غارات "إسرائيلية" غير مسبوقة ضد أهداف في سوريا تُشعل التوترات الإقليمية وتفتح باب التوقعات حول فتح جبهة الجولان مع الكيان
دمشق تدرس خيارات الرد
انفوبلس/..
بعد ورود تقارير من سوريا تفيد بمقتل 16 شخصاً وإصابة 43 آخرين إثر 15 غارة جوية شنتها إسرائيل على منطقة مصياف في ريف حماة وسط البلاد، أثار اهتمام مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي العديد من التساؤلات، أهمها حول تمكن غزة من مقاومة العدوان الإسرائيلي لمدة تقارب العام، واستمرار مدن الضفة الغربية في التصدي للاعتداءات والتوغلات، في حين أن دمشق لم تتجه نحو الرد على الانتهاكات والغارات الجوية المتكررة على معظم الأراضي السورية من قبل "إسرائيل".
ويرى مراقبون أن انشغال الكيان الإسرائيلي بجبهتي غزة ولبنان يعوقها عن فتح جبهة جديدة في الجولان، رغم المناوشات التي ترد عليها بغارات، ومع ذلك، قد تستغل سوريا هذا التصعيد لتخفيف الضغط عن جبهات أخرى، مع تفضيلها الرد في الوقت المناسب دون تصعيد.
وقالت وكالة الأنباء السورية صباح اليوم الاثنين، إن عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منطقة مصياف بريف حماة ارتفع إلى 16 بالإضافة إلى 43 جريحا، بينما أدانت إيران الهجوم.
وكانت وسائل إعلام سورية قد نقلت -في وقت سابق من صباح اليوم- عن مديرية صحة حماة أن قصفا إسرائيليا على مصياف في ريف حماة وسط سوريا أدى لسقوط 5 قتلى و19 جريحا.
وقال التلفزيون الرسمي السوري، إن "حريقا كبيرا شب في منطقة حير عباس بريف حماة جراء العدوان الإسرائيلي".
وبدورها، قالت وسائل إعلام سورية رسمية، إن "عدوانا إسرائيليا استهدف محيط مدينة مصياف والدفاعات الجوية تصدت لعدد من الصواريخ"، مضيفة أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مركز البحوث العلمية ومنشآت معامل الدفاع في محيط مصياف.
من جهتها، قالت وزارة الإعلام السورية إن الدفاعات الجوية تصدت "لعدوان استهدف نقاطا عدة في المنطقة الوسطى من البلاد"، بينما قالت وسائل إعلام رسمية سورية إن إسرائيل شنت نحو 15 غارة على المنطقة الوسطى.
في المقابل، نقلت وسائل إعلام العدو، اليوم الاثنين، أن "سلاح الجو شن الليلة الماضية وفجر اليوم 5 غارات على مواقع داخل سوريا"، مضيفة أن "المواقع المستهدفة بسوريا بينها مركز لتطوير أسلحة دمار شامل في مصياف بحماة".
سوريا سترد بالوسائل المشروعة
وزارة الخارجية السورية، أشارت في بيان، إلى أن "تمادي إسرائيل في اعتداءاتها على سوريا ودول أخرى يدل على السعي المحموم لمزيد من التصعيد في المنطقة". فيما دعت إيران إلى "اجراءات رادعة وجادة" لمواجهة الجرائم الإسرائيلية.
وأدانت الخارجية الإيرانية الهجوم الذي استهدف الأراضي السورية، وقالت إن "جرائم إسرائيل لا تقتصر على فلسطين"، مشيرة إلى أن محاولات إسرائيل ربط أي حدث في الأراضي المحتلة الفلسطينية بإيران هي محاولات للهروب من الحقيقة.
وقالت طهران، إن الوقت حان لكي يتراجع داعمو إسرائيل عن تسليحها.
وجاءت تعليقات دمشق وطهران بعد هجوم إسرائيلي وصفته وسائل الإعلام السورية الرسمية بأنه "الأعنف منذ سنوات"، واستهدف في وقت سابق اليوم الاثنين محيط مدينة مصياف بريف حماة غربي سوريا، وأسفر عن مقتل 16 شخصا وإصابة أكثر من 40.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان، إن "الدعم اللامحدود للكيان من الولايات المتحدة ودول غربية يشجعه على الاستمرار في جرائمه".
وحذر البيان من استمرار ما سماه الصمت الدولي إزاء الاستهتار الإسرائيلي بالقوانين الدولية، مطالبا دول العالم بإدانة العدوان الاسرائيلي والتضامن مع سوريا "في السعي لوضع حد للاعتداءات والجرائم الإسرائيلية الممنهجة".
وطبقا للبيان "تؤكد سوريا مجددا على حقها الراسخ في الدفاع عن سيادة أراضيها وتحرير أرضها المحتلة بكافة الوسائل المشروعة التي يضمنها القانون الدولي".
تكذيب ادعاءات إسرائيلية
ونفت مصادر سورية لوسائل إعلام عالمية، الادعاءات الإسرائيلية بأن الغارات على مدينة مصياف في ريف حماة الغربي استهدفت مركزاً للأبحاث الكيميائية، وكذّبت الادعاءات "الإسرائيلية".
وأكدت المصادر، أن الغارات على ريف حماة استهدفت مركزاً نظامياً للجيش السوري، وأدت إلى استشهاد 5 جنود من الجيش السوري، وعدداً من المدنيين السوريين، ونفت ارتقاء أي شهيد إيراني أو من حزب الله.
وشددت المصادر على أن الجيش السوري لا يستعمل السلاح الكيميائي "لأنه محرّم دولياً إضافةً إلى أنه سلاح لا يلائم الحروب العصرية".
احتمال فتح جبهة الجولان
ويرى مراقبون أن الكيان الإسرائيلي، غير قادر على الذهاب إلى فتح جبهة ثالثة في الجولان السوري، مع انشغاله بالجبهات المفتوحة نحو قطاع غزة والجنوب اللبناني، لكونه تشتيتاً للقدرات "الإسرائيلية" العسكرية، على رغم مسعى حكومة الاحتلال في تل أبيب وقيادته السياسية لتحقيق انتصارات ملموسة، بعد السقوط المدوي لكثير من الخطط العسكرية الميدانية على أرض القطاع.
وظلت جبهة الجولان تعيش فترة هدوء واستقرار، عدا مناوشات أو سقوط قذائف بأراض خالية تحدث بين الحين والآخر بين الطرفين، في وقت لاحق، شهدت منطقة مفتوحة بالجولان مناوشات متكررة وسقوط قذائف صواريخ، وهذه الحوادث دفعت تل أبيب لتفعيل صافرات الإنذار في بلدتي "نيتور وآفني إيتان" أعقبها تنفيذ غارات جوية استهدفت مواقع في الداخل السوري.
وفي المقابل ليس من المستبعد، كما يرى مراقبون، إمكانية الاتجاه نحو فتح جبهة الجولان على خلاف التوقعات عن استقرارها، إذ تراها سوريا فرصة لتخفيف الضغط عن جبهتي غزة ولبنان معاً، لكن هذه الرؤية قد تكون ضمن السيناريوهات البعيدة في وقت لا ترغب دمشق في التصعيد وتكتفي بالرد بالمكان والزمان المناسبين.