مهلة الـ60 يوماً انقضت.. "إسرائيل" ترفض المغادرة واللبنانيون يرفعون سلاح التحدي ويدخلون الجنوب

مجريات اليوم الأول من استعادة السيادة
مهلة الـ60 يوماً انقضت.. "إسرائيل" ترفض المغادرة واللبنانيون يرفعون سلاح التحدي ويدخلون الجنوب
انفوبلس/..
بعد انقضاء مهلة الـ60 يوماً المحددة للانسحاب الكامل لجيش العدو الصهيوني من جميع الأراضي اللبنانية والتي تضمنها اتفاق وقف إطلاق النار، لم يلتزمالاحتلال بالانسحاب، وواصل خروقاته وتفجيراته في القرى الجنوبية. مع ذلك، وفي خطوة تعكس إصرارهم على استعادة حياتهم الطبيعية، باشر اللبنانيون من سكان الجنوب العود لديارهم ليؤكدوا تمسكهم بحقوقهم ورفضهم للتهديدات التي تسعى لفرض واقع جديد في المنطقة.
*خرق واضح
وفي خرق فاضح للاتفاق، حذّر "جيش" الاحتلال من الانتقال والعودة إلى عدد من القرى الجنوبية، في حين يتوافد الجنوبيون إلى قراهم على الرغم من ذلك.
وتجمّع آلاف الجنوبيين عند مداخل قراهم تمهيداً لدخولها مع انقضاء مهلة الستين يوماً، فيما تطلق قوات الاحتلال رشقات رشاشة وبعض القذائف على محيط تحرك المدنيين الذي عبروا سيراً على الأقدام إلى بلدتي حولا وميس الجبل.
وبحسب ما أظهرت مشاهد الفيديو، فإنّ أهالي بلدة كفركلا يصرّون على دخول بلدتهم ويتجاوزون الحد الذي وضعه الجيش اللبناني، وبرغم تحذيرات قوات الاحتلال.
وقد ارتقى شهيد بالإضافة إلى إصابة آخرين برصاص الاحتلال بين أهالي بلدة كفركلا لدى محاولتهم الدخول إلى بلدتهم.
أمّا في حولا الجنوبية، فقد ارتقى 3 شهداء وأُصيب آخرين من جرّاء اعتداءات العدو على المواطنين، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية، بأنّ قوات الاحتلال أسرت مواطنَين كانا يحاولان العودة الى بلدتهما حولا.
كما ارتقى 3 شهداء وأُصيب آخران برصاص قوات الاحتلال في بلدة مركبا الجنوبية، فيما ارتقى شهيد في بليدا، وشهيد آخر في بلدة عديسة.
وارتقى مواطن ومواطنة شابة في ميس الجبل فيما أُصيبت جندية لبنانية في البلدة من جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي طلقات نارية على سيارتها، إلى جانب إصابة آخرين.
واستُشهد العسكري محمد يوسف زهور برصاص الاحتلال على طريق مروحين الضهيرة.
وبذلك، ترتفع حصيلة الشهداء والجرحى نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص في اتجاه المواطنين والجيش اللبناني في الجنوب إلى 15 شهيداً وأكثر من 80 جريحاً.
*الجنوبيون يدخلون إلى بلداتهم بمؤازرة الجيش
وعلى الرغم من هذه الاعتداءات، دخل أهالي مدينة الخيام بمسيرات سيارة إلى بلدتهم.
كما دخل أهالي بلدة حانين بقضاء بنت جبيل إلى بلدتهم، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية.
وبالتزامن، دخلت دوريات مؤللة للجيش اللبناني إلى عيتا الشعب والضهيرةومارون الراس ومناطق حدودية أخرى، وأكد الجيش وقوفه إلى جانب المواطنين في مواجهة الاحتلال.
وليلة أمس، دعت قيادة الجيش اللبناني الأهالي، إلى التريّث في التوجّه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، "نظراً إلى وجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلّفات العدو الإسرائيلي"، مشددةً على "أهمية تحلّي المواطنين بالمسؤولية والالتزام بتوجيهات قيادة الجيش، وإرشادات الوحدات العسكرية المنتشرة، حفاظاً على سلامتهم".
في هذا السياق، أكّدت قيادة الجيش أنّ الوحدات العسكرية "تعمل باستمرار على إنجاز المسح الهندسي وفتح الطرقات ومعالجة الذخائر غير المنفجرة، وتُتابع الوضع العملاني بدقة، ولا سيما لناحية الخروقات المستمرة للاتفاق والاعتداءات على سيادة لبنان، إضافةً إلى تدمير البنية التحتية وعمليات نسف المنازل وحرقها في القرى الحدودية من جانب العدو الإسرائيلي".
كما يواصل الجيش "تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب الليطاني بتكليف من مجلس الوزراء، منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل"، بحسب بيان القيادة.
وأضافت قيادة الجيش اللبناني، أنّه "حدث تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الإسرائيلي، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش، مع الإشارة إلى أنّه يحافظ على الجاهزيّة لاستكمال انتشاره فور انسحاب العدو".
*نص الاتفاق
وبموجب الاتفاق المبرم، يتوجب على الاحتلال الإسرائيلي سحب قواته خلال 60 يوماً، أي بحلول اليوم الموافق لـ26 كانون الثاني/يناير، وأن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة - "اليونيفيل".
لكن "إسرائيل"، واستمراراً لخرقها اتفاق وقف إطلاق النار وبغطاء وموافقة أميركية، أكدت، على لسان مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو في وقت سابق، أنّ قواتها "لن تنسحب بالكامل من جنوبي لبنان، بعد انقضاء مهلة الأيام الـ60"، زاعمة أنّه "لم يتمّ تنفيذ الاتفاق بصورة كاملة من جانب الدولة اللبنانية".
وأعلنت الرئاسة اللبنانية، السبت، أنّ الرئيس جوزف عون، أكّد للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ضرورة إلزام "إسرائيل" تطبيق الاتفاق "ووقف انتهاكاتها المتتالية، ولا سيما تدمير القرى المحاذية للحدود الجنوبية، وجرف الأراضي، الأمر الذي سيعيق عودة الأهالي إلى مناطقهم".
*موقف حزب الله
بدوره، أكّد حزب الله، ليلة الخميس، أنّ "أي تجاوز لمهلة الأيام الـ60، يُعَدّ تجاوزاً فاضحاً للاتفاق، وإمعاناً في الاعتداء على السيادة اللبنانية، ودخول الاحتلال فصلاً جديداً، يستوجب التعاطي معه من جانب الدولة، عبر كل الوسائل والأساليب، التي كفلتها المواثيق الدولية، لاستعادة الأرض وانتزاعها من براثن الاحتلال".