لماذا زلزل الغربيون الرأي العام على ضحايا "المطبخ العالمي" ولم يقفوا طويلا عند ضحايا غزة؟
انفوبلس/ تقارير
توالت ردود الفعل الدولية المنددة بإقدام الاحتلال الصهيوني على اغتيال فريق إغاثي مكون من سبعة عاملين أجانب تابعين لمنظمة المطبخ المركزي العالمي، في حين طالبت دول الضحايا بالمحاسبة وتقديم تفسير بشأن الحادثة المروعة. لكن اللافت أن جنسيات الضحايا هي مَن حرّكت الرأي العام كونهم أجانب، وهذا ما أثار غضب الغرب الذي انتفض من كل حدب وصوب على ما حدث، بينما لم يتوقف طويلا عند نحو 33 ألف شهيد من غزة.
*ماذا حدث
صباح اليوم، استهدفت طائرات الاحتلال الصهيوني المركبة التي كانت تقل فريق الإغاثة وسائقهم الفلسطيني عبر شارع الرشيد بمنطقة دير البلح وسط قطاع غزة، بشكل مباشر.
ونقلت فرق الإسعاف الفلسطينية جثث العاملين، وهم من جنسيات أمريكية وكندية وأسترالية وبريطانية وبولندية وإيرلندية، وعرضت جوازات سفرهم، بعد أن استهدفهم صاروخ للاحتلال بصورة مباشرة، وأرداهم قتلى.
ويعمل أعضاء الفريق في منظمة "المطبخ المركزي العالمي"، ويحملون جنسيات أجنبية.
وأكدت المنظمة مقتل موظفيها السبعة في ضربة صهيونية على قطاع غزة، أثناء مغادرة فريقها مستودعاًرغم التنسيق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن فريقها كان يتحرك في منطقة منزوعة السلاح بسيارتين مصفحتين ومركبة أخرى تحمل شعارها.
ونوهت إلى أنها ستوقف عملياتها مؤقتا وفورا في المنطقة، وستتخذ قرارات بشأن مستقبل عملها قريبا.
*ما هي منظمة المطبخ المركزي العالمي؟
تأسست المنظمة غير الربحية في عام 2010، على يد الطاهي الأمريكي من أصول إسبانية خوسيه أندريس، والذي توجه لمساعدة المحتاجين في هايتي، وطهي الطعام لهم في أعقاب الزلزال المدمر.
ولاحت لخوسيه أندريس فكرة تأسيس "المطبخ المركزي العالمي" برفقة زوجته باتريشيا، ليتم اختصار الاسم بـ"WCK" ويلمع صيتها حول العالم.
وتقول المنظمة إنها تؤمن بأن الغذاء هو حق عالمي من حقوق الإنسان. و"سواء في المجتمعات التي نخدمها أو في أماكن عملنا اليومية، فإننا نتمسك بقيمنا ونعتمد عليها لتوجيهنا نحو تحقيق هدفنا المشترك".
وكان للمنظمة حضور في العديد من الدول التي شهدت كوارث إنسانية وحروبا، وآخرها أوكرانيا.
*نتنياهو يتأسف على 7 ولا يتأسف على 33 ألفا!
وعقب ما حدث، أقرَّ رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، بقتل سبعة موظفين يعملون في منظمة إغاثية دولية في قطاع غزة.
وقال نتنياهو إن "قتل موظفي منظمة المطبخ المركزي العالمي مؤسف، وقواتنا أصابت بشكل غير متعمد أشخاصا أبرياء في غزة".
نتنياهو الذي تأسف لمقتل الاشخاص السبعة، لم يحرك ساكنا إزاء القتل الذي يحدث في غزة على يد جنوده والذي وصل عدد ضحايا بطشهم الى نحو ٣٣ ألف شهيد.
*"إسرائيل" تصور نفسها ضحية
في هذا السياق، يلفت مصدر لشبكة انفوبلس إلى أن مصدرًا أمنيًا إسرائيليًا وصف لإذاعة الجيش الإسرائيلي ما حدث الليلة الماضية بقطاع غزة بأنه "أسوأ ما تعرضت له إسرائيل" منذ بداية هذه الحرب.
ويشرح المصدر: "لقد استخدم المصدر عبارة ما تعرضت له إسرائيل.. حتى في هذا الاستهداف تصور إسرائيل نفسها على أنها الضحية، بحيث لم يقل المسؤول الأمني الإسرائيلي أسوأ خطأ ارتكبناه.. بل استخدم مصطلحًا يصور الاحتلال على أنه الضحية".
*غضب غربي بدءا من بولندا وصولا لقبرص
لم يقف الغربيون كثيرا عند حرب غزة، نعم كان هناك تفاعلا معها في بعض الدول لكن ردة الفعل التي حدثت اليوم فاقت كل ما سبقتها رغم أن الضحايا اليوم هم سبعة فقط.
لقد حركت جنسيات الضحايا الرأي العام، فانتفضت بولندا وأمريكا وأستراليا والاتحاد الأوروبي وإسبانيا وغيرها من الدول. وهذا ما ستفصله انفو بلس أدناه وسط استغرابات من الازدواجية التي يعمل عليها الغرب.
*بولندا تطالب بتفسير فوري
وعن ردود الفعل، والانتفاضة الغربية الغريبة، طالب وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، الاحتلال الإسرائيلي بتقديم تفسير عاجل بشأن مقتل مواطنه المتطوع في قطاع غزة.
وقال عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "طلبت شخصيا من السفير الإسرائيلي ياكوف ليفني توضيحات عاجلة. أكد لي أن بولندا ستتلقى قريبا نتائج تحقيق حول هذه المأساة".
وأضاف، إن بلاده تعتزم إجراء تحقيقها الخاص بشأن ملابسات استهداف المتطوع البولندي.
من جهته، قدمت وزارة الخارجية البولندية تعازيها لعائلة المتطوع الذي اغتيل أثناء قيامه بتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مضيفة أن "بولندا تعترض على تجاهل القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، بما في ذلك العاملون في المجال الإنساني".
*أستراليا
كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، عن استدعاء رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز سفير دولة الاحتلال عقب اغتيال عاملة الإغاثة الأسترالية في قطاع غزة بغارة جوية إسرائيلية.
وأعلنت الحكومة الأسترالية عن اتصال بالحكومة مع الاحتلال والسفير الإسرائيلي سعياً إلى "المساءلة الكاملة".
وشددت على أن "مقتل عاملة إغاثة أسترالية في غزة أمر غير مقبول على الإطلاق"، مؤكدة ضرورة توفير الحماية "لعمال الإغاثة والعاملين في المجال الإنساني، وجميع المدنيين الأبرياء".
*الولايات المتحدة
أعرب البيت الأبيض عن حزنه الشديد لمقتل المتطوعين الأجانب، مطالبا دولة الاحتلال الإسرائيلي بإجراء تحقيق يكشف ملابسات ما جرى مع فريق الإغاثة الذي تم استهدافه بشكل مباشر خلال تقديمه المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في غزة.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسون، إن "قلبنا مفطور ونشعر بانزعاج شديد بسبب الغارة التي أدّت إلى مقتل عمال الإغاثة في وورلد سنترال كيتشن في غزة".
وأضافت في تدوينة عبر حسابها على منصة "إكس"، أنه "تجب حماية عمال الإغاثة الإنسانية لأنهم يقدّمون مساعدات بحاجة ماسَّة إليها، ونحض إسرائيل على التحقيق بسرعة في ما جرى".
*الاتحاد الأوروبي
أدان الاتحاد الأوروبي على لسان مفوض الشؤون الإنسانية، الهجوم القاتل على متطوعي منظمة المطبخ المركزي العالمي "وورلد سنترال كيتشن" عقب استهداف قافلة الإغاثة في قطاع غزة.
*الأمم المتحدة
أدان منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث، اغتيال المتطوعين الأجانب بالعمل الإغاثي في قطاع غزة، مشيرا إلى أن "كل هذا الحديث عن وقف إطلاق النار، ولا تزال هذه الحرب تسرق أفضلنا".
وقال غريفيث في تدوينة عبر منصة "إكس": "غاضبون من مقتل عمال الإغاثة في المطبخ المركزي العالمي في غزة، لقد كانوا أبطالاً قُتلوا أثناء محاولتهم إطعام الجائعين، تعازيَّ لعائلاتهم وزملائهم".
واشنطن تعلن دخول 250 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة.. "ليست كافية"
وأضاف، أنه "من غير الممكن الدفاع عن تصرفات من يقفون وراء هذه الجريمة"، مشددا على أن "هذا يجب أن يتوقف".
*إسبانيا
طالب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث، دولة الاحتلال الإسرائيلي بتقديم توضيحات بشأن استهداف قافلة الإغاثة التابعة لمنظمة المطبخ المركزي العالمي.
وقال سانتشيث خلال تواجده في العاصمة الأردنية عمان، إن "على إسرائيل توضيح الملابسات المحيطة بمقتل سبعة من العاملين لصالح منظمة وورلد سنترال كيتشن" التي أسسها الطاهي الإسباني الشهير خوسيه أندريس، في ضربة جوية إسرائيلية على وسط غزة.
*قبرص
أدانت وزارة خارجية قبرص استهداف متطوعي منظمة المطبخ المركزي العالمي في قطاع غزة.
وقدمت الخارجية القبرصية في بيان "تعازيها لأُسر وأصدقاء العاملين في المطبخ المركزي العالمي الذين فقدوا حياتهم بشكل مأساوي في غزة"، مشددة على ضرورة إجراء تحقيق بالحادثة.