مرحلة حاسمة بمفاوضات وقف العدوان.. إصرار فلسطيني وعناد صهيوني وضغوط متعددة.. تعرّف على آخر المستجدات
انفوبلس..
يتملص الكيان الصهيوني منذ بدء الحديث عن اتفاق لتبادل الأسرى ووقف عدوانه على غزة بالعديد من الذرائع، ويحاول بشتى الطرق الوصول إلى صيغة اتفاق سراح أسراه دون ربط ذلك بإيقاف العدوان، ما يعقّد في كل مرة مفاوضات وقف إطلاق النار رغم حساب إلى مراحل حاسمة في هذه المرة.
*تمسّك فلسطيني*
وجددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمسكها بمطالبها -وعلى رأسها وقف الحرب على قطاع غزة– لإبرام صفقة تبادل أسرى مع الكيان الإسرائيلي، في حين نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر قولها إن واشنطن تضغط على تل أبيب لإرسال وفدها إلى القاهرة، لكن نتنياهو يرفض.
ووصل أمس السبت وفد حركة حماس ومسؤولون قطريون وأميركيون إلى العاصمة المصرية القاهرة، للمشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في المقابل رفضت "إسرائيل" إرسال وفدها.
وقال مصدر قيادي في حماس إن "الكيان الصهيوني يسعى إلى إطار اتفاق لاسترداد أسراه دون ربط ذلك بإنهاء العدوان"، مشددا على أن الحركة لن توافق بأي حال على اتفاق لا يتضمن صراحة وقف الحرب على غزة.
وأضاف أن العدو الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة بإصراره على دخول رفح بدل وقف العدوان والانسحاب الشامل.
وتابع القيادي في حماس "معلوماتنا تؤكد أن نتنياهو شخصيا يعرقل التوصل إلى اتفاق لحسابات شخصية".
بدوره، أكد القيادي في حركة حماس حسام بدران أمس السبت أن ما عرض على وفد الحركة بالقاهرة في هذه الجولة أفضل مما عرض عليه في الجولات السابقة.
وأضاف بدران أن الحركة تتعامل بجدية مع قضية التفاوض وحريصة على التوصل إلى اتفاق ينهي معاناة شعبنا، مؤكدا أن نتنياهو وحكومته المتطرفة يتعمدان تعطيل التوصل إلى اتفاق هدنة.
وتابع "لا نتواصل مع الإدارة الأميركية بشكل مباشر ولكن عبر الوسطاء، لأنها طرف غير محايد بل تشارك في المعركة، وقد طالبنا بإدخال تركيا وروسيا كضامنين لأي اتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي".
*تزمّت صهيوني*
وفي سياق متصل، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر قولها إن واشنطن تضغط على إسرائيل لإرسال وفد إلى القاهرة، ونتنياهو يرفض انتظار رد حماس.
بدوره، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن "واشنطن تواصل المحادثات مع الإسرائيليين بشأن العملية المحتملة في رفح، وكنا واضحين بشأن مخاوفنا".
وأضاف "أوضحنا لإسرائيل أن هناك طريقة أفضل لهزيمة حماس في غزة بدلا من التورط في رفح".
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قالت إن إسرائيل لن ترسل وفدا إلى القاهرة لمواصلة المفاوضات بشأن صفقة تبادل قبل وصول رد حماس.
ونقلت الهيئة عن مسؤول إسرائيلي أن تل أبيب لا ترغب في الالتزام بإرسال وفد قبل أن ترى مرونة من حماس.
في الأثناء، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن الجيش لن يوافق على إنهاء الحرب وسيدخل رفح، سواء تحققت الهدنة أم لم تتحقق.
*نتنياهو يحاول خداع الرأي العام*
من جانبها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام صفقة الرهائن تحت غطاء مسؤول دبلوماسي.
وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن هدف نتنياهو هو إيهام الرأي العام بأن هناك إجماعا على مسألة التصعيد العسكري ضد الصفقة.
وأضافت الصحيفة أن المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه وهدد بدخول رفح رغما عن أي اتفاق هو بنيامين نتنياهو، مؤكدة أن تصريح نتنياهو تحت غطاء مسؤول مجهول لا يمثل وجهة نظر المجلس الوزاري.
وقال القائد الأسبق للاستخبارات العسكرية عاموس يدلين للقناة الـ12 الإسرائيلية إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هو المختطف رقم 133، فهو رهينة بيد كل من وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير.
وأضاف أن الحرب فعليا انتهت، وما يجري أقل من مجرد قتال، مشددا على أن النصر الآن هو في إعادة المختطفين من غزة.
*الدوحة وواشنطن*
في الأثناء، أفادت مصادر بأن وفدا قطريا توجه إلى القاهرة، للمشاركة في أحدث جولة من المفاوضات بين حماس والكيان الإسرائيلي بهدف وقف إطلاق النار في غزة.
من جانب آخر، نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية مصرية أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) الأميركية وليام بيرنز وصل إلى القاهرة لحضور اجتماعات بشأن غزة، وبحث إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
يأتي ذلك في حين نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس جو بايدن يشارك شخصيا في جهود مكثفة للتوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق النار بغزة، ويعتبر التوصل إلى صفقة جديدة "عنصرا حاسما ضمن إستراتيجية أوسع داخليا وخارجيا".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن الإدارة الأميركية تعمل على مدار الساعة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وعودة "الرهائن"، وإن الرئيس بايدن يضغط من أجل التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى وقف إطلاق النار ويسمح بإدخال مزيد من المساعدات لغزة.
كما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن واشنطن لم تطّلع بعد على خطة إسرائيلية شاملة بشأن عملية عسكرية محتملة في رفح.
وتعثرت جهود سابقة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بسبب مطالبة حماس بتعهد إسرائيلي بإنهاء الحرب، في حين تصر إسرائيل على أن الحرب ستستمر في نهاية المطاف وتهدد باجتياح مدينة رفح التي تؤوي أكثر من مليون نازح فلسطيني، مما يثير قلق المجتمع الدولي بشأن مصيرهم.
لكن مساعي الوسطاء في قطر ومصر والولايات المتحدة لا تزال متواصلة من أجل إقناع الطرفين باتفاق يضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تمهيدا لإنهاء الحرب على قطاع غزة التي تسببت في أزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة وفي استشهاد أكثر من 34 ألف فلسطيني -أغلبهم من الأطفال والنساء- منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
*استئناف المفاوضات*
من المتوقع أن تُستأنف محادثات الهدنة في القاهرة اليوم الأحد، بعد أن انتهت الجولة الأولى أمس السبت دون "حدوث أي تطورات"، حسبما قال مصدر كبير من حماس قريب من المحادثات.
ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن مصدر رفيع المستوى أن هناك تقدمًا إيجابيًا في مفاوضات الهدنة الإنسانية بغزة، وصفقة التبادل والتي تستضيفها القاهرة حاليا.
ونقلت القناة عن المصدر المصري، أن ما يتم نشره من بنود الاتفاق في وسائل الإعلام غير دقيق، وأن الوفد الأمني المصري المشارك في هذه الجولة من المفاوضات مازال مستمرًا في مشاوراته مع كافة الأطراف لإنجاز اتفاق.
كما أفادت القناة أن عودة السكان الفلسطينيين من جنوب القطاع إلى شماله أحد أبرز بنود الاتفاق الذي يجري العمل عليه حاليًا.
*دفع باتجاه استمرار العدوان*
قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، مُخاطباً رئيس حكومته بنيامين نتنياهو، إن إبرام صفقة استسلام تنهي الحرب "سيكون كارثة، وينبغي بدء عملية رفح الآن".
وكتب بن غفير على منصة إكس "لا لصفقة غير مسؤولة نعم لاجتياح رفح".
وحذر بن غفير في منشوره نتنياهو من مغبة "عدم الوفاء بالالتزامات التي قطعها معي الأسبوع الماضي وهو يدرك جيدا ثمن عدم الوفاء بها".
*ضغوط لإتمام المفاوضات*
من جهتها أكدت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، أن نتنياهو "لم يدع" وزيري مجلس الحرب بيني غانتس وغادي أيزنكوت، لمشاورات تقرر خلالها عدم إرسال وفد للقاهرة.
وطالب زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لابيد، السبت، نتنياهو، بإرسال الوفد المفاوض إلى القاهرة، الليلة، لإتمام صفقة التبادل.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، عن لابيد قوله: "ينبغي على نتنياهو، إرسال فريق التفاوض، يجب أن لا يعودوا دون إبرام صفقة وإعادة المحتجزين، لا يوجد هناك مهمة أخرى".
وتابع لابيد في حديثه حديثه: "لا يوجد شيء اسمه نصر دون التوصل إلى اتفاق وعودة المحتجزين".
وتجمع متظاهرون في ساحة الديمقراطية، في تل أبيب، للاحتجاج على الحكومة والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة وإطلاق سراح الأسرى.
وتنظم الاحتجاج حركة "جيل التغيير"، التي تأسست بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين أول، للمطالبة بالإفراج عن الأسرى وتغيير القيادة الإسرائيلية.
وأغلقت الشرطة بعض الشوارع لاحتواء المظاهرة، بالإضافة إلى المخارج القريبة للطريق السريع لمنع المتظاهرين من عرقلة حركة المرور.
*تفاصيل عن مسودة المفاوضات*
كشفت مصادر قريبة من مفاوضات وقف الحرب في قطاع غزة، أن إسرائيل "لم تعد تعترض" على إطلاق سراح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مروان البرغوثي، لكنها تصر على إطلاق سراحه إلى القطاع وليس الضفة الغربية.
ومن المتوقع أن تقدم حركة حماس اسم مروان البرغوثي في قائمة المرحلة الأولى من تبادل الرهائن والمعتقلين.
ونص مشروع الاتفاق المقدم لحماس على أن تسمى الحركة 20 أسيراً محكوماً بالسجن مدى الحياة مقابل كل مجندة إسرائيلية يطلق سراحها في المرحلة الأولى من الصفقة.
وبحسب المصادر، فإن لدى حركة حماس والفصائل في غزة ما بين 3 إلى 5 مجندات، وهو ما يعني بأنه سيجري إطلاق سراح ما بين 60 إلى 100 سجين فلسطيني محكوم عليه بالسجن المؤبد في المرحلة الأولى من التبادل.
وتصر إسرائيل على إبعاد عدد من المعتقلين إلى قطاع غزة أو الخارج.
وكانت إسرائيل رفضت إطلاق سراح مروان البرغوثي في صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011.
*ثلاث مراحل*
ونقل موقع "واللا"، عن مسؤول إسرائيلي، أن حماس مستعدة لدخول المرحلة الأولى من الصفقة التي لا تنص على إنهاء الحرب.
ووفقاً للمسؤول الإسرائيلي، فإن حماس ستضع شروطاً صارمة فيما يتعلق بعدد الرهائن المقرر إطلاق سراحهم في غزة، مقابل سجناء فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية "مكان" عن مصدر إسرائيلي مطلع على المحادثات قوله، إن إسرائيل لم تراجع بعد الاتفاقيات المذكورة في تقارير وسائل الإعلام العربية فيما يتعلق بالضمانات الأمريكية لإنهاء الحرب.
وذكر تقرير لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، أن الاقتراح الأخير يتضمن مرحلة أولى تستمر لمدة 40 يوماً، يجرى خلالها إطلاق سراح ما يصل إلى 33 من نحو 128 رهينة إسرائيلياً محتجزين في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق من القطاع.
وأضاف الموقع أن المرحلة الثانية ستستمر لمدة 42 يوماً، وتشهد إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، واستكمال إجراءات الهدوء المستدام في غزة.
أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فستشهد تبادل الجثامين، وستستمر أيضاً 42 يوما.