قائد الثورة الإسلامية يشيد بصمود الشعب الإيراني ويحذّر من مغبّة التصعيد الأميركي

العدو ارتكب خطأ استراتيجي
أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران، آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، في كلمة متلفزة موجهة إلى الشعب الإيراني، أن الأمة الإيرانية ستصمد في وجه الحرب المفروضة كما ستصمد في وجه السلام المفروض، ولن ترضخ لأي تهديد أو إملاء من أي جهة كانت.
وفي كلمته التي بُثّت ظهر اليوم، حيّا سماحته الحراك الجماهيري في مسيرة يوم الغدير والتجمعات الشعبية الواسعة، خصوصًا بعد صلاة الجمعة، مشيدًا بتصرف الإعلامية الإيرانية التي واصلت البث بشجاعة بعد الهجوم، معتبراً ذلك حدثاً رمزياً بالغ الأهمية يعكس صلابة هذا الشعب.
وأشار السيد الخامنئي إلى العدوان الصهيوني الأخير، الذي وصفه بـ"الخبيث والأحمق"، مؤكدًا أن توقيت الهجوم كان خلال فترة انشغال المسؤولين الإيرانيين بمفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، من دون وجود أي مؤشرات على تحركات عدائية من الجانب الإيراني، مما يعزز القناعة بأن واشنطن كانت على صلة مباشرة أو غير مباشرة بهذا الاعتداء.
وأضاف: "كان من المتوقع منذ البداية أن تكون أمريكا ضالعة في هذا الهجوم، وهو ما تؤكده تصريحات مسؤوليها يوماً بعد آخر"، مشدداً على أن الشعب الإيراني سيواصل صموده، ولن يستسلم أمام أي فرض خارجي.
وانتقد سماحته بشدة التصريحات "التهديدية والمهينة" للرئيس الأميركي، قائلاً إن العقلاء الذين يعرفون إيران وتاريخها وشعبها لا يخاطبونها بلغة التهديد. وتابع: "إذا تدخلت أميركا عسكريًا، فإنها ستتكبد أضرارًا لا يمكن تعويضها، وستُمنى بضربة أشدّ من أي ضرر قد يلحق بإيران".
واعتبر قائد الثورة أن العدو الصهيوني ارتكب "خطأً استراتيجياً وجريمة كبيرة"، مؤكدًا أن هذا الكيان "بدأ بتلقي العقاب على يد القوات المسلحة الإيرانية والشعب، وسيستمر العقاب حتى إضعافه التام". كما أشار إلى أن دخول حلفاء الكيان –وفي مقدمتهم أميركا– على خط المواجهة هو "دليل على عجزه وضعفه".
ودعا السيد الخامنئي المفكرين والإعلاميين وأصحاب الرأي في الداخل والخارج إلى كشف الحقيقة وعدم السماح للعدو بتزييف الوقائع من خلال حملاته التضليلية.
وفي ختام كلمته، وجّه سماحته رسالة روحية للشعب الإيراني، مذكّراً بقول الله تعالى:
﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾، ودعا العاملين في المجالات الخدمية والتبليغية إلى مواصلة مهامهم بثقة وتوكل، مؤكداً أن النصر من عند الله، وأن النصر الحتمي سيكون حليف الشعب الإيراني والحقّ والحقيقة.