صواريخ الجيش السوري ذهبت لحزب الله منذ وقت طويل و"إسرائيل" تستهدف مواقع وتجهيزات قديمة
معلومات حصرية تكشفها "انفوبلس"
صواريخ الجيش السوري ذهبت لحزب الله منذ وقت طويل و"إسرائيل" تستهدف مواقع وتجهيزات قديمة
انفوبلس/ تقرير
في الوقت الذي ترك فيه انهيار حكم الرئيس السوري بشار الأسد، السوريين ودول المنطقة والقوى العالمية بحالة من التوتر بشأن ما قد يحدث بعد ذلك، تواصل "إسرائيل" منذ فجر يوم الأحد استهداف المنشآت العسكرية الرئيسية في سائر أنحاء سوريا بهدف تدميرها، لكن المعلومات التي ستكشفها شبكة "انفوبلس"، ستثبت أن صواريخ الجيش السوري ذهبت إلى حزب الله منذ وقت طويل والمواقع والتجهيزات التي قُصفت هي قديمة في غالبها.
انتهى حكم عائلة الأسد لسوريا رسمياً فجر الأحد 8 كانون الأول (ديسمبر) 2024، حيث غادر بشار الأسد البلاد متجهاً إلى روسيا، لتُطوى صفحة 53 عاماً من سيطرة "سلالة الأسد" على سوريا، في لحظة تاريخية للبلاد.
*إسرائيل تقصف
لم تهدأ "إسرائيل" منذ سقوط النظام في سوريا؛ إذ بدأت فوراً عملية عسكرية لقضم مناطق في الجنوب السوري، بينها جبل الشيخ وعدد من المدن والقرى.
وجاء ذلك بعد أن أعلن رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، انهيار "اتفاقية فضّ الاشتباك" الموقّعة مع سوريا عام 1974، فيما اعتبرت "الأمم المتحدة" أن "إسرائيل انتهكت اتفاق عام 1974 عبر سيطرتها على المنطقة العازلة في الجولان".
وأظهرت الوقائع الميدانية أمس، أن قوات الاحتلال توغّلت في عمق الجنوب السوري، لتصبح على بُعد أقلّ من 30 كيلومتراً فقط من العاصمة دمشق. كما قصفت طائرات العدو ومدفعيته، منطقة تل الحارّة الاستراتيجية، وأهدافاً عسكرية في مدينة إزرع في ريف درعا، فضلاً عن مستودعات أسلحة في منطقة القلمون في ريف دمشق.
وفي وقت كانت تحتلّ فيه "إسرائيل" أراضيَ سورية جديدة، شنّت طائرات "إسرائيلية" حملات مكثّفة من الغارات على مواقع في مختلف الأراضي السورية، حيث تم تسجيل أكثر من 150 غارة جوية استهدفت بشكل أساسي منظومات الدفاع الجوي، ومخازن الأسلحة، ومعامل الدفاع، والمطارات العسكرية والطائرات الحربية والمروحية.
وامتدّت هذه الهجمات، أمس، لتطال الأسطول البحري السوري. ووصف الإعلام "الإسرائيلي" عمل الطائرات الحربية الإسرائيلية التي تقصف العمق السوري، بأنه كـ"الأوتوستراد السريع"، حيث تُغير الطائرات على أهدافها بالقنابل الثقيلة، ثم تعود إلى قاعدتها لتحمل ذخيرة جديدة لغارة جديدة.
في المقابل، عمّ الصمت "الفصائل السورية" التي كانت تجري أمس عملية تسلّم وتسليم للسلطة مع الحكومة التابعة للنظام السابق. ولم تصدر "إدارة العمليات العسكرية" أي بيان بخصوص الاعتداءات الإسرائيلية البرية أو الجوية التي طاولت العاصمة ومختلف المناطق.
وعلى المستوى الخارجي، أدانت الخارجية الإيرانية "اعتداءات الكيان الصهيوني على البنية التحتية السورية واحتلال أجزاء من الجولان"، منتقدةً "صمت وتخاذل الدول الغربية الداعمة للكيان، على انتهاكاته بحق سوريا".
وبدورها، اعتبرت الخارجية السعودية أن "استيلاء حكومة الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة العازلة في هضبة الجولان، واستهداف قوّاتها للأراضي السورية، يؤكّدان استمرارها في انتهاك قواعد القانون الدولي". وشدّدت على أن على "المجتمع الدولي التأكيد أن الجولان أرض عربية سورية محتلة".
ومع أن دور سوريا تعاظم منذ اتفاقية "كامب ديفيد" مع مصر عام 1978، حيث وقف نظامها إلى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين، وأمدَّها بالقدرات والإمكانات التي سمحت لها بمواجهة الحروب الإسرائيلية وإنتاج توازنات إقليمية في مواجهة التفوّق الإسرائيلي، إلا أن إسقاط النظام السوري في هذه المرحلة، من منظور إسرائيلي، أصبح أكثر إلحاحاً، لأن تغيير البيئة الإقليمية لا يتحقّق من دون شطب دمشق من المعادلة، لاعتبارات متعدّدة، من ضمنها أن سوريا هي الممر الحصري لإعادة بناء وتطوير قدرات "حزب الله" بعد الحرب التي فشلت "إسرائيل" خلالها "في القضاء عليه أو هزيمته"، وفق ما اعترف به المبعوث الأميركي الخاص، عاموس هوكشتين. وعلى هذه الخلفية، كان التهديد الذي وجّهه نتنياهو إلى الأسد، محذّراً إياه مما سمّاه "اللعب بالنار".
على أي حال، أطلق إسقاط النظام السوري ديناميات داخلية في سوريا، مفتوحة على احتمالات متعدّدة، من ضمنها إنتاج سلطة سياسية غير معادية لـ"إسرائيل" في الحد الأدنى. وهو أمر سوف يتضح عبر تحديد النظام الجديد أولوياته ومواقفه إزاء الخطر الصهيوني، ومن القضية الفلسطينية، ومن دعم قوى المقاومة في فلسطين ولبنان.
ومع ذلك، يسود المشهد السوري، من منظور "إسرائيلي" أيضاً، حالة من اللايقين لا تزال هي الغالبة. ولذا، عمد الكيان الصهيوني إلى تدمير ممنهج للقدرات الاستراتيجية لسوريا بهدف سلب أي نظام بديل هذه القدرات، أو تعطيلها في حال حصول فوضى، ما يجعل سوريا، دولة وشعباً، في موقع أضعف إزاء "إسرائيل"، بحسب صحيفة الاخبار اللبنانية.
*انفوبلس تكشف
تشير معلومات "حصرية" حصلت عليها شبكة "انفوبلس"، إلى أن معظم الترسانة السورية وأبزرها الصواريخ التي كانت بحوزة الجيش السوري قد تم نقلها إلى المقاومة الإسلامية حزب الله منذ فترة طويلة، مما يعيد تشكيل خريطة التوازنات العسكرية في المنطقة. وهذا يظهر أن الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة، التي تستهدف مواقع عسكرية داخل سوريا، غالبًا ما تُركز على تجهيزات ومخازن قديمة لم تعد ذات أهمية كبرى.
ولأن سوريا هي الأقرب جغرافيّاً لكيان الاحتلال الصهيوني، ولساحات عمل المقاومتين اللبنانية والفلسطينية. فإن ذلك أعطاها إمكانية تقديم الدعم الناري الكبير لهذه الجبهات، عندما تطلب المواجهة ذلك، إضافة لتوفير الدعم بالسلاح الاستراتيجي لهما، المتمثل بالصواريخ.
فسوريا - وفقاً للتقديرات الإسرائيلية- كانت قبل اندلاع الحرب فيها، تستطيع ضرب الكيان، بما لا يقل عن 1000 صاروخ يومياً. ما عدا الصواريخ التي استطاعت رفد هاتين الجبهتين بهم، مثل صواريخ رعد وخيبر الذين تم استخدامهم في حرب تموز عام 2006 (على صعيد الذكر لا الحصر).
وقال موقع "غلوبال فاير باور" المختص في الشؤون العسكرية العام الماضي فإن سوريا تحتلّ المرتبة التاسعة عالمياً على مستوى امتلاكها راجمات الصواريخ، إذ تملك أكثر من 629 راجمة صواريخ من أنواع ومديات متعددة. وقد تمكنت من الحفاظ على ترسانتها الصاروخية التي تضم صواريخ يصل مداها إلى مئات الكيلومترات.
ووفقا للمعلومات الحصرية، فإن إجراء نقل الأسلحة من سوريا الى لبنان يأتي في إطار التعاون العسكري الطويل بين سوريا وحزب الله، والذي تعزز خلال سنوات الحرب السورية. كما ان نقل الصواريخ والمعدات الاستراتيجية إلى لبنان يُعتبر جزءًا من استراتيجية المقاومة. في المقابل، تُظهر الضربات الجوية الإسرائيلية أنها تستهدف مواقع يبدو أن قيمتها العملياتية محدودة.
وبحسب المحلل الخبير العسكري أحمد رحال، فإن صواريخ حزب الله فادي 1 فادي 2 فادي 3 نُقلت إليه من سوريا وهي صواريخ مصنّعة في سوريا منذ تسعينيات القرن الماضي في مركز البحوث العلمية في سوريا.
واستهداف "إسرائيل" لهذه المواقع يثير تساؤلات حول مدى فعالية عملياتها الجوية في تعطيل قدرات المقاومة في المنطقة، خاصة في ظل التقارير التي تفيد بأن جزءًا كبيرًا من التجهيزات المتطورة قد تم نقلها بالفعل خارج نطاق الاستهداف الإسرائيلي "المباشر".
وهذا التطور يُبرز تعقيدات الصراع المستمر بين "إسرائيل" والمقاومة الإسلامية، والذي يتجاوز المعارك التقليدية ليشمل حربًا استخبارية وتكتيكية متعددة الأبعاد، حيث تسعى كل جهة لتعزيز موقعها في خضم التوترات الإقليمية المتصاعدة.
فما هي أبرز أنواع الصواريخ التي تمتلكها سوريا؟
سنستعرض أبرز ما كشفته سوريا من أنواع هذه الصواريخ خلال الفترة السابقة، والتي غالباً ما تحيطها بالسرية:
_ صاروخ "فروغ – Frog":
يعتبر من أول الصواريخ التي تزودت بهم سوريا قبل حرب73، ويصل مداه الى 70 كم.
_ صاروخ سكود بي:
تسلمت أولى هذا النوع خلال العام 1974، وهو صاروخ باليستي تكتيكي تم صنعه في الاتحاد السوفييتي، ويبلغ مدى الصاروخ حوالي 300 كم.
_ صاروخ توشكا:
خلال الثمانينيات تم تسليمها هذا النوع من الصواريخ بكميات كبيرة، ويعتبر من الأسلحة النوعية جدا، لناحية الدقة والقدرة التدميرية. فهو صاروخ باليستي بنظام توجيه داخلي يتراوح مداه حسب الجيل بين 70 و180 كم، ويمكن تجهيزه وإطلاقه خلال 15 دقيقة.
_ صاروخ سكود سي:
هو نسخة مطورة تم استلامه خلال الثمانينيات من كوريا الشمالية، وتمتلك سوريا المئات منه، ويصل مداه الى 550كم. كما استطاعت سوريا الحصول على تقنية تصنيع الوقود الصلب للصواريخ، ما يؤمن لها تقليل زمن جاهزية الصاروخ للإطلاق.
_ صواريخ سكود دي:
هو من أكثر أجيال سكود تطورا ودقة، بحيث يبلغ مداه 700 كم. وفي إحدى الأعوام أشارت تقارير إسرائيلية الى أن سوريا تصنع سنويا 30 صاروخ سكود من هذا النوع، لكن تم زيادة قدراته على صد موجات التشويش، كما تم إضافة تقنية انفصال الرأس الحربي خلال مسار التحليق، ما يمكنه من تجاوز المنظومات الاعتراضية.
_صواريخ جولان الباليستية متوسطة المدى (غير منظومات جولان قصيرة المدى):
1)جولان 1 بمدى 600 كم، وهو نسخة محلية الصنع مطورة لسكود سي.
2)جولان 2 بمدى 850 كم، وهو نسخة محلية الصنع مطورة لسكود دي.
صواريخ ميسلون وتشرين:
تم الكشف عنها للمرة الأولى، خلال مناورات أجريت في العام 2012. وصاروخ "ميسلون" هو النسخة السورية لعائلة صواريخ "زلزال" الإيرانية بمدى 210 كم.
أما صواريخ "تشرين" فهي نسخة عن صواريخ فاتح 110 الايرانية، دقيقة الإصابة بمدى 300 كم.
_ صواريخ M-302 المعروفة باسم فجر وخيبر:
خلال حرب تموز في العام 2006، تم الكشف عن جزء من البرنامج الصاروخي السوري محلي الصنع، حينما استخدمت المقاومة صواريخ من نوعM-302، التي يتراوح مداها بين 100 و180 كم.
_ صواريخ M-220:
هي صواريخ محلية الصنع أيضاً بمدى 70 كم.