محلة جبل محسن في طرابلس اللبنانية تتحفز على ضوء أحداث سوريا.. انفوبلس تفصّل ما حدث

انفوبلس/ تقرير
بالتزامن مع الأحداث "المؤسفة" في الساحل السوري في ظل حكم عصابات الجولاني، شهدت محلة جبل محسن في طرابلس شمال دولة لبنان، توتراً كبيراً كاد أن يطيح بأمن المنطقة ويخلف فتنة لولا تدخل الجيش اللبنانيوضبط الأمن فيها، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على تفاصيل ما حدث بالضبط، وكذلك ردود الفعل.
تشهد عدة مدن سورية، وخاصة تلك التي يقطنها العلويون والدروز والشيعة، حالة من القلق المتزايد بعد أن بدأت قوات الإرهابي أحمد الجولاني بتنفيذ عمليات إبادة جماعية ضد العلويين، انتقامًا من النظام السابق. وتركزت هذه الجرائم بشكل خاص في اللاذقية، جبلة، والساحل السوري، بالإضافة إلى ملاحقة أفراد من الطوائف الأخرى في مختلف المحافظات السورية.
تقع منطقة جبل محسن في شرق مدينة طرابلس ثاني أكبر المدن اللبنانية وهو عبارة عن مرتفع جبلي صغير يطلّ على وسط طرابلس ويمتد من منطقة الملولة والمنكوبين شمالا إلى مشروع الحريري جنوبا وشارع الارز شرقا ويضم الأحياء التالية جبل محسن -المشارقة -الاميركان- البقار- حارة جلول - حارة الجامع - الحارة الجديدة - حي المهاجرين - حي السيدة - طلعة الشمال - الملولة - كواع القبة - الرابية - الملاحية -الوادي.
*قصة ما حدث في لبنان
بحسب وسائل إعلام لبنانية، فإن الأمور بدأت بإشكالات متفرقة حيث أقدم مجهول يستقل دراجة على إطلاق النار باتجاه حي الأمركان البقار قبل أن يفرّ إلى جهة مجهولة، ولحقت الأضرار بأحد المباني المواجهة والمحلات، مضيفة أن الأمر لم يتوقف عند ذلك، بل اشتعلت الأمور بعد أن انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي لقاصر من الجنسية السورية يبلغ من العمر 16 عاماً من مدينة إدلب السورية وقد تم الاعتداء عليه من قبل شبان من جبل محسن وقد نُقل إلى مستشفى الحكومي للعلاج.
وعلى إثر التوتر، قام عدد من الشبان في منطقة البقار بقطع الطريق المؤدية إلى جبل محسن، وشهدت منطقة القبة حالة من الغليان حيث خرج شبان من منطقة البقار في مسيرات احتجاجية مطالبين الأجهزة الأمنية بتوقيف المعتدين، بحسب المعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام اللبنانية.
وتطورت الأمور بسرعة حيث بدأ إطلاق النار بين الطرفين مما أثار حالة من الهلع بين السكان، لتتدخل قوات من الجيش اللبناني وتضرب طوقاً أمنياً حيث أغلقت كافة الطرق المؤدية إلى جبل محسن وبدأت عملية بحث وملاحقة بحق المتورطين في الاعتداء والإشكال. كما بدأت الأمور تعود إلى طبيعتها مع تسليم المعتدي على الفتى ويدعى "أ.ب" من جبل محسن نفسه إلى القوى الأمنية التي باشرت التحقيق معه للوقوف على خلفية الاعتداء، بحسب ما نقل موقع "ليبانون ديبايت" اللبناني.
وأبدت مصادر لبنانية – وفق الموقع - مخاوفها من انتقال الصراع في الساحل السوري إلى الداخل اللبناني لا سيما في الشمال حيث لفتت إلى أن المشاهد المروعة التي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي عما يحصل في الساحل السوري لا سيما بحق العلويين استفزت الكثير من الشبان من أبناء الطائفة في جبل محسن، وهو ما قد يكون دفع المعتدي على "فش خلقه" بالفتى السوري، وهو أمر مدان حتماً.
وأكدت أن الجيش يقف في وجه امتداد الفتنة إلى لبنان، إلا أنها أبدت تخوفاً مما قد تحمله الأيام المقبلة من توتر أكبر مع انتشار السلاح بشكل لافت في مدينة طرابلس وضواحيها، ومثيرو الفتنة قد يقتنصون الفرصة.
*رواية أخرى
لكن بحسب ما قالت الوكالة "الوطنية للإعلام"، إنه في ساعات الليل، تعرض قاصر للطعن بسكين من قبل شاب في منطقة جبل محسن. وسرعان ما انتشرت شائعات بأن الضحية سوري الجنسية، وأن الطعن جاء نتيجة التوتر الحاصل في سوريا، لكن تبين لاحقًا أنه "من النَوَر"مكتوم القيد.
هذه الأنباء المغلوطة – بحسب الوكالة - أشعلت التوتر في المنطقة، وأدت إلى سماع طلقات نارية في القبة وجبل محسن. مع تصاعد التوتر، انتشرت وحدات الجيش اللبناني بسرعة في مناطق التوتر، لا سيما في أحياء البقار، الجبل، وشارع سوريا الفاصل بين باب التبانة وجبل محسن، حيث تمكنت من فرض سيطرتها وإعادة الهدوء.
كما أوقف الجيش أحد الأشخاص في محلة البقار وضبط بحوزته كمية من الذخيرة، وأحاله إلى التحقيق بإشراف القضاء المختص، وفق رواية الوكالة التي قالت إن القاصر الذي تعرض للطعن ليس من سكان جبل محسن، بل وُجد مصابًا أمام نادي الضباط في شارع البقار – القبة، وكان يعاني من اضطرابات نفسية وليس سوريا من إدلب كما ذُكر.
أما الفيديو الذي تم تداوله على مواقع التواصل، والذي يُظهر شخصًا من جبل محسن يوقف آخرًا، فقد تبيّن أن الحادثة مصورة في وقت مختلف وليس لها علاقة مباشرة بحادثة الطعن، بحسب الوكالة اللبنانية.
وكان المجلس الإسلامي العلوي قد أصدر بياناً حول الحادثة أكد فيه أن "السلم الأهلي والاستقرار الأمني خط أحمر، وتجاوباً مع طلب الأجهزة الأمنية تسليم الشاب أحمد البيطار بادرنا بالتواصل معه حيث قابل هذا المطلب بإيجابية".
ويضيف، "لنا كامل الثقة بالأجهزة الأمنية بأنها ستقوم بواجبها بكل شفافية للكشف عن ملابسات الحادث وكشف الحقيقة. طرابلس كانت وما زالت نموذجاً للانصهار الوطني وسداً منيعا في وجه الفتنة. حمى الله لبنان، حمى الله الجيش اللبناني، وعاشت طرابلس آمنة مستقرة".