رحيل هادئ لآية الله "إمامي كاشاني" بعد عقود طويلة من الحياة الحوزوية والسياسية النشيطة.. انفوبلس تستعرض سيرته
انفوبلس/ تقرير
غيّب الموت، أمس السبت 2 مارس/ آذار 2024، إمام جمعة طهران، عضو مجلس خبراء القيادة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله "محمد إمامي كاشاني" عن عمر ناهز 92 عاماً في منزله بسبب عارض صحي في القلب، بعد 8 عقود من الحياة الحوزوية والسياسية النشيطة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إيرانية.
ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على سيرته بين الحياة الحوزوية والسياسية النشيطة
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن إمام جمعة طهران، مساء أمس السبت 2 مارس/ آذار 2024، عضو مجلس خبراء القيادة في إيران آية الله محمد إمامي كاشاني توفي إثر إصابته بسكتة قلبية عن عمر ناهز 92 عاماً، مشيرة إلى أن الفقيد الراحل من مواليد 1931 توفي في منزله إثر إصابته بسكتة قلبية.
وتقلَّد الراحل العديد من المسؤوليات خلال فترة حياته لاسيما عضو مجلس خبراء القيادة منذ تأسيسه وحتى وفاته، وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام 1996-2006 وعضو مجلس صيانة الدستور 1983-1999.
الإمام الخامنئي يعزّي بوفاة آية الله "إمامي كاشاني"
أعرب قائد الثورة الإسلامية الإمام علي الخامنئي (مد ظله العالي) في برقية، عن تعازيه بوفاة آية الله الحاج الشيخ محمد إمامي كاشاني إلى عائلة المرحوم وتلاميذه ومحبيه وأهله الكرام.
وقال الإمام الخامنئي، "إن المرحوم آية الله كاشاني خدم الثورة على مدى سنوات عديدة، سواء قبل انتصار الثورة كان من رجال الدين المناضلين، وبعد ذلك في مناصب حساسة مثل مجلس صيانة الدستور، ومجلس الخبراء، وإمامة جمعة طهران، ومنظمة الدعاية الإسلامية ومدرسة الشهيد مطهري، نأمل أن يتقبل الله ذلك كله في صالح أعماله".
كما عزّى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في رسالة بوفاة آية الله محمد إمامي كاشاني، فيما بين أن آية الله إمامي كاشاني قضى حياته في خدمة النظام الإسلامي والشعب الإيراني.
وقال رئيسي، في رسالته التي اطلعت عليها "انفوبلس": كان آية الله كاشاني أحد مقاتلي حركة الإمام الخميني (رض) وبعد انتصار الثورة الإسلامية، أيضا كان له حضور مؤثر في المؤسسات السياسية والثقافية المهمة في البلاد، بما في ذلك إمامة صلاة الجمعة في طهران، ومجلس خبراء القيادة، ومجلس صيانة الدستور ومجمع تشخيص مصلحة النظام.
وتابع القول، "لقد مرت حياته النبيلة في الدفاع عن مبادئ الثورة وحمايتها وخدمة النظام الإسلامي والشعب الايراني، وترك خدمات خالدة ستبقى بالتأكيد في ذاكرة شعب إيران الإسلامية إلى الأبد".
*حياة آية الله الشيخ محمد إمامي الكاشاني
وُلد آية الله الشيخ محمد إمامي الكاشاني "ره"، عام ١٣٥٠ هجري في مدينة كاشان، وكان أبوه "الميرزا أبو تراب"، إمام جمعة هذه المدينة. كما بدأ آية الله إمامي الكاشاني، تعليمه الابتدائي عام ١٣٥٧، والتحق بحوزة كاشان العلمية عام ١٣٦٣هـ، وأخذ الأدب العربي لدى آية الله راستي الكاشاني.
وبعد أن التحق بحوزة قم العلمية وأخذ المقدمات والسطوح عند الأعلام، كالشيخ شهاب الدین المرعشي النجفي ومرتضى الحائري والميرزا جواد التبريزي، شارك في البحث الخارج عند الإمام الخميني والمحقق الداماد ودروس الفلسفة والعرفان لدى العلامة الطباطبائي، وأبو الحسن رفيعي.
وفي رحلة قصيرة إلى النجف الأشرف عام ١٣٨٤هج، شارك آية الله إمامي الكاشاني بحوث الإمام السيد محسن الحكيم وآية الله السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سرهما).
*مناصب آية الله "إمامي كاشاني"
انتُخب بعد نجاح الثورة الإسلامية نائباً في مجلس الشورى الإسلامي، وبعدها عضواً في مجلس الفقهاء كممثل عن مدينة طهران، ورشَّحه الإمام الخميني ليكون عضواً في مجلس صيانة الدستور، الذي يضم الفقهاء والحقوقيين، بالإضافة إلى عضويته في مجمع تشخيص مصلحة النظام، كما عيَّنه الإمام الخميني مديراً لمدرسة الشهيد المطهَّري، التي تعتبر إحدى مراكز التعليم المهمّة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وكان أوّل من وضع الحجر الأساس لبرنامج تعليمي تحقيقي خاص، مؤلَّف من برامج تعليمية حوزوية وتربوية جامعية، فتخرَّج على يديه تلامذة كبار، قاموا بتطبيق المفاهيم الدينية في مجال الحقوق الإسلامية، والفلسفة والكلام الإسلاميَّين، ومقارنتها مع الحقوق والفلسفة الغربية.
كما ارتبط اسمه بصلاة الجمعة في طهران ونبرته الهادئة في خطبها، طوال أكثر من 4 عقود رغم تقلده مناصب رسمية وقضائية عديدة، وعضويته في مجلسي صيانة الدستور وخبراء القيادة.
ولابد من الإشارة إلى أهمّية خطبه التي يلقيها في صلاة الجمعة، باعتباره إمام جمعة مؤقت لطهران، والتي غالباً ما يؤكِّد فيها على تطبيق المفاهيم المعنوية والأخلاقية في المجتمع.