مصير داعش في سوريا.. هل ينشط التنظيم الإرهابي بسقوط النظام السوري بعد انكماشه لأعوام؟.. تعرف على مناطق وجوده والمعلومات المتاحة
انفوبلس..
بعد تدهور الأوضاع في سوريا وانهيار نظامها وسقوط عاصمتها بيد ما يسمى بـ"هيئة تحرير الشام" الإرهابية، تُطرح العديد من التساؤلات حول عصابات داعش ومصيرها ومناطق وجودها في سوريا بالوقت الحالي، وعن السيناريوهات المتوقعة للمرحلة المقبلة بالنسبة للتنظيم الإرهابي.
في الثالث من آب/أغسطس من العام الماضي، أعلن داعش تنصيب زعيم خامس له عن طريق تسجيل صوتي نشرته قنوات تابعة للتنظيم الإرهابي على تليغرام، لتبدأ بذلك حقبة "الخليفة" المجهول "أبو حفص الهاشمي".
وحول خطر داعش، حذرت مصادر سورية من زيادة تحركات التنظيم الإرهابي في مناطق شرقي سوريا، بعد التطورات الأخيرة التي شنت فيها فصائل مسلحة إرهابية هجوما واسعا منذ 27 نوفمبر الماضي.
وبينت، إنه هنالك زيادة في تحركات عناصر داعش في البادية السورية ودير الزور وريف الرقة وإنه تمكّن من استعادة بعض الأراضي.
إلى ذلك فإن المصادر قالت إن التقدم الذي قامت به "قسد" باتجاه دير الزور يأتي "ضمن إطار حملة مكافحة تنظيم داعش الإرهابي".
وذكر مدير المركز الإعلامي لـ"قسد" فرهاد هاشمي، إن عناصر داعش يتمركزون بكثافة في بادية دير الزور وبادية حمص، "حيث تم تسجيل تحركات كثيفة لتنظيمات داعش في هذه المناطق خلال الفترة الماضية".
وبين شامي، أن هناك خطورة كبيرة لتنظيم داعش في مناطق حمص ودير الزور، قائلاً "إن تنظيم داعش في سوريا الآن هو خارج السيطرة خاصة بعد انسحاب قوات النظام".
وأوضح، أن داعش يسيطر بشكل كبير على الطرقات الموجودة في تلك المناطق "حتى إنهم فرضوا على النظام خلال الفترة الأخيرة دفع مبالغ مالية مقابلية في سبيل أن لا يهاجموا حركة النقل على الطرق العامة هناك".
ولفت شامي إلى، أن قوات سوريا الديمقراطية قد تدخلت وتحركت كإجراء وقائي بعدما تيقنت أن الكثير من المناطق قد عانت من فراغ أمني، بالأخص منطقة تل رصافي وبادية معدان في الرقة، وكان من الممكن أن يسيطر عليها عناصر داعش.
وأبدى شامي مخاوفه من أن يقوم تنظيم داعش برصّ صفوفه والهجوم على مخازن الأسلحة الموجودة في بادية دير الزور وبادية حمص، التي تضم قواعد عسكرية ضخمة لقوات النظام، وتحتوي على كميات كبيرة من الأسلحة، وفق قوله.
وبين، أن داعش في سوريا بحاجة إلى سلاح بعد أن جند في الفترة الأخيرة الكثير من الشبان وتدريبهم في مناطق البوادي، قائلاً "ما ينقصهم هو السلاح والذخيرة ولديهم قوات متدربة".
وأوضح شامي، أن "قوات التحالف الدولية" تقوم بمراقبة الحدود العراقية السورية، واستبعد أن تقوم جماعات مسلحة بعبور الحدود، مشيرا إلى أن الطرق بين العراق وسوريا ما زالت سالكة عند النقاط الحدودية، وبإمكان الأفراد التنقل بسهولة".
وحول خطر التنظيم الإرهابي على العراق، علق الباحث في الشأن السياسي أحمد الخضر، على احتمالية عودة نشاط داعش، في ظل التحركات الأخيرة في سوريا والتحذيرات الإيرانية.
وقال الخضر، إن "كل التحرك العسكري للمجموعات المسلحة في سوريا تأتي في إطار تقوية داعش، كون أغلبية هذه التنظيمات هي ذات خلفية سلفية جهادية".
وأضاف، إن "بعض هذه التنظيمات كانت ضمن صفوف داعش بالأساس، فضلاً على أن هذه التنظيمات مدرجة عالمياً ضمن لائحة الارهاب الدولي لذلك كل تحركاتها في الجغرافية السورية تمثل تهديداً للأمن القومي العراقي".
وفي الـ26 من أغسطس (آب) الماضي، عُثر على جثث تسعة جنود من الجيش السوري النظامي في بادية تدمر الواقعة وسط البلاد بعدما جرى إعدامهم ميدانياً وذلك عقب أيام قليلة من أسرهم من قبل عناصر "داعش"، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وخلال الأشهر الأخيرة زاد التنظيم من عملياته في كل من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" من خلال خلاياه وكذلك في مناطق سيطرة الحكومة السورية، إذ أعلنت القيادة المركزية للقوات العسكرية الأميركية في يوليو (تموز) الماضي أن مجموع العمليات المنفذة في العراق وسوريا والمتبناة من تنظيم "داعش" في النصف الأول من العام الحالي يعادل ما يقارب ضعف ما قام به التنظيم خلال العام الماضي بكامله، ففي الفترة من يناير (كانون الثاني) وحتى يونيو (حزيران) 2024 تبنى "داعش" 153 هجوماً في العراق وسوريا، وأشارت "القيادة المركزية" إلى أن زيادة الهجمات تعني أن التنظيم يحاول إعادة تشكيل نفسه بعد أعوام من انخفاض قدراته.
وتظهر خرائط توزع سيطرة القوى المختلفة في سوريا عدداً من المساحات الخارجة عن السيطرة يتحرك فيها تنظيم "داعش" وتقع جميعها في مناطق سيطرة النظام لا سيما في المناطق النائية من البادية السورية، وتتبع لمحافظات حماة وحمص ودير الزور والرقة، وينشط التنظيم فيها من خلال عمليات عسكرية ونصب كمائن أدت إلى مقتل المئات من العسكريين والمدنيين في تلك المناطق خلال الأشهر والأعوام السابقة.
وينتشر عناصر التنظيم في محيط جبل البشري بريف الرقة والرصافة ومناطق آثريا والرهجان المتصلة بريف حماة الشرقي، إضافة لبادية السخنة وتدمر بريف حمص الشرقي، وبادية دير الزور، ويقدر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن عدد عناصر التنظيم بنحو 2000 مسلح بعتادهم العسكري، ويستفيدون من طبيعة البيئة الصحراوية في البادية السورية "فهي مناطق مكشوفة تمكنه من تنفيذ الهجمات العسكرية المباغتة ونشر الألغام ونصب المكامن والكر والفر"، مضيفاً أن التنظيم يسعى إلى إثبات قدراته وأنه لا يزال قادراً على شن الهجمات برغم هزيمته وإنهاء سيطرته على مناطق مأهولة بالسكان في مارس (آذار) 2019 خلال معركة الباغوز.