كمين علوي يطيح بعدد كبير من التكفيريين في المزيرعة.. اللاذقية تبدأ حراكها للجم عدوان الجولاني
انفوبلس/ تقارير
في هجوم هو الأول من نوعه منذ سقوط النظام السوري، تعرضت مجموعة من الجماعات التكفيرية التي تتبع أنقرة في منطقة المزيرعة إلى كمين علوي نوعي أطاح بنحو 20 مسلحا منها، لتبدأ بذلك اللاذقية حراكها للتصدي لعدوان الجولاني. فماذا حدث بالضبط؟
كمين في المزيرعة
شهد ريف اللاذقية، مساء السبت، واحدة من أكثر الحوادث فتكا منذ الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، حيث سقط عدد من القتلى والجرحى من الجماعات الإرهابية التابعة لما تسمى "هيئة تحرير الشام" جرّاء كمين نفذه مقاتلون علويون في منطقة المزيرعة.
الكمين جاء بعد تصاعد حالة التوتر والاحتقان في أرياف اللاذقية خلال الأيام الفائتة جراء وقوع العديد من الانتهاكات من قبل إرهابيين أكدوا تبعيتهم إلى ما تسمى إدارة العمليات العسكرية التابعة للجولاني.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن اشتباكات عنيفة اندلعت في ريف اللاذقية بين مسلحين وعناصر من "فيلق الشام"، مما أسفر عن سقوط نحو 20 مسلحا بين قتيل وجريح من عناصر الفيلق أي من جماعة الجولاني.
وأضاف المرصد، أنه تركزت الاشتباكات في منطقة المزيرعة بريف القرداحة بريف اللاذقية، وجاء الهجوم نتيجة كمين مسلح نصبه المسلحون لجماعة الجولاني، قرب أوتوستراد اللاذقية – جبلة، بالقرب من فيلا تعود لوسيم الأسد مما أدى لمواجهات بين العناصر والمسلحين.
ووفق المرصد، أنه وأثناء تدخل عناصر إدارة العمليات العسكرية (جماعة الجولاني) داخل الثكنة، أطلقت المجموعة النار بشكل مباشر، ما أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر وإصابة أربعة عشر آخرين، كحصيلة أولية.
واستهدف المسلحون قافلة لجماعة الجولاني أثناء تحركها في المنطقة الجبلية.
وأشارت تقارير إلى أن المهاجمين استخدموا أسلحة خفيفة ومتوسطة، ما أدى إلى مقتل العناصر المستهدفة على الفور وإلحاق خسائر مادية بعتادهم.
نفير عام
بعد ذلك، أعلنت جماعة الجولاني الإرهابية في عموم الساحل السوري النفير العام ، مطالبة عناصرها بالاستنفار والجهوزية للرد على الهجوم.
ووفقاً لمصادر محلية، تسود حالة من الاستنفار الأمني والتوتر في مناطق ريف اللاذقية، وسط تخوف من تصاعد الهجمات والكمائن في الأيام المقبلة.
ويعد الساحل السوري -لا سيما ريف اللاذقية- من أبرز المناطق التي شهدت مواجهات بين قوات النظام السوري والفصائل المسلحة خلال سنوات الحرب.
وعلى الرغم من تراجع حدة القتال المباشر في السنوات الأخيرة، لا تزال المنطقة تشهد توتراً متواصلاً نتيجة وجود خلايا مسلحة للنظام السابق وبعض المجموعات التكفيرية.
وتأتي هذه الحادثة في سياق تزايد الهجمات المتبادلة بين الأطراف المتصارعة في سوريا، حيث يسعى كل طرف لتثبيت سيطرته في المناطق الجبلية الوعرة التي توفر ملاذاً آمناً للخلايا المسلحة.
روايتان ولكن..
وتوجد روايتان متداولتان حاليًا، الأولى أنه كمين نفّذته فلول من عناصر قوات النظام السوري، والثانية أن عناصر الجماعات التكفيرية رصدوا أشخاصًا يسرقون من إحدى الثكنات العسكرية في المنطقة، وحين دخلوا الثكنة قابلهم الأشخاص بإطلاق النار.
وبعد وصول جماعات الجولاني إلى دمشق، شهدت مدينتي اللاذقية وطرطوس حالة تخبط وهدوء وترقب، مع مخاوف من حصول انتهاكات بحقهم، حيث حصلت بعض السرقات، والاعتداءات على محال، وعلى أشخاص متهمين بـ”التشبيح” لكن الحقيقة أنهم معارضين لهذه الجماعات.
لكن هناك رواية لم يتم تسليط الضوء عليها لغاية الآن، وهي أن الكمين نفذته جماعة علوية في اللاذقية، ويتمتعون بنفوذ كبير، حيث بدأوا بالحراك لصد العدوان الذي نفذته جماعة الجولاني الإرهابية على مدن سوريا.
وبحسب مصادر محلية، فإن هذه الكمائن ستتكرر في قادم الأيام، وربما ستمتد إلى باقي المناطق والأرياف.
خلافات
وبعد أيام من بدء عمليات عسكرية للمعارضة السورية ضد قوات النظام السوري، برزت خلافات ميدانية بين غرفتي عمليات عسكرية تابعتين للمعارضة حيث تشتكي بعض الفصائل من استئثار "هيئة تحرير الشام" مع وقوع حوادث بريف حلب.
ونتج من التماس والتداخل في مناطق السيطرة بين الجماعات الإرهابية خلال الأيام الماضية حوادث تصادم وخلافات تسرب بعض منها، بحسب ناشطين، حول غنائم وسيطرة على المواقع مثل المحطة الحرارية لإنتاج الكهرباء الاستراتيجية الواقعة جنوب شرقي مدينة حلب، والتي تغذي مدينة حلب وأجزاء واسعة من الداخل السوري.
تجدر الإشارة إلى أن صدامات عدة سابقة جرت قبل بدء الأحداث الأخيرة بين فصائل من الجيش الوطني السوري المعارض والجماعات الإرهابية ومن انضمت إليها في ريف حلب، وأبرز هذه الاشتباكات جرى في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 حين تمكنت تلك الجماعات من الوصول إلى مدينة عفرين والسيطرة على عدد من البلدات والقرى وطرد فصائل من المدينة، لتنسحب الهيئة من المنطقة بعد توقف الاشتباكات بضغط عسكري واستخباراتي تركي.