شهداء باشتباك مسلح في الفلوجة مع إرهابي هارب من سوريا.. هل يُنذر ذلك بخطر قادم؟
خرج مع فتح سجون سوريا
شهداء باشتباك مسلح في الفلوجة مع إرهابي هارب من سوريا.. هل يُنذر ذلك بخطر قادم؟
انفوبلس/ تقرير
اشتبكت القوات الأمنية العراقية، اليوم الاثنين، مع مفرزة إرهابية في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار كان يقودها الإرهابي الهارب من سوريا "جمعة محمد صايل"، ما أدى إلى استشهاد ضباط وإصابة منتسب، فهل ذلك يُنذر بخطر قادم بالتزامن مع ما يجري في سوريا؟
وبحسب المعلومات الأمنية التي حصلت عليها "شبكة انفوبلس"، فإن الإرهابي (جمعة محمد الصايل) محكوم غيابياً وهارب إلى سوريا، وأثناء عملية فتح السجون في سوريا عاد إلى الفلوجة بمحافظة الأنبار.
تفاصيل ما جرى في الفلوجة
بحسب المصادر الأمنية التي تحدثت لشبكة "انفوبلس"، فإن العملية التي نفذها جهاز الأمن الوطني في محافظة الأنبار كانت تستهدف مفرزة إرهابية خطيرة متورطة في عمليات إجرامية ضد الأجهزة الأمنية والمواطنين، وبعد رصد ومتابعة دقيقة، جرى تحديد موقع المفرزة التي كان من بين أفرادها الإرهابي (جمعة الصايل)، وتمت محاصرة المنزل الذي كانوا يختبئون فيه.
وأضافت المصادر، إن القوة المنفذة بذلت جهوداً كبيرة للتفاوض من أجل استدراج امرأة كانت موجودة بصحبتهم بسلام. واستمرت المفاوضات لساعات عدة، وتم منح فرص عديدة للاستسلام.
وأشارت إلى، أنه خلال هذه العملية، قام الإرهابي بإطلاق النار على القوات المنفّذة، مما أدى للأسف، إلى استشهاد أحد الضباط. وأمام استمرار التهديد واستحالة التفاوض، اضطرت القوات للرد بالمثل دفاعاً عن النفس، مما أسفر عن استشهاد ضابط آخر والقضاء على الإرهابيين بعد رفضهم الاستسلام، ومصرع المرأة التي كانت تتواجد برفقتهم.
وفي سياق متصل، كشف قائد أمني، أن قوات الأمن العراقية اشتبكت مع "إرهابي" مطلوب للقضاء في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار وفقدت ضابطين اثنين.
وقال القائد الأمني (رفض الكشف عن هويته)، إن الأجهزة الأمنية اشتبكت مع أحد المطلوبين وفق المادة 4/ إرهاب في مدينة الفلوجة، حيث قام المطلوب بإطلاق النار على القوة الأمنية، ما أدى إلى استشهاد ضابطين أحدهما برتبة مقدم، وإصابة أحد المنتسبين.
وأضاف، أن الاشتباك انتهى بمقتل الإرهابي، مشيرا الى أن القوات الامنية شرعت بعملية تفتيش في المنطقة وتمكنت من اعتقال "إرهابيين" اثنين كانوا مع "الإرهابي المقتول".
وفي السياق، أكد مصدر أمني آخر لشبكة "انفوبلس"، أنه لا وجود لدخول أي شخص من سوريا إلى العراق، مشيرا إلى أن الحدود بين البلدين مغلقة بشكل محكم.
وفيما يتعلق بالوضع الأمني في الفلوجة، أوضح المصدر، أن الإرهابي المطلوب ويدعى (جمعه محمد صايل) موجود في المنطقة منذ فترة، حيث يستخدم بستاناً في عامرية الفلوجة كمضافة له.
ولاحقا، أعلن جهاز الأمن الوطني، عن نجاح قواته في تنفيذ عملية نوعية بمحافظة الأنبار أسفرت عن مداهمة أحد الأوكار الإرهابية والقضاء على مجموعة من العناصر الإرهابية التي كانت تختبئ في المنزل.
وقال الجهاز في بيان رسمي، إن العملية تأتي في إطار الجهود المستمرة لملاحقة بقايا العصابات الإرهابية، مبينا أن العملية أودت بحياة اثنين من ضباط الجهاز أثناء الاشتباك مع "الإرهابيين".
وأكد جهاز الأمن الوطني، أن هذه العملية الناجحة تأتي ضمن مساعيه المستمرة للقضاء على آخر تهديدات الإرهاب في العراق.
كما نفى البيان صحة الأنباء التي تم تداولها حول قدوم الإرهابيين من خارج الحدود، موضحًا أن هذه المجموعة كانت تحت رصد ومتابعة الاستخبارات العراقية منذ فترة طويلة.
ودعا الجهاز، كافة الجهات الإعلامية إلى توخّي الحذر واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية.
بسقوط نظام بشار الأسد تُثار العديد من التساؤلات حول مستقبل سوريا وتأثير هذه التطورات على دول الجوار، ولا سيما العراق، الذي يعاني من آثار حروب طويلة وتحديات أمنية وتجارب سابقة مع الجماعات الإرهابية، حيث يجد نفسه أمام تحديات جديدة في ظل هذه المتغيرات الإقليمية.
تصاعدت المخاوف العراقية من إمكانية إطلاق سراح الإرهابيين من السجون السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث أعلن مسلحو المعارضة السورية، أمس الأحد، الإطاحة بالأسد بعدما سيطروا على دمشق، مما أنهى حكم عائلته للبلاد.
ومع التطورات التي تشهدها سوريا، أُطلق آلاف المساجين في عدد من السجون السورية بينها سجن حمص العسكري، وهو ما أثار مخاوف من إمكانية أن يكون بين هؤلاء إرهابيون.
واعتبر عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان العراقي، النائب مختار الموسوي، أن سقوط النظام السوري ترك فراغًا استراتيجيًا في المنطقة، "خاصة وأن سوريا كانت تعتبر جسراً رئيسياً بين العراق والدول الأعداء أو الأصدقاء" حسب قوله.
وأشار الموسوي إلى، ضرورة التعامل بحذر مع الجماعات التي أسقطت النظام، مشددا على أهمية التنسيق مع الحلفاء الإقليميين والدوليين لتقييم الموقف واتخاذ القرارات المناسبة.
كما حذر من أن هذه الجماعات، "لا تمثل المعارضة السورية الحقيقية، وأكثرهم لا يتكلمون اللغة العربية، بل هي أدوات بيد قوى خارجية تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة" على حد تقديره.
وبشأن وجود الجنود السوريين في العراق، أكد النائب أنهم ضيوف مؤقتون إلى حين استقرار الأوضاع في بلادهم، مشيرًا إلى أن التعامل معهم يتم وفقًا للقوانين الدولية والإنسانية.
تحذير من "داعش"
حذر الخبير العسكري، ماجد القيسي، من تنظيم "داعش" الإرهابي على الأمن القومي العراقي بعد تطورات سوريا ووصفه بـ"الجهة الأخطر" .
وقال القيسي، إن "الوضع في سوريا مازال ضبابيا فهنالك أعداد كبيرة من اللاعبين المحليين وكل واحدة منها ترتبط بقوى خارجية، وهنالك معارك تقوم ما بين القوات الدمقراطية والجيش الوطني في منبج وهنالك تنظيم داعش الإرهابي والذي يشكل التهديد الأخطر على الأمن القومي العراقي سواء كان في البادية أو مخيم الهول أو السجون والمعتقلات في الحسكة وأماكن أخرى".
وأضاف، "هذه الأحداث إن تطورت وأصبح الاصطدام ما بين الجيش الوطني وقوات سوريا الديمقراطية ستكسر السجون لتهريب الإرهابيين وهذا ما يشكل تهديدا خطيرا على الحدود العراقية".
وتابع القيسي، إن "العراق يسعى إلى بناء منظومة لحماية الحدود مع سوريا بأكثر من 600 كم عبر نشر حواجز ومعدات مراقبة إضافة إلى طائرات مسيرة وتحشيد القوات وهي إجراءات مهمة جدا وضرورية لتحصين الحدود".
وشدد على، "تفعيل الجهد الاستخباري داخل العراق ومراقبته في العمق السوري وخاصة من تنظيم داعش الإرهابي الذي ينشط في البادية الغربية {غرب الفرات} وحتى في الرقة والحسكة وبعض من مناطق جنوب سوريا. وهنالك تقارير تؤكد أنه بدأ ينشط باتجاه السخنة وتدمر وهو يستغل الفرص للظهور مرة أخرى ويفترض تكثيف الجهود على المستوى الدولي لكبح جماحه".
ويرى الخبير الأمني والعسكري، بأن "دروس عام 2014 استفاد منها العراق واستخلص منها العِبر بعدم تكرارها خصوصا في الجوانب الامنية والاستخبارية لذلك يرى تأمين الحدود العراقية السورية ضرورة ملحّة كونها تشكل خطرا كبيرا لهذا ذهب لمنع تكرار هذا السيناريو ومواجهة أي تحديات".
وتُعد المحافظات المحررة من قبضة التنظيم الإرهابي (كركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار ونينوى)، من أكثر المحافظات التي تسجل تحركات لعناصر "داعش" وأعمال عنف في البلاد.
وشهدت المحافظات العراقية عموماً، خلال الأشهر الماضية، هدوءاً أمنياً نسبياً مع تراجع هجمات تنظيم "داعش"، التي كانت تستهدف القوات الأمنية والمدنيين، خصوصاً في المحافظات المحررة (ديالى، كركوك، صلاح الدين، نينوى، الأنبار) لاسيما بعدما نفذ الجيش، بما في ذلك عبر الطيران، ضربات نوعية ضد التنظيم.
ووفق الخبير الأمني رائد الحامد، فإن التنظيم الإرهابي "لا يزال يحتفظ بإمكانية تهديد الأمن والاستقرار في العراق وسوريا وتنفيذ هجمات نوعية، لكنها بالتأكيد ليست على مستوى السيطرة أو إعادة السيطرة على المدن والمناطق في ذات المناطق التي خضعت لسيطرته بعد عام 2014".
وتواصل القوات الأمنية منذ عدة أشهر ما تصفه بعمليات استباقية ضد خلايا وجيوب من بقايا تنظيم "داعش"، تنشط في الجانب الشمالي ضمن محافظات صلاح الدين والانبار وكركوك ونينوى وأجزاء من ديالى، مستغلة المناطق الجبلية الوعرة للاحتماء والتخفي فيها.
وأعلن العراق الانتصار على "داعش" الإرهابي في 2017، فيما خسر التنظيم آخر معاقله عام 2019 في سوريا، لكن عناصره لا يزالون ينشطون في مناطق ريفية ونائية ويشنون هجمات متفرقة.
يعيش العراق حالياً الأمن والاستقرار والعمران والوضع الاقتصادي المستقر، بفضل فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)، وتأسيس الحشد الشعبي الذي أعطى دماءً كثيرة وعظيمة استطاع من خلالها أن يصنع النصر وأن يستمد من الفتوى كل البطولات والتضحيات وأعطى هؤلاء الشهداء من أجل هذا الوطن.