حرب جديدة.. ما حقيقة إشارات واشنطن وموسكو إلى اكتشاف دواء للسرطان؟
هل تنتصر البشرية على أفظع أمراضها؟
حرب جديدة.. ما حقيقة إشارات واشنطن وموسكو إلى اكتشاف دواء للسرطان؟
انفوبلس/..
حرب جديدة تخوضها أمريكا وروسيا تدور حول اكتشاف علاجات أو أدوية لمرض السرطان الذي يعتبر أفظع الأمراض الصحية التي واجهتها البشرية. لكن ثمة تساؤلات تطفو على السطح: هل تنجح محاولات جو بايدن وفلاديمير بوتين في هذا الصدد؟ وإذا ما نجحت فعلياً فكم ستكون كلفتها؟ وما الضامن من عدم احتكار مثل هذه العلاجات؟
*بايدن وعلاج السرطان
منذ بدء كبح جائحة كورونا، تعززت الآمال باعتماد تقنيات علمية لإيجاد لقاح وعلاج فعال لمواجهة مرض السرطان، الذي يعتبر من أبرز مسببات الوفاة بالعالم، وهو ما أعاد الرئيس الأميركي، جو بايدن، طرحه في خطاب حالة الاتحاد، الأسبوع الماضي.
وتسعى جهات صحية في الولايات المتحدة الأميركية لتطبيق برنامج لعلاج مرضى السرطان من خلال تسخير التقنيات المتقدمة لتوفير فهم أعمق واستجابة علاجية أفضل.
وأعلن بايدن، عن برنامج ثوري لعلاج مرضى السرطان في الولايات المتحدة تنفذه الوكالة الأميركية لمشاريع البحوث المتقدمة للصحة ARPA-H.
وقال بايدن، إنه تتم الآن الاستعانة بتقنيات اللقاحات المضادة لكورونا للمساعدة في التغلب على السرطان.
وأضاف: "نواصل دعم وكالة الأبحاث الصحية الجديدة "، وتحدث عن توقعه لقانون التصدي الشامل للسمومPACT والذي يساعد الملايين من المحاربين القدامى الذين تعرضوا للسموم ويواجهون الآن أكثر من 100 نوع من السرطان.
وتابع: "اعتبارا من العام المقبل، يحدد نفس القانون إجمالي تكاليف الأدوية الموصوفة لكبار السن في برنامجMedicare بمبلغ 2000 دولار سنويا حتى بالنسبة لأدوية السرطان باهظة الثمن التي يمكن أن تكلف 10000 دولار، و12000 دولار، و15000 دولار سنويا".
وتعهد بايدن "بالقضاء على السرطان كما نعرفه" في خطاب حالة الاتحاد.
*ماذا نعرف عن البرنامج؟
وفق الموقع الإلكتروني للوكالة الأميركية لمشاريع البحوث المتقدمة للصحة، فإن برنامج التحليل المتقدم للعلاج الدقيق للسرطانADAPT سيقوم بتقديم الرعاية لمرضى السرطان من خلال ضمان الاستفادة من أفضل العلاجات المتاحة مع تحور الأورام لديهم وتغيرها.
وتقول الوكالة، إن البرنامج هو تعاون بين علماء وأطباء ومرضى، وتسخر له التقنيات المتقدمة لتوفير فهم أعمق واستجابة علاجية لبيولوجيا الورم.
ويعمل البرنامج على مواجهة الطفرات المكتسبة بانتظام في الورم والتي جعلت العلاجات التي كانت فعالة في السابق أقل فعالية أو حتى عفا عليها الزمن، مما يسمح للسرطان بالانتشار ويؤدي إلى نتائج سيئة.
ويستفيد برنامجADAPT من التقنيات المتقدمة، ويشمل التعلم الآلي المتطور، وأحدث تقنيات قياس الأورام.
*كيف يتم علاج السرطان؟
يقول مدير الوكالة، رينيه ويجرزين، "يمثل البرنامج قفزة رائدة في علاج السرطان، حيث يجمع بين التقنيات المتقدمة والنهج الذي يركز على المريض".
وبحسب بيان للوكالة، يستخدم البرنامج تقنيات متطورة لرصد التغيرات في بيولوجيا الورم بما في ذلك عن طريق بناء واختبار المؤشرات الحيوية في الوقت الفعلي تقريبا، وتسجيل بيانات مفصلة عن الحالة المرضية، حتى يتمكن الأطباء من قياس مستوى تطور السرطان والاستجابة له بشكل استباقي.
وقالت مديرة برنامج ADAPT، أندريا بيلد: "يهدف البرنامج إلى استخدام تقنيات اكتشاف العلامات الحيوية المتقدمة للكشف عن هذه التغييرات وتحديد أفضل علاج مع تطور الأورام".
وتضيف: "المؤشرات الحيوية، التي تم تطويرها من القياسات البيولوجية الشاملة للورم والأساليب الحسابية المتقدمة، ستمكن من تكييف العلاجات بناءً على تحديد سمات الورم في الوقت الفعلي"، مشيرة إلى أن المرضى سيشاركون في تجربة سريرية".
يشار إلى أن الرئيس الأميركي أعاد إطلاق مبادرة مكافحة السرطانCancer Moonshot في عام 2022، بهدف دعم الأشخاص المصابين بالسرطان وعائلاتهم.
*بوتين وعلاج السرطان
في منتصف شباط الماضي، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال الجلسة العامة لمنتدى "تقنيات المستقبل" المنعقد في موسكو، إن العلماء الروس يقتربون من إنتاج لقاحات فعالة للشفاء من مرض السرطان.
وأوضح بوتين، إن روسيا "تقترب من إنتاج لقاحات لمرضى السرطان وجيل جديد من الأدوية المعدلة للمناعة، حيث تم تسجيل إجمالي 530 دواء محليا في عام 2023 بفضل العلماء والأطباء".
وأضاف: "نحن على وشك إنشاء ما يسمى باللقاحات المضادة لعلاج مرضى السرطان والجيل الجديد من الأدوية المعدلة للمناعة، وآمل أن يتم استخدامها بشكل فعال قريبا كطرق للعلاج الفردي".
وأكد بوتين: "بالطبع هناك العديد من الاكتشافات المثيرة الآن، ونحن نتطلع إلى مثل هذه الاكتشافات في المستقبل".
هذا وأشار بوتين، إلى الاستعداد لمواجهة أي تحديات، بما في ذلك التهديد بتفشي أوبئة عالمية جديدة.
وبحسب الصندوق العالمي لأبحاث السرطان، فإنه حتى عام 2020، تم تسجيل هذا المرض لدى 18 مليون شخص، منهم 9.3 مليون حالة لدى الرجال، و8.8 مليون لدى النساء.
وتصف المؤسسة، الوقاية من هذا المرض، بأنها واحدة من أخطر المشاكل الصحية في القرن الحادي والعشرين، حيث يحتل المرتبة الثانية في العالم في قائمة أسباب الوفيات.
*لقاحات علاج السرطان
لقاحات علاج السرطان هي نوع من العلاج المناعي الذي يعالج السرطان عن طريق تقوية دفاعات الجسم الطبيعية ضد المرض، وذلك وفقا للمؤسسة الوطنية للسرطان في الولايات المتحدة.
على عكس لقاحات الوقاية من السرطان، تم تصميم لقاحات علاج السرطان لاستخدامها في الأشخاص المصابين بالمرض بالفعل، فهي تعمل ضد الخلايا السرطانية، وليس ضد شيء يسبب السرطان.
الفكرة وراء اللقاحات العلاجية هي أن الخلايا السرطانية تحتوي على مواد تسمى المستضدات المرتبطة بالورم، والتي لا توجد في الخلايا الطبيعية، أو إذا كانت موجودة، فتكون بمستويات أقل. يمكن للقاحات العلاجية أن تساعد الجهاز المناعي على تعلُّم كيفية التعرف على هذه المستضدات والتفاعل معها وتدمير الخلايا السرطانية التي تحتوي عليها.
يمكن تصنيع لقاحات علاج السرطان بـ3 طرق رئيسية، الأولى هي الخلايا السرطانية: إذ إنه يمكن أن تكون مصنوعة من الخلايا السرطانية الخاصة بالشخص المصاب. وهذا يعني أنها مصنوعة خصيصًا بحيث تسبب استجابة مناعية ضد السمات الفريدة لسرطان الشخص المصاب.
والثانية، المستضدات: قد تكون اللقاحات مصنوعة من المستضدات المرتبطة بالورم والتي توجد في الخلايا السرطانية لدى العديد من الأشخاص المصابين بنوع معين من السرطان. مثل هذا اللقاح يمكن أن يسبب استجابة مناعية لدى أي مريض ينتج سرطانه هذا المستضد. ولا يزال هذا النوع من اللقاحات قيد التجربة.
اما الثالثة، فهي الخلايا الجذعية، فقد قد تكون اللقاحات مصنوعة من الخلايا الجذعية الخاصة بالشخص المصاب وهي نوع من الخلايا المناعية. وتعمل لقاحات الخلايا الجذعية على تحفيز جهازك المناعي للاستجابة لمستضد موجود على الخلايا السرطانية.
*الفرق بين علاج بايدن وبوتين
منذ سنوات عديدة ويحاول الأطباء التوصل إلى إنتاج لقاحات مضادة للسرطان، حيث قام العلماء بالبحث عن لقاحات بالفعل تعمل على تقوية الجهاز المناعي للجسم، لذلك أعلن الرئيسين الروسي بوتين والأمريكي جو بايدن عن استخدام تقنيات لقاحات كورونا في علاج السرطان، فأيهما أكثر فاعلية؟
وفي هذا الصدد، يوضح الدكتور أحمد عبد الهادي، أستاذ الأورام في إحدى الجامعات العربية، عن طريقة عمل اللقاح، مشيرًا إلى أن السرطان ينشأ عندما يحدث خلل في الأحماض النووية، حيث إن الجسم لا يستطيع إصلاحه نتيجة نقص الأنزيمات، ولذلك يعكف العلماء على اكتشاف بعض اللقاحات، ومنها غالبا اللقاح الروسي.
وأكد عبد الهادي، أن فكرة اللقاح الروسي، تشبه فكرة وجود لقاح للتطعيم العادي ضد الفيروسات والأوبئة، حيث تعتمد على وجود انزيمات الحمض النووي الريبوزي التي تعمل على إصلاح الخلل الموجود في الأحماض النووية في خلايا الجسم والمؤدي لحدوث السرطان.
وتابع أستاذ الأورام، أن اللقاح يتكون من حامل للفيروس أو ما يعرف بالغلاف الفيروسي، وبه فيروس معروف بقدرته على مهاجمة خلايا الجسم والانتشار، ويتم تفريغه من الحامض النووي الخاص به، ثم وضع الحمض النووي المطلوب إصلاحه في الجسم داخل هذا الفيروس ومزجه بالأنزيم القادر على إصلاح هذا العطب والخلل المؤدي للسرطان.
بينما علق الدكتور رأفت عبد الفتاح، أستاذ أمراض الدم وزرع النخاع العظمي، على اللقاح الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن، قائلا: إن هناك أبحاث علمية بدأت من سنوات وطويلة حتى الوقت الحالي، وذلك من أجل اكتشاف فاكسين يستخدم في علاج السرطان، لافتًا إلى أن هذه الأبحاث تجرى على عدة أنواع من السرطان مثل البنكرياس والجلد والقولون.
وأضاف عبد الفتاح، أنه بعد ابتكار لقاحات كورونا اتجهت بعض الأبحاث إلى استخدام هذه التقنيات في وجود فاكسين لعلاج السرطان، مشيرًا إلى أن بعض الأبحاث بدأت تظهر نتائج إيجابية خاصًة لسرطان الجلد والبنكرياس.
ولفت أستاذ أمراض الدم، إلى أن فعالية تقنيات لقاحات كورونا في وجود علاج للسرطان ما زالت قيد الدراسة والبحث، وقد تظهر خلال الأيام القليلة المقبلة.