قصة صمود "نبل" و"الزهراء".. من حصار الإرهاب إلى الانتصار بفضل شجاعة الجيش والمقاومة الشعبية
انفوبلس/..
تقع قريتا نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي شمال غرب مدينة حلب. يبلغ عدد سكان البلدتين حوالي 70 ألف نسمة، وهما تتبعان إلى منطقة اعزاز.
نُبل هي مركز ناحية نبل التابعة إلى منطقة اعزاز وتقع غرب الطريق الدولية المؤدية إلى تركيا، وتبعد عن حلب حوالي 20 كم على الطريق العام الذي يربط مدينة حلب بمنطقتي اعزاز وعفرين، أما بلدة الزهراء فتبعد أيضا عن حلب 20 كم وتشتهر هي وبلدة نبل بطقس بارد جدا في الشتاء، وكان يعمل أهلها بالتجارة والزراعة.
وتعرضت البلدتان منذ العام 2013 لغاية شباط 2016 لحصار قاس من قبل المجموعات المسلحة، ترك آثارا مأساوية على الغذاء والدواء والمحروقات كما انعكس على الخدمات من كهرباء وماء بشكل كبير.
وبالإضافة الى ذلك، عانى أبناء البلدتين من تعرضهما الى قصف متكرر بالقذائف طال المدنيين بشكل عشوائي وأدى الى استشهاد وإصابة الكثيرين منهم وبينهم نساء وأطفال.
وحرم طلبة الجامعات من الوصول إلى الجامعات، وحُرم الموظفون والعمال من الذهاب إلى عملهم خلال هذا الحصار، وتعرضت نبل والزهراء للعديد من الهجمات بالقصف بالأسلحة الثقيلة او بالهجوم المباشر ومحاولة الدخول.
ورغم الظروف القاسية، صمد أهالي البلدتين لمدة ثلاث سنوات ونصف تحت الحصار والقصف وشكلوا لجانا أهلية للدفاع عن البلدتين وبقيت البلدتان عصيّة على دخول الجماعات المسلحة رغم القصف شبه اليومي، إلى أن تمكن الجيش السوري واللجان الشعبية من ملاقاة لجان الدفاع عن البلدتين اليوم وكسر الحصار بعد التقدم السريع على جبهة باشكوي وحقق إنجازات متلاحقة.
الصمود والانتصار
وبقيت بلدتا نبل والزهراء أكثر من ثلاث سنوات ونصف، تحت الحصار من قبل عصابات الإرهاب، ووسائل الإعلام المعادية تبشر بسقوط هاتين البلدتين في أي لحظة، لكن عصابات النصرة والتنظيمات التكفيرية الأخرى، لم تتجرأ على الاقتراب أو اقتحام البلدتين، فكانوا أمام صمود وبسالة المدافعين عن البلدتين، مهزومين ومفزوعين، فالمشهد الذي تحقق والذي يجب إظهاره وتحويله إلى رواية سورية تُدرّس للأبناء والأجيال السورية القادمة، وهي أن أبطال نبل والزهراء، زرعوا الخوف في نفوس مَن يحاصرونهم.
وفي عمل عسكري مميز سيحتل موقعه البارز في التاريخ العسكري، سجل الجيش العربي السوري بصمود أبطاله وشجاعة رجال المقاومة إنجازاً عسكرياً رائعاً، حيث تمكنت وحدات الجيش العاملة في ريف حلب الشمالي بالتعاون مع مجموعات اللجان الشعبية من فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين من قبل التنظيمات الإرهابية لأكثر من ثلاث سنوات.
صمود بلدتي نبل والزهراء، أنموذج مصغر عن الصمود السوري الكبير، من القامشلي إلى حلب، إلى السويداء، ودرعا، وحمص، وحماه، واللاذقية وإلى كل قرية سورية ومدينة، وهذا الانتصار هو حالة تواصل لصمود وشجاعة وصبر وأمل لقوات تقاتل وتواصل الصمود أمام التكتلات الإرهابية والمجاميع المسلحة التي تدعمها أطراف إقليمية ودولية.
عودة تحرك الجماعات الارهابية
وطيلة السنوات الماضية، كانت البلدتان على تخوم المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية في مدينة إدلب، عاصمة التنظيمات التكفيرية مثل جبهة النصرة، والتي تشن خلال هذا الأسبوع هجوماً للسيطرة على المناطق الخاضعة للحكومة السورية، واضطر الآلاف من سكان البلدتين للنزوح هرباً من التنظيمات الإرهابية.
وفي ظل التوتر الاجتماعي مع المحيط بفعل تداعيات الأحداث في سوريا، قطع المدنيون بالفعل أكثر من 60 كم ليتجمع كثير منهم في بلدة "السفيرة" إلى الجنوب الشرقي من حلب، كجزء من رحلة طويلة نحو مناطق آمنة في دمشق أو حمص أو غيرهما، لكن رحلة النزوح تمر بمصاعب شديدة على كبار السن والأطفال والنسوة.
ويشتكي اليوم أهالي بلدتَي نبل والزهراء المحتجزين من قبل الجماعات الارهابية المسلحة في بلدة السفيرة جنوب شرقي حلب، الجوع ونقص الأدوية، ويناشدون المنظمات الأممية والمؤسسات الإنسانية لتقديم المساعدة بالإفراج عنهم.
وذكرت مصادر مطلعة، أنه يشتكي أهالي بلدتي نبل والزهراء اللتين تقعان شمال غرب مدينة حلب السورية، منذ أيام، من الجوع ونقص الأدوية، وذلك، بعد احتجازهم من قبل الجماعات الارهابية المسلحة في بلدة السفيرة (جنوب شرقي حلب).
وجاء حصار الجماعات الإرهابية للمدنيين من بلدتي نبل والزهراء في أثناء نزوحهم من الشمال الغربي لمدينة حلب نحو الأماكن الأكثر أماناً في المحافظات الأخرى، ولا سيما بعد أن سيطر الإرهابيون على مدينة حلب.
وقطع المدنيون من بلدتي نبل والزهراء أكثر من 60 كم ليتجمع نحو 2000 منهم في بلدة السفيرة، كجزء من رحلة طويلة نحو مناطق دمشق أو حمص أو غيرهما.
وانتشرت مقاطع مصورة لعشرات المدنيين وهم يفترشون أحد الأماكن غير المجهزة من دون أغطية، وسط صراخ الأطفال وبكاء النساء، من دون وجود الاحتياجات الأساسية من ماء وطعام وكهرباء وأدوية.
وخلال الفيديو، ناشد أحد المدنيين، المنظمات الدولية والجمعيات الإنسانية لتقديم المساعدة للمدنيين المحتجزين.
وبعد سيطرة المجموعات الارهابية على السفيرة والطريق القادم من حلب والمؤدي إلى المحافظات الأخرى، حاصر الإرهابيون الأهالي واقتادوهم إلى مكانٍ غير معروف.
ويرزح أكثر من 2000 مدني، تحت خيارَي الموت جوعاً وعطشاً أو بنيران المجموعات الإرهابية، ما لم يتم إجلاؤهم من قبل المؤسسات الأممية والإنسانية في القريب العاجل.
يُشار إلى أنّ منظومة الاتصالات خرجت من الخدمة في حلب وريفها، إثر تخريب المسلحين أبراج شركات الاتصال في سوريا.
وفي وقتٍ سابق، أعلنت الأمم المتّحدة أنّ التصعيد الحاصل منذ بضعة أيام في شمالي غرب سوريا، أدّى إلى فرار ما يقرب من 50 ألف شخص، في موجة نزوح تسلّط الضوء على التداعيات الإنسانية الخطيرة للتطورات الميدانية في هذه المنطقة.