ساعدته لندن وسلّمته بغداد!.. العراق يقبض على المعارض سلمان الخالدي ويسلمه للكويت.. غضب شعبي من قرار السلطات
انفوبلس..
سلّمت السلطات العراقية، أمس الأربعاء، المعارض السياسي الكويتي سلمان الخالدي، إلى بلاده، بتهم تتعلق بـ"التطاول على رموز سياسية"، فيما تقدمت الداخلية الكويتية بالشكر إلى محافظ البصرة أسعد العيداني ووزير الداخلية عبد الأمير الشمري، نظير تعاونهم في تنفيذ مذكرة اعتقال دولية، فمَن هو؟ وكيف جرى تسليمه؟ وما هي ردود الفعل الشعبية العراقية؟
وتظهر الفيديوهات والصور والبيانات المتعلقة بالمعارض الكويتي سلمان الخالدي انتقاداته الشديدة للقيادات السياسية في بلاده، واعتقاده أن بلاده تابعة لمحافظة البصرة، وظهر في لقطات نادرة مع الإعلامية فجر السعيد ومن على جبل سنام في سفوان العراقية، وكذلك بين الحرمين في كربلاء، لكن السلطات الكويتية أعلنت أن محافظ البصرة أسعد العيداني تعاون معها في تسليمه، كما وجهت الشكر لوزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري.
ويُعرِّف الخالدي نفسه على حسابه في منصة “إكس“، عبارة مفادها أن "حاكم كوت ابن عريعر بيضة أسقطت عرش آل صباح، 66 سنة سجن على رأي مُجاهد ومُناضل، كاتب ومخترع حصد 46 إنجازًا دوليًا"، في انتقاد واضح للنظام السياسي في الكويت.
وعُرف الخالدي على منصة “إكس”، بنشاطه السياسي وانتقاداته الحادة للعائلة الحاكمة في الكويت وكذلك تسليطه الضوء على قضايا الفساد في البلاد، فضلاً عن قضايا أخرى مثل “البدون” وطريقة الحكم.
وسُحبت من الخالدي جنسيته الكويتية، في نيسان/أبريل 2024، بعد صدور مرسوم أميري يقضي بذلك وفقاً للمادة 13 من قانون الجنسية الكويتية لعام 1959.
وبحسب “مركز الخليج لحقوق الإنسان”، فقد أدانت محكمة الجنايات في الكويت في 15 أيار/مايو 2023، الخالدي بالسجن 5 سنوات مع الأشغال الشاقة.
والتُهم التي تعرّض لها الخالدي تضمنت تعمُّد “نشر إشاعات كاذبة ومغرضة في الخارج حول الأوضاع الداخلية للبلاد، ونشر ما من شأنه الإضرار بعلاقات الكويت مع الدول الأخرى عبر حسابه على منصة إكس”.
ووفقاً لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”، فقد سبق أن حُكم على الخالدي بالسجن خمس سنوات، لكن السلطات عفت عنه.
الداخلية الكويتية ذكرت في بيان لها: "في إنجازٍ أمنيٍّ يعكس قوة التعاون الدولي وتنسيق الجهود بين الدول الشقيقة، تمكَّن قطاع الأمن الجنائي بوزارة الداخلية، ممثَّلًا (بإدارة الإنتربول)، من ضبط المتهم الهارب خارج دولة الكويت (سلمان الخالدي)، الصادر بحقه (11) حكمًا بالحبس واجب النفاذ، والمُعمَّم عنه عربيًا ودوليًا اعتبارًا من تاريخ 4/12/2023 بناءً على ذمة أحكامٍ قضائية، كما تم إرسال التعميم إلى جميع الدول لضبطه وتسليمه إلى دولة الكويت".
وتابع البيان: "بدأت الواقعة برصد المتهم داخل جمهورية العراق الشقيق، حيث شُكِّل على الفور فريقٌ أمنيٌّ متخصصٌ من إدارة الشرطة الجنائية العربية والدولية (الإنتربول) للتنسيق مع السلطات العراقية والسفارة الكويتية في العراق، وبفضل التعاون الوثيق بين الجانبين، تم ضبط المتهم (سلمان الخالدي) قبل تمكُّنه من الهروب، وتسليمه إلى دولة الكويت لاستكمال الإجراءات القانونية بحقه".
ووأضاف البيان: "تقدمت وزارة الداخلية بخالص الشكر والتقدير لوزير الداخلية في جمهورية العراق عبد الأمير الشمري، ومحافظ البصرة السيد أسعد العيداني والسلطات الأمنية في وزارة الداخلية والجهاز القضائي في جمهورية العراق على التعاون المثمر والاستجابة السريعة التي أسفرت عن نجاح هذه العملية الأمنية، حيث يعكس هذا التعاون عمق العلاقات الأخوية والحرص المشترك على تحقيق العدالة والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة".
وأشار إلى أن "وزارة الداخلية تؤكد أنها مستمرة في ملاحقة وضبط كل من تُسوّل له نفسه المساس بأمن الوطن والمواطنين سواء في الداخل أو الخارج، مشددةً على أن القانون سيُطبق بحزم على كل من ينتهك القانون".
وسلمان الخالدي، معارض وناشط سياسي كويتي يبلغ من العمر 25 عامًا، وُلِد ونشأ في الكويت لعائلة متوسطة الدخل. أكمل دراسته الثانوية في الكويت ثم انتقل إلى قطر حيث درس العلوم السياسية في جامعة لوسيل. الخالدي عُرف بنشاطه الحقوقي والسياسي المكثف، حيث سلط الضوء على قضايا حقوق الإنسان والفساد في الكويت والمنطقة العربية.
نشاطه السياسي:
انتقد السلطات الكويتية علنًا، خاصةً قضايا الفساد والبدون.
وجه انتقادات لاذعة للسلطات السعودية، لا سيما بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
نشر مقاطع فيديو تُظهر مطاردته للسفير الكويتي في لندن، مما أثار جدلًا واسعًا.
سحب الجنسية الكويتية
في أبريل 2023، أصدرت الحكومة الكويتية مرسومًا بسحب الجنسية من سلمان الخالدي وفقًا للمادة 13 من قانون الجنسية الكويتية لعام 1959. يُرجع الخالدي هذا القرار إلى نشاطه السياسي ومحاولات الحكومة لإسكاته.
تصريحات الخالدي حول القرار:
أكد الخالدي أن قرار سحب الجنسية جاء بعد مقطع فيديو نشره يُحرج فيه السفير الكويتي في لندن حول قضايا الفساد والبدون، مما أدى إلى انتشار الفيديو بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.
الأحكام القضائية ضد سلمان الخالدي
أيار/مايو 2023: حكمت محكمة الجنايات الكويتية على سلمان الخالدي بالسجن لمدة خمس سنوات مع الأشغال الشاقة، بسبب:
- نشر إشاعات كاذبة ومغرضة حول الأوضاع الداخلية للكويت.
- الإضرار بعلاقات الكويت مع الدول الأخرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
- سبق أن حُكم عليه بالسجن خمس سنوات أخرى، لكن السلطات الكويتية عفت عنه لاحقًا.
ومنعت السلطات السعودية، الخالدي من دخول أراضيها لمدة 25 عامًا بسبب انتقاداته، كما رفعت السفارة السعودية دعوى قضائية ضده.
وغادر سلمان الخالدي إلى بريطانيا حيث حصل على حق اللجوء السياسي في أكتوبر 2023. أكد أن السلطات الكويتية حاولت استرداده عبر إصدار نشرة حمراء من الإنتربول، لكنه نجا من ذلك بفضل الحماية القانونية التي حصل عليها في بريطانيا.
عاش الخالدي في لندن لمدة عامين، حيث استمر في انتقاد السلطات الكويتية والسعودية عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي، وركّز على تسليط الضوء على قضايا حقوق الإنسان والفساد في المنطقة.
وصل سلمان الخالدي إلى العراق مؤخرًا واستقر في بغداد، لكن السلطات العراقية ألقت القبض عليه في مطار بغداد الدولي، وتم اعتقاله بناءً على طلب السلطات الكويتية.
وفقًا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، يُعد تسليم الخالدي انتهاكًا لحقوق اللاجئين، خاصةً أنه حاصل على حماية لجوء في بريطانيا.
ناشطون حقوقيون استنكروا هذا التصرف، وطالبوا السلطات العراقية بمراجعة قرارها قبل تسليم الخالدي للكويت، لكن دون جدوى.
وتعليقا على القرار، كتب الناشط العراقي "هشام عباس" على صفحته في فيسبوك، وقال: "تسليم المعارض الكويتي سلمان الخالدي هو وصمة عار في جبين الحكومة العراقية التي تدَّعي الديمقراطية".
وأضاف: "سلمان الكويتي شاب بريء نشر تغريدة عند مقتل المعارض السعودي جمال خاشجقي واصفاً العملية بأنها اغتيال مدبّر و هو لم يكذب في شيء لأن الحكومة السعودية اعترفت لاحقا بأن العملية هي اغتيال من قبل المخابرات السعودية، وعلى إثر هذا الرأي تم منعه من دخول السعودية لمدة 25 سنة و رفع قضية ضده من قبل السفير السعودي في الكويت، عندها تم إصدار مذكرة إلقاء قبض بحقه من قبل السلطات الكويتية".
وتابع: سلمان الخالدي عبّر عن رأيه فقط فيما بعد قامت الحكومة العراقية بتسليمه بطريقة غريبة عن طريق تعاون محافظ البصرة و وزارة الداخلية مع الكويت، فهل تسلّم الكويت المعارضين العراقيين إلى العراق؟".
أما الناشط فاضل اليونس فكتب: "على الحكومة العراقية أن تخجل من نفسها بسبب تسليمها المعارض الكويتي سلمان الخالدي".
وأضاف: يبدو أن محافظ البصرة، أسعد العيداني، قد تحول إلى صبي لدى مشيخة الكويت ونسي أنه محافظًا لثاني أكبر محافظات العراق".
وتساءل: "هل سبق لدول الجوار أن سلّمت معارضًا أو إرهابيًا إلى العراق؟ وهل هذا التصرف سيجعل سيئة الذكر فجر السعيد تكف عن إساءاتها المتكررة ضد العراق؟".