شبكة CNN والإعلام الغربي.. صناعة الأكاذيب واستغلال الصحفيين العرب لتبييض جرائم الاحتلال في غزة

انفوبلس/..
في زمنٍ تكتظُّ فيه الساحات العربية بالصراعات والأزمات الإنسانية، تتصدر شبكة CNN وقنوات الإعلام الغربي، المشهدَ كأحدِ أدوات الحرب الناعمة التي تستخدمها قوى الاستعمار الحديث. ليست CNN مجرد قناة إخبارية عادية، بل هي شريك أساسي في صناعة خطاب موجه يسهم في تبرير الجرائم التي تُرتكب بحق شعب غزة، في ظل صمتها أو تحريفها الممنهج للحقائق.
مؤخرًا، طرحت CNN مبادرة لاستقطاب صحفيين مستقلين عرب لإنتاج تحقيقات استقصائية يُفترض أن تكون “محايدة” و”موضوعية”. لكن الحقيقة المرة هي أن هذه الخطوة ليست سوى محاولة لتجنيد الأصوات العربية في خدمة أجندات إعلامية وسياسية غربية، تواصل تزييف الحقائق وتجميل صورة الاحتلال الإسرائيلي في واحدة من أكثر مناطق النزاع دموية في العالم.
*استغلال الصحفيين العرب: من التعاون إلى التوظيف الإعلامي
خلف هذا القناع الخادع، تقبع خطة محكمة لاستغلال هؤلاء الصحفيين، ليصبحوا أدوات في آلة إعلامية ضخمة تعمل على توجيه الرسائل لصالح مصالح سياسية غربية وإسرائيلية.
هذا التوظيف الإعلامي للصحفيين العرب لا يمرّ مرور الكرام، فقد رأى كثير من المراقبين أن الشبكة تستهدف توجيه تحقيقات محددة مسبقًا، تعزز الروايات الرسمية للكيان المحتل، بينما تُهمّش المعاناة الحقيقية للفلسطينيين في غزة، التي لا يجرؤ الإعلام الغربي على كشفها بشكل عميق وحقيقي.
*CNN كطرف فاعل في الحرب النفسية ضد الفلسطينيين
الإعلام الغربي، بقيادة شبكات مثل CNN، لا يكتفي بدور المراقب أو الناقل للأحداث، بل يتحول إلى طرف فاعل في الحرب النفسية التي تخوضها إسرائيل ضد الفلسطينيين. من خلال التعتيم على جرائم الاحتلال أو تقديمها بشكل مُشوّه، يسهم الإعلام في تدمير صورة القضية الفلسطينية في الأوساط الدولية، ويحولها إلى مجرد نزاع عسكري يُسوّق على أنه “صراع بين طرفين”.
وهنا يبرز الدور الخطير لمبادرات مثل تلك التي أعلنتها CNN، والتي تخفي خلفها رغبة في توظيف الصحفيين العرب لإنتاج محتوى “موجَّه” يُستخدم في تلميع الاحتلال وتمرير رواياته، فيما يُترك الصوت الحقيقي للضحايا غائبًا أو مهمشًا.
*ردود الفعل الشعبية: رفض واسع ومشروع
لم تتأخر ردود الفعل الغاضبة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث انطلقت موجة تهكم ونقد لاذع تجاه شبكة CNN، واتهامات مباشرة لها بأنها شريك في الجرائم المرتكبة في قطاع غزة. الجمهور العربي لم يعد يثق في الإعلام الغربي، ويرى في هذه المبادرة محاولة مكشوفة لتوظيف الصحفيين العرب كأدوات ترويجية تسعى إلى خنق أصوات المقاومة والكشف.
الانتقادات التي طالت CNN تتجاوز مجرد اتهامات فردية، إذ تعكس حالة غضب جماهيري متزايد من الموقف الغربي العام تجاه القضية الفلسطينية، وفي القلب منه الإعلام الذي يُنظر إليه كغطاء لجرائم الاحتلال، لا كنافذ للحقائق.
*الإعلام الغربي بين المهنية والتحيز السياسي
قد يدَّعي الإعلام الغربي، خاصة شبكات مثل CNN، أن تحقيقاتها تعتمد على المهنية والحيادية، لكن الواقع الميداني والإعلامي يثبت عكس ذلك. التغطية الإعلامية غالبًا ما تُخضع لموازين قوى سياسية واقتصادية تحكم توجهات النشر، وتحدُّ من حرية الصحفيين، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا العربية والفلسطينية.
هذه الحقيقة تدفع الكثيرين إلى اعتبار الإعلام الغربي جزءًا من المنظومة الاستعمارية الحديثة، التي تستخدم الإعلام كأداة لفرض الهيمنة ونشر الروايات التي تخدم مصالحها، بغض النظر عن الحقيقة.
من الضروري أن يدرك الصحفيون والمجتمع العربي عموماً خطورة هذه المشاريع الإعلامية التي تتخفى تحت شعارات دعم الصحافة المستقلة. فهذه المبادرات ليست إلا أدوات لإعادة إنتاج سرديات مسيسة تخدم الاحتلال، وتعمق الانقسامات وتطمس صوت الحقيقة.
يجب على الصحفيين أن يكونوا واعين لهذه المحاولات وأن يرفضوا الوقوع في شرك الإعلام الغربي، وأن يسعوا لبناء منصات صحفية حرة ومستقلة قادرة على كشف الحقائق بكل شجاعة وصدق، بعيدًا عن التمويلات والضغوطات التي تفرضها قوى لا تعنيها سوى مصالحها الخاصة.
في نهاية المطاف، يظل الإعلام الغربي، وبخاصة شبكة CNN، جزءًا لا يتجزأ من منظومة تبرير الاحتلال وتمرير جرائمه في قطاع غزة. ومحاولاته لتوظيف الصحفيين العرب ليست إلا شكلًا جديدًا من أشكال التواطؤ الإعلامي.
الأصوات الحرة في المنطقة مطالَبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتصدي لهذه المشاريع، بالتمسك بالمهنية والشفافية، وعدم السماح لأنفسهم أن يكونوا أدوات في يد قوى تسعى إلى إخماد الحقيقة وتشويهها. فالحقيقة هي التي ستنتصر في النهاية، مهما حاول الإعلام المزيف تزييفها أو تهميشها.