نفذها شاب عشريني قُتل فوراً.. محاولة "اغتيال" ترامب ترفع حظوظه الانتخابية.. واتهام لبايدن بالتحريض
انفوبلس..
توالت ردود الأفعال المنددة بإطلاق النار على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي، بينما تتوجه الأنظار إلى سير العملية الانتخابية، ويبدو أن الحادث الذي وقع عند الساعة السادسة مساءً أمس بالتوقيت المحلي الأمريكي، قد غيّر كثيراً في مجرى العملية الانتخابية خصوصاً مع وجود اتهامات لبايدن بالتحريض وضجة عالمية تفاعلت مع محاولة الاغتيال.
حظوظ مرتفعة
ونجا ترامب من محاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، وأعلنت حملته الانتخابية أنه سيحضر المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الأسبوع المقبل.
وقالت الحملة في بيان، إن ترامب يتطلع إلى الانضمام إلى الجميع في ميلووكي ليمضي قُدماً في مؤتمر ترشيحه الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.
ومنذ إعلان محاولة الاغتيال، انهال الدعم على الرئيس السابق، إذ أعلن مدير "صندوق التحوط الأميركي" الملياردير بيل أكمان على منصة التواصل الاجتماعي إكس، أنه يؤيد دونالد ترامب في السباق الرئاسي الأميركي.
وأضاف رداً على أحد مستخدمي إكس: "لقد أيدته للتو. لكنكم تعرفونني. أكتب منشورات طويلة حول مواضيع مهمة. أريد أن يفهم الناس تفكيري حتى يكون له معنى أكبر ويساعد الآخرين على الوصول إلى المكان الصحيح".
بدوره أعلن إيلون ماسك، مالك "تيسلا" و"إكس"، أنه يؤيد رسمياً ترامب في السباق الانتخابي في نوفمبر.
وتعليقا على واقعة إطلاق النار خلال تجمع ترامب الانتخابي، كتب ماسك "أنا أؤيد الرئيس ترامب بالكامل وأتمنى له الشفاء العاجل".
هوية المنفذ
وأكد مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) اليوم الأحد أن تعرض الرئيس السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب لإطلاق نار في بنسلفانيا مساء أمس كان محاولة اغتيال، كما حدد هوية مطلق النار الذي قُتل، وسط استمرار التحقيقات.
وأضاف "إف بي آي" أنه لم تتوافر لديه معلومات مسبقة بشأن وجود تهديد على تجمع ترامب الانتخابي حيث كان يلقي كلمة.
وشدد على استمرار التحقيقات وتفتيش الأماكن والسيارات والمواقع المشبوهة المرتبطة بهذا الحادث.
وطالب مكتب التحقيقات الفدرالي من جميع الذين كانوا حاضرين خلال تجمع ترامب الانتخابي الإبلاغ عن أي معلومات لديهم، لافتا إلى حاجته لدعمهم.
وحدد مكتب التحقيقات الفدرالي هوية مطلق النار، قائلا إنه الشاب توماس ماثيو كروكس البالغ من العمر 20 عاما، وهو ينحدر من بنسلفانيا.
وأضاف، أن تحقيقه مستمر لتحديد دوافع محاولة الاغتيال التي تسببت بمقتل المنفذ وأحد الحاضرين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة.
من جهتها، نقلت وكالة رويترز أن كروكس كان مسجلا في الحزب الجمهوري، بحسب سجلات الناخبين.
بدورها، قالت شرطة بنسلفانيا إن التحقيق في إطلاق النار على ترامب قد يستغرق شهورا.
وأردفت، أن الأولوية هي تحديد الدافع وراء إطلاق النار على الرئيس السابق، وما إذا كان هناك أشخاص آخرون ضالعون فيه.
وشددت شرطة بنسلفانيا على أن التهديد الذي واجهه ترامب قد انتهى، ولا سبب للاعتقاد بوجود تهديد آخر.
تفاصيل الهجوم
من جهتها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن متحدث باسم جهاز الخدمة السرية قوله إن المشتبه به أطلق رصاصات عدة باتجاه المنصة التي كان يقف عليها ترامب من موقع مرتفع.
وقال المتحدث باسم الخدمة السرية إن ذلك يظهر "مخاطر امتلاك المتطرفين للسلاح".
وبعد سماع دوي طلقات عدّة، شوهد ترامب يضع يده على أذنه بينما كانت الدماء تسيل على أذنه وخدّه، وقد أصابته الطلقة بجروح في أذنه.
ثم انحنى ترامب تحت المنصة بينما اندفع عناصر الخدمة السرية نحوه وأحاطوا به قبل إجلائه إلى مركبة مجاورة.
واستدار الرئيس السابق نحو الحشد ورفع قبضته مرارا قائلا إنه لن يستسلم أبدا.
وسارع عناصر الأمن لمرافقة ترامب إلى سيارة رباعية الدفع (إس يو في) في حين رفع الرئيس السابق قبضته مجددا.
وقال جهاز الخدمة السرية في بيان إن المشتبه به "أطلق النار مرات عدة باتجاه المنصة من موقع مرتفع خارج التجمع" قبل أن يقوم عناصر الجهاز "بتحييده".
يذكر أن الولايات المتحدة شهدت أحداث عنف سياسي عدة، فقد اغتيل الرئيس جون كينيدي عام 1963 في إطلاق نار بينما كان بإحدى سيارات موكبه، كما قُتل شقيقه بوبي كينيدي بالرصاص عام 1968. ونجا الرئيس رونالد ريغان من محاولة اغتيال عام 1981.
ضجة محلية وعالمية
وأثارت محاولة اغتيال ترامب صدمة كبيرة في الولايات المتحدة، فيما أدانها العديد من زعماء العالم. فقد عبر قادة عدة دول عن صدمتهم وإدانتهم للعنف السياسي الذي سيؤجج من التوتر مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
فعلى الصعيد الداخلي، قال الرئيس جو بايدن "يجب على الجميع إدانة" إطلاق النار الذي وقع خلال تجمع ترامب الانتخابي، وأضاف: "لا مكان لهذا النوع من العنف في أمريكا، يجب علينا أن نتّحد، بصفتنا أمة، لإدانته".
من جهتها، تحدثت نائبة الرئيس كامالا هاريس عن "عمل بغيض" وقالت إنها "مرتاحة" لأن ترامب لم "يُصب بجروح خطرة".
بدوره، قال الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما "لا مكان على الإطلاق للعنف السياسي في ديمقراطيتنا". وكتب أوباما على منصة إكس: "يجب أن نشعر جميعا بارتياح لأن الرئيس السابق ترامب لم يُصب بجروح بالغة وأن نستغل هذه اللحظة لتجديد التزامنا (بإظهار) التحضُّر والاحترام في السياسة".
اتهام لبايدن
من جهته، قال السيناتور الجمهوري جي دي فانس، أحد المرشحين المحتملين على البطاقة الانتخابية لترامب، إن "الأمر لا يتعلق اليوم بمجرد حدث منعزل. الفرضية الأساسية لحملة بايدن هي أن الرئيس دونالد ترامب فاشيّ استبدادي يجب إيقافه بأي ثمن. وقد أدى هذا الخطاب مباشرة إلى محاولة اغتيال الرئيس ترامب".
وشكرت ابنة ترامب، إيفانكا "جهاز الخدمة السرية وجميع أفراد الأمن الآخرين"، وقالت: "أشكركم على محبتكم وصلواتكم من أجل والدي ومن أجل الضحايا الآخرين".
كذلك، قال الرئيس الجمهوري الأسبق جورج دبليو بوش إنه "مرتاح لأن الرئيس ترامب آمن بعد الهجوم الجبان على حياته".
وقال الرئيس الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون أن "لا مكان للعنف في أمريكا".
إدانة دولية
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس "بشكل قاطع" محاولة الاغتيال، على ما قال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، مضيفا إن "الأمين العام يدين بشكل قاطع عمل العنف السياسي هذا. ويوجه خالص تمنياته بالشفاء العاجل للرئيس ترامب".
من جانبها، عبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن "صدمتها الشديدة"، وقالت عبر منصة إكس: "أشعر بصدمة عميقة إزاء إطلاق النار الذي وقع خلال تجمع انتخابي للرئيس السابق ترامب"، مضيفة: "أتمنى لدونالد ترامب الشفاء العاجل وأقدّم تعازيّ لأسرة الضحية البريئة. العنف السياسي لا مكان له في الديمقراطية".
وتمنى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في رسالة عبر منصة إكس الأحد "الشفاء العاجل" لدونالد ترامب معتبرا أن محاولة اغتياله "مأساة لديمقراطياتنا". وكتب الرئيس الفرنسي "توفي شخص وجرح عدة أشخاص. هذه مأساة لديمقراطياتنا. تشارك فرنسا الشعب الأمريكي صدمته وتنديده".
بدوره، كتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد على منصة إكس: "لقد شعرت بالفزع عندما علمت بنبأ إطلاق النار" على ترامب. وتابع: "مثل هذا العنف ليس له مبرر ولا مكان له في أي بقعة من العالم. لا ينبغي أن يسود العنف أبدا". وأضاف زيلينسكي أنه "يشعر بارتياح" لأن ترامب، الذي انتقد مرارا المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا وسط الغزو الروسي، بخير وأنه يتمنى له "الشفاء العاجل".
من جانبه، وصف المستشار الألماني أولاف شولتز الأحد إطلاق النار على الرئيس الأمريكي السابق بأنه عمل دنيء وتهديد للديمقراطية. وقال في منشور على منصة إكس: "الهجوم على المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب دنيء. أتمنى له الشفاء العاجل. قلبي أيضا مع ضحايا الهجوم. أعمال العنف تلك تهدد الديمقراطية".
في بريطانيا، قال رئيس الوزراء الجديد كير ستارمر الأحد إنه "رُوِّع من جراء المشاهد الصادمة" لإطلاق النار الذي استهدف ترامب. وكتب ستارمر على منصة إكس: "العنف السياسي، بأي شكل من الأشكال، لا مكان له في مجتمعاتنا، وأفكاري مع جميع ضحايا هذا الهجوم".
وفي المجر، قال رئيس الوزراء فيكتور أوربان الأحد إن "أفكاره وصلواته" مع ترامب. وكتب على إكس: "أفكاري وصلواتي مع الرئيس ترامب في هذه الساعات المُظلمة".
في نفس السياق، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني إنها "تُتابع بقلق" الأخبار الواردة من ولاية بنسيلفانيا وتمنت لترامب الشفاء العاجل. وأملت الزعيمة اليمينية في أن "يسود الحوار والمسؤولية على الكراهية والعنف في الأشهر التالية من الحملة الانتخابية".
وفي كندا، قال رئيس الوزراء جاستن ترودو إن العنف السياسي "غير مقبول أبدا" بعد إطلاق النار الذي استهدف ترامب. وكتب ترودو على إكس: "أفكاري مع الرئيس السابق ترامب ومن كانوا في التجمّع ومع جميع الأمريكيين".
كما ندد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمحاولة اغتيال ترامب متمنيا له "الشفاء العاجل... واستكمال الحملات الانتخابية الأمريكية في أجواء سلمية وصحية، خالية من أي مظاهر للإرهاب أو العنف أو الكراهية".
كذالك، ألقى الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي باللوم على "اليسار الدولي" بعد محاولة الاغتيال التي استهدفت ترامب. وكتب الرئيس الشعبوي على إكس: "خوفا من الخسارة في الانتخابات، يلجأون إلى الإرهاب لفرض أجندتهم المُتخلعة والاستبدادية".
وقال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إن إطلاق النار "يجب أن يُدان بشدة من جانب جميع المدافعين عن الديمقراطية والحوار السياسي".
بدورها، أدانت حكومة كوستاريكا الهجوم، وقالت إنها تُتابع المستجدات المتعلقة بـ"هذا العمل غير المقبول".
وأعرب الرئيس التشيلي غابرييل بوريتش عن "إدانته المُطلقة" لإطلاق النار، قائلا "إن العنف يشكل تهديدا للديمقراطيات ويُضعف حياتنا معا، ويجب علينا جميعا رفضه".
وفي بوليفيا، قال الرئيس لويس آرسي: "رغم خلافاتنا الأيديولوجية والسياسية العميقة، يجب على الجميع دائما رفض العنف، أيا يكُن مصدره".
وفي اليابان، عبّر رئيس الوزراء فوميو كيشيدا الأحد عن معارضته العنف السياسي بعد إطلاق النار الذي استهدف ترامب. وكتب كيشيدا على إكس: "يجب أن نقف بحزم ضدّ أيّ شكل من أشكال العنف الذي يتحدّى الديمقراطية".
من جهته، وصف رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي إطلاق النار بأنه حدث "مثير للقلق والمواجهة"، معربا عن ارتياحه لسلامة ترامب. وقال "لا مكان للعنف في العملية الديموقراطية".
وقال رئيس وزراء نيوزيلندا كريس لوكسون "لا ينبغي لأي دولة أن تواجه مثل هذا العنف السياسي".
إلى ذلك، أعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الأحد عن "قلقه العميق" إزاء الهجوم الذي استهدف ترامب. وقال "ندين الواقعة بشدة. لا مكان للعنف في السياسة والديموقراطيات. أتمنى له الشفاء العاجل".
كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد إنه وزوجته سارة "صُدما بالهجوم الواضح على الرئيس (دونالد) ترامب" خلال تجمع انتخابي في بنسيلفانيا. وكتب على إكس "نصلي من أجل سلامته وشفائه العاجل".
في نفس الإطار، حثت روسيا الولايات المتحدة على التصدي "لسياسات التحريض على الكراهية ضد المعارضين السياسيين والدول والشعوب"، مستغلة محاولة اغتيال ترامب للتنديد بالدعم الأمريكي لأوكرانيا.