حرائق في كل القارات وضرر "بليغ" في البيئة العالمية.. ملايين الهكتارات "تشتعل" بهذه الدول
انفوبلس/ تقرير
شهد فصل الصيف الحالي 2023، منذ البداية اندلاع حرائق بغابات في شتى بقاع الأرض وعلى كل القارات، نيران برّية لا يمكن السيطرة عليها انتشر دخانها لعشرات الآلاف من الكيلومترات ملوثة مدناً بأكملها، وسنتعرف على تفاصيها في هذا التقرير.
دول حوض البحر الأبيض المتوسط شهدت منذ مطلع الأسبوع موجة من حرائق الغابات دمرت نحو 35 ألف هكتار (الهكتار يعادل 10 آلاف متر مربع) في اليونان وحدها، في حين لا زالت الجزائر تكافح لإطفاء البؤر المتبقية من الحرائق التي ذهب ضحيتها العشرات، كما شهدت كندا وتونس وتركيا وفرنسا وإيطاليا ودول أخرى حرائق جديدة أيضاً.
وتعزى هذه الحرائق إلى ارتفاعات قياسية في درجة الحرارة بشكل غير مسبوق في العالم.
*الجزائر تعلن احتواء حرائق الغابات
أعلنت السلطات الجزائرية، الثلاثاء 25 يوليو/ تموز 2023، احتواء حرائق استعرت في غاباتها وأودت بحياة 34 شخصاً على الأقل، بينهم عشرة جنود، وفق تأكيد التلفزيون الرسمي، فيما كشفت وسائل إعلام محلية اعتقال شخصين للاشتباه في تسببهما في اندلاع حرائق الغابات بولاية بجاية وسط الجزائر.
يأتي هذا في وقت يشهد فيه شمال أفريقيا وجنوب أوروبا موجة حر شديدة، حيث سجلت درجات حرارة 49 درجة مئوية في مدن تونسية.
واجتاحت حرائق الغابات مناطق في الجزائر فأودت بحياة 34 شخصاً على الأقل، بينهم عشرة جنود، وأجبرت نحو 1500 شخص على إخلاء منازلهم. كما أدت الحرائق التي أجَّجتها الرياح إلى إغلاق معبرَين حدوديَّين مع تونس المجاورة.
وكانت السلطات الجزائرية قد أعلنت قبل أيام تفعيل حالة التأهب القصوى، تحسباً لمواجهة نشوب حرائق في الغابات، تزامناً مع موجة الحر المستمرة منذ أسابيع.
*موجة قيظ تضرب اليونان وتفاقم حرائق الغابات
وصف رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الإثنين 24 يوليو/ تموز 2023، عمليات إخماد الحريق في جزيرة رودس بأنها "حرب"، مضيفاً في كلمة ألقاها أمام البرلمان: "نحن في حالة حرب.. سنعيد بناء ما فقدناه ونغطي الأضرار.. حماية الأرواح يجب أن تكون أولويتنا".
وفي السياق، صرّح رئيس بلدية كورفو، يورجوس ماهيماريس، لوسائل إعلام محلية، بأن حرائق الغابات في جزيرة كورفو اليونانية ربما تكون ناجمة عن حرائق متعمدة. بدورها قالت خدمة الإطفاء اليونانية إنه تم إخلاء 12 منطقة سكنية في كورفو مع نقل السياح إلى قرية كاسيوبي.
وفي وقت سابق الإثنين، أعلنت السلطات اليونانية إجلاء نحو 2500 شخص من جزيرة كورفو، على خلفية اجتياح حرائق الغابات مناطق في جنوب أوروبا، بسبب ارتفاع حرارة الطقس إلى درجات قياسية.
وقال يانس ارتوبيوس، متحدث خدمة الإطفاء، في تصريحات صحفية إن عملية الإجلاء كانت "إجراءً وقائياً"، وتمت خلال ساعات ليل الأحد-الإثنين، حسبما نقل موقع "يورونيوز" الأوروبي.
وتُعد عمليات الإجلاء من كورفو جهوداً إضافية بعد تنفيذ السلطات اليونانية، الأحد 23 يوليو/تموز، أكبر عملية إجلاء في تاريخها شملت إجلاء حوالي 19 ألف شخص من جزيرة رودس (الواقعة في البحر الأبيض المتوسط بالقرب من الساحل الجنوبي لتركيا) بشكل وقائي على خلفية حرائق الغابات.
من جانبها، تواصل طائرات تركية جهودها في إخماد حرائق الغابات الواسعة المستمرة منذ أيام على جزيرة رودس اليونانية.
وتعمل فرق الإطفاء اليونانية منذ اسبوع لإخماد نحو 82 حريق غابات، اندلع 64 حريقاً منها الأحد، الذي اعتبره مركز الأرصاد الجوية أكثر الأيام حرّاً حتى يوم الإثنين.
وأكد خبراء الأرصاد أن اليونان تشهد إحدى أطول موجات القيظ في الأعوام الأخيرة، وإن بقيت الحرارة دون مستواها القياسي التاريخي (48 درجة)، فيما سجّلت منطقة غيثيو في شبه جزيرة بيلوبونيز بجنوب اليونان حرارة بلغت 46,4 درجة مئوية الأحد.
*حرائق وعواصف في إيطاليا
وفي إيطاليا قالت الشركة المشغلة لمطار باليرمو على حسابها الرسمي في تويتر إن المطار الواقع في عاصمة جزيرة صقلية سيظل مغلقاً، بينما يعمل رجال الإطفاء على إخماد حريق كبير في منطقة قريبة عطّل أيضاً حركة الطرق والقطارات.
وأدى الحادث لتفاقم مشاكل السفر والتنقل على جزيرة صقلية في ذروة موسم السياحة، وأُغلق مطار كاتانيا، وهو المطار الرئيسي للجزيرة وخامس أكبر مطار في إيطاليا، الأسبوع الماضي نتيجة حريق في مبنى للركاب وأُعيد فتحه لعدد محدود من الرحلات.
فيما ارتفعت درجة الحرارة في بعض الأجزاء بشرق صقلية إلى 47.6 درجة مئوية الاثنين مقتربة من الرقم القياسي الأوروبي البالغ 48.8 درجة مئوية المسجل على الجزيرة قبل عامين. ومن ناحية أخرى، ضربت عاصفة مدينة ميلانو خلال الليل تسببت في انهيار أسقف منازل واقتلاع أشجار، ما أدى إلى إغلاق الطرق وتعطيل حركة النقل في العاصمة المالية لإيطاليا. كما لقيت امرأتان حتفيهما يومي الإثنين والثلاثاء في إقليمي مونزا وبريشا الشماليين بعد سقوط أشجار عليهما.
*إجلاء سكان منطقة حدودية في تونس
من جانب آخر، أعلنت الإدارة الجهوية للحماية المدنية بولاية جندوبة شمال غرب تونس، الإثنين، أنها أجّلت كامل سكان منطقة "ملولة" الحدودية مع الجزائر، بسبب الحرائق التي نشبت بغاباتها.
جاء ذلك وفق عدة بيانات صدرت تِباعاً عن الحماية (الدفاع المدني)، نشرته عبر صفحتها في فيسبوك، مؤكدة "اتساع رقعة النيران بملولة طبرقة (على الحدود مع الجزائر) بشكل كبير جداً بسبب الرياح القوية".
وأضافت، أنها تقوم "بعمليات إجلاء للسكان كافة بملولة"، مشيرة إلى أن "عمليات الإطفاء جارية لمنع تسرب النار إلى المنازل"، وأن "عمليات الإجلاء تتم عبر البحر بواسطة الزوارق التابعة للحرس البحري وقوارب تابعة للخواص"، مؤكدة أنه تم "إجلاء السكان بالكامل".
والأربعاء 19 يوليو/تموز، أعلنت الحماية المدنية أنها تواصل عمليات إطفاء حريق نشب بغابات "ملولة" في محافظة جندوبة شمال غربي البلاد وأتى على 8 هكتارات منها.
وأوضح بيان صدر عن الدفاع المدني التونسي، قيام فرقه بإجلاء 4 عائلات من منازلها بعد أن حاصرتهم النيران بمنطقة ملولة.
والثلاثاء 18 يوليو/تموز، اندلع حريق بغابة "ملولة"، وأتى على نحو 8 هكتارات من الغابات في حصيلة أولية وفق تصريحات إعلامية لوالي جندوبة سمير كوكة، فيما لم يُعلَن عن أية أضرار بشرية.
وتُعتبر الحرائق الصيفية بسبب ارتفاع درجات الحرارة الخطر الأكبر الذي يهدّد الغطاء النباتي والمحاصيل الزراعية في تونس، حيث تشهد البلاد منذ 5 يوليو/تموز الجاري موجة حر تجاوزت فيها درجات الحرارة الـ 50 في بعض المحافظات.
* حرائق ضخمة في كندا
فيما التهمت الحرائق الضخمة في كندا أكثر من عشرة ملايين هكتار هذا العام، وهي مساحة غير مسبوقة في تاريخ البلاد، وتكون بذلك قد تخطت أكثر توقعات العلماء تشاؤماً، ويتوقع أن تزداد هذه المساحة المنكوبة مع اشتعال 906 حرائق في البلاد، منها 570 حريقاً خارج السيطرة، وفقاً للأرقام الوطنية الصادرة عن مركز رصد حرائق الغابات في كندا.
كما تسبب تطرف المناخ في يوليو/تموز في اضطرابات في جميع أنحاء الكوكب، بعد أن أدت درجات الحرارة القياسية في الصين والولايات المتحدة وجنوب أوروبا إلى اندلاع حرائق غابات ونقص في المياه وزيادة حالات دخول المستشفيات بسبب الحرارة.
وقد جاء في دراسة أجراها فريق علماء (وورلد ويزر أتربيوشن) العالمي الذي يدرس الدور الذي يلعبه تغير المناخ في النوبات المناخية المتطرفة، أنه لولا تغير المناخ الناجم عن النشاط الإنساني، لكانت أحداث هذا الشهر "شديدة الندرة".
الحر الشديد مع بلوغ الحرارة 40 درجة مئوية يتجاوز كثيراً ما يجذب عادةً السياح الذين يتدفقون على شواطئ جنوب أوروبا صيفاً. وتسببت درجات الحرارة المرتفعة وجفاف الأرض في اندلاع حرائق غابات في البلدان الواقعة على جانبي البحر الأبيض المتوسط.
بينما تصدى عشرات من رجال الإطفاء، مستخدمين الطائرات، لحريق هائل نشب بالقرب من مطار نيس الدولي في جنوب فرنسا.
بينما في سوريا، اندلعت حرائق غابات في المناطق الريفية المحيطة بمدينة اللاذقية الساحلية على البحر المتوسط واستخدمت السلطات طائرات هليكوبتر عسكرية لمحاولة إخمادها.
كما اندلعت حرائق غابات الاثنين، وصلت إلى 180 هكتارًا في ساحل أنطاليا جنوبي تركيا على البحر المتوسط، وفقا لبيان بلدية أنطاليا.
وفي جزيرة قبرص، أعلن مسؤولون الثلاثاء إخماد حريقا أتى على قرابة 20 هكتارا من الغابات وسط إحدى أطول موجات الحر في تاريخ الجزيرة.
وصف علماء الحرارة الشديدة بأنها "قاتل صامت" يلحق خسائر فادحة بالفقراء وكبار السن والذين يعانون من ظروف صحية معينة.
جاء في بحث نُشر هذا الشهر أن نحو 61 ألف شخص ربما لقوا حتفهم في موجات الحر الشديدة في أوروبا الصيف الماضي، مما يشير إلى قصور في جهود الاستعداد ينجم عنه سقوط ضحايا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد وصف في 2021 بأنه يمثل "جرس إنذار" للبشرية قبل أن يفوت أوان إنقاذ الكوكب من تداعيات التغير المناخي.
حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، من أن العالم سيشهد درجات حرارة قياسية جديدة تقريباً في السنوات الخمس المقبلة، ومن المرجح أن ترتفع درجات الحرارة بأكثر من 1.5 درجة مئوية للمرة الأولى في تاريخ البشرية، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، الأربعاء 17 مايو/أيار 2023.
فيما قال فريدريك أوتو، عالم المناخ في معهد جرانثام لتغير المناخ في إمبريال كوليدج لندن، إن ارتفاع درجات الحرارة إلى هذا المستوى يُعد بمثابة "صدور حكم بالإعدام بحق الناس والنُّظُم البيئية".
كما يقول تقرير لمجلة popular mechanics الأمريكية، إن دخان حرائق الغابات يحتوي على تركيز عالٍ من الجسيمات الدقيقة والمجهرية، والتي يمكن استنشاقها وحتى امتصاصها في مجرى الدم، حيث يمكن أن يتسبب ذلك في آثار صحية خطيرة لدى الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
*ما أكبر حرائق الغابات في التاريخ الحديث؟
لا يمكن إنكار أن أزمة المناخ المتصاعدة تؤدي إلى تفاقم حرائق الغابات في جميع أنحاء العالم خلال فصل الصيف، فوفقاً للأمم المتحدة، من المقرر أن تزداد أحداث الحرائق الشديدة بنحو 50٪ بحلول نهاية هذا القرن، كما يفتح الباب إلى رؤية مزيد من أكبر حرائق الغابات في التاريخ.
وتُعد حرائق الغابات من أنواع الحرائق التي تهدد أرواح البشرية وكذلك التنوع البيئي؛ إذ تكمن خطورتها في توفر كل الظروف التي تساعد على سرعة انتشارها، مثل الأشجار والغطاء النباتي والرياح وارتفاع درجات الحرارة.
ومنذ شهر يوليو/تموز الجاري، تشهد مناطق واسعة من العالم موجة حرائق جديدة؛ إذ تسببت موجة الحر التي تعصف بكلٍّ من أوروبا وآسيا وأمريكا وشمال أفريقيا في اندلاع العديد من الحرائق في غابات اليونان وإسبانيا والجزائر وكندا، الأمر الذي جعل الكثيرين يستذكر أكبر الحرائق في التاريخ والتي ابتلعت ملايين الهكتارات من الغابات.
ما هي حرائق الغابات وما أسبابها؟
حرائق الغابات وتُعرف أيضاً بحرائق الأدغال وحرائق البراري أو حرائق الأحراش، وهي حرائق لا يمكن السيطرة عليها، إذ يكون وقودها الغطاء النباتي البرّي المنتشر في هذه الغابات، والتي تكون غالباً في المناطق الريفية.
لمئات الملايين من السنين، اشتعلت الحرائق في الغابات والأراضي العشبية والسافانا في كلّ منطقة من العالم، فهذا النوع من الحرائق ليس مقيداً بقارة أو مكان معين.
وحرائق الغابات هي حرائق هائلة غير مقصودة، ويمكن أن تنشب في أي وقت، وغالباً ما تحدث بفعل الإنسان أو حدث طبيعي مثل البرق، وارتفاع درجات الحرارة، مع ذلك 50٪ من حرائق الغابات التي تم الإبلاغ عنها لم يُعرف سبب مباشر في اندلاعها.
ويعزو المختصون أسباب نشوب حرائق الغابات إلى العوامل الطبيعية مثل الجفاف والرياح القوية، فضلاً عن عوامل بشرية ولوجستية تدفع إلى صعوبة السيطرة على هذه الحرائق مثل وسائل النقل والاتصالات والطاقة، فضلاً عن إمدادات المياه.
ما هي أكبر حرائق الغابات في التاريخ؟
وفقاً لموقع history، على مرّ السنين، شهد العالم كوارث طبيعية قاسية، مثّلت حرائق الغابات أحد أشكالها، فقد تسببت هذه الحرائق في خسارة النظام البيئي ملايين الهكتارات من غلافه النباتي، كما لحق الضرر بالتنوع الحيواني، وطبعاً وصل إلى الإنسان ذاته، في ما يلي قائمة بـ 9 من أكبر حرائق الغابات في التاريخ:
1- حرائق تايغا السيبيرية سنة 2003
في عام 2003، وخلال أحد أكثر فصول الصيف حرارة في أوروبا حتى تلك اللحظة، دمرت سلسلة من الحرائق المدمرة للغاية في غابات التايغا في شرق سيبيريا أكثر من 55 مليون فدان، أي ما مجموعه 22 مليون هكتار من غابات تايغا.
يُعتقد أن مجموعة من الظروف الطبيعية القاسية للغاية، ناهيك عن العامل البشري، قد لعبت دوراً في نشوب واحدة من أكبر حرائق الغابات في التاريخ تدميراً وأكبرها في تاريخ البشرية.
شملت هذه الحرائق جميع أنحاء سيبيريا ومساحات شاسعة من أقصى شرق روسيا، إضافةً إلى شمال الصين، وشمال منغوليا، وتسببت في سحابة من الدخان وصلت إلى كيوتو على بُعد آلاف الأميال.
2- حرائق المنطقة الشمالية الغربية بكندا سنة 2014
في صيف عام 2014، اندلع أكثر من 150 حريقاً منفصلاً عبر الأقاليم الشمالية الغربية في كندا، وهي مساحة تبلغ حوالي 442 ميلاً مربعاً.
وأثار الدخان الذي أحدثته هذه الحرائق تحذيرات من جودة الهواء في جميع أنحاء البلاد وكذلك في الولايات المتحدة، مع ظهور سحب الدخان في أماكن بعيدة مثل البرتغال في أوروبا الغربية.
تسببت تلك الحرائق التي ثبت أنّ 13 منها مفتعل، في تدمير ما يقرب من 8.5 مليون فدان (3.5 مليون هكتار) من الغابات بالكامل، كما كلفت عمليات الإطفاء الحكومة الكندية نحو 44.4 مليون دولار أمريكي من أجل السيطرة على الحريق.
هذه العواقب المدمرة جعلت حرائق الأقاليم الشمالية الغربية واحدة من أكبر حرائق الغابات في التاريخ.
3- حرائق ألاسكا 2004
كان موسم الحرائق لعام 2004 في ألاسكا هو الأسوأ في تاريخ الولاية الأمريكية من حيث مساحة الغابات المتضررة، إذ تسبب الحريق في إتلاف أكثر من 6.6 مليون فدان، أي 2.6 مليون هكتار من الغابات، وذلك بعد أن اندلع نحو 701 حريق بشكلٍ متزامن، من بينها 215 حريقاً بدأ بضربات البرق الصاعقة.
كان صيف عام 2004 دافئاً ورطباً للغاية مقارنة بمناخ ألاسكا المثالي في الصيف، مما أدى إلى نشوب حرائق شديدة في الفترة من شهر أغسطس/ آب إلى سبتمبر/أيلول.
4- حرائق فيكتوريا الأسترالية سنة 1939
أُطلق على اليوم الذي شهدت فيه ولاية فكتوريا الأسترالية سنة 1939 حريقاً مدمراً باسم الجمعة السوداء، فقد تسببت حرائق الغابات يومها في تدمير أكثر من 5 ملايين فدان من غابات الولاية الواقعة جنوب شرق أستراليا.
فبعد سنواتٍ من الجفاف أعقبها ارتفاع درجات الحرارة ونشوب رياحٍ قوية، غطت الحرائق أكثر من ثلاثة أرباع منطقة ولاية فيكتوريا الأسترالية، ووصل رماد تلك الحرائق إلى مناطق بعيدة مثل نيوزيلندا، وأسفرت الحرائق تلك عن سقوط 71 قتيلاً، مما جعلها ثالث حرائق الغابات المميتة في تاريخ أستراليا، وإحدى أكبر حرائق الغابات في التاريخ.
5- حريق كندا عام 1919
على الرغم من حدوثه منذ أكثر من قرن من الزمان، إلا أن حريق عام 1919 لا يزال يُذكّر باعتباره أحد أكبر حرائق الغابات في التاريخ وأكثرها تدميراً.
ففي أوائل شهر مايو/ أيار من تلك السنة، اجتاحت الحرائق الغابة الشمالية لمقاطعتي ألبرتا وساسكاتشوان الكنديتين، متسببةً في إتلاف 5 ملايين فدان.
وقد ساهمت الأشجار التي تم قطعها من أجل صناعة الأخشاب، جنباً إلى جنب مع الرياح، في اشتعال النيران وانتشارها سريعاً مخلفةً مقتل 11 شخصاً.
6- حرائق في غابات بوليفيا 2010
في أغسطس/ آب من عام 2010، شهدت بوليفيا واحدة من أكبر حرائق الغابات في التاريخ، إذ تسبب اندلاع أكثر من 25 ألف حريق في جميع أنحاء بوليفيا، إلى إتلاف مساحة تقارب 3.7 مليون فدان، كما ألحقت أضراراً خاصة بقسم البلاد من الأمازون. وأجبر الدخان الكثيف الناتج عن الحرائق، إلى إعلان الحكومة وقف العديد من الرحلات الجوية وإعلان حالة الطوارئ.
وكان من بين الأسباب المباشرة في الحرائق تلك، حرائق صغيرة بدأها المزارعون لتطهير الأرض للزراعة من خلال حرق الأعشاب والشجيرات الجافة والضارة، لتتحوّل تلك الحرائق الصغيرة إلى إعصار حارق دمّر مساحة واسعة من غابات الأمازون.
7- حريق كونيتيكت العظيم 1910
يُطلق عليه أيضاً اسم Big Burn أو حريق مكنسة الشيطان، وقد اندلع هذا الحريق في ولايتي أيداهو ومونتانا خلال فصل الصيف من عام 1910.
وعلى الرغم من أن الحريق استمر لمدة يومين فقط، فقد تسببت الرياح القوية في اندماج الحريق الأول مع حرائق أخرى أصغر لتشكيل حريق هائل واحد دمر 3 ملايين فدان أي ما يقرب من مساحة ولاية كونيتيكت بأكملها، كما تسبب في مقتل 85 شخصاً، مما جعل هذا أحد أكبر حرائق الغابات في تاريخ الولايات المتحدة.
8- حريق التنين الأسود 1987
يُعرف أيضاً باسم Daxing'annling Wildfire، والذي كان ربما كان أكبر حريق منفرد في العالم، إذ تسبب الحريق الذي وقع سنة 1987 بالصين في إتلاف 2.5 مليون فدان من الأراضي والغابات.
كما تسبب في مقتل 191 شخصاً وإصابة 250 آخرين، ونزوح 33 ألف شخص، وفي وقت لم يعرف فيه السبب المباشر للحريق، ذكرت التقارير الصينية أن الحريق قد يكون ناتجاً عن فعل بشري.
9- حرائق غابات اليونان 2007
شهدت اليونان في الفترة ما بين 28 يونيو/ حزيران وحتى 3 سبتمبر/ أيلول عام 2007، سلسلة من الحرائق العنيفة التي بلغ عددها نحو 3000 حريق، تسببت في إتلاف مساحات شاسعة من الغابات، وذلك بعد أن ضاعفت ظروف الطقس الحار والجاف والرياح الأمر سوءاً.
تسببت هذه الحرائق في تدمير 2100 مبنى ومقتل 84 شخصاً، وقد امتدت على مساحة 670 ألف فدان واقتربت من مواقع تاريخية هامة مثل مدينتي أوليمبيا وأثينا.