فيروس "غريب" يقلق العراقيين.. متحور من كورونا أم لعنة جديدة ناتجة عن رائحة الكبريت؟
توضيح مهم من الصحة
فيروس "غريب" يقلق العراقيين.. متحور من كورونا أم لعنة جديدة ناتجة عن رائحة الكبريت؟
انفوبلس/ تقارير
بدأت الأنباء من كركوك، ثم استشعر سكان العاصمة بخطرها، فيروس "غريب" تؤدي شدته إلى الموت حتى، هو ما شكا منه العراقيون خلال الأيام القليلة الماضية، وسط تساؤلات.. أهو متحور جديد من كورونا أم لعنة جديدة نتجت عن رائحة الكبريت التي باتت ضيفا دائما على العراقيين؟ انفوبلس تقصت عن الحدث ووصلت إلى إيضاحَين اثنين من صحة كركوك ثم وزارة الصحة، فماذا جاء بهما؟
البداية كانت من كركوك
قبل أيام، وبالتحديد يوم الأربعاء المصادف 12/12/ 2024، وجهت مديرية التربية في محافظة كركوك، إعماما لجميع المدارس بشأن تسجيل إصابات يشتبه أنها تعود لمتحور فيروس كورونا.
وجاء في الإعمام الذي ورد لشبكة انفوبلس، "نظراً لوجود إصابات في بعض مدارس المحافظة يشتبه أنه متحور فايروس كورونا – على إدارة المدرسة التي توجد فيها حالات إصابة الاتصال بمديرية الدفاع المدني في محافظة كركوك وعلى الرقم المجاني (١١٥) لتقوم فرق الدفاع المدني بتعفير المدرسة لمكافحة الفيروس وإبلاغ شعبة الصحة والسلامة المهنية في ديوان المديرية رسمياً من قبل المدرسة التي تم تعفيرها لغرض رفع موقف إلى الوزارة".
بغداد تستشعر أيضا
بعد يومين من إعمام تربية كركوك آنف الذكر، تداول أهالي بغداد تحذيرات من انتشار فيروس غريب يسبب أعراضًا خطرة مثل السعال المستمر، الحمى، والإسهال، مما يؤدي إلى دخول العديد من المصابين للمستشفيات.
ودعا الأهالي، السلطات لإجراء تحليل سريع لاسيما مع انتشار ظاهرة رائحة الكبريت في سماء العاصمة، وشددوا على أهمية الالتزام بإجراءات الوقاية مثل الكمامات والتباعد الاجتماعي.
فيروس "غريب"
حاولت انفوبلس التقصي عن الحدث، وهل هو فيروس جديد أم متحور من جائجة كورونا، وبهذا الصدد، كشف الدكتور المتخصص في مجال الأوبئة والفيروسات عمار الخميسي، عن انتشار فيروس غريب في العاصمة العراقية بغداد، تسبب بزيادة ملحوظة في الحالات المرضية ودخول المستشفيات.
وقال الخميسي في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "الفيروس يسبب أعراضًا جانبية خطرة، منها السعال المستمر لعدة أسابيع، الحمى، الصداع، والإسهال المستمر لعدة أيام، مما يؤدي إلى إصابة أفراد العائلة بالكامل، وخصوصًا الأطفال، بشكل حاد قد يصل إلى الوفاة في بعض الحالات".
وأوضح، إن “الطبيعة الدقيقة لهذا الفيروس ما زالت غير معروفة حتى الآن”، لافتاً إلى أن “هناك ثلاث فرضيات محتملة لتفسير هذا الانتشار؛ فقد يكون متحورًا جديدًا من فيروس كورونا، أو عدوى بكتيرية ناتجة عن ميكروب الميكوبلازما، أو تفشيًا خطيرًا لفيروس نوروفيروس".
وشدد الخميسي على “أهمية تدخل السلطات العراقية بشكل عاجل لإجراء التحاليل والفحوصات اللازمة للكشف عن طبيعة الفيروس، محذرًا من خطورة التهاون مع هذا الوضع الصحي الطارئ".
كما دعا المجتمع العراقي إلى الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة العامة، بما في ذلك ارتداء الكمامات، التباعد الاجتماعي، والاهتمام بالنظافة الشخصية، للحد من تفشي العدوى.
بدء بيانات النفي.. صحة كركوك أولا ثم وزارة الصحة
بعد المعلومات المتداولة، والتحذيرات من المختصين، سارعت صحة كركوك إلى نفي إعمام التربية أعلاه، وقالت إن جميع الإصابات التي تم تسجيلها في المحافظة هي بالإنفلونزا التقليدية المعتادة في فصل الشتاء.
وقال مدير عام صحة كركوك ارجان محمد رشيد، في تصريح تابعته شبكة انفوبلس، إن "الكتاب الصادر من تربية كركوك حول وجود اشتباه بوجود متحور كورونا غير دقيق لأن صحة المحافظة لم تسجل رسمياً أية إصابات لمتحور كورونا وهذا الأمر لا يمكن لنا معرفته إلا من خلال مختبرات وزارة الصحة".
وأضاف "أُجريت اتصالات مع وزارة الصحة وأعلمتها بنص الكتاب الصادر من قبل تربية المحافظة وأن الصحة لم تتم استشارتها في موضوع وجود إصابات بالمتحور".
وأشار رشيد إلى أن "هناك إصابات بالإنفلونزا التقليدية والتي تصيب أي إنسان ولم تسجل لدينا أية إصابات بفيروس كورونا ومثل ما معروف فإن الفيروسات تتحول وتنشط في هذه الفترة لبرودة الأجواء ومن ثم الإصابة بالإنفلونزا الموسمية أمر طبيعي ولا يدعو للقلق".
وشدد على أن "الجهة المعنية في تحديد وجود أي فيروس هي دائرة صحة كركوك ونحن نبين أن لا وجود لأي متحور بكورونا في كركوك".
وزارة الصحة تنفي أيضا
بعد نفي صحة كركوك، واشتداد تداول وجود الأنباء في بغداد، كشفت وزارة الصحة، حقيقة وجود "فيروس غريب" ينتشر في العاصمة.
وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر في تصريح تابعته انفوبلس، إن "الأنباء والمعلومات التي تتحدث عن وجود "فيروس غريب" منتشر في العاصمة بغداد، غير صحيحة إطلاقاً، ولا وجود لهكذا فيروس أو مسبب مرضي بحسب البيانات الواردة من مركز الأمراض الانتقالية التابع لدائرة الصحة العامة".
وشدد البدر على "ضرورة عدم السير وراء من يريد بث الشائعات والاعتماد على المعلومات الطبية والصحية من المصادر الرسمية حصراً".