مع خساراتها في الشرق السوري.. هل فكرت واشنطن باغتيال الشيخ أكرم الكعبي؟
انفوبلس..
بعد انتشار أنباء حول وجود نيّة أمريكية باستهداف قادة عراقيين وعلى رأسهم أمين عام حركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي، هددت "تنسيقية المقاومة العراقية" الأمريكان بأن لكل فعل رد فعل، فيما منحت الحكومة العراقية "فرصة أخيرة" للحد من الانتهاكات الأمريكية المستمرة للعراق وسيادته.
وذكرت التنسيقية في بيان: "في ظل التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية الأخيرة التي عصفت بالبلاد، تؤكد الهيئة التنسيقية أن دورها كان وما زال ينصب في تغليب مصالح شعبنا الحبيب والتمكين من خدمته، وإدراكاً منها لخطورة تلك المرحلة وضرورة تجاوزها، كان من ضمن إجراءاتها (إيقاف العمليات العسكرية ضد التواجد العسكري الأمريكي) داخل العراق".
وأضافت، "إن ذلك يجب ألا يُفهم منه أنه القبول باستمرار هذا الوجود غير الشرعي وغير القانوني والمنتهك للدستور العراقي، وأننا لسنا غافلين عن تعنّت الأمريكان بطغيانهم والتدخل السافر في شؤون البلد وهتك سيادته".
وتابعت، "إن استمرار وجود القواعد العسكرية والقوات القتالية والطيران العسكري بما فيه المسيّر التجسسي، مضافا إلى الدور التخريبي الذي تقوم به سفارة الشر الأمريكية في إشاعة الرذيلة والانحراف الاخلاقي والاستهداف المستمر والمركّز للهوية الثقافية العراقية بقيمها ومبادئها وتقاليدها الأصيلة، والمساعي الخبيثة للتحكم بحقوق العراقيين وحرمانهم من الخدمات الأساسية وفي مقدمتها توفير الطاقة الكهربائية لأبناء شعبنا، بالإضافة إلى التهديد الأمريكي الوقح باستهداف أحد قادة المقاومة، يحتّم علينا القيام بواجبنا الشرعي والوطني بالرد المناسب، إذا ما استمرت هذه الانتهاكات".
وأتم البيان، أن "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية وبناءً على الجهود التي تروم الحكومة العراقية القيام بها، فإنها تمنح فرصة أخيرة للحد من هذه الانتهاكات، وليعلم الجميع أن لصبرنا حدود، ولكل فعل رد فعل، وقد أُعذِر من أَنذَر".
وفي السادس من الشهر الحالي، ذكرت مصادر مطلعة أن سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد "الينا رومانسكي" أبلغت بعض الأطراف السياسية أنه "ربما تقوم أمريكا باستهداف بعض القادة العراقيين وعلى رأسهم الشيخ أكرم الكعبي بسبب هجومهم على المصالح الأمريكية".
وجاء اسم الشيخ الكعبي تحديداً بسبب تأكيده المستمر على أن "اليوم أميركا، مثل الدكتاتور صدام، انهارت من الداخل وهي تنهار أيضا في النظام العالمي". مضيفا، أنه "حان الوقت لإنهاء الهيمنة الأمريكية الزائفة، وهيمنة البنك الفيدرالي على ثروة العراق".
ضربات الشرق السوري
يأتي ذلك بعد أن أدرجت مصادر خاصة توجه القوات الأمريكية نحو إقامة نقاط انتشار جديدة داخل الأراضي السورية المحاذية للشريط الحدودي مع العراق، في إطار تحسُّب القوات الأمريكية لهجمات جديدة من قبل فصائل المقاومة في العراق وسوريا.
وأوضحت المصادر، أن التحرك الأمريكي يأتي بعد أيام من المعلومات السرّية التي كشفتها صحيفة “واشنطن بوست” نقلاً عن مسؤولين في المخابرات، حول تحضير فصائل المقاومة لمرحلة جديدة من الهجمات المميتة ضد القوات الأمريكية في سوريا، والعمل من طهران مع روسيا على استراتيجية أوسع لطرد الأمريكيين من المنطقة.
ووفق الصحيفة، تعمل إيران وحلفاؤها على بناء وتدريب القوات لاستخدام قنابل أكثر قوة خارقة للدروع على جوانب الطرق تهدف تحديداً إلى استهداف المركبات العسكرية الأمريكية وقتل الأفراد الأمريكيين.
وبهذا الشأن، قال القيادي في الإطار التنسيقي جبار عودة إن القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة عين الأسد غربي الأنبار، تسعى منذ أسابيع إلى بناء 3 نقاط ارتكاز جديدة على الحدود العراقية من جهة سوريا.
وتابع، إن أي انتشار جديد للقوات الأمريكية ننظر إليه بقلق لأن أمريكا بالأساس لا تريد أن تبقى الأجواء في العراق مستقرة، ومحاولة إعادة الانتشار هو سيناريو جديد قد يخفي الكثير من التفاصيل.
ويضع الكاتب والمحلل السياسي الدكتور باسل المعراوي إخراج القوات الأمريكية من سوريا على رأس الأهداف الاستراتيجية لكل من إيران وروسيا، ويقول إن فصائل المقاومة المدعومة من إيران في سوريا تطمح الى تطبيق النموذج العراقي والذي أجبر الولايات المتحدة على سحب قواتها من العراق.
ويرى، إن الولايات المتحدة تأخذ التهديدات بكل جدية، حيث أرسلت مؤخراً منظومات “هيمارس” الدفاعية الشهيرة إلى قواعدها في ريف دير الزور والحسكة، وأيضاً وسّعت من دائرة علاقاتها الجيدة بعقد اجتماعات مع قوات “الصناديد” العشائرية التابعة لقبيلة “شمّر” بهدف الاستعانة بهم لصد هجمات محتملة على قواعدها.
كذلك، يشير الكاتب إلى الاحتياطات الأمريكية السابقة، من خلال استعادة الاتصالات مع “لواء ثوار الرقّة” العربي، وتفعيل التنسيق بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وجيش سوريا الحرة في منطقة التنف عند المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي.
مقاومة جماهيرية
وبالعودة إلى معلومات “واشنطن بوست”، فقد أكدت الصحيفة أن إيران تُعِدُّ خططاً لحملة واسعة من قبل معارضي الولايات المتحدة بهدف تأجيج مقاومة جماهيرية ودعم حركة شعبية لشن هجمات ضد الأمريكيين في شرق وشمال شرق سوريا، مبينة أن مسؤولين عسكريين ومخابرات روسية وإيرانيين وسوريين كباراً اتفقوا على إنشاء “مركز تنسيق” لتوجيه الحملة.
وأشارت إلى أنه بالرغم من تعزيز تحالف روسيا مع إيران منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، فإن القادة الروس والإيرانيين لديهم أفكار متضاربة حول إدارة سوريا بعد الحرب.
ويبدو حسب مصدر خاص من دير الزور، أن فصائل المقاومة تركز على استخدام “المسيّرات” لضرب القواعد الأمريكية، إلى جانب استهداف الأرتال الامريكية بعبوات ناسفة قوية، بهدف إيقاع قتلى وجرحى من القوات الامريكية، وبالتالي دفع واشنطن إلى اتخاذ قرار الانسحاب من سوريا، وخاصة في ظل الانفتاح العربي والإقليمي على النظام السوري.