عمليات نقل مشبوهة لعائلات التكفيريين من الهول الى العراق برعاية الـ CIA
توقف مؤقت لعودة النازحين

توقف مؤقت لعودة النازحين
انفوبلس/..
تتزايد المخاوف الأمنية والإنسانية، مع التطورات المتسارعة التي يشهدها مخيم الهول في شمال شرقي سوريا، بشأن مستقبل آلاف العائلات المنتمية لعصابات داعش الارهابية، والتي لا تزال تعيش داخل المخيم وسط أوضاع إنسانية متردية.
ومع توقف الدعم الدولي لعمليات إجلاء اللاجئين العراقيين، وتصاعد الغموض حول موقف الحكومة العراقية من عمليات النقل، تتعاظم التساؤلات حول مصير هؤلاء الأفراد وما إذا كانت عودتهم ستشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي.
يأتي ذلك في وقت تكشف فيه مصادر مطلعة عن عمليات نقل سرية لعائلات من التنظيم تحت إشراف وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، وهو ما يثير الشكوك حول أجندات غير معلنة لإعادة تموضع التنظيم في مناطق جديدة.
وبينما تستمر الجهود لإفراغ المخيم، تحذر الجهات الأمنية من مخاطر عودة هذه العائلات إلى مجتمعاتها دون برامج إعادة تأهيل فعالة، ما قد يؤدي إلى إعادة إنتاج الفكر المتطرف وانتشار الخلايا النائمة من جديد.
عودة 80 عائلة بإشراف CIA
وأكدت مصادر مطلعة، اليوم الأربعاء، السماح بخروج أكثر من 80 عائلة تنتمي لتنظيم داعش من مخيم الهول السوري، وذلك بإشراف مباشر من المخابرات الأمريكية.
وذكرت المصادر، في حديث صحفي، تابعته INFOPLUS، إن "أكثر من 80 عائلة تحمل جنسيات عربية وأجنبية تم السماح لها بمغادرة مخيم الهول خلال الساعات الـ24 الماضية"، لافتة إلى أن "عملية الخروج تمت بعد وصول فريق من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA".
وأضافت أن "معظم العائلات التي تم السماح لها بالمغادرة تعود لقيادات بارزة في الهيكلية التنظيمية لداعش، ما يجعل العملية سرية وغير معلنة، مع توفير وسائل نقل خاصة لإخراجهم إلى مناطق خارج المخيم"، مشيرة إلى أن "هذه التطورات تعزز الشكوك حول وجود أجندة سرية لنقل عائلات التنظيم إلى مناطق نشاطه، وهو ما قد يكشفه تطور الأحداث في الفترة المقبلة".
وأوضحت، أن "العشرات من عائلات التنظيم خرجت خلال الأشهر الماضية بضوء أخضر، خاصة أن القوات الأمريكية خفضت بشكل غير مسبوق عمليات استهداف داعش، ما يشير إلى وجود تنسيق بين الطرفين، خصوصًا بعد أحداث الثامن من كانون الأول الماضي".
يُذكر أن مخيم الهول يضم آلاف العائلات التابعة لقيادات ومسلحي داعش من مختلف الجنسيات، وقد أُنشئ بقرار من الإدارة الأمريكية لحماية ما تبقى من تلك العائلات بعد خسارة التنظيم معاقله في العراق وبعض المناطق السورية.
عودة العراقيين ستتوقف
من جانبها، اعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أن عودة العراقيين من مخيم الهول ستتوقف لمدة تتراوح بين أربعة إلى ستة أشهر قادمة.
وصرّح المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، علي عباس، الأربعاء، بأن حوالي 3500 عراقي عادوا من مخيم الهول ويخضعون حالياً لعملية إعادة التأهيل".
وأضاف أن "العائدين تم توطينهم في مخيم الجدعة، الواقع جنوب مدينة الموصل، والذي يُعرف حالياً باسم "مركز الأمل"، وسيتم دمجهم مع عائلاتهم ومجتمعاتهم المحلية، بعد استكمال عملية إعادة تأهيلهم".
توقف مؤقت لإعادة التأهيل
وأوضح المتحدث باسم الوزارة أن عملية إعادة تأهيل العائدين تستغرق ما بين أربعة إلى ستة أشهر، وخلال هذه الفترة لن يتم استقبال قوافل جديدة من العائدين من مخيم الهول.
وأشار إلى أن آخر قافلة من العائدين وصلت في 23 من الشهر الماضي، وكانت تضم 165 عائلة بواقع 605 أشخاص، وهي القافلة الـ24 من العراقيين العائدين من المخيم.
ورغم قرار التوقف المؤقت، أوضح أن هناك بعض الاستثناءات للحالات المرضية أو الخاصة، إلا أن عددها محدود للغاية.
ومنذ عام 2021 وحتى الآن، عاد حوالي 13 ألف شخص إلى العراق، بينما لا يزال حوالي 15 ألف آخرين في مخيم الهول بانتظار العودة.
آلية تنظيم وثائق العائدين
وبحث رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان، الاثنين، مع منظمة الأمم المتحدة ومنظمة اليونيسيف آلية تنظيم الوثائق المدنية للعائدين من مخيم الهول.
وذكر إعلام القضاء في بيان، ان "القاضي زيدان استقبل اليوم الاثنين نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غلام محمد اسحق، رفقة ممثلة منظمة اليونيسيف في العراق ساندرا لطوف".
وأضاف أن "رئيس مجلس القضاء الأعلى بحث معهما آلية تنظيم الوثائق المدنية للعائدين من مخيم الهول".
خطر الأفكار المتطرفة
تتصاعد المخاوف في شمال شرقي سوريا من التداعيات الخطيرة المرتبطة بقرار توقف دعم الوكالة الأميركية للتنمية لمغادرة اللاجئين العراقيين من مخيم الهول، الأمر الذي يتزامن مع مؤشرات على إيقاف الحكومة العراقية لعمليات النقل، رغم خططها المعلنة سابقاً لإجلاء جميع رعاياها من المخيم.
وفي ظل هذا الوضع، تبرز مخاوف متزايدة من استمرار بقاء عائلات تنتمي لعناصر تنظيم داعش، إذ تحذر الجهات الأمنية والإدارية من خطر الأفكار المتطرفة التي لا تزال راسخة بين أفراد هذه العائلات، ما قد يشكل تهديداً حقيقياً في حال عودتهم إلى مجتمعاتهم الأصلية دون برامج إعادة تأهيل فعالة.
وأكدت مديرة مخيم الهول، بريف محافظة الحسكة شمال شرقي سورية، جيهان حنان، أنه "ليست هناك أي معلومات أو بيانات رسمية من الحكومة العراقية حول توقف نقل اللاجئين العراقيين من المخيم إلى بلادهم، مبينة أنه "مستقبلاً ستكون هناك رحلات إلى العراق، ولا أعرف متى صدر قرار وقف عودة اللاجئين، ولا من أصدره. هناك خبر في الإعلام، لكن ليس هناك أي قرار رسمي، ولم تبلغ إدارة المخيم بوقف عودتهم".
من جهته، قال الرئيس المشترك لمكتب شؤون النازحين واللاجئين في هيئة الشؤون الاجتماعية التابعة للإدارة الذاتية، شيخموس أحمد، إن قرار العراق بإيقاف رحلات إعادة رعاياه يأتي في وقت تتراجع فيه المساعدات الإنسانية، مما يعمّق الأزمة داخل المخيم. وأضاف أن "التوقف المفاجئ لبرامج الدعم والمساعدات يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في شمال وشرق سوريا، خاصة في مخيم الهول، الذي لا يزال يضم عائلات يُخشى من إعادة انتشار أفكارها المتطرفة".
وتبرز التحديات الأمنية كأحد أبرز الهواجس المتعلقة ببقاء هذه العائلات في المخيم أو عودتها إلى مجتمعاتها الأصلية، حيث تحذر تقارير أمنية من أن بعض أفراد هذه العائلات لم يتخلوا عن أيديولوجيتهم المتطرفة، مما يشكل تهديداً محتملاً في حال عودتهم دون رقابة وإعادة تأهيل حقيقية.
وفي الوقت الذي تطالب فيه الإدارة الذاتية بإيجاد حلول جذرية لإفراغ المخيم، تبقى المخاوف قائمة من احتمالية استغلال العائدين من التنظيم السابق للفراغ الأمني وإعادة بناء شبكاتهم المتطرفة، الأمر الذي قد يهدد الاستقرار في كل من العراق وسورية على حد سواء.