صحيفة بريطانية: واشنطن تفتعل أزمة دبلوماسية لابتزاز إيران وإفشال المفاوضات النووية

انفوبلس.. 

في خطوة اعتبرها مراقبون استفزازاً متعمداً، كشفت صحيفة "الميرور" البريطانية أن إخلاء السفارة الأمريكية في العراق جاء ضمن خطة مدروسة من إدارة ترامب لرفع منسوب التوتر مع إيران، ودفعها قسراً إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي السلمي.

وبينما تواصل طهران التأكيد على الطابع المدني لأنشطتها النووية، تصر الولايات المتحدة على اختلاق ذرائع وتهويل المشهد النووي الإيراني، في تجاهل متعمد لتقارير تنفي وجود أي خرق فعلي.

وفي وقت تروج فيه واشنطن لوجود تهديدات أمنية، أكدت الجهات العراقية المختصة استقرار الوضع الداخلي وعدم وجود مبرر ميداني للإخلاء، ما يفضح الطابع السياسي للتحرك الأمريكي، ويكشف سعيها المستمر لفرض الهيمنة على المنطقة عبر افتعال الأزمات.

وأشار التقرير إلى أن واشنطن تستخدم ورقة "التهديد النووي" كذريعة لتعزيز ضغوطها السياسية والإعلامية ضد إيران، رغم عدم وجود أدلة ملموسة على سعي طهران لامتلاك سلاح نووي.

بُعد تصعيدي مفتعل

وفي هذا السياق، جاء قرار إخلاء السفارة الأمريكية في العراق ليضيف بعداً تصعيدياً مفتعلاً، يهدف إلى خلق أجواء من الخوف وعدم الاستقرار في المنطقة، بما يخدم الأجندة الأمريكية في فرض شروط تفاوض غير متكافئة.

كما لفت التقرير إلى أن التصعيد المتعمد من قبل إدارة ترامب، وتلويحه المتكرر بالعمل العسكري، لا يعكس رغبة حقيقية في التهدئة، بل يعكس سياسة ممنهجة لإضعاف الموقف الإيراني، وتحريف أنظار المجتمع الدولي عن المطالب المشروعة لطهران في امتلاك طاقة نووية لأغراض سلمية.

مزاعم لتبرير الضغوط السياسية 

 الاتهامات التي وجهتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران بشأن عدم التعاون مع مفتشيها، تفتقر إلى الحيادية، خصوصاً في ظل ما كشفته تقارير مستقلة عن وجود تنسيق غير معلن بين الوكالة وكيان الاحتلال الإسرائيلي

الخطر النووي الإيراني" ليست سوى رواية مفبركة تُستخدم لتبرير الضغوط السياسية والعقوبات المتواصلة على طهران، في وقت تلتزم فيه الأخيرة بتأكيد سلمية برنامجها النوويوأوضح التقرير أن المزاعم الغربية حول "الخطر النووي الإيراني" ليست سوى رواية مفبركة تُستخدم لتبرير الضغوط السياسية والعقوبات المتواصلة على طهران، في وقت تلتزم فيه الأخيرة بتأكيد سلمية برنامجها النووي.

ولفت التقرير إلى أن الاتهامات التي وجهتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران بشأن عدم التعاون مع مفتشيها، تفتقر إلى الحيادية، خصوصاً في ظل ما كشفته تقارير مستقلة عن وجود تنسيق غير معلن بين الوكالة وكيان الاحتلال الإسرائيلي، ما يُلقي بظلال من الشك على مصداقية دورها الرقابي.

كما أشار التقرير إلى أن قرار الإخلاء الأخير للسفارة الأمريكية في بغداد لا يمكن فصله عن الأحداث التي أعقبت اغتيال الجنرال قاسم سليماني عام 2020، حيث ردت طهران بقصف قواعد أمريكية في العراق، في رسالة واضحة بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الاعتداءات.

ويبدو أن إدارة ترامب، التي تتعمد التصعيد، تستبق أي ردود فعل محتملة من إيران بخطوات "احترازية" تُغلفها بالدوافع الأمنية، رغم أن دوافعها سياسية بحتة.

واختتم التقرير بالإشارة إلى أن تهديدات ترامب المتكررة بشن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية قوبلت بتحذيرات صريحة من طهران، التي توعدت برد قاسٍ يشمل استهداف القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة.

تعليق عراقي على الإجراءات

وأفاد مصدر حكومي عراقي، مساء الأربعاء، أن "خطوات إخلاء بعض العاملين غير الأساسيين بالسفارة الأمريكية في العراق تتعلق بإجراءات تخص الوجود الدبلوماسي الأمريكي في عدد من بلدان الشرق الأوسط".

وقال المصدر في بيان، "تعقيباً على تم تداوله من أخبار تتعلق بخطوة إخلاء لبعض العاملين غير الأساسيين في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد، نؤكد أن هذه الخطوات تتعلق بإجراءات تخص الوجود الدبلوماسي الأميركي في عدد من بلدان الشرق الأوسط، ولا يخص العراق فقط إذ لم يسجل لدى الجانب العراقي أي مؤشر أمني يستدعي هذا الاخلاء". 

وجدد المصدر "التأكيد على أن كل المؤشرات والإجازات الأمنية تدعم تصاعد قراءات الاستقرار واستتباب الأمن الداخلي".

 ولفت الى أن "جميع البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية العاملة في العراق، تتمتع بأوسع مديات العمل الآمن وحرية التواصل والفاعلية وبمختلف النشاطات وعلى مستوى جميع انحاء العراق وليس في العاصمة بغداد فقط".

مغادرة الموظفين غير الأساسيين

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت، الأربعاء، أنها قررت تقليص بعثتها في العراق.

يشار الى أن وكالة "رويترز" ذكرت، الأربعاء، ان "السفارة الأمريكية في العراق تستعد لإخلاء رسمي، بسبب تصاعد المخاطر الأمنية، فيما نفى مصدر أمني، إخلاء السفارة الامريكية في بغداد".

 كما أفادت وسائل إعلام أمريكية، الأربعاء، بأن وزارة الخارجية سمحت بمغادرة الموظفين غير الأساسيين من البحرين والكويت.

إجراء احترازي

القوات المسلحةالعراقية: قرار الإخلاء لا علاقة له بوجود أي مؤشر أمني ميداني داخل الأراضي العراقية.

وأكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة صباح النعمان، الخميس (12 حزيران 2025)، أن قرار إخلاء بعض العاملين في السفارة الأمريكية هو إجراء احترازي تنظيمي لا علاقة له بوجود أي مؤشر أمني ميداني داخل الأراضي العراقية.

وقال النعمان، إن "جميع البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية العاملة في العراق تتمتع بأوسع مديات العمل الآمن"، مبيناً أن "إخلاء بعض العاملين في السفارة الأمريكية من العراق أو مناطق أخرى في الشرق الأوسط هو إجراء احترازي تنظيمي يتعلق فيهم".

وأضاف، أن "قرار الإخلاء لا علاقة له بوجود أي مؤشر أمني ميداني داخل الأراضي العراقية"، مشيراً إلى أن "جميع المؤشرات والإيجازات الأمنية تؤكد تصاعد وتيرة الاستقرار واستتباب الأمن الداخلي في عموم البلاد".

وتابع، أن "القوات الأمنية تواصل تنفيذ خططها بكفاءة عالية لضمان الأمن والاستقرار"، لافتاً إلى أن "التقارير الاستخبارية والميدانية لا تشير إلى وجود تهديدات فعلية من شأنها التأثير على عمل البعثات أو الوضع العام في البلاد".

وأكد أن "قيادة العمليات المشتركة وباقي الأجهزة الأمنية تتابع كل التطورات وتؤكد استمرار العمل بمستوى عالٍ من الجاهزية".