مذكرات البابا فرنسيس.. طفولة متواضعة ولقاء مثمر مع السيد السيستاني ونجاة من اغتيال بالموصل.. تعرف على أبرز ما جاء في سيرته "الأمل"
انفوبلس/..
بمناسبة ذكرى ميلاده الثامنة والثمانين، أصدر البابا فرنسيس عدة مقتطفات من سيرته الذاتية "الأمل"، حيث يروي طفولته في بوينس آيرس والصعوبات اللوجستية التي واجهها أثناء زيارته للعراق في عام 2021، مشيراً إلى أنه "تعرّض لمحاولتي اغتيال في مدينة الموصل خلال زيارته إلى العراق".
"التركيز الإنساني" الذي شهده في أحياء بوينس آيرس الفقيرة، و"السهم في القلب" الذي شهده العراق في عام 2021، هما موضوعان رئيسيان في سيرة البابا فرنسيس الذاتية "الأمل".
يقول البابا فرنسيس، وهو يتذكر "العالم المعقد والمتعدد الأعراق والأديان والثقافات" في حي فلوريس في بوينس آيرس، حيث قضى طفولته: "عندما يخبرني أحدهم أنني بابا فيليرو، أُصلّي لأكون مستحقاً لذلك". وأضاف: "كانت الاختلافات طبيعية، وكنا نحترم بعضنا البعض"، مشيراً إلى علاقاته بأصدقائه الكاثوليك واليهود والمسلمين.
على مدار السنوات الست الماضية، عمل البابا بالتعاون مع الكاتب الذي اختاره، الناشر الإيطالي كارلو موسّو، على هذا الكتاب. وكان من المخطّط في الأصل أن تُنشر الوثيقة بعد وفاة الحبر الأعظم، غير أن فرصة نشرها تزامناً مع يوبيل عام 2025 – وهو حدث يُخصَّص للمغفرة والتجديد الروحي والاحتفال في الكنيسة الكاثوليكية ويُقام كل 25 عاماً – بالإضافة إلى "احتياجات عصرنا"، دفعت البابا إلى إصدارها في حياته، وفقاً لما ذكرت دار النشر.
يتناول كتاب "الأمل" قصة حياة البابا فرنسيس، بدءاً من جذوره الإيطالية وهجرة أجداده إلى أمريكا اللاتينية، مروراً بطفولته ومراهقته واختياره للدعوة الكهنوتية، وصولاً إلى الفترة الممتدة من حبريته حتى اليوم.
وقالت دار النشر: "يتناول البابا فرنسيس بصراحة وشجاعة، وبنظرة نبوية، بعض اللحظات الحاسمة في فترة حبريته، ويكتب بشكل صريح عن بعض أهم القضايا المثيرة للجدل في عصرنا، من خلال سرد مذكراته بقوة سردية والتأمل في شغفه الشخصي".
ووصف البابا كتاب حياته بـ"قصة رحلة أمل، رحلة لا أستطيع فصلها عن رحلة عائلتي، وشعبي، وكل شعب الله". وقال عن مذكراته: "في كل صفحة، وفي كل فقرة، هو أيضاً كتاب لأولئك الذين ساروا معي، وللذين جاؤوا قبلي، وللذين سيتبعون من بعدي. السيرة الذاتية ليست قصة خاصة بنا فقط، بل ما نحمله معنا. والذاكرة ليست ما نسترجعه فحسب، بل ما يحيط بنا. لا تتحدث فقط عما كان، بل عما سيكون".
وسيُنشر "الأمل" في 80 دولة في 14 كانون الثاني (يناير) 2025، ليصبح أول رواية شاملة لحياة البابا، وليس أول كتاب له، فقد نشر سابقاً كتاباً تحت عنوان "لنحلم"، ضم تأملاته التي كتبها خلال فترة الحجر الصحي في خضم جائحة كوفيد-19، إلى جانب كتاب "الحياة: قصتي عبر التاريخ" المبني على مقابلات حول آرائه وتجربته مع أحداث القرن العشرين، والذي عرض فيه أبرز الأحداث التي شهدتها العقود الثمانية الماضية.
رحلته إلى العراق
في تأمله حول رحلته التاريخية إلى العراق، في الفترة من 5 إلى 8 آذار 2021، يصف البابا فرنسيس "السهم إلى القلب" الذي تمثله الموصل.
يقول البابا، إن "واحدة من أقدم مدن العالم، التي تفيض بالتاريخ والتقاليد، والتي شهدت حضارات مختلفة تأتي وتذهب، وكانت رمزاً للتعايش السلمي بين الثقافات المتنوعة في بلد واحد - العرب والكرد والأرمن والأتراك والمسيحيين والسريان - بدت في عيني وكأنها حقل من الأنقاض بعد ثلاث سنوات من احتلال الدولة الإسلامية، التي اختارتها معقلاً لها".
ويوضح أنه، عندما نظر إليها من طائرة هليكوبتر، بدت المنطقة وكأنها "أشعة إكس للكراهية، وهي واحدة من أكثر المشاعر فعالية في عصرنا". ويتذكر البابا السياق الصعب للزيارة، والذي تفاقم بسبب جائحة كوفيد-19 والمخاوف الأمنية.
ويكتب، في إشارة إلى أرض إبراهيم: "لقد نصحني الجميع تقريباً بعدم الذهاب، لكنني شعرت أنه يتعين عليّ ذلك"، ويشير إلى تحذير بشأن محاولتي اغتيال تم التخطيط لهما أثناء زيارته للموصل، إحداهما من قبل امرأة ترتدي حزاماً ناسفاً، والأخرى باستخدام شاحنة، تم اعتراض المهاجمين وقتلهما من قبل القوات الأمنية العراقية".
وذكر كتابه "الأمل" الذي سيُطرح في الأسواق في أكثر من 80 بلداً اعتباراً من كانون الثاني/ يناير 2025: "انطلقت شاحنة صغيرة بسرعة كبيرة للهدف نفسه، واعترضت الشرطة العراقية المهاجمين وقتلتهما في الموصل".
لقاء السيد علي السيستاني
وذكر البابا فرنسيس: "لقد كان اللقاء، الذي عُقد بروح الأخوة في منزل السيد السيستاني، لفتة بليغة في الشرق، أكثر من التصريحات أو الوثائق، لأنه يدل على الصداقة والانتماء إلى نفس العائلة".
ويتذكر البابا النداء المشترك الذي وجهه آية الله إلى القوى العظمى "للتخلي عن لغة الحرب، وإعطاء الأولوية للعقل والحكمة". ويعرب عن تقديره لعبارة من اجتماعهما: "البشر إما إخوة في الدين أو متساوون في الخلق".
قام البابا الأرجنتيني بجولة في أنحاء البلاد، حيث زار بغداد والموصل في نيسان 2021، التي كانت معقلاً لتنظيم داعش الإرهابي وتم تحريرها وتأمينها من قبل القوات الأمنية العراقية. كما زار النجف الأشرف والتقى المرجع الديني الأعلى في العراق السيد علي الحسيني السيستاني، حيث ناقش الجانبان "التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية في هذا العصر، ودور الإيمان بالله وبرسالاته، والالتزام بالقيم الأخلاقية السامية في التغلب عليها".