مقتل نغم عيسى في حمص.. جريمة غامضة تهز سوريا وتثير تساؤلات حول الأمن الداخلي

انفوبلس/..

في حادثة هزّت مدينة حمص السورية، قُتلت السيدة نغم يحيى عيسى بعد أيام من اختطافها في ظروف غامضة. تداولت منصات التواصل الاجتماعي خبر اختطافها، مما أثار موجة من التساؤلات حول ملابسات الحادثة.

حتى هذه اللحظة، لم تصدر الجهات التي تسيطر على الأمن الداخلي في سوريا أي بيان يوضح تفاصيل الحادثة أو يكشف عن الجهة المسؤولة. يبقى الأمر محاطًا بالغموض، مع استمرار التكهنات والتساؤلات بين المواطنين.

ووفقًا للمعلومات المتداولة، كانت السيدة نغم، زوجة شعبان العلي، في زيارة لعيادة الدكتور يحيى مسعود في مدينة حمص عندما تعرضت للاختطاف. تداولت منصات التواصل الاجتماعي خبر اختطافها في ظروف غامضة، حيث تعرضت للضرب والإهانات قبل مقتلها.

وقُتلت نغم عيسى بعد اختطافها من المدينة قبل أيام، حيث أظهرت صورة مقتلها بطلقة في الرأس، وبجانبها ورقة كُتب عليها "هذا مصير كل خائن للوطن".

اختُطفت أثناء مراجعة الطبيب.

وانتشرت أمس الأربعاء صورة تظهر جثمان السيدة نغم عيسى مع جثمان سيدة أخرى مجهولة الهوية معها. وكانت نغم قد اختُطفت قبل خمسة أيام في حي عكرمة بحمص خلال مراجعتها الطبيب لمراقبة حملها. وتعرضت لسيل من المعلومات الكاذبة منذ اختطافها يوم السبت 1 شباط من العام الجاري، وحتى بعد مقتلها.

وادَّعت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أن "الأمن العام ألقى القبض على نغم عيسى التي أجرمت بحق الأسيرات في سجون النظام البائد"، وأرفق الادعاء بصورة للضحية قبل مقتلها، وهي مقيدة وثيابها ووجهها مضرج بالدماء.

وتواصلت منصات إعلامية مع أحد أفراد عائلة الضحية، حيث أكد أن "السيدة نغم عيسى، وهي من مواليد عام 2001 قرية خربة الحمام بريف حمص الغربي، وتقيم في قرية بلقسة برفقة عائلتها، كانت في زيارة برفقة شقيقة زوجها إلى طبيب في مدينة حمص بحي عكرمة لمراقبة حملها. وخلال فترة الانتظار، خرجت الضحية لشراء الطعام من محل قريب، ثم انقطع الاتصال بها".

وتابع قريب الضحية: "بقي هاتف الضحية الجوال مقفلاً حتى الساعة العاشرة مساءً تقريبًا من نفس اليوم، ثم ظهر متصلاً على تطبيق واتساب. حاولنا مراسلته، لكنه لم يستجب، إلى أن أرسل إلينا صورة نغم وهي مقيدة، وبدت أنها تعرضت للاعتداء بالضرب، وبعد ذلك أرسل مطالبًا بفدية قدرها 500 مليون ليرة سورية مقابل إطلاق سراح نغم".

سَيل من الإشاعات

وأضاف قريب الضحية: "وسط انشغالنا بالبحث عن المفقودة، فوجئنا بسيل الإشاعات التي طالت سمعة نغم. فتارة تم اتهامها بأنها أشرفت على تعذيب الأسيرات في معتقلات نظام الأسد، وتارة أخرى اتُهمت بأنها زوجة شجاع العلي المتهم بارتكاب جرائم ضد السوريين في وقت سابق".

وأوضح، أن "شجاع العلي هو من قرية بلقسة التي تقيم فيها الضحية، لكنه لا ينتمي إلى نفس عائلة 'العلي' التي ينتمي إليها زوج الضحية شعبان العلي، وأن هناك ثلاث عائلات في القرية تحمل اسم 'العلي' ولا تمت إحداها للأخرى بأي صلة قربى".

وقال أيضًا: "من بين الإشاعات التي رافقت اختطاف نغم، أن الأمن العام هو من ألقى القبض عليها، في حين نؤكد أن نغم كانت مختطفة، وقد أبلغنا الأمن العام في حمص، وفي قرية بلقسة التي تقيم فيها نغم، لكن مع الأسف لم يُفِد ذلك في إنقاذها".

انهيار المشهد الأمني

وفي أعقاب انهيار نظام الأسد، شهدت سوريا تحولًا جذريًا في المشهد الأمني، حيث سيطرت مجموعات مسلحة على مفاصل المدن، مما أدى إلى تفاقم حالة الفوضى والاضطراب.

وفي أغلب المدن السورية، تزايدت حالات السرقات والاعتداءات، مما دفع السكان المحليين في بعض المدن، إلى تشكيل مجموعات تطوعية للمساعدة في الحفاظ على النظام والأمن، هذه المبادرات تعكس الحاجة الملحّة لمؤسسات حقيقية في ظل غياب السلطة.

ويُظهر الوضع الأمني الحالي في سوريا تحديات كبيرة تتطلب استجابة منسقة من المجتمع الدولي والجهات المحلية لإعادة بناء المؤسسات الأمنية وتوفير بيئة آمنة للمواطنين، وأن تكون الأولوية لتوحيد الجهود وتنسيقها لضمان استقرار البلاد وعودة الحياة الطبيعية إلى مدنها.