رقصات حرب وتوزيع للحلوى بعد قصف يافا.. أنصار الله يوجعون الكيان الصهيوني
المعادلة تغيرت
رقصات حرب وتوزيع للحلوى بعد قصف يافا.. أنصار الله يوجعون الكيان الصهيوني
انفوبلس/..
وسط تصاعد التوترات في المنطقة، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء احتفالات شعبية واسعة، عقب إعلان جماعة أنصار الله (الحوثيين) استهداف مدينة يافا بصاروخ باليستي، في ضربة موجعة للكيان الصهيوني.
وفي مشاهد امتزجت فيها زغاريد الفرح بأهازيج التحدي، خرج مئات اليمنيين إلى الشوارع للاحتفال بما وصفوه بـ”نصر المقاومة”، حيث عمّت رقصات الحرب، الساحات وتوزعت الحلوى على المحتفلين، في رسالة دعم واضحة لخط المواجهة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
*ضرب الكيان
وقصف الحوثيون، فجر اليوم السبت، تل أبيب بصاروخ باليستي أدى إلى إصابة عشرات الإسرائيليين، إضافة إلى أضرار مادية. وفور سقوط الصاروخ على تل أبيب، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أُطلق من اليمن، معترفاً في الوقت نفسه بفشله في اعتراضه، رغم استهدافه بصواريخ من نوع "سهم".
وفيما أكد الإسعاف الإسرائيلي إصابة 16 شخصاً، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الصاروخ باليستي من نوع أرض-أرض، وأنه انفجر في مجمع سكني من ثمانية منازل. وقال موقع واينت العبري، إن 16 شخصاً أُصيبوا بجروح طفيفة، فيما أُصيب 21 آخرين في أثناء توجههم إلى الملاجئ أو "أُصيبوا بالقلق"، متحدثاً عن أضرار جسيمة في المباني.
ويعمد الكيان الصهيوني بشكل متكرر إلى التخفيف من حدة الاضرار الناتجة عن الضربات التي يتلقاها من المقاومة، سواء على مستوى الوفيات أو الإصابات أو حتى على مستوى دمار البنى التحتية.
كما أفادت صحيفة معاريف الإسرائيلية بأن الحوثيين أطلقوا 201 صاروخ وأكثر من 170 طائرة مسيّرة متفجرة على إسرائيل منذ بداية الحرب. وفي الوقت نفسه، اعتبرت الصحيفة ذاتها أن "إسرائيل لم تكن مستعدة استخباراتياً وسياسياً لمواجهة تهديد الحوثيين، ولم تشكل تحالفاً إقليمياً للتصدي لهم"، مؤكدة أن "الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في التصدي لهم دفاعاً وهجوماً".
*أنصار الله يتبنون
من جهتها، تبنّت حركة أنصار الله، صباح السبت، قصف تل أبيب، مؤكدة استمرار العمليات حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة. وفي بيان، أكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، قصف هدف عسكري في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي "فلسطين 2"، مشيراً إلى أن الصاروخ "أصاب هدفه بدقة، وأن منظومات الاحتلال الاعتراضية فشلت في التصدي له".
وأضاف: "بعملية يافا النوعية، نحيّي أبناء شعبنا الذين خرجوا إلى الساحات والميادين، مؤكدين المواجهة والتحدي للعدو"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن "هذه العملية تأتي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، وضمن المرحلة الخامسة من الإسناد".
ووجه سريع، التحيّة إلى المقاومة في غزة، قائلاً: "نحيّي مجاهدي غزة وعملياتهم البطولية المستمرة ضد العدو، ونؤكد استمرارية مساندتهم حتى وقف العدوان ورفع الحصار".
*حماس والجهاد تشيدان بالعملية
وثمّنت حركة حماس، في بيان، "الموقف الأصيل للإخوة أنصار الله في اليمن الشقيق الاستمرار في إسناد شعبنا الفلسطيني، والانتصار لمظلوميته"، مؤكدة العلاقة المتينة والقوية التي تربط الشعبين الفلسطيني واليمني، ومعبّرة عن مباركتها وتقديرها "للإخوة في أنصار الله على مواصلة ضرباتهم في قلب الكيان الصهيوني، تضامناً وإسناداً لشعبنا في قطاع غزة في مواجهة حرب الإبادة والتطهير العِرقي التي يتعرض لها".
من جهتها، باركت حركة الجهاد الإسلامي "الضربات التي ينفذها أبطال اليمن الشقيق ضد أهداف داخل الكيان الصهيوني، ومنها الضربة التي استهدفت صباح اليوم قلب مغتصبة تل أبيب، بصاروخ نوعي"، مشيرة إلى أن "الشجاعة والثبات التي يبديها أشقاؤنا اليمنيون في نصرة شعبنا الفلسطيني، في مواجهة الجرائم التي يرتكبها الكيان المجرم، هي مدعاة فخر واعتزاز لكل أحرار العالم".
*رد
ويأتي الهجوم الصاروخي اليمني بعد شنّ الاحتلال الإسرائيلي فجر الخميس الماضي سلسلة غارات على مدينتي صنعاء والحديدة اليمنيتين، استهدفت فيها محطات توليد الطاقة والموانئ والمنشآت النفطية، ما تسبب بارتقاء تسعة شهداء على الأقل من المدنيين وأضرار كبيرة في البنية التحتية في اليمن.
وقالت حركة أنصار الله، أمس الجمعة، إنها نفذت عمليتين عسكريتين ضد الاحتلال الإسرائيلي بالاشتراك مع المقاومة الإسلامية في العراق. وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، في بيان، إن الجماعة نفذت "عملية مشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق جنوبيّ الأراضي المحتلة وعملية نوعية أخرى في يافا المحتلة".
وأضاف، إن "العملية المشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق نُفذت بعدد من الطائرات المسيّرة وحققت أهدافها بنجاح".
وشدد سريع على أن "استمرار الجرائم بحق إخواننا في غزة لن يؤدي إلا إلى مزيد من ضرباتنا والعمليات المشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق، وأن عملياتنا لن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها".
وكان سريع قد أعلن، الاثنين الماضي، قصف هدف عسكري إسرائيلي في منطقة يافا بصاروخ باليستي، وقال إن القوة الصاروخية "ضربت هدفاً عسكرياً للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع فلسطين2"، موضحاً أن العملية تأتي "في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ورداً على المجازر المستمرة بحقه".
وتسبب الصاروخ بإيقاف حركة الطيران في مطار بن غوريون، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية، مشيرة إلى أن عدداً كبيراً من الإسرائيليين لجأ إلى المواقع المحصنة والملاجئ، فيما أفاد الإسعاف الإسرائيلي بإصابة 5 أشخاص بجروح في تل أبيب خلال توجههم إلى الملاجئ.
ويشنّ الحوثيون عمليات عسكرية على أهداف إسرائيلية في الداخل الفلسطيني وفي البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة وزوارق بحرية. وتؤكد الحركة أنها لن توقف عملياتها إلا برفع الحصار عن قطاع غزة.