صفقة مرتقبة لتبادل الأسرى.. الشروط الكبيرة واستمرار الاعتداء على غزة يعرقل المفاوضات.. تعرف على التفاصيل
انفوبلس..
تكاثر الحديث عن صفقة لتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي مع عدة شروط من الجانبين، الأمر الذي يقرّب الصفقة خطوة في وحين ويبعدها خطوتين في أحيان أخرى.
إعلام العدو
هيئة البث العبرية كشفت، مساء أمس السبت، عن مفاوضات مكثفة تجري خلال الساعات الأخيرة بوساطة أمريكية وقطرية، لإبرام صفقة هدنة في غزة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية.
وقالت هيئة البث نقلاً عن مصادر خاصة لم تسمِّها، إن "حركة حماس تطالب من أجل إبرام صفقة هدنة بإدخال الوقود وإطلاق سراح أسرى أمنيين من أصحاب الأحكام المشددة، ووقف إطلاق النار".
وأشارت الهيئة إلى أن "المفاوضات التي تكثفت خلال الساعات الأخيرة تجري بوساطة أمريكية وقطرية".
من جانبها، نقلت القناة 13 العبرية عن مصادر إسرائيلية مطلعة، قولها إن هناك "محادثات لإبرام صفقة تبادل أسرى جدية".
وأشارت المصادر إلى أنه "بموجب الصفقة حال تمت، سيُطلق سراح أسرى فلسطينيين أمنيين، فيما تفرج الفصائل الفلسطينية عن أسرى إسرائيليين، كما سيُسمح بإدخال المحروقات إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى وقف إطلاق نار لعدة أيام".
مصادر خاصة
بدورها، نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مصادر قولها، إن الصفقة تنقسم إلى 3 أقسام، أولها وقف إطلاق مؤقت من 3 إلى 5 أيام، وثانيها تبادل الأسرى، وثالثها المساعدات الإنسانية.
وأضافت، أنه يجري الاتفاق على إطلاق سراح الأسرى المدنيين الإسرائيليين الأحياء، من نساء وأطفال ومراهقين، الذين تحتجزهم المقاومة الفلسطينية (من دون تحديد تفاصيل إضافية حول العدد والسن)، إضافةً إلى الأسرى الأجانب، في مقابل إفراج الاحتلال الإسرائيلي عن نحو 140 فتى أو شاباً فلسطينياً اعتُقلوا «على أساس نشاط غير مسلح». وكذلك إطلاق سراح نحو 35 أو 36 أسيرة إسرائيلية لدى الفصائل الفلسطينية في غزة، في مقابل الإفراج عن جميع الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية.
وبالنسبة للمساعدات الإنسانية، تدور المفاوضات حول إدخال 7 آلاف شاحنة مساعدات ووقود إلى جميع مناطق غزة، إضافةً إلى إعادة تشغيل المستشفيات وإدخال سيارات إسعاف جديدة إلى القطاع.
وتشير المعلومات إلى تفاصيل كثيرة يجري البحث فيها، مثل وجود عدد كبير من الجثث تحت أنقاض المباني التي دمّرتها إسرائيل في غزة، بالتالي لا مجال لتسليم أي من الأسرى قبل رفع الأنقاض والتّحقق من الجثث، خصوصاً أن عدداً من الأسرى الإسرائيليين قد قُتل في القصف الإسرائيلي على غزة، بحسب "الأخبار".
وتقوم قطر ومصر بالوساطة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين الطرفين، تُنهي التصعيد الجاري في قطاع غزة.
وكانت حركة حماس قد أبدت الاستعداد لصفقة تبادل تشمل جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة، مقابل جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية الذين يزيد عددهم على 7500.
وأشارت حماس في تصريحات سابقة صدرت عن مسؤوليها، إلى استعدادها لإتمام هذه الصفقة على مراحل، ولكنها أكدت أنها لن تتم تحت النار.
وتضغط عائلات الأسرى الإسرائيليين على حكومتها لإبرام صفقة قد تشمل جميع الأسرى في السجون الإسرائيلية تحت عنوان "الكل مقابل الكل".
وأَسر مقاتلو "كتائب القسام" نحو 239 شخصاً بينهم عسكريون في جيش الاحتلال في عملية "طوفان الأقصى" بالسابع من تشرين أول/ أكتوبر الماضي.
تعثر المفاوضات
صحيفة واشنطن بوست، ذكرت أن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في القطاع يحتاج إلى ثلاثة أيام من وقف إطلاق النار، لكن انهيار الاتصالات في غزة يصعّب من اتصالات صفقة تبادل الأسرى.
وهو ما أكده رئيس مجلس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم، خلال اتصاله بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مع "استمرار جهود دولة قطر في الوساطة لإطلاق سراح الأسرى"، لافتا إلى أن "تواصل القصف يضاعف من الكارثة الإنسانية في القطاع ويعقّد الجهود المبذولة".
وتضيف الصحيفة، أن الصفقة وصلت إلى طريق مسدود بسبب اشتراط "إسرائيل" الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين أولاً ومن ثم عن الأسرى الفلسطينيين.
فيما كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي عن جهود أمريكية لتبادل أسرى ومحتجزين بين "إسرائيل" و"حماس" في صفقة "مقترحة" تشمل الإفراج عن أطفال ونساء فلسطينيين من سجون الاحتلال وإدخال وقود إلى غزة.
وأوضح أكسيوس في تقرير خاص لها، أن كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، سيزور "إسرائيل" وقطر لبحث الجهود المبذولة لصفقة تبادل الأسرى.
وقال "أكسيوس"، إنه من المتوقع أن يسافر ماكغورك إلى "إسرائيل" وعدة دول أخرى في المنطقة هذا الأسبوع لمناقشة الحرب على غزة والجهود المبذولة لتأمين إطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية وفق ما قاله 4 مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.
ووفقا للمسؤولين، فإن مثل هذه الصفقة يمكن أن تشمل أيضا السماح بدخول الوقود إلى غزة، مشددين على أنه بينما تتم مناقشة الفكرة فإن الصفقة ليست وشيكة.
وفد إسرائيلي إلى القاهرة
وبينما تستمر المفاوضات من أجل إطلاق الأسرى المحتجزين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، وصل وفد إسرائيلي رفيع المستوى إلى القاهرة على متن طائرة خاصة لبحث صفقة التبادل.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن هناك مفاوضات متقدمة لإنجاز صفقة تبادل الأسرى بأعداد كبيرة دون الجنود الإسرائيليين.
كما قالت إنه بموجب الصفقة التي ستتبلور ستفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، وستوافق على إدخال الوقود.
كذلك، قالت إن تقديرات أمنية إسرائيلية ترجح أن يكون معظم الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة موجودون في مناطق جنوب القطاع.
وأضافت الهيئة، إن التقديرات تشير إلى أنه حتى قبل بدء الهجوم البرّي للجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة، كان معظم الأسرى الإسرائيليين محتجزين في جنوب قطاع غزة.
وتجري المفاوضات غير المباشرة التي تتوسط فيها كل من قطر ومصر، فضلا عن الولايات المتحدة، بين حركة حماس وإسرائيل، من أجل الإفراج عن أسرى مدنيين فقط، من نساء وأطفال.
وكانت إسرائيل قد طلبت سابقاً أن يكون العدد كبيراً نسبياً كي توافق على هدنة لأيام، (يومين أو ثلاثة).
فيما أفادت مصادر أن العدد قد يصل إلى 100، من أطفال ونساء مقابل عدد مماثل من الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، أما فيما يتعلق بالجنود والضباط الأسرى، فهم غير مشمولين حالياً بتلك المفاوضات.