كتائب الإمام الحسين (ع) في سوريا.. الغرب يتحدث عن فصيل متعدد الجنسيات "يُرهق" أمريكا و"إسرائيل"
انفوبلس/ تقرير
تشكل كتائب الإمام الحسين (ع) المنتشرة في سوريا والتي شكلها قائد فيلق القدس الإيراني الشهيد قاسم سليماني، تهديداً على أمريكا والكيان الصهيوني، وفقا لتقرير صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، والتي أكدت بأنها تتمتع "بقدرات قوية"، وهي تضم مقاتلين من عدد من الدول بينها العراق.
"كتائب الامام الحسين (ع) في سوريا" تشكل تهديدا على أمريكا و"الكيان الصهيوني"
ورصدت الصحيفة، تقارير أمريكية وصهيونية تؤكد تزايد التهديدات الإيرانية إزاء الكيان الصهيوني والقوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة، وخصوصا في سوريا، من خلال حشود من آلاف المقاتلين وترسانة كبيرة من الأسلحة.
وبداية، ذكّر التقرير الإسرائيلي؛ بتصريح لمسؤول أمريكي لمجلة "نيوزويك" الامريكية الجمعة الماضي، بأن إيران توفر الدعم لمجموعات مسلحة متمركزة في سوريا تقوم بالاستعداد وحشد قدراتها "لتكون قادرة على خلق تهديد للقوات الامريكية في سوريا و"إسرائيل".
وتشير "نيوزويك" في تقريرها أيضا إلى أن هذه الفرق العسكرية "مسلحة بذخائر دقيقة التوجيه وطائرات مسيّرة هجومية واستطلاعية، إلى جانب مجموعة واسعة من الأسلحة الخفيفة، مضيفة أن هذه المجموعات العسكرية نفذت سلسلة من هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ التي أصابت القاعدة العسكرية الامريكية في التنف في تشرين الأول/اكتوبر 2021.
"فرقة الامام الحسين (ع)" تعتبر قوة قتالية متعددة الجنسيات تتكون من آلاف المقاتلين من أنحاء الشرق الأوسط كافة
ولفت التقرير إلى أن هذه الفرقة العسكرية تحمل اسم "فرقة الإمام الحسين" المرتبطة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، مضيفا أن هذه المعلومات تستند الى مسؤول استخباراتي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المعلومات، لكن هذه المعلومات جرى تقديمها الى المسؤولين الأمريكيين.
وبحسب التقرير، فإن "فرقة الامام الحسين" تعتبر قوة قتالية متعددة الجنسيات تتكون من آلاف المقاتلين من أنحاء الشرق الأوسط كافة، ولديها في سوريا آلاف العناصر، معظمهم من السوريين، رغم أن بعضهم من لبنان وأفغانستان وباكستان واليمن والسودان ودول أخرى.
ووصف التقرير الفرقة بأنها تتمتع "بقدرات قوية"، وهي تضم مقاتلين من عدد من الدول التي استقطبت إيران الدعم منها في الماضي، بما في ذلك العراق ولبنان واليمن، والشيعة من باكستان وأفغانستان.
وذكّر التقرير بهجوم صاروخي جرى في كانون الثاني/ يناير العام 2019، استهدف منتجعا للتزلج في جبال الشيخ في الشمال الإسرائيلي، قالت "إسرائيل" إن فيلق القدس هو الذي نفذه. كما لفت التقرير الى التهديدات التي تمثلها الطائرات المسيرة بالقرب من مرتفعات الجولان في وقت لاحق من ذلك العام في أغسطس/آب، والذي أدى الى قيام "إسرائيل" بالاستعانة بفريق متخصص بالتصدي للمسيرات في ذلك الشهر.
ومع ذلك، زعم التقرير أن وجود وحدة عسكرية متعددة الجنسيات تابعة لإيران في سوريا ليس شيئا جديدا، مشيرا إلى أن طهران تساعد النظام السوري منذ العام 2011، وتقوم بتجنيد مقاتلين من الطوائف الشيعية في أفغانستان وباكستان والعراق بما في ذلك حزب الله، مضيفا أنه في بداية الأمر، ذهب البعض للدفاع عن ضريح (السيدة زينب ع) بالقرب من دمشق، قبل الانخراط في معارك أخرى.
وتابع قائلا، إن الادعاءات بأن إيران شكلت "حزب الله الثاني في سوريا" يعود تاريخه الى العام 2014، وقد طرحه الجنرال في الحرس الثوري الإيراني حسين همداني، وفقا لتقرير في العام 2016 منشور في "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" حيث إن همداني هو الذي أطلق على الوحدة اسم "فرقة الإمام الحسين" والتي تمركزت في مدينة درعا الجنوبية وشمال دمشق في القلمون، مذكّراً بأن همداني قُتِل في العام 2015.
كما أن "معهد دراسات الحرب" أشار مؤخرا إلى أن المسلحين المدعومين من إيران يقومون ببناء مواقع عسكرية جديدة جنوب مدينة دمشق، على الأرجح كجزء من جهود إيران لتأمين طرق النقل في جميع أنحاء سوريا وربطها بمرتفعات الجولان ولبنان.
"فرقة الامام الحسين" تشكلت من قبل قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال الشهيد قاسم سليماني
ووفقاً لتقرير نيوزويك، تم تشكيل وحدة الإمام الحسين (ع) في عام 2016 من قبل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.
وبحسب التقرير فإن فصيل "كتائب الإمام الحسين" العراقية المدعومة من إيران قامت ببناء مقر عسكري ومركز للتخزين في خان الشيح الى الجنوب من دمشق في منتصف حزيران/ يونيو الماضي، في حين أن حزب الله اللبناني سيطر على أرض لمقر ومخازن تحت الأرض بالقرب من مطار المزة العسكري في 17 يونيو/ حزيران الماضي.
وفي المقابل، فإنه بحسب التقرير، فإن "مركز القدس للشؤون العامة" تحدث في العام 2017 عن هذا الفيلق الأجنبي الإيراني في سوريا، ووصف "لواء الإمام الحسين"، بأنه "كتيبة قريبة من رجل الدين المسلم مقتدى الصدر وتعمل بشكل أساسي في منطقة دمشق بمهمتها المعلنة للدفاع عن ضريح السيدة زينب (ع). وتابع التقرير، فإنه بخلاف التشكيلات الأخرى، فإن هذا اللواء كان تابعا للفرقة الرابعة التابعة للجيش السوري.
"إسرائيل" والولايات المتحدة قد تتعرضان للتهديد وأن المزيد من الهجمات ضد الحليفين قيد الإعداد.
وختم التقرير بالقول، إن المهم اليوم لا يتعلق بالتاريخ المعقد بقدر ما يتعلق بما قد يحدث بعد ذلك، مضيفا أن "إسرائيل" والولايات المتحدة قد تتعرضان للتهديد، وأن "المزيد من الهجمات ضد الحليفَيْن قيد الإعداد".
واعتبر التقرير أن إيران هي التي شجعت حزب الله على تعزيز التوترات على الحدود الشمالية لـ"إسرائيل"، كما أن طهران توفر الدعم لحركتي الجهاد الإسلامي وحماس في فلسطين، من أجل تقوية التهديدات في الضفة الغربية، بما في ذلك تشجيعهما على استخدام متفجرات ضد المركبات العسكرية في جنين ومحيطها.
كما أن تقرير "نيوزويك" يتناول معلومات الاستخبارات الأمريكية بأن منطقة حمص السورية أصبحت "مركزا رئيسيا لعمليات وقيادة الفرقة"، وكذلك مناطق حول مدينة حلب.
وبحسب محللين، فإن صدور مثل هكذا تقارير يؤكد المخاوف الأمريكية – الصهيونية من تواجد قوات قتالية تضر مصالحها وأماكن تواجدها في المنطقة وخصوصا في سوريا.
وينتشر في سوريا ما يقارب من 28 موقعًا أمريكيًا منها 24 قاعدة عسكرية، و4 نقاط تواجد بشكل غير قانوني، وبحسب المعلومات فإن هذه القواعد تضم أكثر من ألفي جندي أمريكي، تحت حجة دعم ما يُعرف بقوات سوريا الديمقراطية، ومنع قيام تنظيم "داعش" مجدداً، وفيما كانت وزارة الحرب الأمريكية، قد أعلنت أن عدد الجنود الأمريكيين العاملين داخل الأراضي السورية، 503 جنود، باستثناء القوات المناوبة، إلا أن بعض التقديرات تقول إن هناك ما يفوق ألفي جندي، لا بل إن هناك ما يقارب 3000 جندي أمريكي يتواجدون في القواعد المنتشرة بمحافظات الحسكة، دير الزور وريف دمشق، في حين تتوزّع نقاط التواجد بين محافظتي دير الزور والحسكة، حيث توجد أكبر حقول النفط والغاز في سوريا، وكانت السلطات السورية وصفت مرارا وجود الجيش على أراضيها وتصرفاته بالاحتلال.
وتميل معظم التحليلات إلى أن تل أبيب تريد إضعاف نظام الأسد، بل إضعاف سوريا، كدولة، وتفتيتها كمجتمع وبنية داخلية، بهدف التخلص نهائيا من أي تهديد محتمل قد يصدر من جانبها تجاه "إسرائيل" لعقود عدة مقبلة.