ضريبة دعم غزة.. عشرات الشهداء والجرحى بعدوان أمريكي جديد على اليمن قد يستمر لأسابيع

انفوبلس..
تعرضت عدة محافظات يمنية فجر اليوم لعدوان أمريكي جديد انتقاماً من دعم المقاومة الإسلامية أنصار الله لغزة وفرضها حصاراً على الكيان الصهيوني، ما خلّف عشرات الشهداء والجرحى مع تهديدات بأن يستمر العدوان لأسابيع في حالة الرد.
واستشهد وأصيب نحو 132 مدنياً في اليمن من بينهم نساء وأطفال في حصيلةٍ غير نهائية للعدوان الأميركي على العاصمة اليمنية صنعاء، ومحافظتي صعدة والبيضاء.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية بأنّ هذه الحصيلة غير نهائية، وأنّ الضحايا معظمهم من الأطفال والنساء، مشيراً إلى أنّ البحث ما زال جارياً لانتشال الضحايا.
وفي التفاصيل، استشهد 31 مدنياً وجُرح 101 آخرين، في عدوانٍ أميركي بريطاني استهدف صنعاء وصعدة والبيضاء شمالي البلاد بنحو 30 غارة.
وفي منطقة قُحزة شمالي مدينة صعدة، ارتفع عدد الشهداء إلى 10، وجرح 13 آخرين معظمهم من النساء والأطفال. وفي حي الجراف السكني شمالي العاصمة اليمنية صنعاء استشهد 13 يمنياً وأصيب 9 آخرين في حصيلةٍ غير نهائية للعدوان الأميركي البريطاني، وفق مراسلنا.
واستشهد مدنيان بغارة استهدفت منطقة سكنية في عزلة الشَّعْف في مديرية ساقين في محافظة صعدة شمال اليمن.
وأعرب المتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية عن إدانته واستنكاره جريمة استهداف المدنيين والأعيان المدنية، معتبراً أنها "جريمة حرب مكتملة الأركان تضاف لسجل تحالف الشر الإجرامي وانتهاكاً صارخاً لكل القوانين والمواثيق الدولية".
وفي السياق نفسه، أفاد مصدر محلي بانقطاع التيار الكهربائي عن مدينة ضحيان في محافظة صعدة في إثر استهداف العدوان محطة توليد الكهرباء في المحافظة.
وفجر اليوم الأحد ومساء السبت، استهدف العدوان الأميركي البريطاني بعدة غارات العاصمة صنعاء وصعدة والبيضاء (وسط البلاد)، ومدينة ذَمَار جنوبي العاصمة اليمنية.
وبدأت الغارات الجوية وإطلاق الصواريخ من بوارج حربية أميركية في البحر الأحمر مساء أمس السبت بأمر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقالت مصادر يمنية إن الهجمات استهدفت صنعاء ثم توسّعت لتشمل صعدة وذمار ومأرب وتعز، مؤكدين حدوث أكثر من 40 غارة.
من ناحيته، استنكر المجلس السياسي الأعلى في اليمن العدوان الأميركي على صنعاء وغيرها من المحافظات والذي يعد إسناداً للكيان الصهيوني.
وأضاف المجلس في تصريحات له، إنّ "استهداف المدنيين يثبت العجز الأميركي في المواجهة ولن يثنينا عن مواقفنا المساند لغزة"، مؤكداً أنّ "تأديب المعتدين على اليمن سيتم بصورةٍ احترافية وموجعة".
ويأتي العدوان الأخير على اليمن، بعد أيامٍ على إعلان القوات المسلحة اليمنية استئناف حظر عبور السفن الإسرائيلية كافةً في منطقة العمليات المحددة في البحرين الأحمر والعربي، وفي باب المندب وخليج عدن.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية ذلك، الثلاثاء الماضي، بعد انتهاء المدة المحددة للمهلة، التي منحها قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، للوسطاء من أجل دفع الاحتلال الإسرائيلي، والضغط عليه لإعادة فتح المعابر، وإدخال المساعدات لقطاع غزة.
وأمس السبت، حذّر مصدر يمني رفيع، من أنّ العدوان على اليمن لن يمرّ من دون رد، مشيراً إلى أنّ اليمن "قد ينتقل إلى مراحل جديدة في دعمه المقاومة في قطاع غزة، كرد فعل مباشر على العدوان الأميركي – البريطاني".
وشدّد المصدر، على أنّ "لا مرور للسفن الإسرائيلية من النطاق البحري"، الذي أعلنته القوات المسلحة اليمنية، مؤكداً وجود حصار حقيقي على الاحتلال الإسرائيلي.
من جهته، قال المتحدث باسم أنصار الله في وقت مبكر اليوم إن الغارات الأميركية على اليمن "عدوان على دولة مستقلة وتشجيع لإسرائيل على حصارها الجائر لغزة".
وأضاف المتحدث، أن ما يدعيه الرئيس الأميركي من خطر يتهدد الملاحة الدولية في باب المندب تضليل للرأي العام الدولي.
وكان ترامب قد قال أمس السبت إنه أصدر أوامر للجيش بشن عملية عسكرية "حاسمة وقوية" ضد اليمن.
وقال إن بلاده لن تتسامح مع هجوم أنصار الله على السفن الأميركية، وستستخدم ما سماها القوة المميتة الساحقة حتى تحقق هدفها.
وفي تبريره للعملية، قال البيت الأبيض إن هجمات أنصار الله تسببت في تحويل مسار نحو 60% من السفن إلى أفريقيا بدلا من عبور البحر الأحمر، مضيفا أنهم هاجموا السفن الحربية الأميركية 174 مرة والسفن التجارية 145 مرة منذ عام 2023.
وفي غضون ذلك، أعلنت القيادة الوسطى الأميركية أن قواتها بدأت عملية واسعة النطاق ضد أنصار الله، ووصفت الضربات بأنها "دقيقة".
وقالت إن العمليات شملت أهدافا حوثية دفاعا عن المصالح الأميركية وردعا لمن سمتهم الأعداء واستعادة لحرية الملاحة.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين قولهم إن الضربات الجوية بداية لسلسلة أحداث ستستمر أياما أو أسابيع، كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين قولهم إن ترامب سمح باتباع نهج أكثر عدوانية من الإدارة السابقة تجاه اليمن.
ونقلت شبكة "إيه بي سي" عن مصدر مطلع قوله إن الهجمات الأميركية قد تشتد ويتسع نطاقها وفقا لرد فعل أنصار الله، وأشار المصدر إلى أن الغارات نفذتها الولايات المتحدة بمفردها.
وقال مسؤول دفاعي أميركي لشبكة "سي إن إن"، إن أي إجراء إضافي بعد هجمات السبت سيعتمد على تقييم الأضرار الناجمة عن الضربات.
ونقلت الشبكة عن مصدر مطلع قوله، إنه لن يكون هناك غزو أو توغل بري في اليمن، لكن ستكون هناك سلسلة هجمات إستراتيجية موجهة ومستمرة.
كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز أن المسؤولين في واشنطن والشرق الأوسط يترقبون هجوما مضادا من أنصار الله.
وفي السياق، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول دفاعي أميركي قوله، إن إسقاط مسيّرة أميركية وتوعُّد أنصار الله بشن هجمات دفعا إلى تجديد العمل العسكري ضدهم.
من جهته، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول صهيوني أن الولايات المتحدة قدمت إشعارا مسبقا للكيان الصهيوني بشأن الضربات في اليمن.
وفي ردود الفعل، نددت حركة حماس بالغارات الأميركية واعتبرتها "عدوانا إجراميا وانتهاكا صارخا للقانون الدولي واعتداء على سيادة اليمن واستقراره"، في حين قالت حركة الجهاد الإسلامي إن قصف اليمن "دعم مباشر للكيان الصهيوني وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، خاصة في سوريا ولبنان".
بدورها، ذكرت الخارجية الروسية أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف هاتفيا بقرار إطلاق عملية عسكرية ضد الحوثيين في اليمن.
ولفتت الخارجية الروسية إلى أن لافروف أكد خلال المحادثة الهاتفية مع روبيو على ضرورة إنهاء استخدام القوة ضد أنصار الله على الفور، مشددا على "أهمية مشاركة كل الأطراف في حوار سياسي من أجل التوصل إلى حل يمنع المزيد من إراقة الدماء".
وفي الثاني عشر من الشهر الجاري، أعلن السيد عبد الملك الحوثي أن قرار أنصار الله حظر ملاحة السفن الصهيونية دخل حيز التنفيذ، فيما رحبت المقاومة الفلسطينية بهذه الخطوة.
وقال الحوثي في كلمة متلفزة، إن "قرار حظر ملاحة سفن العدو في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي دخل حيز التنفيذ"، مؤكدا أنه "سيتم استهداف أي سفينة إسرائيلية تعبر منطقة العمليات المعلنة".
وأضاف، إن "منع العدو إدخال المساعدات لغزة وإغلاق المعابر يهدف لتجويع الشعب الفلسطيني في القطاع".
من جانبه، قال نصر الدين عامر، نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة أنصار الله، إن إعلان استئناف العمليات ضد السفن الإسرائيلية يهدف لدعم المقاومة الفلسطينية وإجبار الاحتلال الإسرائيلي على رفع الحصار عن قطاع غزة والعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضح عامر، إن "العدو الإسرائيلي فرض حصارا جديدا على قطاع غزة وخالف اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع عليه سابقا من أجل الضغط على المقاومة لاستعادة أسراه من دون إكمال الاتفاق، وأيضا لتحقيق هدفه الكبير وهو تهجير الشعب الفلسطيني".
وأضاف، إن هذا يتزامن مع "جولة من المفاوضات والمشاورات بين المقاومة الفلسطينية والطرف الإسرائيلي"، مبينا أن "إعلاننا هذا دعم للمقاومة ولمفاوضاتها للعودة إلى الاتفاق والالتزام به".
وأوضح، إن "الهدف من العمليات هو الضغط في نهاية المطاف لفك الحصار. أما العمليات الفعلية فنحن لم نرصد حتى الآن أي سفينة إسرائيلية تمر عبر البحر، ولن تمر أبدا". وأكد عامر أن "أي سفينة إسرائيلية يتم رصدها ستُستهدف مباشرةً".