خيوط تشير لتورط دولي.. معلومات جديدة حول هجمات كرمان الإرهابية: انتحاريان و11 متعاوناً
انفوبلس..
كشفت السلطات الإيرانية معلومات جديدة عن التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مدينة كرمان الأربعاء الماضي، مؤكدة أنها كانت تفجيرات انتحارية نفذها إرهابيان اثنان وتورط معهما 11 شخصاً آخر تم القبض على أغلبهم حتى اللحظة، فضلا عن ضبط معدات تفجير في أماكن تواجد الإرهابيين.
تفاصيل جديدة
وزارة الأمن الإيرانية قالت في بيان لها، بعد وقت قصير من الحادث المأساوي، إن "قوات جهاز الاستخبارات اكتشفت الآثار الأولى لعملاء داعش الإرهابيين، ومن أجل التعرف على العملاء الآخرين الذين تعاونوا ودعموا الإرهابيين بالإضافة إلى المجرمين المحتملين الآخرين، نفذت بالتعاون مع جميع الأجهزة الأمنية إجراءات استخباراتية وفنية وأمنية واسعة النطاق".
وأضاف البيان، "من بين الإرهابيَّين الانتحاريَّين اللذَين قُتلا في مكان الحادث، أحدهما طاجيكي الجنسية ولم يتم بعد تحديد هوية الإرهابي الثاني بشكل نهائي. وبعد تحديد الأشخاص الذين أدخلوا الإرهابيين إلى البلاد، تم تنفيذ أولى عملية الاعتقال مساء يوم الحادث".
وتابع، "وفي صباح اليوم التالي تم التعرف على المسكن الذي كان يستخدمه الإرهابيان القتيلان في ضواحي مدينة كرمان، كما تم التعرف على عنصرين يدعمان ويزودان المسكن المذكور واعتقالهما وتم التعرف على 9 أشخاص من شبكة إسناد الفريق الإرهابي وأعوانه واعتقالهم في 6 محافظات من البلاد. ومن المؤكد أن هذه العملية ستستمر حتى القبض على آخر شخص تورط في دعم المجرمين بأي شكل من الأشكال".
وأضاف، "تم اكتشاف معدات متفجرة جاهزة في مقر إقامة الإرهابيين، ما قد يشير إلى احتمال وجود عملاء آخرين لنقل المواد المتفجرة واستخدامها في أماكن أخرى. ومن بين المعدات المكتشفة: 2 سترة انتحارية، 2 جهاز تحكم عن بُعد، 2 صاعق ناسف، عدة آلاف من الرصاصات المستخدمة في السترات الانتحارية، والأسلاك المعدة للسترات وكميات من المواد الخام المتفجرة".
وجاء البيان بعد ساعات من تصريح وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، للتلفزيون الإيراني، بأن "السلطات اعتقلت بعض الضالعين في تفجيرات كرمان، وأن الأجهزة الأمنية ستكشف عن تفاصيل الحادث".
من جهته، قال نائب وزير الداخلية الإيراني للشؤون الأمنية، مجيد أحمدي، إن "الأجهزة الأمنية اعتقلت عدة أشخاص في 5 مدن بخمس محافظات هم على صلة بهذا الحادث"، أي تفجيرات كرمان.
وأضاف مير أحمدي أن المعتقلين هم "عناصر إسناد"، مشيراً إلى أن "الأجهزة الأمنية ستعلن خلال الساعات القادمة عن تفاصيل اعتقال هؤلاء". وتابع "إن السلطات عثرت على بقايا جثث الإرهابيين الاثنين اللذين نفذا التفجيرات الانتحارية".
تبنّي "داعشي" وبصمات أمريكية-إسرائيلية
وشيّعت حشود إيرانية كبيرة، أمس الجمعة، في مدينة كرمان جنوب شرقي إيران، شهداء تفجيرات الأربعاء الماضي بالمدينة، حيث شارك في التشييع كبار قادة البلاد السياسيين والعسكريين، في مقدمتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وقادة الحرس الثوري والجيش، وسط دعوات متصاعدة للانتقام والرد الكبير على التفجيرات التي استهدفت مراسم إحياء الذكرى الرابعة لاستشهاد قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني.
وكانت التفجيرات التي استهدفت مراسم إحياء ذكرى الشهيد سليماني أودت بحياة 89 شخصاً، من بينهم 56 رجلاً و23 امرأة، و15 طفلاً، وكذلك 12 شخصاً من رعايا أفغانستان، بحسب ما أعلنه التلفزيون الإيراني أمس الجمعة.
وتأتي هذه الإحصائية بخلاف ما أوردته السلطات الصحية الإيرانية، الأربعاء الماضي، حيث كانت قد أعلنت أن عدد الشهداء وصل إلى 103.
وتبنّت عصابات داعش الإرهابية أول أمس الخميس، تفجيرات كرمان، معلنةً أن انتحاريَّين من التنظيم قد نفذاها، غير أن السلطات الإيرانية اتهمت أيضاً خلال الأيام الأخيرة، الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، بالوقوف وراء هذه التفجيرات الأقوى التي تضرب إيران منذ عقود تقريباً، مع التأكيد على أن "داعش" صنيعة أميركية وإسرائيلية.
كذلك، طالب المشيّعون بالرد على اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني في سوريا، الجنرال رضي موسوي، خلال الشهر الماضي من قبل الكيان الصهيوني، فضلاً عن التنديد باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري، الثلاثاء الماضي في ضربة جوية إسرائيلية قتلت أيضاً 6 آخرين من الحركة، من بينهم قائدان في كتائب القسام.
رئيسي: نمتلك زمام المبادرة
وفي كلمة له أمام المشيّعين، تحدث الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي عن سيرة الجنرال سليماني، وسط إشادة كبيرة به، كما تطرق إلى تفجيرات كرمان، وكذلك مهاجمة السياسات الأميركية والإسرائيلية، وعملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على غزة.
ووسط هتافات وشعارات ثأر وانتقام للحشود المشاركة في مراسم التشييع، أكد الرئيس الإيراني أن "القوات المسلحة الإيرانية هي التي ستحدد الزمان والمكان للانتقام"، مضيفاً أن هذه القوات "تمسك بزمام المبادرة".
وأضاف رئيسي، أن "العدو يعلم جيداً أن إيران مقتدرة وصاحبة قوة"، قائلاً إنه "لطالما رأى قوة إيران وجربها مرات"، مع الحديث عن أن الشهيد سليماني قد أنتج لإيران القوة. وتابع الرئيس الإيراني أن "العدو أصبح عاجزاً وضعيفاً، وسبب عجزه هو أنه يقتل الأبرياء، وفي غزة أيضاً يقتل النساء والأطفال"، مؤكداً أن "نهاية طوفان الأقصى هي نهاية الكيان الصهيوني".
وتابع: "الكيان الصهيوني قد نال الهزيمة حتى اليوم في ساحة المعركة في فلسطين"، مشدداً على أن هذه الهزيمة تحققت على يد "قوة مقاومة لا تملك القوة الجوية والبحرية، لكنها تملك جزاء من القوة البرية والإيمان، إلا أن الكيان أصبح عاجزاً أمامها" رغم مرور ثلاثة أشهر على بدء العدوان.
وأكد الرئيس الإيراني أن العالم اليوم أصبح بقلبه مع فلسطين، ويعادي الكيان الإسرائيلي أكثر من أي وقت مضى.
الحرس الثوري يؤكد على الثأر
إلى ذلك، قال قائد "الحرس الثوري" الإيراني، الجنرال حسين سلامي، في كلمة له أمام المشيعين، إنه "سيتم الثأر لدماء جميع الشهداء"، لكنه أضاف في الوقت نفسه أن "هذا الانتقام قد أُخذ من العدو قبل استشهاد هؤلاء".
وتابع، إن هذه التفجيرات "هي نتيجة الهزائم الصعبة التي لحقت بالاستكبار ووكلائه في المنطقة"، مضيفاً: "قد خضنا معركة مباشرة وحقيقية مع أميركا وهزمناهم، فهم قد أتوا بـ135 ألفاً من قواتهم المسلحة إلى العراق، لكنهم هُزموا".
وتابع، إن الجنرال سليماني ورفاقه "قد هزموا أميركا في العراق الذي نجا من الهيمنة الأميركية، وهم أرادوا إخضاع أفغانستان لسيطرتهم لكنهم هربوا منها أيضاً، وأرادوا تدمير حزب الله في لبنان، لكنكم ترون اليوم قوة حزب الله، وأرادوا أيضاً إزاحة النظام السوري، لكنه بقي وقد فشلوا أيضاً في حظر إيران"، مضيفاً أنهم "قد غادروا" الخليج و"تقريباً من المنطقة أيضاً".
ومضى قائد الحرس الثوري الإيراني، قائلاً إنه "لا مكان آمناً لأميركا في المنطقة"، مؤكداً أن "طوفان الأقصى قد أظهر إمكانية إلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني".
وشدد على أن "داعش حصيلة السياسة الأميركية"، قائلاً إن التنظيم "قد اختفى من الخريطة السياسية في المنطقة، لكنهم يعملون كعملاء لأميركا والصهيونية، ونحذرهم ونقول لهم إن كنتم رجالاً فقاتلونا، ولماذا تقتلون النساء والأطفال؟". وأضاف سلامي "العدو قد تلقى ضربات صعبة ومؤلمة، والمسؤولون الصهاينة لا خيار أمامهم إلا الهروب من هذا المستنقع".
إجراءات قانونية بقيادة عبد اللهيان
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أعلن من جهته أن بلاده بدأت الإجراءات القانونية والسياسية، بشأن الانفجار المزدوج الذي وقع في محافظة كرمان، كما أكد أن الخارجية الإيرانية بدأت هذه الإجراءات عبر الأمم المتحدة، معرباً عن حزنه البالغ وتقديم تعازيه لعائلات الضحايا والشعب الإيراني.
كما دعت الممثلية الإيرانية الدائمة في الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي إلى إدانة الهجوم، كما أعلنت عبر منصة "إكس" أن "طهران سترد بالنار والغضب على داعمي هذا الهجوم الإرهابي ومنفذيه، وكل من ساعد وحرّض عليه".
محور الشر ينكر المسؤولية
وزارة الخارجية الأمريكية سارعت إلى دحض اتهام طهران لها، مدعيةً أن واشنطن غير متورطة بأي شكل من الأشكال في الانفجارين في كرمان، فيما قالت إنه لا يوجد أي دليل يشير إلى ضلوع إسرائيل فيهما، كما أضافت الخارجية الأمريكية أن واشنطن ما زالت قلقةً بشدة حيال خطر توسّع نطاق النزاع في غزة، ليشمل جبهات أخرى في الشرق الأوسط.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: "لدينا معلومات تؤكد لنا جميعها بوضوح، أن ما حدث في كرمان كان هجوماً إرهابياً... ولا يمكنني إصدار تقييم رسمي حول من يتحمل مسؤولية وضع القنابل، ولكن هذا الهجوم يظهر جميع علامات ضلوع داعش فیه".
أيضاً، نفى المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، أي تورط لتل أبيب في الهجوم، مضيفاً: "لا تعليق لدينا على التفجيرات التي وقعت في إيران ونركّز على الحرب ضد حماس".
وبعد نشر أخبار وتحاليل في وسائل الإعلام الإيرانية، عن دور إسرائيل في حادثة كرمان، عمل الصحافيون وناشطو وسائل الإعلام الإسرائيلي على محاولة تبرئة إسرائيل ونفي ضلوعها في هذا الانفجار، متهمين المعارضة الإيرانية بالوقوف وراء الهجوم.
وفي هذا الإطار، قال الصحافي والمقدّم الإسرائيلي أمير بار شالوم، إن الجماعات البلوشية (جيش العدل) والوهابيين في خوزستان أو الجماعات الانفصالية الكردية قد يكونون جزءاً من المشتبه بهم في هذه الجريمة، كما ادّعى صحافي إسرائيلي آخر أن داعش هو من قام بهذه الجريمة لأن القائد سليماني والإيرانيين كانوا في حرب معه.