مئات الصحافيين.. تفاصيل تكشف لأول مرة عن التغطية الإعلامية لتشييع السيد حسن نصر الله

انفوبلس ستكون حاضرة
انفوبلس – بغداد
رغم اشتداد المعركة الإعلامية ورفع القنوات المعادية للمقاومة جهوزيتها وشنّها حملات تخويف وترهيب وتفرقة وتحريض، إلا أنّ يوم الأحد المقبل سيشهد زحمة إعلامية نادرة في بيروت لتغطية تشييع السيد حسن نصر الله. مئات الصحافيين من مختلف الجنسيات سيحجّون إلى بيروت وسط حضور لافت للمؤثرين على صفحات السوشال ميديا الآتين من اليمن والعراق بشكل خاصّ.
"إنا على العهد" هو الشعار الذي رفعه "حزب الله" عنواناً لتشييع الشهيدين السيدين الأمينين العامين لحزب الله السيد حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، الذي سينطلق من المدينة الرياضية وصولاً إلى المثوى الأخير على طريق المطار.
سيكون الحدث بمنزلة تشييع شعبي حاشد واستفتاء لجمهور المقاومة، فيما ترافق الشعار مع دعوات للمشاركة الواسعة في وداع الشهيد نصر الله، وتصدّر الشعار صفحات السوشال ميديا ووسائل الإعلام الداعمة للمقاومة.
هكذا، سيكون الأحد يوماً إعلامياً طويلاً، وستفتح (غالبية) الشاشات العربية والمحلية هواءها باكراً للبثّ المباشر وتغطية الحدث، لكن السؤال الأهم الذي يطرح حالياً: كيف ستغطي القنوات الحدث؟
في هذا السياق، اشتدت المعركة الإعلامية قبل أيام من موعد التشييع، وانطلقت حملات مدروسة لمهاجمة المقاومة التي كانت تتحضّر ليوم التشييع المهيب بعد أشهر على اغتيال السيدين إبان الحرب التي شنها العدو الإسرائيلي على لبنان. غزت الشاشات الصغيرة وصفحات السوشال ميديا حملات ضغينة قامت على التحريض وبث الخوف منعاً من المشاركة الشعبية في يوم الوداع. لكن رغم تلك الحملات، سيشهد تشييع السيدين زحفاً إعلامياً قلّ نظيره.
500 صحافي ومصوّر
تلفت المعلومات لنا أنّ إلى أكثر 500 صحافي ومصوّر سجّلوا أسماءهم رسمياً لدى دائرة العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، للحصول على ترخيص لتغطية الحدث. وتشير المصادر إلى أنّ ذلك الرقم ليس ثابتاً، بل سيفوق العدد الرسمي المسجَّل، مع وجود عدد كبير من الصحافيين الذين يعملون بدوام حرّ (فريلانسر)، ويعتمدون على هواتفهم النقالة في تغطية الحدث.
أضف إلى ذلك مشاركة المئات من المؤثرين والناشطين على صفحات السوشال ميديا من العراق واليمن ودول أميركا اللاتينية والمغرب العربي، الذين سينقلون لحظة التشييع مباشرةً في الفضاء الافتراضي.
وتوضح المعلومات أنّ العلاقات الإعلامية في الحزب، بدأت قبل أسابيع، التحضير للحدث عبر تأمين المواد الإعلامية اللازمة للصحافيين من صور وبيانات رسمية تتعلق بالتشييع. وستعمل الدائرة على تسهيل عمل الصحافيين لتقديم المحتوى المطلوب بشكل سريع، إلى جانب جولات ستقام لاحقاً للصحافيين، في ضاحية بيروت الجنوبية، وفي حال سمح الوقت، ستخصص زيارات لبلدات الجنوب المحررة وفقاً لبرنامج كل قناة.
حضور عراقي ويمني
تكشف المعلومات أنّ الصحافيين الـ 500 المسجلين لدى دائرة العلاقات الإعلامية في الحزب، ينتمون إلى أكثر من ثلاثين جنسية عربية وأجنبية. من العراق، جاء مراسلو قنوات "الأنوار"، و"كربلاء"، و"الغدير"، و"اليقظة" و"الاتجاه" وفريق شبكة "انفوبلس" وغيرها. كما يحضر الإعلام الفلسطيني بشكل قوي، ومحطة "اللؤلؤة" البحرينية.
ومن اليمن، أرسلت قناتا "الساحات" و"المسيرة" فريقها إلى بيروت، إلى جانب قناة "نبأ" السعودية المعارضة، ومروحة واسعة من الإعلام الإيراني الذي وصل أخيراً إلى العاصمة اللبنانية، قادماً من تركيا والإمارات العربية المتحدة، على اعتبار أنّ بيروت جمّدت الطيران الإيراني بعد الخضوع للإملاءات الإسرائيلية. كذلك، أتى فريق من مختلف الوكالات الصحافية الأجنبية، و"اتحاد إذاعات والتلفزيونات الإسلامية"، ومروحة إعلامية واسعة من هيئة الحشد الشعبي العراقي والإعلام الكويتي والعماني ودول المغرب العربي، وسط حضور خجول للإعلام الروسي.
وستقسّم القنوات التي تغطّي التشييع فريقها إلى اثنين: الأول يعمل على تغطية الحدث السياسي من قلب المدينة الرياضية. أما الفريق الثاني، فستكون مهماته متابعة موكب التشييع الشعبي إلى حين وصوله إلى المثوى الأخير إلى طريق المطار، بحكم البُعد بين المكانين وصعوبة التنقل سريعاً من الطريق الجديدة إلى طريق المطار.
يهوذا والقنوات الخليجية!
من بين القنوات العربية والأجنبية الحاضرة للتغطية، نذكر فريق شبكة "سكاي نيوز" الإماراتية، و"العربية" السعودية، و"الجزيرة" القطرية، وBBC البريطانية، وCNN الأميركية، وقنوات أخرى.
وتشير المصادر إلى أنّ تغطية تلك القنوات لتشييع السيدين، فيما قد يختار بعضها التغطية العادية التي قد تصل أحياناً إلى شبه تغييب عن الحدث، مع التركيز على بعض الخروقات التي قد تحصل خلال التشييع.
وتوضح المعلومات أنّ بعض القنوات الخليجية ستتعامل مع الحدث على أنّه "عادي"، إذ ستكتفي بريبورتاج ضمن نشرة أخبارها في محاولة لتقزيم المناسبة وعدم إعطائها الحيّز الشعبي الذي تستحقّه.
رسول مجيد, [02/21/2025 6:21 PM]
في المقابل، تتكتم بعض القنوات على خطتها الإعلامية، معتبرة أنّ الحدث يفرض نفسه، ولكن المفاجآت التي قد تحصل ربما تقلب الخطة رأساً على عقب. وكان لافتاً وصول فرق إعلامية تعمل لدى القنوات العراقية واليمنية، إلى بيروت قبل موعد التشييع بأسبوع تقريباً. وقد بدأت تلك الفرق بتصوير ريبورتاجات في ضاحية بيروت الجنوبية للوقوف على آثار الدمار الذي خلّفه العدو الإسرائيلي.
«الميادين» و«المنار»
أما بالنسبة إلى الإعلام اللبناني، فقد تم تسجيل جميع القنوات ووسائل الإعلام المكتوبة اللبنانية لتغطية الحدث، ولكن نوعية التغطية ستختلف بناء على سياسة كل محطة. من جانبها، بدأت قناة "الميادين" تغطية تشييع الشهيدين، قبل أسبوع من الموعد. وفتحت المحطة التي تتخذ من بيروت مقراً لها، هواءها للوقوف على سيرة الشهيدين عبر عدد من البرامج المخصصة للحدث. وتحمل تغطية القناة شعار "السيد الأمة"، وتخصص حلقات تكشف عن الجانب الفكري والثقافي لشخصية السيد نصر الله، وانحيازه إلى أحرار العالم.
في المقابل، بدأت "المنار" مواكبة الحدث قبل أيام من موعده بتجميد برمجتها العادية وعرض مشاريع تلفزيونية خاصة بالمناسبة للوقوف على سيرة الشهيدين. أما يوم التشييع، فتفتح القناة هواءها للبث المباشر بدءاً من ساعات الصباح الأولى، وتتوقف عند آراء المشاركين في الحدث. وستستمر القناة في تغطيتها حتى بعد انتهاء التشييع، لتتوقف عند النقاط الأساسية في الحدث الأليم. كما جُهِّز استديوان: الأول في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، مكان استشهاد السيد نصر الله، أما الاستديو الثاني، فبالقرب من مكان استشهاد السيد صفي الدين في المريجة في الضاحية أيضاً.
زحمة مؤثرين
شهدت ضاحية بيروت الجنوبية زحمة مؤثرين من مختلف الجنسيات العربية الذين قاموا بجولة اطّلعوا فيها على الدمار الذي سببه العدو الإسرائيلي. دخل أولئك المؤثرون لبنان عبر تأشيرة سياحية لا إعلامية، خوفاً من التضييق عليهم في بلادهم. من بين المؤثرين المعارض الأميركي المعادي للصهيونية جاكسون هينكل الذي يتواجد حالياً في بيروت لحضور التشييع، وقد نشر صوراً له من مكان اغتيال السيد نصر الله. وكان هنكل قد أثار الجدل على منصة X بعدما واكب حرب الإبادة على غزة. كما كان لافتاً حضور الناشط العماني محمد نبيل المعروف بمواقفه المؤيدة للمقاومة. ونشر المؤثر اليمني مالك المداني مجموعة فيديوهات من زياراته في الضاحية.
صفحات جديدة
يشهد الفضاء الافتراضي ولادة عدد من الصفحات الداعمة للمقاومة التي تلقي الضوء على سيرة الشهيد نصر الله. انطلقت صفحتا "طريق 82" و"إنا على العهد" بقوة على منصة إكس. تعرض الصفحتان تقارير صُوِّرت مع عوائل الشهداء، وتسجيلات فوكس بوب من قلب الضاحية، وتوقفت عند آراء المواطنين بيوم الوداع. من بين الأسئلة التي طرحت: "هل أنت جاهز لتشييع السيد"؟ ليأتي جواب الناس في الشارع مليئاً بالعاطفة التي امتزجت بالدموع بوداع الشهيد الذي انحاز إلى المظلومين حول العالم.
حضور فنّي... سرّي
لن يقتصر تشييع السيدين على الحضور السياسي والإعلامي، بل ستشارك باقة من الفنانين اللبنانيين والعرب. يتكتم المشاهير حول مشاركتهم، خوفاً من تعرضهم للإقصاء من قبل شركات الإنتاج التي تحاصر المؤيدين للمقاومة. ويحاول بعض الفنانين التهرب من السؤال حول مشاركتهم التي ستكون سرّية نوعاً ما.