لربط التنف بمناطق سيطرة "قسد".. واشنطن تحشّد سبع مليشيات ومئات الأطنان من الأسلحة في دير الزور
انفوبلس..
في الآونة الأخيرة بدأت القوات الأمريكية بتحركات جديدة شرقي سوريا تهدف إلى ربط منطقة التنف وقاعدتها العسكرية الأمريكية بمناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية المدعومة أمريكياً "قسد"، ويواصل الجيش الأمريكي الذي يقود التحالف الدولي، حشد مجموعات كبيرة من المسلحين الموالين له على خطوط التماس بين مناطق سيطرته وبين مناطق سيطرة الجيش العربي السوري وحلفائه، شرقي سوريا.
وأفادت مصادر محلية في ريف دير الزور، بأن قوة عسكرية ضخمة من وحدات "المهام الخاصة" في قوات "قسد" وقوات "الصناديد" المواليتين له، تحشدت في قاعدة الجيش الأمريكي في حقل ومعمل غاز "كونيكو" للغاز الطبيعي في ريف دير الزور الشمالي الشرقي.
وأفادت المصادر، بأن الجيش الأمريكي أرسل مسلحي "قسد" و"الصناديد" بعتادهما العسكري الكامل بعدما تلقت أوامر مباشرة من "التحالف الأمريكي".
وتابعت المصادر، أن الدفعة الجديدة من المسلحين وصلت السبت الماضي 15 تموز/ يوليو إلى ريف دير الزور، الذي شهد وصول دفعات سابقة منهم إلى قواعد القوات الأمريكية، وتحشدت في إطار الوضع الراهن في دير الزور والتوتر القائم مع المعلومات الواردة عن عملية عسكرية تجهّز لها القوات الأمريكية ضد مناطق سيطرة الجيش السوري، خصوصاً في القرى والبلدات السبعة المحررة شرق نهر الفرات.
وكانت قوات "التحالف الدولي" بقيادة الجيش الأمريكي قد استقدمت، خلال الأيام الماضية، تعزيزات عسكرية ولوجستية كبيرة إلى قواعدها العسكرية غير الشرعية في ريف دير الزور.
وآخر الدفعات التي وصلت إلى المنطقة رتل عسكري أمريكي دخل، يوم أمس، إلى قاعدة معمل وحقل غاز "كونيكو"، وحقل "العمر" النفطي قوامها أكثر من 100 شاحنة كبيرة محملة بالعتاد العسكري واللوجستي.
الجيش الأمريكي يروج لمذبحة بين الإخوة
وأوضحت المصادر، أن العملية العسكرية التي تروج لها القوات الأمريكية بمشاركة ما يسمى قوات "الصناديد" و"مجلس قبيلة البكارة العسكري" و"مجلس هجين العسكري" و"مجلس دير الزور العسكري"، والتي تعمل جميعها تحت إمرة الجيش الأمريكي عبر مظلة قوات "قسد"، في محاولة منها لإعطاء الصبغة العشائرية العربية على تحركاتها.
كما يشارك في الحشود ما يسمى "جيش ثوار الرقّة" الذي مازالت أنشطته محظورة في مناطق "قسد" في محافظة الرقّة.
وفي السياق نفسه، كشفت مصادر محلية في ريف دير الزور أن اجتماعا عُقِد ظهر أول أمس الجمعة، بين ممثلين من قوات "التحالف الأمريكي" مع مجموعة من الوجهاء وشيوخ عشائر من ريف دير الزور الشرقي، في قاعدة حقل "العمر" النفطي.
وأشارت المصادر إلى، أن وجهاء القبائل والعشائر العربية لم يكونوا مؤيدين لمخططات المواجهات العسكرية التي يقوم الجيش الأمريكي بالترويج لها في منطقتهم، متحسسين خطر سيلان الدماء في هذه المنطقة، كون جميع سكان المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري من طرف ومناطق سيطرة الاحتلال الأمريكي من طرف آخر، هي مناطق عشائرية يتشارك جميع سكانها جذورهم المتحدرة من قبائل البكارة والعكيدات والمشاهدة، وغيرها من العشائر والقبائل العربية.
تسخين خطوط التماس
ومع حالة الاستنفار العسكري، تحدثت مصادر محلية في وقت سابق، أن عددا من مسلحي "قسد" تحدثوا عن معلومات بتجهيز قواتها للهجوم على البلدات السبعة المحررة الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري في شمالي وغربي دير الزور، وهي (حطلة، والجنينة، ومراط، ومظلوم، والحسينية، والطابية، وخشام).
وفي الوقت نفسه، نفت مصادر محلية أخرى هذه المعلومات، مؤكدة أن الغاية من التحشدات والأرتال العسكرية هي استبدال الحواجز والعناصر الموجودة من أبناء القبائل العربية الموالين لقسد شرقي دير الزور (مسلحي مجلس دير الزور العسكري) بمسلحين وعناصر من محافظة الحسكة المضمونين، خصوصًا بعد ازدياد عمليات الهجوم على مواقع "قسد"، والتي راح ضحيتها عدد كبير من المسلحين بين قتيل وجريح.
وقفة احتجاجية
وخلال وقفة احتجاجية، استعرض أبناء العشائر العربية قواتهم الرديفة وتشكيلات قوات الدفاع الوطني في المحافظة، حيث أقسم أبناء العشائر العربية على عودة كل شبر من تراب وطنهم، مجددين رفضهم للتواجد الأمريكي على الأراضي السورية.
وأفادت مصادر سورية، أن الوقفة حضرها الجنرال أندريه، رئيس مركز المصالحة الروسية في دير الزور، وشهدت استعراضا للقوات الرديفة.
وأضاف قائد الدفاع الوطني، أن "نهاية القوات الأمريكية ستكون على أيدي أبناء العشائر العربية الذين يقفون خلف الجيش العربي السوري، رافضين أي تواجد للاحتلال الأمريكي والعناصر الموالية له في سوريا.
وتتزامن الوقفة الاحتجاجية لعشائر دير الزور مع استمرار التوتر الذي تشهده خطوط التماس بين مناطق سيطرة الجيش العربي السوري وبين مناطق قوات الاحتلال الأمريكي والمسلحين الأكراد الموالين له على طول المناطق المحررة، شمال نهر الفرات.
بدوره، قال الشيخ محمد الخرفان، أحد وجهاء عشيرة البو سرايا، إن "أبناء العشائر تواجدوا اليوم ليقولوا كلمتهم ضد المحتل الأمريكي ويؤكدوا للعالم أجمع أن المحتل إلى زوال ولا مكان له على الأراضي السورية ولن نسمح بأي تعدٍّ جديد في مناطقنا".
من جهته، قال الشيخ محمد الأحبش، أحد وجهاء عشيرة العكيدات: "نحن نقف خلف الجيش العربي السوري ونقول للمحتل الأمريكي ومن يقف إلى جانبه إنهم إلى زوال ولن يحق في النهاية، إلا الحق".
وبعد الوقفة، توجهت الأرتال العسكرية للقوات الرديفة إلى نقاطها العسكرية المنتشرة في المحافظة.
وبحسب مصادر مطلعة، تنذر تحركات القوى العسكرية المنتشرة على ضفتي نهر الفرات شرق سوريا، باحتمالية وقوع صدام عسكري واسع النطاق في المنطقة، وذلك بالتزامن مع توترات جوية بين قوات التحالف الدولي والقوات الروسية في البلاد.
وأكدت المصادر، أن مناطق ريف دير الزور شرق سوريا شهدت تحركات عسكرية للقوات الأمريكية وحليفتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من جهة، ولقوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية من جهة أخرى.
ودفعت القوات الأمريكية و"قسد" خلال الأيام الماضية بحشود عسكرية هي الأولى من نوعها، قادمة من محافظة الرقة شمال سوريا إلى محيط قاعدة حقل العمر النفطي" و"كونيكو" للغاز الطبيعي والبلدات المجاورة لها شرق البلاد.
في المقابل، أفادت وسائل إعلام محلية بأن قوات الفرقة الرابعة في قوات النظام السوري، نقلت عددا من الصواريخ، قصيرة ومتوسطة المدى، إلى مقراتها وثكناتها العسكرية المنتشرة ضمن مدينة دير الزور.
وتنتشر القوات الأمريكية في تسعة مواقع ونقاط عسكرية في دير الزور ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية على ضفة نهر الفرات الشرقية، بينما توجد روسيا في ستة مواقع ضمن مواقع قوات النظام السوري، في حين تملك إيران العدد الأكبر من قواعد القوى الأجنبية في شرق سوريا بواقع 77 موقعا معظمها تابع للحرس الثوري الإيراني.
وتواصل القوات الروسية في سوريا، اتهام الولايات المتحدة وطائرات التحالف الدولي بانتهاك بروتوكول منع التصادم، عبر القيام برحلات جوية غير قانونية في سوريا، ما ينذر بوقوع حوادث قد تطال الطائرات المدنية لا سيما فوق منطقة التنف الواقعة على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن.
من جهتها، تتهم القوات الأمريكية، الطائرات الروسية بارتكاب استفزازات تجاه طائرات التحالف الدولي في أثناء القيام بعمليات ضد عصابات داعش، وهو ما تحدث عنه الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، عند إعلانه عن مقتل قيادي بارز من "داعش" بغارة أمريكية شرق سوريا.