ملفات غزة تُفتح في الخارج.. جنود الاحتلال الصهيوني يواجهون ملاحقات قانونية بتهم جرائم حرب في مختلف أنحاء العالم
انفوبلس/..
فرَّ جندي صهيوني سابق، كان يقضي إجازته في البرازيل، من البلاد فجأةً بعد رفع دعوى ضده هناك تزعم أنه مسؤول عن جرائم حرب أثناء خدمته في غزة.
وكشف تقرير نشرته صحيفة إسرائيلية، تفاصيل جديدة عن هروب أحد جنود الجيش الإسرائيلي من البرازيل بعد صدور أمر باعتقاله هناك.
وذكر التقرير، أن "الجندي الإسرائيلي السابق "ي" كان يقضي إجازة في البرازيل مع عدد من أصدقائه، وتحديدا في منطقة (مورو دي ساو باولو)، لكن الرحلة تحوّلت إلى كابوس عندما أبلغته القنصلية الإسرائيلية بصدور أمر اعتقال ضده للتحقيق في جرائم ارتكبها في غزة".
وأضاف، أن "الجندي وأصدقاؤه تحركوا بسرعة وتمكنوا من الهروب إلى دولة مجاورة قبل أن تصل إليه السلطات البرازيلية، وسط قلق عائلاتهم في مستوطنة شارون، ومتابعة من رئيس المجلس المحلي للمستوطنة".
وأضافت الصحيفة في التقرير، أن "الجندي (21 عاما) كان يقاتل ضمن كتيبة "غفعاتي" وشارك في العمليات في غزة، ونجا من هجوم طوفان الأقصى على حفلة "نوفا" الموسيقية، بينما قُتلت صديقته بجواره في أثناء محاولته الهرب". فيما أكدت، أن "التجربة كانت صادمة إلى حد لا يوصف، وعاد للخدمة في غزة لعام كامل قبل أن يتم تسريحه مؤخرا، والرحلة كانت هروبا من الضغوط النفسية والتجارب المؤلمة، لكن منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي حول خدمته العسكرية ربما كانت السبب وراء إصدار أمر الاعتقال".
سلسلة من الدعاوى
هذه القضية هي الأحدث في سلسلة من الدعاوى القضائية التي رفعتها مؤسسة هند رجب (HRF) التي تتبعت أنشطة مئات الجنود الإسرائيليين الذين يخدمون في غزة، وفق شبكة "سي إن إن".
في الأسبوع الماضي، أمر قاض برازيلي، الشرطة بالتحقيق مع الجندي بناءً على الشكوى التي رفعتها مؤسسة "هند رجب"، متهمةً إياه "بالمشاركة في عمليات هدم واسعة النطاق لمنازل المدنيين في غزة خلال حملة تدمير منهجية".
ونقلت وسائل الإعلام البرازيلية، عن المحامية التي رفعت القضية نيابةً عن المؤسسة، مايرا بينهيرو، قولها إن "البرازيل، بما أنها دولة موقِّعة على نظام روما الأساسي، فهي ملزمة بضمان التحقيق في الجرائم المنصوص عليها في النظام الأساسي (جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية) ومعاقبة مرتكبيها".
ومنظمة حقوق الإنسان، هي منظمة غير حكومية، ومؤيدة للفلسطينيين، تقول إنها "مكرَّسة لكسر حلقة الإفلات الإسرائيلي من العقاب وتكريم ذكرى هند رجب وكل أولئك الذين لقوا حتفهم في الإبادة الجماعية في غزة".
خارجية الاحتلال تتدخل
وقالت وزارة الخارجية في الكيان الإسرائيلي، إنه "في أعقاب محاولة الأسبوع الماضي من قبل عناصر معادية لإسرائيل للتحقيق مع جندي إسرائيلي مفصول زار البرازيل، قام وزير الخارجية جدعون ساعر على الفور، بتنشيط وزارة الخارجية لضمان عدم تعرض المواطن الإسرائيلي للخطر".
وأضافت وزارة الخارجية، إنها "لفتت انتباه الإسرائيليين إلى المنشورات التي نشروها على وسائل التواصل الاجتماعي، بشأن خدمتهم العسكرية، وإلى حقيقة مفادها أن العناصر المعادية لإسرائيل قد تستغل هذه المنشورات لبدء إجراءات قانونية لا أساس لها ضدهم".
ملاحقات قضائية
وسعت منظمة حقوق الإنسان، إلى "إلقاء القبض على جنود إسرائيليين يزورون تايلاند وسريلانكا وتشيلي ودول أخرى، وفقًا لموقعها على الإنترنت، وفي القضية السريلانكية، نشرت المنظمة صورة للجندي وقالت إنها ناشدت السلطات السريلانكية والمحكمة الجنائية الدولية والإنتربول، مطالبة باعتقاله بسبب مقتل مدني في غزة".
يواجه جنود وضباط الاحتلال الإسرائيلي ملاحقات قضائية في بعض دول العالم بسبب ارتكابهم جرائم حرب في قطاع غزة، وهي خطوة مهمة في طريق ردع الاحتلال وإخضاعه للمحاسبة القانونية كما تحدث محللون.
وقال أكاديمي وخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن "الملاحقات القضائية الدولية التي تلاحق جنود إسرائيل تشكل هاجساً لها، خاصة أنها ستفتح الكثير من الملفات، ومنها غياب المساءلة والمحاكمة في القضاء الإسرائيلي، ومسألة فشل الحكومة في الدفاع عن هؤلاء الجنود".
كما يتخوف الإسرائيليون، من أن الملاحقات القضائية لن تطال الجنود، بل قد تطال ضباطا وسياسيين، مشيرا إلى أن هناك مذكرات سرية لم تكشف عنها المحكمة الجنائية الدولية.
ارتفاع محاولات الاستهداف
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مصادر أمنية أن محاولات استهداف جنود الجيش قانونيا بالخارج آخذة في الارتفاع، مشيرة الى وجود نحو 50 شكوى ضد جنود الاحتياط بجيش الاحتلال رُفعت في الخارج، وفُتحت تحقيقات في 10 دول، ولم يُعتقل حتى الآن أي جندي".
وأشارت إلى أنه "لا توجد أي مخاوف فورية أو ملموسة في الدول التي وصفتها بالصديقة لإسرائيل من أوامر اعتقال جماعية، مضيفة أنه "لم تصدر حتى الآن تعليمات رسمية تمنع السفر إلى دول محددة رغم أن بعضها تعتبر إشكالية".
وقالت هيئة البث، إنه "يجري التعامل مع حالات فردية بشكل خاص، كالجنود الذين يحملون جنسية مزدوجة، ولا سيما لدول كجنوب أفريقيا أو حالات تتوفر فيها معلومات استخباراتية تشير إلى نيّة استهداف شخص معين".