طوفان سيبراني يتحد مع طوفان الأقصى .. كيف أخرجت فرق الظل أكثر من 100 موقع للاحتلال عن الخدمة؟
انفوبلس/ تقارير
في ظهيرة السبت، السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وقبل أن يتّضح للعالم حجم عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، وما ستخلّف من خسائر على الجانب الصهيوني، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية الناطقة بالإنجليزية، خبراً بعنوان "إسرائيل تستعد لهجمات سيبرانية وسط هجمات من حماس".
*جيروزاليم بوست .. نقطة البداية
وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست، أن هناك شائعات انتشرت في عدد من التقارير الواردة لدولة الاحتلال حول شنّ هجوم سيبراني على إسرائيل وسط الهجمات الصاروخية وما وصفته بـ "غزو حماس للبلدات الإسرائيلية". وأفادت الصحيفة حينها بأنه لم يقع حتى الآن أي هجوم سيبراني، لكن "إسرائيل مستعدة لمثل هذا الهجوم".
اليوم، إذا أردت قراءة الخبر مجدداً على موقع الصحيفة، ستعاني من صعوبات بالغة للوصول إليه من أول مرة، إذ ستُصدم بخطأ يقول "تم رفض عنوان URL المطلوب. يرجى الاتصال بالمسؤول الخاص بك"، فما الذي حدث؟.
حلّت صحيفة "جيروزاليم بوست" نذير شؤمٍ على نفسها، إذ نشر حساب الصحيفة على منصة إكس، تغريدة جاء فيها أن صحيفة جيروزاليم بوست تعرضت لهجمات سيبرانية متعددة مما أدى إلى تعطل موقعها. وأضاف حساب الصحيفة، "سنعود قريبًا وسنظل المصدر الرئيسي للمعلومات حول عملية السيوف الحديدية والهجمات القاتلة التي تشنها حماس"، وما زال موقع الصحيفة غير مستقر حتى هذه اللحظة، إذ قد يتطلب إعادة التحميل عدة مرات قبل أن يُفتح بنجاح.
*أبرز العمليات السيبرانية منذ بدأ الطوفان
بعد عملية طوفان الأقصى بيوم واحد، أعلنت مجموعة من مجموعات الاختراق مثل Mysterious Team البنغالية وأنونيموس السودان وTeam Insane الباكستانية، عن عملية واسعة النطاق أُطلق عليها اسم (عملية إسرائيل (أو OPISRAEL V2، وهي استكمال لعملية مشابهة تحمل ذات الاسم أُطلقت عام 2013.
واستهدفت تلك المجموعات حتى الآن عددا من المواقع الإسرائيلية الحكومية مثل موقع مكتب المحاسب العام وهيئة الكهرباء الوطنية. لكن إسرائيل كانت قد أغلقت بعض مواقعها الحساسة الإلكترونية الداخلية جغرافياً لمنع المتسللين من الحصول على البيانات أو حجبها.
وفي الساعات الأولى من الهجوم، تعهدت جماعة "أنونيموس السودان"، وهي مجموعة مخترقين ناشطة إلكترونياً مدعومة من قبل روسيا، بدعم حماس وشنت هجمات ضد نظام الإنذار الإسرائيلي. ما سبّب ارتباكًا في تنبيه المواطنين بشأن الهجمات، وهو ما ساهم في حدوث تأخيراتٍ أدّت إلى وقوع إصابات مباشرة، بحسب محللين تقنيين.
*قرصنة القبة الحديدية !
كما حاولت مجموعة أنونيموس السودان تصعيد لعبتها، إذ لم تكتفِ بإسقاط المواقع، بل حاولت استهداف منظومة "القبة الحديدية" الدفاعية الصاروخية التي تُعدّ الأكثر شهرة بين أدوات إسرائيل العسكرية، بهدف عرقلة اعتراض الصواريخ القادمة من قطاع غزة.
*قرصنة محطة كهرباء في عسقلان
ودعت مجموعة الاختراق الروسية KillNet، التي تستهدف عادةً دولًا أعضاء في حلف الناتو، دعت أعضاءها لاستهداف مواقع ومنشآت إسرائيلية. بينما قالت مجموعة الاختراق Cyber Av3ngers إنها استهدفت محطة "دوراد" الكهربائية في مدينة عسقلان، وهي أحد مصادر الطاقة الرئيسية لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما قالت أيضا إنها تمكنت من الوصول إلى وثائق سرية متعددة تتعلق بالمحطة.
*اختراق وزارة التعليم في الكيان
من ناحيتها، تعرّضت وزارة التعليم الإسرائيلي لاختراق اجتماعاتها عبر تطبيق زوم ما اضطرها لعقد اجتماعاتها عبر تطبيق غوغل، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
*اختراق جهاز الموساد !
وقامت وحدة النمر الإلكترونية -التي لم تفصح عن جنسيتها- سابقا باستهداف جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) عن طريق هجوم يدعى "رفض خدمة الموزّع" (دي دي أو إس)، وهو هجوم يوقف المواقع الإلكترونية التي تهاجمها، وتوقف الوصول إلى الموقع الإلكتروني، وتمنعه من تقديم أي خدمة لجمهوره.
واستطاع الهجوم إيقاف أكثر من 100 موقع، من بينها الموقع الإلكتروني الرسمي لجهاز المخابرات الإسرائيلية، وذلك بالتزامن مع انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، وأعلنت عنه الوحدة في موقعها على تليغرام، مهددةً بأن هذه الهجمات ستمتد لتشمل الدول العربية الداعمة لإسرائيل.
*اختراق وزارة دفاع الكيان والحصول على قاعدة بيانات الجنود
من جانبها، قالت مجموعة من الهاكرز الفلسطينيين تطلق على نفسها "سايبر طوفان الأقصى" إنهاء عدد من المواقع المرتبطة بوزارة الدفاع الإسرائيلية واستحوذت على قاعدة بيانات لعدد من المجندين وجنود الاحتياط وأرقامهم، ومعلومات أخرى تتعلق بمعلومات حساسة أعلنت أنها ستكشف تفاصيلها تباعاً، كما توعّدت بأنها ستستخدم هذه البيانات ضمن منظومة هجمات أخرى.
كما أعلنت مجموعة "سايبر طوفان الأقصى" عن تعطيل عمل العديد من المواقع الإسرائيلية الحكومية، وأخرى تابعة لمؤسسات إعلامية، ولم تذكر ماهيّة المعلومات التي استحوذت عليها بل اكتفت بعرض عدد من المواقع قبل اختراقها وبعد الاستحواذ عليها.
*إيقاف أكثر من 100 موقع إسرائيلي
كما أعلنت مجموعة "سايبر طوفان الأقصى" اختراقها عدداً كبيراً من أنظمة المراقبة في عدد من المدن والأحياء الإسرائيلية، كذلك اختراق أنظمة المراقبة والتحكم لعدد ضخم من منازل المستوطنين وبثّ مواد تتعلق بدعم المقاومة.
ونشرت مواد أخرى لأبرز أهداف المجموعة ومن بين تلك الأهداف موقع الشرطة الإسرائيلية والذي استطاعت الحصول على بيانات حساسة منه وفق بيانها.
يذكر أن الهجمات السيبرانية استطاعت إيقاف أكثر من 100 موقع، من بينها الموقع الإلكتروني الرسمي لجهاز المخابرات الإسرائيلية، وذلك بالتزامن مع انطلاق عملية "طوفان الأقصى".
بالنهاية، في حين أن الحرب السيبرانية قد لا تتصدر عناوين الأخبار بقدر ما يتصدر الصراع المادي، فإنها تظل ساحة معركة مهمة للقضية الفلسطينية. إنها منبر للأصوات التي ترفض خنقها، ووسيلة لجذب الانتباه الدولي إلى محنة شعب يتوق إلى العدالة والحرية وتقرير المصير.