"مجلس الأئمة العالمي" يحاول الإساءة للتشيع.. انفوبلس تكشف الواقفين خلفه وأبرز أجنداته
انفوبلس/ تقارير
دافع بصلابة وعلنية عن "إسرائيل" وهاجم المقاومة الفلسطينية بشدة، حاول الإساءة للتشيع لكن الحوزة العلمية كانت له بالمرصاد وردت عليه في بيان شديد اللهجة، فما هو "مجلس الأئمة العالمي" ومَن يقف خلفه؟ إليك وبالأسماء شخصياته وأماكن نشاطه وكيف لجمته الحوزة بالتفصيل.
ماذا حدث؟
قبل يومين، نشر ما يسمى مجلس الأئمة العالمي بيانا يحوي من المغالطات ما يوحي بأن كاتبه قد يكون مقيماً في تل أبيب، بعد أن هاجم مقاومة حماس لإسرائيل وحملها المسؤولية الكاملة لكل ما يحدث في فلسطين.
ولم يكتف البيان بإدانة المقاومة الفلسطينية، فأكمله بتحميل نظام الجمهورية الإسلامية في إيران المسؤولية عن "هذه المآسي، حيث إن دعمه المستمر وتأييده لأفعال حماس يؤدي إلى إدامة العنف وعدم الاستقرار في المنطقة".
مَن يقف خلف المجلس والبيان؟
اللافت بأن هذا البيان – كغيره من بيانات الإدانة الصادرة عن هذه الجهة، ضد قوى ودول محور المقاومة حتى منذ ما قبل عملية طوفان الأقصى - لم يلقَ أي اهتمام وتفاعل سوى من جانب وسائل إعلام الكيان المؤقت، وهذا ما يُفسر أحد أبرز أدوار هذه الجهة ومن يقف خلفها.
ووفق المعلومات المتاحة، فإن هذا المجلس منذ سنوات ما بعد اتفاقيات أبراهام التطبيعية، بات مكشوفاً بأنه ينشط عبر شخصيات تابعة للتشيع اللندني، التي تكفّر وتهاجم وتسبّ مقدسات السنة والشيعة على حد سواء، وفي المقابل تدعو إلى "السلام" و"التصالح" و"التعايش" و"الاحترام" مع كيان الاحتلال الإسرائيلي. أمّا الدعم بكافة أنواعه، فيبدأ من أبو ظبي "العاصمة السياسية" للإمارات، ويمر بالسعودية والعديد من الدول الأوروبية وصولاً الى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
ماذا تعرف عن المجلس؟ ومن هم أبرز شخصياته؟
يعرّف المجلس عن نفسه بأنه يتألف من "علماء المسلمين وقادة الإيمان من جميع الطوائف والمدارس الفكرية الإسلامية". زاعماً بأن هذا الأمر يجعله "في وضع فريد من نوعه لتمثيل المصالح الأوسع للعالم الإسلامي رسمياً".
ثم يضيف المجلس بأن عمله يشمل 10 مجالات رئيسية:
1ـ )التمثيل العالمي والمحلي) وهذا ما يبيّن أحد أبرز أدواره بأن يكون واجهة إعلامية في خدمة بروبغندا المعسكر الغربي بقيادة الإدارة الأمريكية، فعندما تحتاج للهجوم الإعلامي على الجمهورية الإسلامية أو قوى وحركات المقاومة أو حتى الصين سيستخدمونه.
ـ تقديم المشورة المتخصصة.
ـ الدعوة إلى السلام والتعايش المشترك.
ـ معارضة كل أنواع الكراهية والتطرف.
ـ مواجهة الإسلام السياسي (الإسلاموية).
ـ مكافحة كافة أشكال الإرهاب. وبالتالي فإن المجالات 3،4،5،6 ستؤدي الى الدعوة للتطبيع مع إسرائيل (وهذا ما كرّسه المجلس عبر أنشطته وتصريحات مسؤوليه)، ومواجهة حركات ودول المقاومة والتحرر الوطني (صرّح متزعّم المجلس الحالي محمد توحيدي بأن لإسرائيل الحق في احتلال كل دول المشرق العربي وليس فلسطين فقط، حتى وصل به الأمر الى نفي أحقية قضية الشعب الكشميري بتحديد مصيره).
ـ تعزيز بناء المجتمع.
ـ تعزيز التعليم.
ـ بناء الجسور داخل المجتمع.
ـ تعزيز الحوار بين الأديان.
مكان النشاط
ينشط هذا المجلس بالدرجة الأولى في الإمارات والسعودية، وإيطاليا، وبلجيكا، وكوسوفو، ومقدونيا الشمالية، وكرواتيا، والكويت، وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا.
ويحاول المركز دائماً التمويه والتستر تحت هوية شيعية عراقية، تارةً من خلال العبارات التي يذكرها في بياناته، وتارةً من خلال من خلال الإيحاء بأن جزءاً من تمويله يأتي من الحوزات الإسلامية في النجف وكربلاء، وذلك بهدف إعطاء صورة تأييد "شيعية" لمواقفه.
اهتمام غربي به
ومن اللافت حجم الاهتمام والتأييد الغربي واليميني والصهيوني بكل ما يصدر عن هذا المجلس من مواقف ومشاركات.
حيث هاجم المجلس الجمهورية الإسلامية على إثر عملية الوعد الصادق في 14 نيسان / أبريل 2024، وزعم في بيانه بأن الهجوم: "جلب معه مرحلة جديدة من التوتر وعدم اليقين والمواجهة في الشرق الأوسط"، وعرض المواقع الدينية في الأرض المقدسة للخطر وقد يؤدي إلى تصعيد يهدد أمن ملايين المسلمين في جميع أنحاء المنطقة".
ورفض البيان إعلان إيران بأنها كانت تتصرف دفاعًا عن النفس متهماً إياها بأنها تملك "تاريخاً طويلاً في رعاية الإرهاب وإيواء المنظمات الإرهابية"، محرّضاً من وصفها بالديمقراطيات العالمية على تصنيف حرس الثورة الإسلامية كـ "منظمة إرهابية".
الجدير بالذكر أن أغلب المعمّمين في هذا المجلس هم من أتباع ووكلاء السيد صادق الشيرازي، مثل رئيس المجلس السابق ووكيل الشيرازي في كندا وكوبا الشيخ صالح سيبويه، والمعمّم محمد باقر البديري ونائب رئيسه المعمّم محمد توحيدي.
موقف الحوزة العلمية في النجف الأشرف منه
عقب بيان المجلس الذي حاول الإساءة إلى الشيعة وتصويرهم على أنهم وحوش وعصب عينيه في ذات الوقت عن جرائم الكيان الصهيوني في فلسطين، أصدر أستاذ الدراسات العليا في حوزة النجف الأشرف سماحة آية الله السيد فاضل الجابري بياناً حول ما يسمى مجلس الأئمة العالمي الداعم للكيان الصهيوني والذي يدعو للتطبيع معه.
وقال السيد الجابري في البيان الذي ورد لشبكة انفوبلس، إن "مجلس الأئمة العالمي والقائمين عليه لا يمثلون الحوزة العلمية في النجف الاشرف لا من قريب ولا من بعيد وكل توجهاته لا تمثل التشيع او الإسلام بصلة بل هؤلاء وصمة عار لا تتشرف الحوزة الشريفة ولا مراجعها وعلماؤها بأن يمثلوها".
وأضاف، إن "التشيع من أول يوم برز فيه في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله وبتأسيس منه قام على نصرة الحق والمستضعفين في الأرض أين ما كانوا وإن أئمة التشيع ابتداءً من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ثم الحسن والحسين عليهما السلام الى بقية الأئمة الطاهرين كان ديدنهم ومنهجهم دائما هو مقارعة الظالمين والمستكبرين في الأرض سواء بالسيف او الكلمة والموقف فلا يمكن بأي حال أن يداهنوا الكافر او الظالم والمحتل بل هم شوكة في عيونهم وحربة في صدورهم وما ثورة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام إلا النموذج الابرز لهذا المنهج. ومن المعلوم أن الكيان الصهيوني الغاشم قد اغتصب أرض فلسطين الإسلامية وروع شعبها المظلوم بشتى أساليب القتل والترويع والسجن والتهجير منذ عشرات السنين وقد كان موقف الحوزة العلمية ومراجعها العظام في كل تلك المدة هو الانتصار للشعب الفلسطيني في جهاده لاستعادة أرضه المغتصبة وتحرير شعبه الذي يرزح تحت نير الاحتلال وكذلك كان ولا يزال الرافض لكل محاولات التطبيع والخضوع لهذا الكيان الغاصب وكل القوى التي تقف خلفه".
وتابع، "وأما حركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية المجاهدة فإنهم يمارسون حقهم المشروع في مقارعة الظلم والاحتلال ويسعون الى تحرير أرضهم وشعبهم بكل الوسائل المتاحة وهو عمل تجيزه كل القوانين والأعراف الدولية، فلا يمكن والحال هذه جعل الضحية جلادا وجعل الجلاد ضحية إلا من قبل العملاء والخونة والمنافقين وهؤلاء ثلة قليلة باعت دينها وضميرها ورجولتها ومبادئها ونحن نتبرأ منهم إلى يوم القيامة".
وأكمل سماحة السيد الجابري، "أما الجمهورية الإسلامية في إيران فهي والأحرار من هذه الأمة في كل مكان إنما يقومون بواجبهم في نصرة إخوانهم في فلسطين ودعمهم بالمال والسلاح وكل ما يلزم وهم يبذلون الغالي والنفيس في هذا الطريق فهم بالشكر أحق وأولى من قبل كل صاحب ضمير حي ومسلم واعٍ ".
وأكد، "لا يوجد أي اختلاف في هذا التوجه بين الحوزة العلمية في النجف الاشرف وبين الجمهورية الإسلامية لان المبادئ التي ينطلق منها كلا الجانين واحدة فنحن جميعا ننتمي إلى علي والحسين عليهما السلام".
وختم، "وعليه فنحن ندين بأشد العبارات ما صدر مما يسمى (مجلس الأئمة العالمي) ولا نقبل به ونتبرأ منه ومن القائمين عليه".