طوفان الأحرار.. حماس تُهين نتنياهو خلال تسليم جثث 4 أسرى إسرائيليين وتوجه رسائل موجعة

"كُنتم ضحية لقيادتكم"
طوفان الأحرار.. حماس تُهين نتنياهو خلال تسليم جثث 4 أسرى إسرائيليين وتوجه رسائل موجعة
انفوبلس/..
في إطار عملية تسليم جثث أسرى الكيان الصهيوني، شهدت الأحداث تطورًا ملحوظًا اليوم الخميس، إذ كان هناك جانبا من هذه العملية استدعى الكثير من الجدل والإهانة، خاصة فيما يتعلق برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
*التفاصيل
وسلَّمت فصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم، جثث 4 أسرى إسرائيليين إلى طواقم الصليب الأحمر الدولي ضمن صفقة تبادل الأسرى "طوفان الأحرار"، في بلدة بني سهيلا شرقي خانيونس جنوبي قطاع غزة.
ونصبت "كتائب القسام" منصة التسليم وعليها توابيت سوداء للأسرى الأربعة مكتوب عليها تاريخ أَسرهم وتاريخ مقتلهم، وظهرت خلف التوابيت صورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومعه الأسرى القتلى، مصحوبة بتعليق كُتب بالعربية والعبرية والإنجليزية "قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وجيشه النازي بصواريخ الطائرات الحربية الصهيونية".
كما رُصدت لوحتان على المنصة، إحداها توضح أعداد شهداء قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي، والثانية كُتب عليها: "عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت"، إضافة إلى صورة من مجزرة "صبرا وشاتيلا"، وصور أخرى من أسر جنود إسرائيليين خلال طوفان الأقصى، كُتب في منتصفها "ما كنا لنغفر أو ننسى، وكان موعدنا الطوفان".
*"كنتم ضحية لقيادتكم"
إلى ذلك، أعلنت حركة حماس أن أي محاولة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين بالقوة العسكرية أو العودة إلى الحرب لن تُسفر إلا عن مزيد من الخسائر في صفوف الأسرى، مؤكدة أن "التبادل هو الطريق الوحيد لإعادة الأسرى أحياءً إلى ذويهم".
وأكدت حماس حرص "كتائب القسام والمقاومة على مراعاة حرمة الموتى ومشاعر عائلاتهم، في مراسيم تسليم جثامين الأسرى، رغم أن جيش الاحتلال لم يراعِ حياتهم وهم أحياء وقتلهم مع آسريهم بقصفه أماكن احتجازهم".
وحمّلت الحركة "حكومة الاحتلال النازية المسؤولية الكاملة بعد أن عرقلت اتفاق التبادل مراراً، متهمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتنصّل أمام جمهوره من تحمّل مسؤولية قتلهم".
وتوجهت حماس إلى عائلات بيباس وليفشتس بالقول: "لقد كنتم ضحية لقيادة لا تكترث لأبنائها".
*نتنياهو لن يشارك في المراسيم
وفي السياق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو تراجع عن مشاركته في مراسيم استقبال جثامين الأسرى الإسرائيليين الأربعة.
إذ اعتبرت القناة 14 العبرية أن حماس تواصل إذلال إسرائيل خلال عمليات التبادل إذ إنها تحضر قائدا كتيبتي الشرق والشمال في لواء خان يونس زعمت الجيش الإسرائيلي تصفيتهما خلال الحرب، أفادت وسائل إعلامية إسرائيلية أخرى أن حماس تعرض خلال دفعة تسليم الجثث سلاح التافور الإسرائيلي اغتنمته في المعارك في غزة، مضيفة أن حماس أعدّت منصة ولافتة فظيعة في خان يونس تتهم نتنياهو بقتل الأسرى.
وكان الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة أعلن، أمس، أنه تقرر اليوم تسليم جثامين عائلة بيباس وجثمان الأسير عوديد ليفشتس الذين كانوا جميعاً على قيد الحياة قبل أن يتم قصف أماكن احتجازهم من طائرات الاحتلال بشكل متعمد.
*خسائر إسرائيل وشهداء غزة
وعلى أسطح البيوت المهدمة بمنطقة بني سهيلا في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، رفعت المقاومة لافتات تشير للكمائن التي تعرضت لها قوات الاحتلال في عدد من مناطق القطاع خلال الحرب.
ومن بين الكمائن التي نشرت المقاومة صورا لها، كمين الفراحين الذي وقع بمنطقة الزنة شرقي مدينة غزة، وقد كتبت المقاومة على اللافتة أنه لم يكن نزهة، بل محرقة. وكانت الصور تشير إلى أن هذا الكمين قد أوقع 8 قتلى إسرائيليين.
وكان بعض مقاتلي القسام يحملون أسلحة من التي تم استخدامها في هذه العمليات، والتي ظهرت كثيرا في الفيديوهات التي كانت تبثها المقاومة للعمليات قبل وقف إطلاق النار.
كما ألقى أحد المقاتلين بيانا بالعمليات التي وقعت شرقي مدينة غزة خلال الحرب وتفاصيلها والطريقة التي تمت بها والخسائر التي تكبدها الاحتلال فيها.
وفي وسط ميدان التسليم، نشرت المقاومة لافتات تحمل صور توابيت وإحصائيات للعمليات والخسائر الإسرائيلية فيها، وصورا أخرى تعبر عن مواجهة المقاتلين للآليات الإسرائيلية.
*حضور قائد كتيبة الشرق
وقال أحد قادة المقاومة، إن القسام نفذت العديد من العمليات المعقدة ضد قوات الاحتلال شرقي مدينة غزة.
ووفقا للقيادي القسامي، فقد شهدت هذه المنطقة خلال الحرب تفجير 6 بيوت كان تتمترس فيها قوات إسرائيلية بقذائف مضادة للأفراد، إضافة إلى 26 عملية استهداف مختلفة و21 عملية قنص وصفها بالمعقدة وضرب 20 دبابة بقذائف الياسين.
وقام قائد المنطقة الشرقية في كتائب القسام بتسليم الأسرى للصليب الأحمر، وهو الذي أعلنت إسرائيل مقتله خلال الحرب، كما حضر عملية التسليم أيضا قائد الكتيبة الشمالية الذي حاولت إسرائيل اغتياله.
ووضعت المقاومة أيضا لافتات كُتب عليها "النازية الصهيونية في أرقام"، وعليها كتبت أعداد الشهداء المدنيين الذين قتلهم الاحتلال خلال الحرب، وكذلك الإصابات والمجازر التي نفذها في مختلف المناطق.
وشملت هذه الأرقام تفصيلا بأعداد الشهداء من النساء والأطفال والعائلات التي تم استهدافها وأخرى مُسحت بأكملها من السجلات المدنية. ووفقا لما كان منشورا، فإن 61 ألفا استُشهدوا خلال الحرب بينهم 13 ألفا لا يزالون تحت الأنقاض.
وأمس الأربعاء جرى الحديث عن أن عملية تسليم الجثث لن تشهد أي مظاهر احتفالية، لكن العملية تمت كسابقاتها بحضور شعبي وعسكري، واعتلى كثيرون أسطح البيوت شبه المهدمة في منطقة التسليم.
*صدمة متوقعة في إسرائيل
وتوقعت وسائل إعلام، أن يحدث وصول جثث الأسرى قلقا في الشارع الإسرائيلي، وقال إن لجنة ستقوم بفحص هذه الجثث لمعرفة سبب وفاتها بشكل صحيح.
وقالت، إن الجيش الإسرائيلي سيتسلم الجثث في نقطة لا تزال تحت سيطرته داخل القطاع، مشيرا إلى أنه، سيحظون بمراسيم جنائزية يهودية قبل نقلهم إلى معهد الطب الشرعي جنوبي مدينة تل أبيب.
ونشرت حماس بيانا قالت فيه إنها حاولت الحفاظ على حياة الأسرى بكل الطرق، متهمة الاحتلال بالتعامل بوحشية مع هذه العائلات الإسرائيلية.
ووجهت رسالة لعائلات بيباس وليفشتس، قالت فيها إنها كانت تأمل في عودتهم أحياءً بيد أن الاحتلال فضل قتلهم وقتل معهم 17 ألف طفل فلسطيني.
وأكدت الحركة أنها حافظت على حرمة جثث هؤلاء القتلى بينما لم تحترمهم حكومتهم أحياء وقتلتهم هم وآسريهم. وقالت إن المجرم بنيامين نتيناهو يتباكى على قتلاه لكي يتنصل من مسؤولية قتلهم.