عنف طائفي يستهدف شيعة عمان.. هجوم على موكب حسيني في حالة نادرة خلال مئات السنين
كيف يعيش الشيعة في البلد الإباضي؟
عنف طائفي يستهدف شيعة عمان.. هجوم على موكب حسيني في حالة نادرة خلال مئات السنين
انفوبلس/..
في حالة نادرة ولم تحدث منذ مئات السنين، استُهدف الليلة الماضية موكب عزاء لجالية باكستانية شيعية في سلطنة عُمان، ما أدى إلى وقوع شهداء وجرحى، جاء ذلك في وقت شنَّت فيه حسابات سعودية وخليجية حملات تحريضية ضد أبناء الطائفة الشيعية على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
*تفاصيل الحادثة
استُشهد أربعة أشخاص على الأقل وأُصيب آخرون بجروح ليل الإثنين الثلاثاء، في عملية إطلاق نار بمحيط أحد المساجد في مسقط، بحسب ما أعلنت الشرطة العمانية.
وقالت الشرطة في بيان مقتضب، إنها "تعاملت مع حادثة إطلاق نار في محيط أحد المساجد في منطقة الوادي الكبير، أسفر عن وفاة أربعة أشخاص وإصابة عدد آخر، حسب المعلومات الأولية".
وأضافت الشرطة، إن الإجراءات الأمنية اللازمة اتُخذت، ويتم جمع الاستدلالات والتحقيق في الحادثة.
وأفاد مستخدمون على موقع "إكس" بأن الحادثة وقعت قرب مسجد الإمام علي عليه السلام، ونشرت حسابات ووسائل إعلام عدة مقاطع فيديو تظهر أشخاصا يتفرقون وسط دوي طلقات نارية قرب المسجد وهم يهتفون "يا حسين"، في إشارة إلى الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام).
ويُحيي الشيعة هذا الأسبوع ذكرى عاشوراء التي تستذكر استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام في معركة الطف.
*واقعة نادرة
وتعتبر عملية إطلاق النار التي حدثت في مسقط واقعة نادرة في سلطنة عمان، التي عادةً ما تلتزم مواقف حيادية في النزاعات الإقليمية.
وما إن وقعت الحادثة حتى تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة لعمانيين وهم يهللون ويكبرون بالتزامن مع إطلاق النار ويقولون: "الله أكبر الله أكبر.. اليوم يومكم يا أيها المشركون".
وعلق مدونون على ذلك بالقول، إن "تكبيرات الفرح هذه ليست لنصرة غزة وفلسطين وإنما باستهداف الشيعة ومجالس عزائهم في سلطنة عمان".
وفيما أخذت حسابات خليجية تروج إلى أن الحادثة وقعت نتيجة اشتباكات واختلافات بين الباكستانيين في عمان، رد مدونون على تلك المزاعم بالنفي، مؤكدين أن "الباكستانيين في عمان لا يُسمح لهم باقتناء الأسلحة".
*خطاب التحريض الخليجي
يقول الإعلامي علي الشمري، إن "خطاب التحريض الذي قادته حسابات سعودية، إماراتية، أردنية، وعراقية ضد الشيعة، حصد ثماره في سلطنة عمان، التي كانت آمنة لفترة طويلة للشيعة!".
وأضاف، إن "ما حدث في الوادي الكبير يتحمل مسؤوليته بشكل مباشر الأمن السعودي الذي تهاون مع المحرضين السعوديين والأردنيين".
وأشار الى أن "ارتقاء 21 شهيداً يمكن أن يتكرر لشيعة السعودية والبحرين! ولهذا، أنا أدعو كل الإخوة الشيعة في الأردن، وخاصة في الكرك، إلى حمل الــســلاح للدفاع عن أنفسهم فهم المستهدفون. وأدعو الإخوة في السعودية إلى أن يستعينوا بقبائل حرب لمساندتهم وتسليحهم والدفاع عن أنفسهم في حال تعرضوا للخطر. الأردن والسعودية غير آمنتَين!".
من جهته قال المدون العماني نواف العريمي، في منشور على منصة أكس، جاء في نصه: "لا بأس عليك يا عُمان فـ بعد الله هناك جنود ورجالات تحميك من كيد الكايدين. عظم الله أجركم أخواني الشيعة فنحن معكم ولا نرضى لكم ما حدث، مصيبه ما نراه من تداول إشاعات في هذا الصدد. كلنا ثقة بالأجهزة الأمنية بتدارك الوضع وجعل الأمور تحت السيطرة، قواكم الله".
من جهته، يقول الإعلامي الحربي، أحمد سلمان، إن "هذا الهجوم وقع بعد حملة تحريض وطائفية واسعة تُدار من السعودية ضد الشيعة المسلمين منذ بداية محرم".
من جهتها، كتبت زينب ميرزا في منصة "أكس" ما نصه: "وما زالوا يقتلون الشيعة في المساجد غدراً كما قتلوا أهل البيت عليهم السلام، بدلاً من أن ينصروا أهل فلسطين وغزة يأتون إلى الشيعة الأبرياء في بلاد العرب والإسلام ويقتلونهم غدراً!".
وأتمت: "والله ما هي إلا خسّة ودناءة ورثوها من بني أمية وأشياعهم".
*البلد الإباضي
وتنتشر الآن في سلطنة عُمان الإباضية حيث يمثلون حسب بعض الإحصائيات ما يقارب 70% من العُمانيين.
*تاريخ الشيعة في عمان
يتواجد الشيعة في عُمان منذ فترة طويلة من التاريخ وتشير بعض المصادر إلى أن الشيعة كانوا موجودين في عُمان لكنهم نزحوا عنها بعد واقعة وقعت بينهم وبين الخوارج يذكر ذلك السيد بحرالعلوم في كتاب (الرجال) في ترجمة الفقيه ابن أبي عقيل العُماني.
ويقول العلامة محمد حسين المظفر في كتابه (تاريخ الشيعة) إن التشيع يرافق الإسلام كلما دخل مصراً أو خيّم على قارة، وهذه الحقيقة قد تجلّت في عُمان بناءً على هذه الأدلة أن عُمان كانت من البلاد التي امتنعت عن دفع الزكاة للخليفة الأول بعد الرسول -صلى الله عليه وآله- وقد ذكر ذلك العديد من المؤرخين ، وإذا سلمنا بأن الردة -حسبما يطلق عليها المؤرخون - لم تكن في مجملها ردة عن الدين وإنما تميزاً للأوضاع القائمة، كما يذكر ذلك الإمام شرف الدين ، ومع وضع حادثة مالك بن نويرة مع خالد بن الوليد في اعتبار يثبت لدينا بدليل قوي أن امتناع عُمان عن دفع الزكاة وخاصة (الأجزاء الشمالية منها) كانت ثبوتاً على وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه الصلاة والسلام وموالاةً له، ويُقال إن عُمان بعد أن أخذت حظها من الردة -حسب المصطلح المتداول- فإنها سرعان ما أعلنت توبتها، ولعل هذا أيضاً دليل آخر على اتّباع العُمانيين الأوائل لخط الإمام علي عليه الصلاة والسلام وهو المحافظة على المصلحة العليا للدين الحنيف بدل الدخول في خطية عمياء ليس لها آخر.
ومن هنا نستطيع أن نتعرف على مدى تغلغل التشيع في بادئ الأمر داخل نفوس العُمانيين والسبب لم تكن لتؤثر في موقف التشيع في عُمان لولا أن هذه الهجرة قد تحولت إلى استقرار في البلاد المهاجر إليها دون رجعة مما أدى الى قلة أعدادهم حاليا.