"غموض" في القصف الروسي السوري على إدلب.. هل ترد موسكو على مسيّرة؟ أم تخطط لإنهاء قندهار الشام؟
انفوبلس/ تقرير
قُتل 9 أشخاص وأُصيب أكثر من 25 آخرين نتيجة غارات جوية نفذها الجيش الروسي على مناطق تسيطر عليها المعارضة في جسر الشغور ومحيط إدلب شمالي سوريا، وفق ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد 25 يونيو/ حزيران 2023.
وقال المرصد في بيان ورد لـ"انفوبلس"، إن العدد مرشّح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة. بينما أوضح أن من بين القتلى 3 عسكريين في القصف الجوي الروسي على منطقة الجسر، حيث استهدفت المقاتلات الروسية سوقاً للخضر والفواكه، إضافة لسقوط قتلى وجرحى من الحزب الإسلامي التركستاني جراء الغارات الجوية على مواقع عسكرية تابعة لهم بأطراف مدينة إدلب الغربية".
فيما شن الطيران الحربي الروسي غارة جوية استهدفت أطراف قرية بينين بمنطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، كما نفذ الطيران الحربي الروسي غارتين جويتين على منطقة جبل الأربعين، وفق ما ذكره المرصد.
الى ذلك، ذكر الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عبر حسابه على تويتر أن "الغارة الجوية الروسية استهدفت سوقًا للخضروات والفواكه على أطراف مدينة جسر الشغور غربي إدلب". وقال، إن "حصيلة المجزرة التي ارتكبتها الطائرات الروسية في سوق للخضروات والفواكه على أطراف مدينة جسر الشغور غربي إدلب، ارتفعت إلى 9 قتلى من المدنيين وأكثر من 30 مصاباً حتى اللحظة بينهم حالات خطرة".
كما أفاد مرصد تعقب حركة الطيران التابع للمعارضة السورية، بأن "طائرة حربية روسية أقلعت من قاعدة حميميم في اللاذقية شنت غارات على قرى بسبت وبداما وبكفلة في ريف إدلب".
وتحدثت حسابات موالية للنظام السوري، عن أن القصف استهدف مواقع لهيئة تحرير الشام التي تسيطر على إدلب.
يشار إلى أن منطقة شمال غربي سوريا الخاضعة لسيطرة المعارضة التي تريد تغيير النظام، شهدت اتفاقا لوقف إطلاق النار برعاية روسية تركية في مارس/ آذار 2022.
ويأتي القصف بعد يوم من اتهام أوليغ غورينوف نائب رئيس مركز المصالحة الروسي، هيئة تحرير الشام، برمي ست عبوات ناسفة بطائرات مسيّرة على مناطق في اللاذقية وحماة. وقالت الوكالة السورية الرسمية "سانا" أن قذيفتين أطلقتهما طائرة مسيرة سقطت إحداهما في أراض زراعية بجانب مستوصف القرداحة، ما أدى إلى مقتل شخص، وإصابة آخرين.
هيئة تحرير الشام وتُعرف أحيانًا باسم تنظيم تحرير الشام، هي جماعة سلفية جهادية ما زالت تُشارك في الحرب الأهلية السورية. تشكلت المجموعة في 28 كانون الثاني/ يناير 2017 من خلال اندماج كل من جبهة فتح الشام (كانت تُعرف بجبهة النصرة سابقًا) وجبهة أنصار الدين ثم جيش السُنة ولواء الحق وكذا حركة نور الدين الزنكي.
كما نفّذ سلاحا الجو السوري الروسي المشتركان، صباح أمس السبت، سلسلة غارات استهدفت مواقع عسكرية لـ"هيئة تحرير الشام"، و"الحزب الإسلامي التركستاني"، في ريفي إدلب واللاذقية.
الحزب الإسلامي التركستاني (TIP) هو حركة جهادية يتكلم منتسبوها اللغة الإيغورية وينحدرون من تركستان الشرقية "شينجيانغ" التي تحتلها الصين، وللحزب حضور واضح في الحرب السورية منذ منتصف العام 2014م. وحليف "هيئة تحرير الشام"
وقالت مصادر سورية إنّ "الطائرات الحربية استهدفت الجماعات المسلّحة التي كانت تقصف مواقع مدنية في ريفي حماة واللاذقية، طوال اليومين الماضيين".
وأفادت المصادر بأنّ طائرتين حربيتين نفذتا بصورة متواصلة ضرباتٍ دقيقة ضد قاعدة كان يستخدمها تنظيم "هيئة تحرير الشام" لإطلاق الطائرات المسيّرة على إحدى التلال القريبة من بلدة الناجية في ريف إدلب الغربي، الأمر الذي أدّى إلى تدميرها بصورة كامل، بحيث سُمع دويّ الانفجارات لأكثر من نصف ساعة مُتواصلة من جرّاء الاستهداف.
ونفّذت مجموعات تابعة لـ "الحزب الإسلامي التركستاني" ضرباتٍ بالأسلحة الرشاشة على محور جبل أبو علي في ريف اللاذقية الشمالي ضد مواقع الجيش السوري.
واستهدف سلاحا الجو السوري والروسي المشتركان الآليات التي كانت تستخدم التلال الصخرية من أجل التخفي خلفها بعد استهدف نقاط الجيش السوري.
وكشفت مصادر محلية في ريف إدلب، أنّ "الحزب الإسلامي التركستاني" قام بإخلاء عددٍ من المواقع له قرب بلدة بداما بعد رصدها من جانب طائرات الاستطلاع، وغادرها عناصره ضمن مجموعات متفرّقة إلى مواقعٍ أخرى قرب بلدة حارم.
ورصدت طائرات الاستطلاع للجيش السوري تحرّكاتٍ لـ"هيئة تحرير الشام" و"الحزب الإسلامي التركستاني" في محاور بلدات بداما والناجية في ريف إدلب الغربي وتلال الخضر في ريف اللاذقية الشمالي، بحيث جرى استهدافها بصورة مُباشرة من دون معلوماتٍ عن حجم الخسائر.
وتأتي التطورات الميدانية بعد التصعيد الذي نفّذه المسلحون ضد المناطق الآمنة في قرى جورين وسلحب وديرشميل في ريف حماة الغربي، والقرداحة في ريف اللاذقية، عبر استخدام الصواريخ والطائرات المُسيّرة، والذي أسفر عن 4 شهداء، بينهم طفلان، وعدد من الجرحى.
والجمعة، استُشهد مواطن وأُصيب عدّة أشخاص بجروح من جرّاء اعتداء التنظيمات المسلحة المنتشرة في ريفي اللاذقية وإدلب؟
والخميس، استُشهد طفل وامرأة وأُصيب 3 مواطنين سوريين، في اعتداءٍ إرهابي نفّذته التنظيمات المسلحة المنتشرة في ريف إدلب الشمالي والشمالي الغربي، عبر طائرة مُسيّرة ألقت قنبلتين على الأحياء السكنية في منطقة سلحب في ريف محافظة حماة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد رصد، خروج العشرات من النساء، في مظاهرة مسائية، ضمن في مدينة أريحا وبلدة دير حسان بريف إدلب، ضد هيئة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد "الجولاني"، التي تنتهك العرض والشرف، وتنديدا بالانتهاكات "الفاضحة" التي تُرتكب بحق المدنيين والعسكريين.
ويأتي تصعيد الجماعات المسلّحة ضد المناطق الآمنة في ظلّ المفاوضات التركية السورية، والتي عدّتها الفصائل تهديداً لمناطق نفوذها في إدلب وشمالي حلب وريف اللاذقية.
وتنتشر في مدينة إدلب وأجزاء من ريفها مجموعاتٌ إرهابية، تنتمي أغلبيتها إلى تنظيم "جبهة النصرة"، المُدرج في لائحة الإرهاب الدولية.
وتعتدي تلك المجموعات على المناطق الآمنة في ريف حماة بالقذائف الصاروخية والطائرات المُسيّرة، الأمر الذي يؤدي إلى ارتقاء شهداء ووقوع إصابات بين المدنيين، وحدوث أضرار مادية في الممتلكات العامة والخاصة.