قيود أميركية جديدة على العلاقات الاقتصادية بين العراق والصين بشأن الاستثمار في اليوان.. والعلّاق في واشنطن بزيارة غير معلنة
تدخل سافر بالاقتصاد العراقي
انفوبلس/..
بعد أن اتّجه العراق للاعتماد على عملة اليوان الصيني بهدف التبادل التجاري مع الصين، بالإضافة إلى اليورو الأوروبي، والدرهم الإماراتي والدينار الأردني، في إطار سعي الحكومة العراقية إلى توفير عملات أجنبية أخرى للتعامل المحلي بجانب الدولار الأميركي، ضمن حزمة إصلاحات لخفض سعر الدولار الأميركي مقابل الدينار العراقي.
إلا أن سلوك الإدارة الأمريكية تجاه الاقتصاد العراقي، لم يترك العراق يتجه نحو هذا المسار طويلاً، حيث فرض البنك الفيدرالي الأميركي على العراق إيقاف التعامل بعملة اليوان الصيني، بحجة أن هناك تلاعباً ببعض الحوالة أو حصول إشكالات معينة.
قرار الفيدرالي الأمريكي بهذا الشأن دفع محافظ البنك المركزي العراقي علي العلاق لإجراء زيارة غير معلنة الى واشنطن للتباحث مع المسؤولين بشأن قرار إيقاف تعامل بغداد باليوان الصيني.
البنك المركزي محكوم بالإرادة السياسية
وكشفت اللجنة المالية النيابية، أسباب توقف العراق تعامل باليوان الصيني، فيما أشارت الى أن الكثير من إجراءات البنك المركزي محكومة بالإرادة الأميركية.
وقال عضو اللجنة معين الكاظمي في تصريح صحفي تابعته INFOPLUS، إن "البنك الفيدرالي الأميركي فرض على العراق إيقاف التعامل بعملة اليوان الصيني، بحجة أن هناك تلاعباً ببعض الحوالة أو حصول إشكالات معينة".
وبين الكاظمي، إن "أموال العراق وكما نعلم مدرجة في البنك الفيدرالي الأميركي نتيجة بيع النفط بمبلغ 3.5 مليون برميل يومياً، وتدخل هذه الأموال في البنك الفيدرالي ولا يتم تحويلها إلى العراق نقداً شهدت تحولاً إلى العراق من خلال حوالات الفساد من البنك المركزي والإعلان الفيدرالي".
وتابع الكاظمي أن "الكثير من إجراءات البنك المركزي للحكومة بالإرادة السياسية، وقد تكون هذه الإرادة تفسر بأسباب إدارية ومالية وعدم تمويل الإرهاب وغيرها"، معلناً أن "الأسباب تكون سياسية بهدف الضغط على الحكومة العراقية".
وأكد الكاظمي أن "التاجر والبنك المركزي يجب أن يكونا خيارات متعددة وعدم التعامل فقط بالدولار، لذا فهذا الإيقاف مؤقت وليس دائمًا"، مشيرا إلى أن "اللجنة ستطالب البنك المركزي بمعالجة الموضوع وأن تكون سلة أسعار متنوعة، لتكون الخيارات أكثر للبنك المركزي وللتجار العراقيين".
وذكر الكاظمي، في وقت سابق أنه "إيقاف حوالات الصين بعملة اليوان مؤقتًا لحين إيجاد اليات تدقيق"، مؤكداً انه "خلال الفترة الماضية جرت عمليات تلاعب كبيرة بأحوال الصين".
العلاق في واشنطن
وكشف مصادر مطلعة، اليوم السبت، أن محافظ البنك المركزي العراقي علي العلاق يجري زيارة غير معلنة رسميا الى الولايات المتحدة الأمريكية للتباحث مع المسؤولين في واشنطن بشأن قرار البنك الفيدرالي الأمريكي في إيقاف تعامل بغداد باليوان الصيني.
وقالت المصادر، إن "العلاق غادر الى واشنطن يوم الثلاثاء الماضي للقاء المسؤولين في البنك الفيدرالي والخزانة الامريكية".
وأضافت، أن "العلاق يبحث مع المسؤولين الأمريكيين قرار وقف تعامل العراق باليوان الصيني، مبينة أن محافظ البنك المركزي يبحث ايضا خلال زيارته الالتزامات المطلوبة بشأن المصارف العراقية المحرومة من التعامل الدولار".
وتأتي زيارة محافظ البنك المركزي العراقي على العلاق الى واشنطن بالتزامن مع قفزة كبيرة في سعر صرف الدولار امام الدينار، وبعد مضي أكثر من شهرين على زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الى الولايات المتحدة.
أمريكا تمارس ضغوطا اقتصادية
بعد الانفتاح العراقي على الصين تجارياً، كسب العراق نقطةً تُعد الأهم وهي التعامل باليوان الصيني بالرغم من ندرته كون العراق يتعامل بالدولار الأمريكي في بيع نفطه الى الخارج، ألا أن شعور أمريكا بالخطر اضطرها الى محاربة التعاملات الدولية خارج نطاق الدولار، لحفاظها على هيمنته على الساحة الاقتصادية.
دوافع سياسية أكثر مما هي دوافع اقتصادية، تدفع بعض الدول الى اتباع سياسات خبيثة كالتي تعمل بها أمريكا حالياً، مع عدم مراعاة اقتصاد الشعوب المتضررة مثل العراق وغيرة كل تلك التفسيرات وأكثر تكمن بموضوع إيقاف التعامل باليوان الصيني.
وبالحديث عن هذا الملف عد عضو تحالف نبني علي الزبيدي، ان محاولة إيقاف التعامل باليوان الصيني بالتعاملات الخارجية للعراق من قبل الفيدرالي الأمريكي ضغط سياسي وتحجيم لاقتصاد العراق.
ويقول الزبيدي في تصريح صحفي، ان "أمريكا تمارس الضغط الاقتصادي على العراق لتربح مكاسب سياسية"، مشيراً الى ان "إيقاف التعامل الخارجي للعراق باليوان الصيني يأتي لتحجيم دور العراق الاقتصادي وهيمنة الدولار الأمريكي".
وتابع ان "ارتفاع اسعار الدولار في الأسواق العراقية نتيجة لفرض البنك الفيدرالي عقوبات على التعاملات باليوان الصيني وإيقاف التعامل به"، لافتاً ان "أمريكا تمارس الضغوط من اجل بقائها أكثر مدة ممكنه في العراق".
وأصدر البنك المركزي العراقي منذ بداية عام 2023 عدة قرارات من شأنها المحافظة على استقرار الوضع النقدي والاقتصادي العام ومواجهة مخاطر تذبذب سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار الأميركي، واهمها تعزيز أرصدة المصارف العراقية التي لديها حسابات مع مصارف صينية- باليوان الصيني.
تدخل سافر بالاقتصاد العراقي
الى ذلك بين الخبير الاقتصادي احمد عبد ربه، اليوم السبت، ان إيقاف التعامل باليوان الصيني سيؤثر كثيراً على الاقتصاد العراقي، فيما أكد ان الأيام المقبلة ستشهد ارتفاعاً كبيراً بأسعار الدولار امام الدينار العراقي.
ويقول عبد ربه في تصريح صحفي تابعته INFOPLUS، ان " إيقاف التعاملات باليوان الصيني من قبل أمريكا بوساطة فرض عقوبات على المصارف المتعاملة يعد تدخلاً سافراً في الاقتصاد العراقي ولا يمكن السكوت عنه"، مشيراً الى ان "تحجيم تعاملات العراق بالدولار الأمريكي يقوي أمريكا اقتصادياً ويزيد من هيمنتها على العراق".
ويتابع ان " فرض العقوبات وإيقاف التعاملات باليوان الصيني شأن سياسي أكثر مما هو اقتصادي"، داعياً الحكومة ان "تتدخل في هذا الشأن كون السوق العراقي ممتلئ بالبضائع الصينية وهكذا قرار سيرفع من أسعارها امام المواطن البسيط".
وكان الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي ذكر في وقت سابق أن العراق ينوي الاعتماد على عملة اليوان الصيني بهدف التبادل التجاري مع الصين، بالإضافة إلى اليورو الأوروبي، والدرهم الإماراتي والدينار الأردني، حيث تسعى السلطات العراقية إلى توفير عملات أجنبية أخرى للتعامل المحلي بجانب الدولار الأميركي.