خطة ترامب ما زالت قائمة.. هل يقبل الجولاني بما رفضه الملك عبدالله والسيسي؟.. تفاصيل جديدة بالتزامن مع استئناف العدوان

انفوبلس..
مع استيلاء الجولاني وعصابته على مقاليد الحكم في سوريا، بدأت مخاوف عربية وإسلامية من رضوخ السلطة الجديدة للكيان الصهيوني، وهو ما تحقق فعلاً منذ ساعات سيطرته الأولى، كما جرى الحديث عن احتمالية تنفيذ خطة ترامب بتهجير سكان غزة، ولكن هذه المرة إلى سوريا وهو ما أكدته شبكة "سي بي إس" الأميركية.
وذكرت الشبكة، أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني حاولتا التواصل مع الحكومة السورية بشأن "خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامبلتهجير الفلسطينيين قسرا من قطاع غزة وإعادة توطينهم في أماكن أخرى".
ونقلت الشبكة، عن مصدر مطلع على سياسة إدارة ترامب في الشرق الأوسط لم تكشف عن اسمه- أن الإدارة الأميركية حاولت التواصل مع الإدارة السورية عبر أطراف ثالثة.
وقال مصدر آخر -لم تكشف الشبكة عن هويته- إنه تم التواصل مع الحكومة السورية بشأن هذه القضية، لكن لم يتضح ما إذا كان الجانب السوري قد رد على الطلب الأميركي.
في السياق، قال مسؤول سوري كبير، لم تذكر الشبكة اسمه، إنه ليس على علم بأي اتصال من الكيان الصهيوني أو الولايات المتحدة بشأن هذه القضية.
كما ذكرت الشبكة -نقلا عن مصادر- أن إدارة ترامب والكيان الصهيوني تواصلتا كذلك مع حكومتي السودان والصومال كأماكن محتملة لإعادة توطين سكان غزة، وأضافت الشبكة أن تصريحات ترامب شجعت الكيان على التواصل مع دول أخرى لاستكشاف فرص إعادة توطين الفلسطينيين.
من ناحية أخرى، نقلت الشبكة الأميركية عن سفير الصومال بواشنطن تأكيده أن الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني لم تتواصلا مع الحكومة الصومالية بشأن أي مقترح.
وقبل أيام، أكد وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي أن بلاده ترفض رفضا قاطعا "أي مقترح أو مبادرة من أي طرف من شأنها أن تقوض حق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام على أرض أسلافه".
كما قال مسؤول كبير في الحكومة السودانية إن السودان لم يتلق مثل هذا المقترح، وإنه غير مقبول بالنسبة له.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بالبيت الأبيض في الرابع من فبراير/شباط الماضي، إن الولايات المتحدة "ستسيطر" على قطاع غزة و"تمتلكه".
وأشار ترامب إلى أن غزة أصبحت الآن منطقة دمار كامل، واعتبر أنه من الأفضل بكثير للفلسطينيين في غزة الانتقال إلى مستوطنات جديدة سيتم بناؤها في الدول المجاورة، وخاصة مصر والأردن. كما زعم أيضا أن الفلسطينيين ليس لديهم خيار سوى مغادرة غزة.
لكن خطة ترامب، لاقت رفضا من مصر والأردن وانضمت إليهما دول عربية وأوروبية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
بدورها، تبنت القمة العربية في الرابع من مارس/آذار الحالي خطة أعدتها مصر لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، تستمر 5 سنوات بتكلفة 53 مليار دولار، لكن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة أعلنتا رفضهما الخطة والتمسك بمخطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتتضمن الخطة العربية تشكيل لجنة "إدارة غزة"، لتتولى تسيير شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية "تكنوقراط" تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
وقبل نحو شهر، تحدثت مصادر غربية بشأن اقتراح قدمه مسؤولون أميركيون للحكومة السورية الجديدة في شأن استضافة آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة في مدن سكنية جديدة تُبنى ضمن مشاريع إعادة إعمار سوريا، مع إسهام الولايات المتحدة في دعم عملية الاستقرار والازدهار الاقتصادي داخل البلاد.
ويعيش نحو 450 ألف فلسطيني في سوريا في مخيمات عدة منذ عقود طويلة، غير أن المخيم الأكبر هو اليرموك الذي بُني عام 1957 خارج العاصمة دمشق، وعلى رغم أنهم يعيشون منذ عقود، فلا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية للحفاظ على حقهم في العودة إلى أراضيهم التي أجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948، وأخيراً أثيرت إشاعات في شأن منح الجنسية السورية للفلسطينيين المقيمين داخل سوريا وإلغاء المخيمات وتوزيع الفلسطينيين على المدن الكبرى.
ويعتقد بعض المراقبين في المنطقة أن ترمب ربما يستغل الوضع السوري وحاجة الجولاني إلى الاعتراف والدعم الدولي، ويقول أستاذ السياسة، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية عماد جاد، إن إصرار مصر والأردن على رفض قبول سيناريو التهجير يجعل سوريا الخيار الأمثل بالنسبة إلى الأميركيين والصهاينة، ويقول إن "الجولاني يحتاج إلى الاعتراف الدولي، كما يحتاج إلى التمويل من أجل إعادة إعمار سوريا، كذلك فإنه (الرئيس السوري) يقف على يمين جماعة الإخوان المسلمين الذين يؤمنون بالأساس أن الأرض ليست الوطن بل الدين، وهنا يمكن الإشارة إلى أن سكان قطاع غزة مسلمون سنة، وربما هذا يفسر تصريحات ترمب الأخيرة بإرسال سكان غزة إلى مصر والأردن ودول أخرى"، وبطبيعة الحال ثمة تنسيق بين الشرع والولايات المتحدة حتى قبل سقوط بشار الأسد.
ويلفت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى أن الحاجة إلى الدعم السياسي تجعل الجولاني منفتحاً على مثل هذا المقترح، ويوضح "يريد أن يكون رئيساً لسوريا لمدة لا تقل عن 15 عاماً".
وعقب تنصيب الرئيس الأميركي في يناير (كانون الثاني) الماضي، نشر الجولاني برقية تهنئة لترمب باللغة الإنجليزية على تطبيق "تيليغرام" قائلاً إنه "يثق" بأن ترمب سيكون القائد الذي "يحقق السلام في الشرق الأوسط"، وأضاف أن "ترمب يسعى إلى السلام ونسعى إلى استعادة العلاقات مع واشنطن الأيام القادمة... لدينا ثقة في أن الإدارتين ستغتنمان الفرصة لتشكيل شراكة تعكس تطلعات البلدين".
ويشير جاد إلى حاجة سوريا إلى مليارات الدولارات لإعادة الإعمار بعد حرب أهلية استمرت نحو 14 عاماً، ويقول "عُرض على مصر قبلاً 200 مليار دولار للقبول بتهجير الفلسطينيين إليها، يمكن الاكتفاء بنصف هذا المبلغ لتحقيق الغرض في سوريا".
ووفق جاد فإن مساحة سوريا بالنسبة إلى عدد سكانها ربما تشكل بُعداً آخر يدفع ترمب إلى التفكير فيها كخيار بديل، ويقول "تتساوى مساحة سوريا تقريباً مع مساحة فرنسا التي يعيش فيها 60 مليون نسمة، بينما يعيش في سوريا حالياً نحو25 مليون نسمة ومعظم مساحتها تسمح بالعمران السكاني. مشهد ترمب عندما أشار إلى صغر مساحة إسرائيل بالنسبة إلى مساحة الشرق الأوسط، هو انعكاس لأفكار اليمين الإسرائيلي الذين يتحدثون عن وجود 22 دولة عربية بمساحة 14 مليون كم مربع بينما مساحة فلسطين 25 ألف كم مربع، الفكرة الأولى كانت منح الفلسطينيين 2000 كم مربع من سيناء التي تبلغ مساحتها 64 ألف كم مربع".
ويعتقد جاد أن كل الضجيج الذي يحدث هو تمهيد لتفريغ الضفة الغربية، حيث يوجد كل الارتباط المقدس بإبراهيم في القدس والخليل "أتصور أن الخطة الإسرائيلية قائمة على تفريغ غزة ثم تفريغ الضفة الغربية وهو ما تقوم به إسرائيل بالفعل".