين، بالإضافة إلى عمليات أخرى.
تقول جماعة "جيش العدل" إنها تقاتل إيران من أجل استقلال محافظة سيستان وبلوشستان، والمزيد من الحقوق للشعب البلوشي الذي يمثل المجموعة العِرقية الرئيسية في المحافظة.
*لماذا التحرك الآن أكثر من أي وقت آخر؟
وتتحرك العصابات الوهابية ضد خصوم واشنطن وتل أبيب الآن أكثر من أي وقت آخر، وذلك لأن هذه الجماعات تتلقى تمويلاً ودعماً من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وحتى من دول خليجية.
وتصنف إيران هذا التنظيم الذي تُطلق عليه تسمية "جيش الظلم" جماعة إرهابية، وتقول إنه يتلقى دعماً من الولايات المتحدة وإسرائيل عدوتَيها اللدودتَين، ومن السعودية والإمارات كذلك.