ضمن نشاط الضفة الغربية.. "عملية الفندق": استراتيجية تُدخل الكيان ومستوطنيه حالة إنذار دائم
انفوبلس..
يوم أمس، أعلن الإسعاف الصهيوني مقتل 3 أشخاص في إطلاق نار قرب مستوطنة كدوميم شرقي قلقيلية شمالي الضفة الغربية.
وذكرت وسائل إعلام العدو أن القتلى كانوا يستقلون سيارتين خاصتين، وأشارت إلى أن العملية أسفرت أيضا عن إصابة 9 أشخاص بجروح أحدهم خطيرة.
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصدر أمني أن الهجوم نفذه 3 مسلحين أطلقوا النار على حافلة وسيارات.
وبثت منصات محلية فلسطينية مشاهد من موقع عملية إطلاق النار، وقالت إنها جرت عند قرية الفندق شرق قلقيلية.
وانتشرت قوات الاحتلال في موقع العملية وبدأت عملية بحث واسعة عن المنفذين، وقال شهود عيان للأناضول إن جيش الاحتلال أغلق مداخل مدينة قلقيلية وبلدات عدة شمالي الضفة، إضافة إلى شارع عام يربط نابلس وقلقيلية.
وأوضحوا، أن الجيش دفع بتعزيزات عسكرية لبلدة الفندق، وشرع بعملية بحث وسحب تسجيلات كاميرات مراقبة في البلدة وبلدات مجاورة.
وقالت مصادر، إن مستوطنين هاجموا مركبات الفلسطينيين قرب قرية بورين جنوب نابلس عقب عملية كدوميم.
وأكدت المصادر، أن قوات الاحتلال احتجزت عددا من عمال مصنع في قرية إماتين شرقي قلقيلية عقب الهجوم.
نتنياهو قال تعليقا على الهجوم: "سنصل إلى القتلة، وسنحاسبهم مع كل من ساعدهم، ولن نستثني أحدا".
في حين قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إن "من يسعون إلى إنهاء الحرب في غزة سيحصلون على حرب في الضفة الغربية"، وطالب وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين بأن "تُعامل جنين ونابلس مثل الشجاعية وبيت حانون".
وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، "من يتبع طريق حماس في غزة ويرعى قتل اليهود وإيذاءهم" بأنهم سيدفعون "ثمنا باهظا"، وأوضح أنه أصدر تعليماته للجيش "بالتحرك بقوة في أي مكان يتجه إليه القتلة".
في المقابل، قال زعيم المعارضة الصهيونية يائير لبيد مخاطبا الوزراء: "أنتم الحكومة، وأنتم من تقودون إسرائيل من كارثة إلى أخرى".
ومن حيث الزمان والمكان وجغرافية المنطقة وطبيعتها الأمنية، عسكريا واستيطانيا، بدا هجوم مقاومين فلسطينيين على حافلة إسرائيلية في قرية الفندق شرقي قلقيلية، أو ما سماها الاحتلال "عملية مستوطنة كدوميم"، اختراقا كبيرا في المعادلة الأمنية التي يفرضها الجيش بشمال الضفة الغربية وبشكل أكثر تشديدا في تلك المنطقة التي تعج بالمستوطنات.
عند التاسعة من صباح أمس الاثنين، هاجم 3 مقاومين فلسطينيين، بينهم اثنان معروفان لدى جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) حسب تصريح الاحتلال، حافلة ومركبات تقل إسرائيليين عند مدخل قرية الفندق وفي موقعين منفصلين على الشارع العام (شارع 55) الواصل بين مدينتي نابلس وقلقيلية.
وأسفرت العملية التي نُفذت قرب مستوطنة كدوميم (نسبة لقرية كفر قدوم المجاورة)، عن مقتل 3 إسرائيليين وجرح 7 آخرين بينهم إصابات خطرة.
بعد دقائق من وقوع العملية، سارعت قوات الاحتلال إلى تطويق المنطقة وشرعت بملاحقة المنفذين برا وجوا، ونصبت عشرات الحواجز المتحركة، كما أغلقت الحواجز الثابتة المحيطة بالمكان، وخاصة المنطقة الشرقية لقلقيلية.
كما أغلقت كل الحواجز المؤدية إلى نابلس وشددت من إجراءاتها العسكرية عليها، مما أدى لتعطل حركة آلاف الفلسطينيين ومنع تنقلهم بين مدنهم وقراهم، واحتجاز الكثير منهم وخاصة طلبة الجامعات.
وسارع المستوطنون لمهاجمة الفلسطينيين، فنصبوا الكمائن على الطرقات العامة واعتدوا على مركبات المواطنين ورشقوها بالحجارة. كما هاجموا القرى الفلسطينية شرقي قلقيلية وجنوبي نابلس واعتدوا على سكانها وأحرقوا ممتلكاتهم، وحشدوا لتجمعات عند مفارق الطرقات، وأطلقوا مسيرات من المستوطنات القريبة نحو مكان العملية.
وتدفق إلى موقع العملية قيادات جيش الاحتلال والمستوطنون لا سيما يوسي دغان، رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة، الذين توعدوها بمزيد من الإجراءات العسكرية، وحرضوا على السلطة الفلسطينية.
وعلى منصة إكس، كتب وزير المالية الصهيوني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الذي يسكن في مستوطنة "كدوميم" قرب مكان العملية "الإرهاب في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) والإرهاب من غزة وإيران هو نفسه ويجب هزيمته، من يثق بالسلطة الفلسطينية للحفاظ على سلامة مواطني إسرائيل يستيقظ بقتل سكان يهودا، الفندق ونابلس وجنين يجب أن تظهر مثل جباليا حتى لا يصبح كفار سابا مثل كفار عزة".
أما دغان فقال لوسائل إعلام العدو من مكان العملية "لو كانت الحواجز مغلقة وهناك فحص لمن يخرج من نابلس، لم تقع العملية"، وطالب الحكومة والجيش الإسرائيليين "ببدء مصادرة السلاح ومحاربة أبو مازن الذي يسمح بمثل هذه الأحداث، نحن نطالب بالأمن".
بينما قال يسرائيل كاتس وزير الدفاع الصهيوني "من يتبع طريق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة ويرعى قتل وإلحاق الأذى باليهود سيدفع أثمانا باهظة، ولن نقبل واقع غزة في يهودا والسامرة".