صفقة تبادل أسرى تلوح في الأفق بين الكيان والمقاومة.. قادة حماس في القاهرة وتحركات في الدوحة.. ماذا عن موقف السنوار؟
انفوبلس/..
على نار هادئة تُطبخ صفقة جديدة، بين المقاومة الإسلامية في فلسطين والكيان الصهيوني المحتل، وذلك تزامناً مع فشل العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة بتحقيق هدف تحرير المحتجزين لدى حماس، لاسيما مع الضغوط المتزايدة على الحكومة الصهيونية سواء من الداخل وتحديداً من عائلات الرهائن أو من الخارج في سبيل الإفراج عن هؤلاء.
وأفاد موقع أكسيوس بأن مدير وكالة الاستخبارات الأميركية CIA يبحث في وارسو مع مسؤولين إسرائيليين وقطريين صفقة تبادل جديدة للمحتجزين.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن استئناف مفاوضات التبادل بين إسرائيل وحماس واصفةً إيَّاها بالطويلة والمُعقّدة، في ظل خلافاتٍ تتمحور حول الكشف عن أسماء المحتجزين واطلاع إسرائيل على اللائحة.
وكشفت هيئة الإذاعة الإسرائيلية أن رئيس الموساد الإسرائيلي التقى برئيس الوزراء القطري، واصفةً الاجتماع بالإيجابي.
وتابعت هيئة الإذاعة، أن رئيس الموساد عرض على مجلس الحرب الإسرائيلي الخطوط العريضة للصفقة المحتملة، مشيرة إلى أنه حصل على الضوء الأخضر للمضي قُدماً.
وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن مسؤولين إسرائيليين مطالبتهم بصياغة أُسس الصفقة وفق المبادئ التوجيهية الإسرائيلية. كما يُصر الجانب الإسرائيلي على إطلاق سراح الأسيرات والتأكيد على أن الحرب ستُستأنف مع انتهاء الصفقة.
كما كشف مسؤولون لهيئة البث الإسرائيلية، أن هناك اتجاهاً لتوسيع الفئة الإنسانية من الأسرى الفلسطينيين لتشمل كبار السن والمرضى.
صحيفة تايمز أوف إسرائيل، كشفت أن حماس تُصر على اختيار المحتجزين المحتمل إطلاق سراحهم بشكل فردي من دون اطلاع الجانب الإسرائيلي على اللائحة. في حين تُصر تل أبيب على الاطلاع بشكل مسبق على أسماء المحتجزين الذين قد تشملهم الصفقة.
*حماس تملك ورقة المساومة
مصدر إسرائيلي رجّح أن تكون الصفقة طويلة ومعقدة مقارنةً بما عليه في المرة الأخيرة، قائلاً إن مَن يملك ورقة المساومة هي حماس.
وكانت مصادر مصرية وقطرية قد كشفت أن حماس تُصر على وقف إطلاق النار بشكل كامل ووقف الطيران في قطاع غزة كشرط رئيسي للقبول بالتفاوض، إضافة إلى تراجع القوات الإسرائيلية من الخطوط على الأرض في قطاع غزة.
حركة حماس رفضت سابقاً بشكل كامل استكمال المفاوضات إلا بعد وقف الحرب، في حين تُصر وتتعهد إسرائيل باستكمال حربها على القطاع حتى القضاء على حماس، إلا أن تل أبيب، لا تُحسد بحسب مراقبين، على موقفها، خصوصاً بعد قتلها لثلاثة محتجزين عن طريق الخطأ.. ما قد يدفعها للتسليم بشروط حماس أو على الأقل لتقديم تنازلات.
*هنيّة في مصر
قالت "أ ف ب" نقلا عن مصدر قريب من حماس، إن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية سيتوجه إلى مصر الأربعاء لإجراء محادثات بشأن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع وتبادل الأسرى.
وقال المصدر، إن هنيّة من المتوقع أن يتوجه على رأس وفد قيادي رفيع إلى القاهرة لعقد عدد من اللقاءات، أبرزها مع مدير المخابرات المصرية عباس كامل لإجراء نقاش يتناول "وقف العدوان والحرب تمهيدا لصفقة تبادل الأسرى وإنهاء الحصار على قطاع غزة".
* إسرائيل: مستعدون لإطلاق أسرى "أثقل وزناً"
وقال مسؤول إسرائيلي، إن تل أبيب مستعدة لإطلاق أسرى فلسطينيين "خطرين" حتى ممن أُدينوا بعمليات قتل، في إطار صفقة تبادل أسرى جديدة، وفق قوله.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن إسرائيل قررت الذهاب باتجاه إنجاز صفقة جديدة مدركةً الثمن الباهظ الذي تطلبه حماس، ويفكرون فيما إذا كانوا سيتنازلون عن إطلاق سراح أسرى أثقل ممن أُطلق سراحهم في الصفقة السابقة.
وحسب "يديعوت" فإنهم يدركون في إسرائيل أن المفاوضات تنطوي على مخاطر، من بينها تأثير محتمل على المناورة البرية.
وقال المسؤول السياسي في إسرائيل، إن "الأيام المقبلة ستكون حاسمةً وتتسم بالضغوط". وتنتظر إسرائيل رد حماس، ويقولون إن الكرة ليست في أيدي إسرائيل. "لقد اتخذ رئيس الموساد الخطوة، والآن سيتحول الضغط من الولايات المتحدة إلى قطر، ومن قطر إلى (حماس). سيستغرق الأمر بضعة أيام".
*مفاوضات تحت النار
لكن حماس ردت مرة أخرى بأنه لن تكون هناك مفاوضات تحت النار. وقال باسم نعيم، القيادي في حماس، أمس الثلاثاء، إن موقف الحركة لم يتغير، مضيفاً: "لا تفاوض حول الأسرى قبل وقف العدوان ومنفتحون أمام أي مبادرة تخفف العبء عن شعبنا". وتراهن إسرائيل على أنه تحت الضغط العسكري وضغوط الدول الوسيطة سيتغير موقف حماس، ويقولون "إن العجلة بدأت تدور مرة أخرى".
وقالت وسائل إعلام مقرّبة من الحركة، إن وفداً من حماس سيزور العاصمة المصرية القاهرة اليوم. وقالت المصادر إن الوفد سيلتقي مسؤولين مصريين. ووفق المصادر، فإن وفد الحركة سيضم شخصيات رفيعة من قيادتها، ويزور القاهرة للبحث في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وحسب المصادر، فإن الوفد سيصل إلى القاهرة من خارج القطاع، حيث سيضم قيادات من الصف الأول لحركة حماس. وسبق ووصل وفد رفيع المستوى من قيادات حركة حماس لمصر برئاسة إسماعيل هنيّة رئيس المكتب السياسي، وستكون هذه هي الزيارة الثانية منذ بداية الحرب على غزة.
*موقف السنوار.. تلاعب بأعصاب الإسرائيليين
دائماً ما تشكل مواقف القيادي في حركة حماس، يحيى السنوار، حجر عثرة أمام الكيان الصهيوني في تحقيق ما يصبون إليه من خلال صفقات تبادل الأسرى.
فخلال صفقة التبادل الماضية، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تقريرًا تقول فيه إن زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار ليس حيًا فحسب، وإنما لديه القدرة الكبيرة على المناورة والتلاعب بأعصاب الإسرائيليين، فمنذ أن اقتحم جيش الاحتلال مستشفى الشفاء اختفى السنوار وقطع اتصالاته بالوسطاء في صفقة تبادل الأسرى احتجاجًا على اقتحام المستشفى.
والتقى يحيى السنوار، القيادي في حركة المقاومة حماس، مع الأسرى الإسرائيليين في الأنفاق، وحسب روايات المفرج عنهم في صفقة تبادل الأسرى.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية عن أسيرة أُفرج عنها مؤخرا قولها، إنها نقلت في الأيام الأولى من الحرب بين حماس وإسرائيل مع رهائن آخرين إلى خان يونس.
وأضافت، أنه بعد حوالي ساعة من المشي، دخلوا إلى نفق، وساروا طويلا حتى وصلوا إلى قاعة كبيرة.
وأوضحت، أن الأسرى كانوا برفقة مجموعة من مقاتلي حماس، ثم دخل السنوار المكان، وأبدى اهتماماً بهوياتهم.
وتابعت قائلة: "بعد أن هدأنا أكد لنا أننا لن نتعرض لسوء، وأننا آمنون في هذا المكان".
ووفق الأسيرة المفرج عنها، فإن السنوار تحدث معهم بالعبرية قائلا: "مرحبا، أنا يحيى السنوار، أنتم أكثر أماناً هنا، لن يحدث لكم شيء"، وغادر المكان بعد هذه الكلمات.
وقالت تقارير إعلامية إسرائيلية، إن قائد حماس الفلسطينية في غزة يحيى السنوار، سبق وأن التقى عددا من الرهائن المحتجزين من قبل الحركة في أحد الأنفاق بالقطاع.