موميكا تحت المجهر السويدي.. تحقيقات جديدة قد تسحب منه حق اللجوء وتعيده إلى العراق
انفوبلس..
عرض التلفزيون السويدي لقطات مصورة باللغة العربية مع المتطرف العراقي المقيم في السويد "سلوان موميكا" الذي قام بحرق القرآن الكريم أكثر من مرة في السويد تحت ذريعة حرية التعبير، قبل أن تتكشف هويته الحقيقية، حيث تبيّن أن سلوان الحاصل على حق اللجوء السياسي في السويد قد عاد إلى العراق في عام 2022 وهو ما تمنعه القوانين السويدية بحق اللاجئين.
وتُحقق مصلحة الهجرة السويدية مع موميكا في كيفية وصوله للسويد وحق التواجد فيها. ووفقًا لمعلومات، فقد واجهته السلطات السويدية في التحقيق بعدة صور وفيديوهات من ماضيه في العراق، بما في ذلك صورة التقطها في تظاهرات التيار الصدري التي اقتحم فيها مجلس النواب عام 2022.
ووفقاً للتفاصيل، تم استدعاء موميكا للتحقيق مع موظف التحقيق في وكالة الهجرة السويدية يوم الخميس الماضي، وتم التحقيق معه عدة ساعات، في مركز خاص للشرطة السويدية في العاصمة ستوكهولم.
ويقول مدير مصلحة الهجرة السويدية، يمكنني أن أؤكد أن الاجتماع قد تم، ولكن ما تمت مناقشته ليس شيئًا يمكنني الخوض فيه.
وبحسب معلومات SVT، استجوبت مصلحة الهجرة السويدية سلوان موميكا بشأن عدد من الصور والفيديوهات التي يظهر فيها وهو في العراق.
المحقق السويدي عرض على موميكا مقاطع فيديو وصورا على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر أن موميكا كان له دور قيادي في قوة مسلحة مسيحية لم يكشف موميكا انتماءه لها أثناء تقديمه طلب اللجوء.
سلوان موميكا ينفي مشاركته في القتال أو كونه عضوا حقيقيا في القوة المسلحة، رغم ما تظهر الفيديوهات بصورته وصوته وهو يقول إنه جزء منه، ويقول سلوان باللغة العربية إنه تلقى رسائل من سياسيين عراقيين في الحكومة للمشاركة في تحرير مناطق المسيحيين التي سيطر عليها داعش، ويقول إنه لا يتوقع سحب الإقامة منه في السويد.
صورة أخرى لفتت انتباه السلطات السويدية أثناء التحقيق، نشرها سلوان موميكا بنفسه في صيف عام 2022. في الصورة، يقف مع المحتجين الصدريين خارج البرلمان في بغداد، مما قد يظهر أنه عاد إلى العراق على الرغم من أنه يحمل إقامة سويدية سياسية تمنعه من العودة للعراق بسبب أن حياته مهددة ولكنه عاد.
ووفقًا لسلوان موميكا، فقد تم التقاط الصورة قبل قدومه إلى السويد لأول مرة. ولكن التحقيقات أكدت أن الصور في عام 2022 وليست قديمة، ومن المتوقع أن يستمر تحقيق مصلحة الهجرة لفترة أطول من الوقت.
يعتقد المدير الصحفي Jesper Tengroth أنه من المهم أن تُتاح للأطراف المعنية الفرصة للتعبير عن آرائهم حول هذه المسألة.
وصل سلوان موميكا إلى السويد بتأشيرة شنغن في عام 2017، وفي عام 2018 تقدم بطلب لجوء للسلطات السويدية وحصل على حق الإقامة في السويد في أبريل 2021 عندما حصل على تصريح إقامة لمدة ثلاث سنوات لأسباب سياسية.
في نفس الربيع الذي مُنح فيه موميكا تصريح إقامة في السويد، هدد رجلًا كان يعيش معه بسكين، مما أدى إلى إدانته في العام التالي بتهديدات غير قانونية، وكانت العقوبة المراقبة وخدمة المجتمع.
وفي 11 يوليو/ تموز، بعد حرق القرآن الكريم لأول مرة، رفعت مصلحة الهجرة السويدية دعوى للنظر في إمكانية إلغاء وضع سلوان موميكا وتصريح إقامته، والسبب هو أن السلطة تلقت معلومات جديدة يمكن أن تؤثر على قضيته.
ويوم أمس، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لملاكم قالوا إنه عراقي وهو يوجه لكمات لـ"سلوان موميكا" في شوارع السويد.
وفي وقت سابق، كشفت وزارة الأمن الإيرانية في بيان، أن "تنفيذ مسرحية تدنيس القرآن الكريم البغيضة، جاءت في سياق إثارة بلبلة إعلامية بامتياز، وذلك لتهميش الأنباء والتطورات الناجمة عن الجرائم المهولة والواسعة التي يمارسها الكيان الصهيوني حاليا في الضفة الغربية، وخاصة مخيم جنين المظلوم والشامخ". مشيرا إلى أن "جريمة انتهاك حرمة القرآن الكريم التي حدثت مؤخرا في السويد، وبتحفيز الشرطة السويدية، تتضمن جوانب أوسع من الأحداث المماثلة السابقة".
وأضاف البيان، أنه "انطلاقا من هذه الرؤية، فقد باشرت القوات المنتسبة إلى وزارة الأمن الإيرانية في عملية تحليل دقيقة للمعلومات بشأن هذه الجريمة وخفاياها المشؤومة، سعيا لتحديد هوية العناصر التي تقف وراءها، وبعد جمع منتظم وهادف للبيانات من البؤر المرتبطة بهذه الفتنة، ومقارنتها مع المصادر الاستخباراتية المتوفرة، تم الكشف عن خيوط أولية حول مصدر نشر الكراهية في هذا الخصوص".
وأوضحت الوزارة قائلة، إنه "وفقا للمعلومات الموثوقة التي توفرت بهذا الشأن، فإن المدعو "سلوان موميكا" الذي اعتدى على حرمة القرآن الكريم، هو من مواليد 1986 في العراق، وقد التحق في عام 2019 بجهاز التجسس التابع للكيان الصهيوني"، متابعة أن "المدعو "موميكا، بسمعته السيئة في العراق وسجله الأسود المشين، لقيَ ترحيبا من الصهاينة، وقام بالعمالة والتجسس ضد المقاومة، وتمرير مخطط تقسيم العراق، وقد حاز على تصريح الإقامة في السويد لقاء تحركاته المشينة والخيانة على حساب الشعب العراقي العزيز والأمة الإسلامية الغالية".
وأردف البيان: "لقد عهدنا في جغرافيا السويد نشاطا استخباريا غير محدود من قبل الصهاينة، وعلى سبيل المثال، توظيف الجاسوس المدان بعقوبة الإعدام "أحمد رضا جلالي" من قبل هذا البلد، بل وتوفير الدعم المتتالي له عقب اعتقاله ومقاضاته، لكن مع ذلك، فإن المطلوب من حكومة السويد هو أن تعيد النظر في نهجها الحالي، وألّا تسمح بالإساءة إلى مشاعر أكثر من ملياري إنسان مسلم في العالم".
القضاء العراقي بدوره، طالب مجلس السويد رسمياً بالتحفظ على حارق المصحف سلوان موميكا، وتسليمه إلى سلطاته في العراق.
وجاء في كتاب رسمي وجَّهته شعبة الاسترداد في مجلس القضاء إلى وزارة الخارجية العراقية/ الدائرة القانونية، "إشارة إلى كتاب محكمة تحقيق الكرخ الثالثة المرقم (18680) في 2023/7/3م۰ نرفق طياً ملف الاسترداد باللغتين العربية والانكليزية الخاص بالمتهـم العراقي ( سلوان صباح متي موميكا) والصادر بحقه أمراً بالقبض من المحكمة المذكورة أعلاه وفق أحكام المادة (۱/۳۷۲) من قانون العقوبات لقيامه بالاعتداء بالطرق العلانية على المعتقدات الدينية وتحقيرها)، ونظراً لاستيفاء الملف للشروط والضوابط المنصوص عليها بالمادة 360 من قانون أصول المحاكمات الجزائية رقم 23 لسنة 1971 المعدل عليه، راجين إيداعه لدى السلطات القضائية السويدية بالطرق الدبلوماسية وفق مبدأ المقابلة بالمثل للنظر في أمر استرداده إلى سلطاتنا على ذمة القضية المطلوب عنها وإعلامنا إجراءاتكم بالسرعة الممكنة.
وكان رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان قد وجّه في 29 حزيران 2023، باتخاذ الإجراءات القانونية لاسترداد اللاجئ ذي الأصول العراقية الذي أقدم على حرق القرآن الكريم من دولة السويد.