سلطات الكيان الإسرائيلي تدّعي إحباط مؤامرة إيرانية لاغتيال قياداتها.. من هو "موتي ميمان" الذي أعلنت تل أبيب اعتقاله؟
لتبرير جرائمها الدامية في لبنان
انفوبلس/..
بعد أن أشارت تحقيقات أولية إلى تورط إسرائيل في الأيام القليلة الماضية، بأحداث إرهابية شهدتها لبنان عبر تفجير أجهزة اتصالات لاسلكية، استشهد فيها العشرات، وأُصيب خلالها الآلاف عبر تلغيم وتفجير أجهزة تُستخدم في الغالب من قبل المواطنين اللبنانيين، ظهر الإعلام الإسرائيلي بمزاعم جديدة تتعلق بإفشال مخططات تفجير واغتيال شخصيات من الكيان داخل الأراضي المحتلة.
وتروج السلطات الإسرائيلية، الى أن الهجمات في لبنان جاءت كرد فعل على محاولة إيرانية مزعومة لاغتيال قادة إسرائيليين، ووفقًا للتقارير الإسرائيلية، فقد كانت إيران تخطط لتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، وذلك باستخدام عميل يدعى "موتي ميمان"، الذي يُزعم أنه ساعد في جمع المعلومات اللازمة لهذه المؤامرات.
وفي بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة والشاباك في الكيان الإسرائيلي، ذكر أنه "خلال شهر أغسطس 2024، اعتقلت القوات مواطنًا إسرائيليًا "موتي ميمان" (73 عامًا) من اشكلون يشتبه في تورطه في جرائم أمنية، تشمل التواصل مع جهات استخباراتية إيرانية. واليوم، قُدِّمت لائحة اتهام ضده".
وتابع البيان، أنه "كشفت التحقيقات التي أجرتها كل من الشاباك ووحدة لاهف 433، أن المواطن الإسرائيلي هو رجل أعمال يهودي عاش لفترة طويلة في تركيا، وخلال إقامته هناك، أبرم علاقات تجارية واجتماعية مع أشخاص من أصول تركية وإيرانية، وفي شهر أبريل 2024، وافق على لقاء رجل أعمال إيراني، بوساطة أطراف تركية، إذ تم تهريبه مرتين إلى إيران، حيث التقى برجل الأعمال وعضو آخر في أجهزة الأمن الإيرانية".
وأضاف: "وفي إطار هذه اللقاءات، طُلب من الإسرائيلي تنفيذ مهام لصالح إيران داخل إسرائيل، وتشمل نقل الأموال والأسلحة وتصوير أماكن مكتظة بالسكان، وخلال زيارته الثانية لإيران في أغسطس 2024، طُلب منه تنفيذ عمليات اغتيال تستهدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش يوآف غالانت، ورئيس الشاباك رونين بار".
وبحسب البيان الذي صدر عن الشرطة والشاباك في الكيان الإسرائيلي "وصف مسؤول رفيع في الشاباك هذه القضية بأنها واحدة من أخطر المحاولات التي نفذتها الاستخبارات الإيرانية لتجنيد مواطنين إسرائيليين لتنفيذ أعمال داخل البلاد"، مضيفا أن "إسرائيل ستظل مستهدفة من قبل إيران من خلال محاولات تجنيد أتباع لأغراض التجسس والاعتداء".
اغتيال وزير الدفاع
قال موقع "والا"، إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية كشفت أن حزب الله اللبناني كان يسعى لاغتيال وزير الدفاع السابق موشيه يعالون.
بدورها، ذكرت القناة 13 "الإسرائيلية"، أن "خلية تابعة لحزب الله وضعت عبوة ناسفة في منتزه اليركون ليلة رأس السنة الماضية، بهدف اغتيال وزير الدفاع ورئيس الأركان السابق موشيه يعالون".
وفي 17 أيلول 2024، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه "أحبط محاولة حزب الله اغتيال شخصية أمنية رفيعة بواسطة عبوة ناسفة"، دون الكشف عن هوية تلك الشخصية، مشيرا الى أن "العبوة الناسفة كانت مرتبطة بمنظومة تحكُّم عن بعد ومزودة بكاميرا وهاتف نقال، وتم تحذير الشخصية المستهدفة قبل موعد التفجير".
ونقلت صحيفة معاريف "الإسرائيلية" أن جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) "أحبط محاولة اغتيال شخصية أمنية إسرائيلية سابقة بواسطة تفجير عبوة ناسفة".
ولم يعلق حزب الله على ما أورده الجانب الإسرائيلي بشأن التخطيط لاغتيال يعالون.
واعتبر مراقبون للشأن الدولي، أن البيانات والتقارير التي يروج لها الكيان الإسرائيلي حول مزاعم محاولات اغتيال قياداته في الوقت الحالي، هي مبررات للجريمة الإرهابية التي استهدفت المواطنين اللبنانيين عبر تفخيخ أجهزة اتصال شائعة الاستخدام في لبنان.
تفجيرات لبنان
وفي الأيام القليلة الماضية، شهد لبنان تفجير أجهزة اتصالات لاسلكية، ما أسفر عن استشهاد 37 شخصاً وإصابة أكثر من آلاف الجرحى، وهذه التفجيرات شملت أجهزة تُستخدم في الغالب من المواطنين اللبنانيين، فيما تشير التحقيقات الأولية إلى تورط "إسرائيل"، حيث يُزعم أنها زرعت مواد متفجرة في بطاريات هذه الأجهزة.
وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، اليوم الخميس، إن حصيلة ضحايا تفجيرات أجهزة الاتصالات اللاسلكية خلال اليومين الماضيين بلغت 37 قتيلا وآلاف الجرحى.
جاء ذلك في تصريحات صحفية للأبيض بالعاصمة بيروت، تعقيبا على التفجيرات التي وقعت الثلاثاء والأربعاء الماضيين في أجهزة اتصالات لاسلكية "بيجر" و"آيكوم" بمناطق متعددة في لبنان.
وأفاد الوزير اللبناني بارتفاع عدد قتلى انفجارات أجهزة الاتصال اللاسلكية التي وقعت أمس الأربعاء إلى 25، وزيادة عدد الإصابات إلى 608 بينهم 61 بحالة حرجة، وذلك بعد أن أفاد بمؤتمر صحفي ظهر اليوم بأن الحصيلة 20 قتيلا فقط.
وأشار الوزير إلى أن عشرات الأطباء أمضوا الليلة الماضية في غرف العمليات، كما شارك مئات الممرضين والمسعفين في تقديم العلاج السريع للمصابين في التفجيرات.
ولفت إلى أن التفجيرات أظهرت أمرا إيجابيا، وهو ما وصفه بتلاحم الشعب اللبناني في مختلف المناطق في مواجهة الحدث، وتطرق إلى وجود مبادرات تقودها دول عربية وإسلامية لتقديم خدمات طبية إلى بلاده، وأعرب عن تقديره لذلك.
تبني إسرائيلي
وقد أكد مسؤول كبير سابق في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) أن تفجير أجهزة الاتصال الخاصة بمئات العناصر من حزب الله هو اختراق أمني استخباري غير مسبوق.
كما أشار مستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى مسؤولية إسرائيل عن هذه الهجمات، وذلك قبل أن يتراجع عن تغريدته بعد دقائق من نشرها.
وطلب مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الوزراء عدم إجراء مقابلات أو التعليق على انفجار أجهزة الاتصال في لبنان، كما حظر حزب الليكود الحاكم على أعضائه الإدلاء بتصريحات وإجراء مقابلات بشأن الأحداث في لبنان.