حادث غامض يتضمن مقتل ضباط مخابرات إسرائيليين في إيطاليا.. مَن أغرق يختهم؟
انفوبلس/..
عدة أيام مرّت على غرق قارب "جود يوريا" في بحيرة ماجوري بشمال إيطاليا، والذي أدى إلى مقتل أربعة أشخاص من بينهم ضابط كبير سابق في الموساد الإسرائيلي، فلا تزال تفاصيل جديدة تظهر حول ما عُرِف إعلامياً بـ "كارثة عملاء المخابرات".
*كثير من التساؤلات!
صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، كشفت النقاب عن كواليس حادثة انقلاب قارب ماجوري، حيث اجتمع على متن القارب مجموعة من عملاء الاستخبارات من إيطاليا والموساد الإسرائيلي.
ووفقا لوسائل إعلام إيطالية، فقد غرق 4 أشخاص وأُصيب 5 آخرون بانقلاب قارب سياحي كان على متنه نحو 25 شخصا، ومن بين القتلى عنصران في الاستخبارات الإيطالية وإسرائيلي في الخمسينيات من عمره، أما الضحية الرابعة فهي مواطنة روسية.
وأفادت الأنباء أن العملاء الإسرائيليين غادروا إيطاليا على متن رحلة عسكرية إسرائيلية على عجل صباح الثلاثاء (الماضي)، تاركين وراءهم السيارات المستأجرة التي استخدموها في الرحلة.
وبحسب موقع الصحيفة الإسرائيلية، فإن ضباط المخابرات الإيطاليين والإسرائيليين حضروا اجتماعات سرّية في إقليم لومباردي، تبادلوا خلالها معلومات ووثائق سرّية. وبسبب طول الاجتماعات، تأخر الإسرائيليون عن موعد رحلة الطيران، وقرروا تمديد إقامتهم وقضاء عطلة نهاية الأسبوع في المنطقة.
ويبدو أن أحد ضباط الاستخبارات الحاضرين في الاجتماعات يعرف القبطان، وعرض عليه الإبحار بيخته للاحتفال بعيد ميلاد أحد ضباط المخابرات.
وأظهر التحقيق في القضية أن القبطان تجاهل التنبؤات الجوية التي نبّهت إلى أن البحر كان هائجاً والرياح يمكن أن تصل سرعتها إلى 100 كلم في الساعة، لدرجة أنه تمّ تأجيل الرحلات الجوية في المنطقة.
كما يُشتبه في أن القبطان -الذي فقد شريكته في كارثة انقلاب اليخت السياحي- وضع 23 راكبا على قاربه الذي يبلغ طوله 15 مترا فقط، رغم أنه لا تتعدى سِعته 15 شخصا.
ووفقا لمعاريف، فقد بدا الأمر وكأنه حادث روتيني، لكن الغموض المحيط بهوية الضحية الإسرائيلية والأحداث التي أعقبت حادث انقلاب القارب السياحي، أثار الكثير من التساؤلات.
وبحسب معاريف، فإن ضباط جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) الذين كانوا على متن القارب السياحي الذي غرق في بحيرة ماجوري الإيطالية، لم يخططوا للرحلة البحرية مسبقاً، لكنهم قرروا المُضي فيها في اللحظة الأخيرة، بعد أن طال الاجتماع الذي عقدوه وتأخروا عن موعد رحلة الطيران للعودة إلى إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة، أنه بعد حادثة انقلاب القارب السياحي، تم تخليص وإخراج عملاء الاستخبارات الإيطاليين ضمن عملية سرّية من غُرف الطوارئ، كي لا يتم الكشف عن هوياتهم.
*اجتماع سرّي
من جانبها، أفادت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية، بأن اجتماع الركاب على متن اليخت السياحي الذي نُشِر في البداية بأنه "حفلة عيد ميلاد"، كان لقاءً سرّياً بين وكلاء استخبارات إيطاليين وإسرائيليين.
وذكرت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، أنه كان على متن اليخت 25 عميلا من جهاز الاستخبارات الإيطالي وجهاز الموساد الإسرائيلي، مشيرة إلى أن تل أبيب أعادت -ضمن عملية سرّية- 10 عملاء استخبارات من الموساد كانوا مشاركين في الاجتماع، على متن طائرة عسكرية لسلاح الجو الإسرائيلي.
وبحسب الصحيفة الإيطالية، فإنّ 10 إسرائيليين من عملاء الاستخبارات الإسرائيلية السابقين كانوا بين الناجين من الحادث، وتم نقلهم بسرعة إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي على متن طائرة عسكرية.
وبحسب الصحيفة الإيطالية، فإنّ 10 إسرائيليين من عملاء الاستخبارات الإسرائيلية السابقين كانوا بين الناجين من الحادث، وتم نقلهم بسرعة إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي على متن طائرة عسكرية.
*الإعلام الإسرائيلي يُخفي هوية ضابط الاستخبارات
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ الإسرائيلي، الذي قُتل أول أمس (الأحد) في انقلاب السفينة في إيطاليا، هو رجل أمن سابق، بينما تم حظر نشر اسمه وهويته بسبب الوظائف الحساسة التي عمل فيها خلال أعوام خدمته.
وذكرت "القناة الـ13" العبرية أنّه تبين أنّ الحادثة كلها مع المشاركين فيها استثنائية جداً.
وقال مراسل "القناة الـ13" العبرية للشؤون الخارجية، يوسف إسرائيل، إنّ "الأمر الوحيد الذي نستطيع نشره هو أنّ الشخص الذي قُتل هو رجل موساد سابق، وتبيّن أنّ كل ركاب هذه السفينة في إيطاليا كانوا عناصر تجسّس، إيطاليين وإسرائيليين".
وأضاف، إنه "بعد الإجلاء إلى المستشفيات، تم نقل الإسرائيليين في أسرع وقتٍ ممكن بواسطة طائرة عسكرية إسرائيلية إلى إسرائيل. ويمكن تخمين السبب، وتم إجلاء الإيطاليين من المستشفيات في أسرع وقتٍ ممكن، من أجل عدم كشف تفاصيلهم".
وأشار إلى، أنّ "الصحافة الإيطالية ذكرت اسم الإسرائيلي وأسماء القتلى، لكن لا أستطيع قول الاسم، والجثة لا تزال في إيطاليا، وستصل إلى إسرائيل بمساعدة وزارة الخارجية".
بدوره، ذكر موريا وولبرغ، مراسل الشؤون السياسية في "القناة الـ13" العبرية، أنّ المؤسسة الأمنية تقول إنّه، بسبب هويته وماضيه (للقتيل الإسرائيلي)، لا يوجد حالياً أي نيّة في نشر صورته ولا اسمه.
وذكر تقرير الصحيفة الإيطالية، أنّ "18 من الناجين العشرين كانوا من عملاء الاستخبارات، إما في الوقت الحاضر وإمّا في الماضي"، مضيفاً أنّه تم أيضاً إجلاء الإيطاليين بسرعة من غرف الطوارئ والفنادق حتى لا يتركوا أثراً".
وكانت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي أعلنت، الإثنين الماضي، أنّ إسرائيلياً يبلغ من العمر 50 عاماً كان بين أربعة أشخاص قُتلوا عندما انقلب قارب يقلّ سائحين في بحيرة ماجيوري الإيطالية، وسط رياح عاتية.
وسبق أن وصفت "القناة الــ12" الإسرائيلية حادثة انقلاب قارب السياح الإيطاليين والإسرائيليين، وموت مسؤولين أمنيين سابقين، بأنّه "يبدو كأنه لغز".
والإثنين الماضي، أشار المعلّق العسكري في "القناة الـ12" الإسرائيلية، نير دفوري، إلى أنّ "الحكومة الإيطالية سارعت إلى أن تعلن أن الأمر يتعلق بحادث نتيجة حالة الطقس وعطل في القارب، وليس نتيجة عمل تخريبي".
وذكر، أنّ "الإسرائيلي، الذي كان في القارب، كان يحتفل بعيد ميلاد مع أصدقائه الإيطاليين، وهم متقاعدون من الاستخبارات الإيطالية، والإسرائيلي كان يعرفهم على خلفية عمله مسؤولاً أمنياً سابقاً، وكانوا جميعهم معاً عندما وقع الحادث، وقُتل أربعة منهم".