مشاركة عراقية واسعة في يوم التشييع المهيب.. آلاف العراقيين يشاركون بوداع السيد نصر الله

أكثر من مئة شخصية و30 ألف مواطن
مشاركة عراقية واسعة في يوم التشييع المهيب.. آلاف العراقيين يشاركون بوداع السيد نصر الله
انفوبلس/..
في قاعة الانتظار بمطار بغداد الدولي، تجلس مجموعة من المسافرين تتأمل شاشات الرحلات بعيون مثقلة بالرهبة والترقب: "متى سيحين موعد الإقلاع فلم يعد للصبر حدود". ويعلو همس بين المنتظرين: “الجنازة ستكون تاريخية، لا أحد يريد أن يفوّت اللحظة".
منذ إعلان موعد تشييع الأمين العام السابق لحزب الله، سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله، تحوّل السفر إلى بيروت إلى سباق مع الزمن. لم تعد المسألة مجرد رحلة، بل باتت أشبه بمهمة، حيث يسابق السياسيون ورجال الدين والمناصرون الوقت لحجز مقعد في الطائرات التي غصّت بالركاب قبل أيام من الحدث. حتى شركات الطيران استجابت لهذا التدفق، فزادت الرحلات، لكنها لم تكن كافية.
وفي لبنان، تتحضّر الساحات لاستقبال القادمين من 79 دولة، فيما تستعد السلطات لإغلاق مطار بيروت لأربع ساعات خلال مراسم التشييع. الشوارع ستضيق بالحشود، والهتافات ستصدح في الأجواء، فيما تستعد كاميرات العالم لنقل مشهد مهيب، حيث لن يكون التشييع مجرد وداع، بل محطة جديدة في تاريخ المنطقة.
*امتلاء الرحلات
كشفت وكالة "فرانس برس" الفرنسية، عن امتلاء رحلات الخطوط الجوية العراقية وكذلك خطوط الشرق الأوسط اللبنانية بالكامل، وذلك مع قرب موعد التشييع الضخم الذي سيقام في لبنان للأمين العام لحزب الله اللبناني السابق السيد حسن نصر الله.
ونقلت فرانس برس عن مسؤول في الخطوط الجوية العراقية قوله إن "جميع المقاعد على رحلات الخطوط الجوية العراقية من بغداد إلى بيروت محجوزة"، فيما أفاد مصدر في شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، بزيادة الرحلات بين بغداد وبيروت اعتباراً من الجمعة حتى الثلاثاء.
وتظهر مواقع شركات الطيران أن رحلات الخطوط الجوية العراقية محجوزة بالكامل حتى يوم الأحد، في حين بيعت رحلات شركة طيران الشرق الأوسط بالكامل تقريبا.
وقال مسؤول عراقي، إنه من المتوقع أن يحضر نواب ومسؤولون عراقيون جنازة نصر الله بشكل خاص، فيما من المتوقع أيضًا أن يشارك ممثلون عن الفصائل المقاومة العراقية، كما سيتم إغلاق مطار بيروت لمدة أربع ساعات أثناء الجنازة.
وقال حزب الله إن 79 دولة ستشارك في إحياء الذكرى، إما رسميا أو من خلال الدعم الشعبي، كما سيقام جنازة الأحد تكريما لهاشم صفي الدين، وهو شخصية بارزة في حزب الله تم اختياره لخلافة نصر الله، قبل أن يُقتل في غارة إسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول.
وابتداء من اليوم الموافق 20 فبراير، ستضاعف الخطوط الجوية العراقية الرحلات الى لبنان بواقع رحلتين يوميا، وذلك قبل موعد تشييع السيد نصر الله في 23 فبراير / شباط الجاري.
*الوفود العراقية
كما ذكرت مصادر مطلعة، أنّ وفدًا عراقيًّا يضم أكثر من مئة شخصية من قادة الأحزاب، وأعضاء البرلمان، والمسؤولين الحكوميين، وقيادات من الحشد الشعبي، سيتوجّه إلى العاصمة اللبنانية بيروت في غضون الأيام القلائل المقبلة، على متن طائرة خاصة للمشاركة في مراسم تشييع سيد المقاومة وخليفته.
في الوقت ذاته، قدّرت المصادر مشاركة أكثر من 30 ألف مواطن عراقي في مراسم التشييع، حيث بدأ تدفّقهم إلى لبنان منذ يوم الاثنين الماضي، لا سيما بعد أن ضاعفت شركتي الخطوط الجوية العراقية وطيران الشرق الأوسط اللبنانية أعداد رحلاتها بين المطارات العراقية ومطار بيروت الدولي، لاستيعاب الزخم البشري العراقي المتوجه إلى لبنان.
إلى ذلك، من المقرّر أن يُنظّم تشييعًا رمزيًّا لسيد المقاومة ورفيقه السيد صفي الدين، في مدينة الكاظمية المقدّسة، بالتزامن مع التشييع الكبير في بيروت، إذ أعلنت اللجنة المنظمة أنّ موعد التشييع سيكون في الساعة الرابعة من عصر يوم الأحد المقبل، وسينطلق من جسر الأئمة الرابط بين مدينتي الكاظمية والأعظمية، وصولًا إلى مرقد الإمامين الجوادين عليهما السلام وسط المدينة، كما دعت اللجنة المنظمة المواطنين العراقيين إلى المشاركة الواسعة في هذه المراسم.
وبينما أفردت مختلف القنوات الفضائية العراقية حيّزًا لبث الأفلام والبرامج الوثائقية عن الشهيد السيد حسن نصر الله والشهيد السيد هاشم صفي الدين، تزينت الشوارع والطرق في المدن العراقية المختلفة بالبوسترات واللوحات الكبيرة للشهيدين، وضجّت منصات التواصل الاجتماعي في العراق بصور الشهيدين، فضلًا عن نشر مقاطع الفيديو والأفلام، والتي أبرزت الكثير من التضحية والجوانب الجهادية المهمة في مسيرة هذين الشهيدين، وعكست صدق مشاعر العراقيين تجاه أصحاب المواقف المشرفة والتضحيات الكبرى.
ويُشار إلى أنّ الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، استُشهد في السابع والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر الماضي (2024)، إثر قصف صهيوني همجي على العاصمة اللبنانية بيروت، فيما استُشهد السيد هاشم صفي الدين الطريقة الإجرامية ذاتها، في الثالث من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أي بعد ستة أيام من استشهاد السيد نصر الله.